• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

من نصّ على تواتر الحديث وصحّته

    {  من نصّ على تواتر الحديث وصحّته[1]  }

 

 {  لقد أصفق علماء الفريقين على تواتر حديث الغدير وصحّته، وأثبته أكثر مَن ألَّف في الحديث والتفسير والتاريخ والكلام بأسانيد معنعنة، وأفرده آخرون بمؤلفات خاصة به، سيأتيك بيان بعضها عقيب هذا الموضوع مباشرة إن شاء اللَّه، كما أرسله البعض الآخر إرسال المسلّم، حاذفين منه إسناده، باخعين له، مخبتين إليه، مسلّمين بصحّته ؛ لتسالم جميع مذاهب المسلمين على‏ صحّة أغلب أسانيده ووثاقة رجاله.

 وآخرون راحو يذبّون ويزوون عنه كلّ شك وريبة.

 وها نحن ذاكرون هنا أغلب من أوردهم العلّامة الأميني قدس سره هناك مختصراً }:

 

 1 - الحافظ أبو عيسى الترمذيّ: المتوفّى‏ ( 279 ).

 قال في صحيحه بعد ذكر الحديث: هذا حديث حسن صحيح[2].

 

 2 - الحافظ أبو جعفر الطحاويّ: المتوفّى‏ {  321 }.

 قال في مشكل الآثار: قال أبو جعفر: فدفع دافع هذا الحديث، وزعم أ نّه مستحيل، وذكر أنَّ عليّاً لم يكن مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في خروجه إلى الحجّ من المدينة الذي مرّ في طريقه بغدير خُمّ بالجُحفة... ثمّ ذكر الحديث.

 قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الإسناد، ولا طعن لأحد في رواته، وفيه: أنَّ ذلك القول كان من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ بغدير خُمّ في رجوعه من حجّه إلى المدينة، لا في خروجه لحجّه من المدينة[3].

 

 3 - أبو عبداللَّه الحاكم {  النيسابوري }: المتوفّى‏ ( 405 ).

 رواه بعدّة طرق وصحّحها في المستدرك[4].

 

 4 - الحافظ ابن عبد البَرّ القرطبيّ: المتوفّى‏ ( 463 ).

 قال في الاستيعاب بعد ذكر حديث المؤاخاة وحديثَي الراية والغدير: هذه كلّها آثارٌ ثابتةٌ[5].

 

 5 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازليّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 483 ).

 قال في كتابه المناقب[6]: هذا حديث صحيح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد رواه نحو مئة نفس منهم العشرة المبشَّرة، وهو حديثٌ ثابتٌ لا أعرف له علّة، تفرّد عليٌّ بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد.

 

 6 - حجّة الإسلام أبو حامد الغزاليّ: المتوفّى‏ ( 505 ).

 قال في سرّ العالمين: أسفرت الحجّة وجهها، وأجمع الجماهير على‏ متن الحديث من خطبته في يوم غدير خُمّ باتّفاق الجميع، وهو يقول: « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، فقال عمر: بخٍ بخٍ[7]... إلخ. يأتي تمام الكلام في المفاد إن شاء اللَّه[8].

 

 7 - الحافظ أبو الفرج ابن الجوزيّ، الحنبليّ: المتوفّى‏ ( 597 ).

 قال في المناقب[9]: اتّفق علماء السِّيَر على‏ أنَّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع النبي‏صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة، وكان معه من الصحابة ومن الأعراب وممّن يسكن حوالي مكّة والمدينة مئة وعشرون ألفاً، وهم الذين شهدوا معه حجّة الوداع، وسمِعوا منه هذه المقالة، وقد أكثر الشعراء في ذلك في تلك الحكاية.

 

 8 - الحافظ أبو عبداللَّه الكنجيّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 658 ).

 قال في كفاية الطالب[10] بعد ذكر الحديث من طرق أحمد:

 أقول: هكذا أخرجه في مسنده، وناهيك به راوياً بسند واحد، كيف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام ؟

 وقال بعد روايته من طرق الحافظ أبي عيسى الترمذي في جامعه[11]:

 وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتاباً مفرداً فيه، وروى‏ أهل السِّيَر والتواريخ قصّة غدير خمّ، وذكره محدِّث الشام[12] في كتابه بطرق شتّى‏ عن غير واحد من الصحابة والتابعين، أخبرني بذلك عالياً المشايخ[13].

 وروى بإسناده عن المحاملي ثمّ قال: قلت: هذا حديثٌ مشهورٌ حسنٌ روته الثقات، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى‏ بعض حجّة في صحّة النقل[14].

 

 9 - الشيخ أبو المكارم علاء {  الدولة ركن } الدين السمنانيّ: المتوفّى‏ ( 736 ).

 قال في العروة: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام وسلام الملائكة الكرام: « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏، ولكن لا نبيّ بعدي ».

 وقال في غدير خُمّ بعد حجّة الوداع على ملأ من المهاجرين والأنصار آخذاً بكتفه: « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه »، وهذا حديثٌ متّفقٌ على‏ صحّته، فصار سيّد الأولياء، وكان قلبه على‏ قلب محمد -  عليه التحيّة والسلام  - ، وإلى‏ هذا السرّ أشار سيّد الصدّيقين صاحب غار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أبو  بكر حين بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى‏ عليّ لاستحضاره قال: يا أبا عبيدة أنت أمين هذه الاُمّة أبعثك إلى‏ من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس، ينبغي‏أن تتكلّم عنده بحسن الأدب[15]... إلى‏ آخر مقالته بطولها.

 

 10 - شمس الدين الذهبيّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 748 ).

 أفرد كتاباً في حديث الغدير، وذكره بطرق شتّى‏ في تلخيص المستدرك[16]، وصحّح غير واحد منها، {  وقال }: صدر الحديث متواترٌ، أتيقّن أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قاله، وأمّا « أللّهمّ والِ من والاه » فزيادةٌ قويّةُ الإسناد.

 

 11 - الحافظ عماد الدين ابن كثير الشافعيّ، الدمشقيّ: المتوفّى‏ ( 774 ).

 قال في تاريخه[17]: قال شيخنا أبو عبداللَّه الذهبي: وهذا حديثٌ صحيح. وروى‏ حديث المناشدة في الرحبة وقال: هذا إسناد جيّد.

 

 12 - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن صلاح الدين الحنفيّ: { المتوفّى‏ 803 }.

 قال في المعتصر من المختصر:

 لا يُلتفَت إلى‏ من أنكر خروج عليّ إلى الحجِّ مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ومروره في طريقه بغدير خمّ، وقال: قدم عليّ من اليمن بالبُدْن ؛ لأ نّه وإن لم يكن معه في خروجه إلى الحجّ، فكان معه في رجوعه على طريقه الذي كان مروره به بغدير خمّ، فيحتمل أ نَّه كان هذا الكلام في الرجعة، يؤيِّده الحديث الصحيح: أ نَّه كان هذا القول من رسول  اللَّه  صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خُمّ في رجوعه إلى المدينة من حجّه.

 عن زيد بن أرقم، قال: لمّا رجع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع، ونزل بغدير خُمّ، أمر بدوحاته فقُمِمن[18]... الحديث.

 

 13 - الحافظ نور الدين الهيثميّ: المتوفّى‏ ( 807 ).

 روى‏ في مجمع الزوائد[19] حديث الركبان المذكور من طريق أحمد[20] والطبراني[21]، فقال: رجال أحمد ثقات.

 وروى‏ حديث المناشدة من طريق أحمد عن أبي الطفيل، وقال: رجاله رجال الصحيح إلّا فطر، وهو ثقة.

 ورواه من طريق أحمد الآخر عن سعيد بن وهب وقال: رجاله رجال الصحيح.

 ورواه من طريق البزّار عن سعيد وزيد، ثمّ قال: رجاله رجال الصحيح إلّا فطر، وهو ثقة.

 ورواه من طريق أبي يعلى‏ عن عبدالرحمن بن أبي يعلى‏، ووثّق رجاله.

 ورواه من طريق أحمد عن زياد بن أبي زياد، ووثّق رجاله.

 ورواه عن حُبشي بن جنادة من طريق الطبراني، ووثّق رجاله.

 

 14 - شمس الدين الجزريّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 833 ).

 روى‏ حديث الغدير بثمانين طريقاً، وأفرد في إثبات تواتره رسالته - أسنى المطالب - المطبوعة، وقال بعد ذكر مناشدة أمير المؤمنين يوم الرحبة:

 هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين عليّ رضى الله عنه وهو متواترٌ - أيضاً - عن‏النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، رواه الجمُّ الغفير عن الجمِّ الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطِّلاع له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وطلحة بن عبيداللَّه، والزبير بن العوّام، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالرحمن بن عوف، والعبّاس بن عبدالمطّلب، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخُدري، وجابر بن عبداللَّه، وعبداللَّه بن عباس، وحُبشي بن جنادة، وعبداللَّه بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبداللَّه بن عمر، وعمّار بن ياسر، وأبي ذرّ الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخُزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جُندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة -  رضوان اللَّه عليهم  - وصحّ عن جماعة منهم ممّن يحصل القطع بخبرهم.

 وثبت - أيضاً - أنَّ هذا القول كان منه صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خُمّ[22]. ثمّ ذكر حديث المناشدة بعدّة طرق.

 15 - الحافظ ابن حجر العسقلانيّ: المتوفّى‏ ( 852 ).

 رواه في تهذيب التهذيب في مواضع بعدّة طرق[23]، وقال:

 قلت: لم يجاوز المؤلّف - أبو الحجّاج المزّي: المتوفّى‏ ( 742 ) - ما ذكر ابن عبدالبَرّ وفيه مقنعٌ، ولكنّه ذكر حديث الموالاة عن نفر سمّاهم فقط، وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلَّف فيه أضعاف من ذكر، وصحّحه واعتنى‏ بجمع طرقه أبو العبّاس ابن عقدة، فأخرجه من حديث سبعين صحابيّاً أو أكثر[24].

 وكثير من أسانيدها صحاح وحسان[25].

 

 16 - أبو الخير الشيرازيّ، الشافعيّ {  فضل اللَّه بن روزبِهان المعروف ب ( خواجه ملّا ): المتوفّى‏ بعد 909 }.

 قال في إبطال {  نهج } الباطل الذي ردَّ به على‏ نهج الحقّ: وأمّا ما رُوي من أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ذكره يوم غدير خُمّ حين أخذ بيد عليّ وقال: « ألست أولى‏... ؟ » فقد ثبت هذا في الصحاح، وقد ذكرنا سرّه في ترجمة كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة.

 

 17 - الحافظ جلال الدين السيوطيّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 911 ).

 قال: إ نَّه حديثٌ متواترٌ، وحكاه عنه غير واحد ممّن تأخّر عنه.

 

 18 - الحافظ أبو العبّاس شهاب الدين القسطلانيّ: المتوفّى‏ ( 923 ).

 قال في المواهب اللدنيّة: وطرق هذا الحديث كثيرةٌ جدّاً استوعبها ابن عقدة في كتاب مُفرد له، وكثيرٌ من أسانيدها صحاح وحسان[26].

 19 - الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتميّ، المكّيّ: المتوفّى‏ ( 974 ).

 قال في الصواعق المحرقة: إنَّه حديثٌ صحيحٌ لا مِرْية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، فطرقه كثيرة جدّاً، ومن ثمّ رواه ستة عشر صحابيّاً، وفي رواية لأحمد أ نَّه سمعه من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابيّاً، وشهدوا به لعليّ لمّا نوزع أيّام خلافته، وكثيرٌ من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحّته، ولا لمن ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحجَّ مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. وقولُ بعضهم: إنَّ زيادة « أللّهمّ والِ من والاه... » إلى‏ آخره، موضوعةٌ، مردودٌ، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبيّ كثيراً منها[27].

 

 20 -  الشيخ نور الدين الهرويّ، القاريّ، الحنفيّ: المتوفّى‏ ( 1014 ).

 قال في المرقاة شرح المشكاة[28] بعد رواية الحديث بطرق شتّى‏: والحاصل: أنَّ هذا حديث صحيح لا مِرْية فيه، بل بعض الحفّاظ عدّه متواتراً ؛ إذ في رواية لأحمد أ نَّه سمِعه من النبيِّ ثلاثون صحابيّاً، وشهدوا به لعليٍّ لمّا نوزع أيّام خلافته[29].

 وقال: رواه أحمد في مسنده[30]، وأقلُّ مرتبته أن يكون حسناً، فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعدَ من ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحجّ مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولعلّ سبب قول هذا القائل أ نَّه وهم أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال هذا القول عند وصوله من المدينة إلى‏ غدير خُمّ.

 ثمّ قول بعضهم: إنَّ زيادة « أللّهمّ والِ من والاه » موضوعةٌ مردودٌ، فقد ورد من طرق صحّح الذهبيّ كثيراً منها[31].

 

 21 - زين الدين المناويّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 1031 ).

 قال في فيض القدير[32]: قال ابن حجر: حديثٌ كثير الطرق جدّاً قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مُفرد، منها صحاح، ومنها حسانٌ. وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خُمّ، وزاد البزّار[33] في روايته: « أللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغضْ من أبغضه، وانصُرْ من نصره، واخذُلْ من خذله ».

 ولمّا سمِع أبو بكر وعمر ذلك قالا - فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقّاص -: أمسيت يا بن أبي طالب مولى‏ كلِّ مؤمن ومؤمنة.

 وأخرج - أيضاً -: قيل لعمر: إنَّك تصنع بعليٍّ شيئاً لا تصنعه بأحد من الصحابة ؟ قال: إ نَّه مولاي !

 ثمّ قال - بعد رواية حديث نزول آية «  سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع » يوم الغدير -: قال الهيثميّ[34]: رجال أحمد ثقات. وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح.

 وقال المصنِّف - السيوطي -: حديث متواتر.

 

 22 - نور الدين الحلبيّ، الشافعيّ: المتوفّى‏ ( 1044 ).

 ذكر في السيرة الحلبيّة[35] ما مرّ عن ابن حجر من صحّة الحديث ووروده بأسانيد صحاحٍ وحسانٍ وعدم الالتفات إلى القادح في صحّته، وعدم كون ذيله موضوعاً، ووروده من طرق صحّح الذهبيُّ كثيراً منها.

 

 23 - الشيخ أحمد بن باكثير المكيّ: المتوفّى‏ ( 1047 ).

 قال في وسيلة المآل في مناقب الآل[36]: أخرج الدارقطني في الفضائل عن معقل ابن يسار رضى الله عنه قال: سمعت أبا بكر رضى الله عنه يقول: عليّ بن أبي طالب عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ أي {  الذين } حثَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على التمسّك بهم والأخذ بهديهم، فإنّهم نجوم الهدى‏ من اقتدى‏ بهم اهتدى‏، وخصّه أبو بكر بذلك رضى الله عنه ؛ لأ نّه الإمام في هذا الشأن وباب مدينة العلم والعرفان، فهو إمام الأئمّة وعالم الاُمّة، وكأ نّه أخذ ذلك من تخصيصه صلى الله عليه وآله وسلم له من بينهم يوم غدير خُمّ بما سبق، وهذا حديثٌ صحيحٌ لا مِرْية فيه، ولا شكّ ينافيه، ورُوي عن الجمّ الغفير من الصحابة، وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حجّة الوداع.

 قال شيخ الإسلام العسقلاني رحمه اللَّه تعالى‏[37]: حديث « من كنتُ مولاه... » أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثيرٌ من أسانيدها صحاحٌ وحسانٌ.

 

 24 - الشيخ عبدالحقّ الدهلويّ، البخاريّ: المتوفّى‏ ( 1052 ).

 قال في شرح المشكاة[38] ما تعريبه: وهذا الحديث صحيحٌ بلا شكّ، رواه جمعٌ مثل الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة رواه ستة عشر صحابيّاً.

 وفي رواية: سمعه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابيّاً، وشهدوا به لعليٍّ لمّا نوزع أيّام خلافته، وكثيرٌ من أسانيده صحاحٌ وحسانٌ، ولا يُلتفت إلى‏ قول من تكلّم في صحّته، ولا إلى‏ قول بعضهم: إنَّ زيادة « أللّهمّ والِ من والاه » موضوعة ؛ لأ نَّها رُويت بطرق شتّى‏ صحّح أكثرها الذهبي.

 

 25 - ضياء الدين المقبليّ[39]: المتوفّى‏ ( 1108 ).

 عدّ حديث الغدير في كتابه -  الأبحاث المسدّدة في الفنون المتعدِّدة - من الأحاديث المتواترة المفيدة للعلم. قال بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث: فإن لم يكن هذا معلوماً فما في الدين معلوم.

 26 - أبو عبداللَّه الزرقانيّ، المالكيّ {  محمد بن عبد الباقي }: المتوفّى‏ ( 1122 ).

 قال في شرح المواهب، بعد ذكر كلام المصنّف:

 وخصّه لمزيد علمه، ودقائق استنباطه وفهمه، وحسن سيرته، وصفاء سريرته، وكرم شِيَمه، ورسوخ قدمه... إلى‏ أن قال:

 وللطبراني وغيره بإسناد صحيح: أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم خطب بغدير خُمّ -  وهو موضعٌ بالجُحفة - مرجعه من حجّة الوداع... فذكر الحديث، وفيه:

 « أيّها الناس إنَّ اللَّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى‏ بهم من أنفسهم، فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقَّ معه حيث دار ».

 وزعْمُ بعضٍ أنَّ زيادةَ: « أللّهمّ والِ... » إلخ موضوعةٌ مردودٌ بأنّ ذلك جاء من طرق صحّح الذهبيّ كثيراً منها.

 وروى الدارقطني عن سعد قال: لمّا سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يا بن أبي طالب مولى‏ كلِّ مؤمن ومؤمنة.

 ثمّ ذكر حديث نزول آية «   سأَلَ سائِلٌ... » حول القضيّة، وترجم ابن عقدة وأثنى‏ عليه، فقال: وهو متواترٌ، رواه ستّة عشر صحابيّاً[40].

 وفي رواية لأحمد أ نَّه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لعليٍّ لَمّا نوزع أيّام خلافته، فلا التفات إلى‏ من قدح في صحّته، ولا لمن ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن ؛ لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحجّ معه‏صلى الله عليه وآله وسلم[41].

 27 - شهاب الدين الحفظيّ، الشافعيّ[42]: {  المتوفّى‏ 1233 }.

 أحد شعراء الغدير في القرن {  الثالث } عشر، قال في ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل: هذا حديث صحيح لا مِرْية فيه، أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرةٌ.

 قال الإمام أحمدرحمه الله: وشهد به لعليٍّ ثلاثون صحابيّاً، لمّا نوزع في أيّام خلافته[43].

 

 28 - ميرزا محمد البَدَخْشيّ: {  المتوفّى‏ بعد 1126 }.

 قال في نُزُل الأبرار: هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلّم في صحّته إلّا متعصِّب جاحد لا اعتبار بقوله، فإنَّ الحديث كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نصَّ الذهبيّ على‏ كثير من طرقه بالصحّة، ورواه من الصحابة عدد كثير[44].

 وقال في مفتاح النجا في مناقب آل العبا: أخرج الحكيم في نوادر الاُصول والطبراني بسند صحيح في المعجم الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أَسيد: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم خطب بغدير خُمّ تحت شجرة، فقال: « يا أيّها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير... ». ثم قال:

 أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نصّ الحافظ أبو عبداللَّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثمّ الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة.

 

 29 - السيّد محمود الآلوسيّ، البغداديّ: المتوفّى‏ ( 1270 ).

 قال في روح المعاني: نعم ثبت عندنا أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال في حقِّ الأمير هناك - يعني غدير خُمّ -: « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، وزاد على‏ ذلك كما في بعض الروايات، لكن لا دلالة[45] في الجميع على‏ ما يدّعونه من الإمامة الكبرى‏ والزعامة العظمى‏[46].

 وقال في {  موضع آخر }: قال الذهبيّ: إنَّه صحيحٌ.

 ونقل عن الذهبيِّ أيضاً أ نَّه قال: إنَّ « من كنتُ مولاه » متواتر يُتيقّن أنَّ رسول اللَّه قاله، وأمّا « أللّهمّ والِ من والاه » فزيادةٌ قويّة الإسناد[47].

 

 30 - المولوي وليّ اللَّه {  بن حبيب اللَّه } اللكهنوي: {  المتوفّى‏ 1270 }.

 قال في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيّد المرسلين - بعد ذكر الحديث بغير واحد من طرقه - ما تعريبه: وليعلم أنَّ هذا الحديث صحيح، وله طرق عديدة، وقد أخطأ من تكلّم في صحّته ؛ إذ أخرجه جمع من علماء الحديث، مثل الترمذي والنسائي، ورواه جمع من الصحابة، وشهدوا به لعليٍّ في أيّام خلافته[48]... ثمّ ذكر حديث المناشدة وإصابة الدعوة.

 31 - الحافظ المعاصر شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصدّيق [  الغماري، المغربي ][49].

 قال في كتابه تشنيف الآذان: وأمّا حديث: « من كنت مولاه فعليّ مولاه » فتواتر عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من رواية نحو ستّين شخصاً، لو أوردنا أسانيد الجميع لطال بنا ذلك جدّاً، ولكن نشير إلى‏ مُخرجيها تتميماً للفائدة، ومن أراد الوقوف على‏ طرقها وأسانيدها فليرجع إلى‏ كتابنا في المتواتر[50][51].

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أورد العلّامة الأميني قدس سره في موسوعته الغدير 1: 294 - 313 الطبعة المتداولة و 1: 543 - 572 الطبعة المحقّقة، أسماء ثلاثة وأربعين من الحفّاظ الأثبات والعلماء الفطاحل ممّن أثبت تواتر الحديث وصرّح بصحته. ( السبطين )

[2] سنن الترمذي 2: 298 [  5: 591 ح‏3713 ]. (الأميني)

[3] مشكل الآثار 2: 308. ( الأميني )

[4] من تلك الطرق في المستدرك على‏ الصحيحين 2: 118 ح‏4576 و 4577، ص‏119 ح‏4578، ص‏126 ح‏4601، ص‏143 ح‏4652،ص‏419 ح‏5594، ص‏613 ح‏6272. ( السبطين )

[5] الاستيعاب 2: 373 [  القسم الثالث: 1098 - 1100 رقم‏1855 ]. (الأميني)

[6] مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ص‏27 ح‏39.

[7] سرّ العالمين: ص‏9 [  ص‏21 ]. (الأميني)

[8] راجع: ص‏173، 174 من كتابنا هذا. ( السبطين )

[9] لابن الجوزي كتاب «مناقب عليّ » مخطوط منه نُسخ في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة. ( السبطين )

[10] كفاية الطالب: ص‏15 [  59 ]. (الأميني)

[11] سنن الترمذي 5: 591 ح‏3713.

[12] محدّث الشام هو الحافظ ابن عساكر، وكتابه « تاريخ مدينة دمشق ». ذكر طرق حديث الغدير في 12:  224 - 237 {  42: 205 - 238 } من كتابه المذكور.

[13] كفاية الطالب: ص 60 - 61.

[14] المصدر السابق: ص‏17 [  ص‏64 ]. (الأميني)

[15] العروة لأهل الخلوة: ص‏422 من طبعة طهران سنة ( 1404 ).

[16] تلخيص المستدرك 3: 613 ح‏6272.

[17] البداية والنهاية 5: 209 [  5: 228 حوادث سنة 10 ه ]. ( الأميني )

[18] المعتصر من المختصر: ص‏413 [  2: 301 ]. ( الأميني )

[19] مجمع الزوائد 9: 104 - 109. ( الأميني )

[20] مسند أحمد 6: 583 ح‏23051، 23052.

[21] المعجم الكبير 4: 173 ح‏4052.

[22] أسنى المطالب: ص‏48.

[23] تهذيب التهذيب 7: 337 {  7: 296 }. ( الأميني )

[24] تهذيب التهذيب 7: 339 [  7: 297 ]. ( الأميني )

[25] فتح الباري 7: 74.

[26] المواهب اللدنيّة 7: 13 [  3: 365 ]. ( الأميني )

[27] الصواعق المحرقة: ص‏25 [  ص‏42،43 ]. ( الأميني )

[28] المرقاة في شرح المشكاة 5: 568 [  10: 464 ح‏6091 ]. (الأميني)

[29] إذا كان بلوغ رواة الحديث ثلاثين موجباً لتواتره، فكيف به إذا أنهيناهم في هذا الكتاب إلى‏ ما ينيف على المئة صحابيٍّ ؟! ثمّ كيف به إذا أنهاهم الحافظ أبو العلاء العطّار إلى‏ مئتين وخمسين طريقاً ؟! ( الأميني )

[30] مسند أحمد بن حنبل 5: 355 ح 18011.

[31] المرقاة في شرح المشكاة 5: 584 [  10: 476 ح‏6103 ]. ( الأميني )

[32] فيض القدير 6: 218. ( الأميني )

[33] إضافةُ هذه الزيادة إلى البزّار فحسْبُ تحكّمٌ باطل، وقد أخرجها زرافات من الحفّاظ، كما أوقفناك عليه. ( الأميني )

[34] مجمع الزوائد 9: 104.

[35] السيرة الحلبية 3: 302 [  3: 274 ]. (الأميني)

[36] وسيلة المآل في عَدِّ مناقب الآل: ص‏117، 118.

[37] فتح الباري 7: 74.

[38] راجع المرقاة في شرح المشكاة 10: 464 ح‏6091. ( السبطين )

[39] هو العلّامة صالح بن مهدي بن عليّ المقبلي الصنعاني ثم المكّي المتوفّى بمكّة، والمترجم في البدر الطالع 1: 288. ( السبطين )

[40] هذا ما وصلت إليه إحاطته، وهو يرى‏ تواتر الحديث به، وقد أسلفنا أنَّ رواته من الصحابة تربو على المئة. ( الأميني )

[41] شرح الزرقاني على المواهب اللدنيّة 7: 13. ( الأميني )

[42] هو الشيخ أحمد بن عبدالقادر بن بكري العجيلي الحفظي الشافعي ويأتي ذكره باسمه في آخر الدليل السادس من أدلة مفاد حديث الغدير: ص‏186 من كتابنا هذا. ( السبطين )

[43] مسند أحمد 5: 498 ح‏18815.

[44] نُزُل الأبرار: ص‏21 [  ص‏54 ]. (الأميني)

[45] ستقف على‏ دلالته في‏بيان مفادالحديث، وإنَّما الغرض من كلامه هوالبخوع لصحّة السند.( الأميني )

[46] روح المعاني 2: 249 [  6: 61 ]. (الأميني)

[47] روح المعاني 2: 350 [  6: 195 ]. ( الأميني )

[48] مرآة المؤمنين: ص‏40.

[49] توفّي في جمادى الثانية سنة (1380 ه ) بمرض القلب في مصر. ( السبطين)

[50] تشنيف الآذان: ص‏77. (الأميني)

[51] قال الدكتور خلدون الأحدب اُستاذ الحديث وعلومه في جامعة الملك عبدالعزيز في جدّة في كتابه « زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستّة » 6: 44، 45 ح‏1091 ما نصّه: ( وقد بلغ عدد رواته -  أي حديث الغدير  - من الصحابة أربعون صحابياً، وعدّه من المتواتر: ابن الأثير، والذهبي، والسيوطي، والمُناوي، والزرقاني، والكتاني..

 وأ مّا ميل الإمام ابن تيميّة رحمه الله لتضعيف الشطر الأول من الحديث -  يعني « من كنت مولاه »  - ، وتكذيبه الشطر الثاني منه  - يعني « اللّهمّ وال من والاه »  - ، فهو مردود بما تقدّم.

 ومن قبله قد قال الإمام ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل 4: 224 عن شطره الأول: لا يصحّ من طريق الثقات. وهذه منه رحمه الله مجازفة ). انتهى‏.

 نقول: ليس الأحدب آخر من يردّ على اُولئك المجازفين، بل الشاذّين عن مهيع الحق، المتنكّبين جَدَد المذهب الصحيح، الذين حدت بهم العصبية العمياء إلى رمي القول على‏ عواهنه، وهم القائلون بأن الاُمّة لا تجتمع على‏ خطأ ! ! فكيف اجتمعت جماهير الصحابة والتابعين، وهذا الكم الوافر من الحفّاظ الأثبات وفطاحل العلماء، على إثبات صحة حديث الغدير ؟

 اللّهم إلّا أن يكون هؤلاء جميعاً - بنظر ابن تيميّة ومن لفّ لفّه - ليسوا من اُمّة الإسلام ! ! أو يكون لابن تيميّة دين آخر غير هذا الدين الذي عليه إجماع المذاهب الإسلامية ! ! ( السبطين )

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page