طباعة

٢٢ ذي الحجة

شهادة الصحابي الجليل لأميرالمؤمنين ميثم التمّار

 

في يوم (22) شهر ذي الحجّة سنة(60 هـ ) استشهد الصحابي الجليل ميثم التمار قصته المباركة رضوان الله تعالى عليه:

ان ميثم التمار كان عند امرأة من بني أسد ، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها ، فأعتقه وقال له : «ما اسمك ؟» فقال ؟ سالم ، قال : «فأخبرني رسول الله أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم» قال : صدق الله ورسوله وصدقت يا أمير المؤمنين ، قال : «فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودع سالما» فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.

فقال له أمير المؤمنين ذات يوم : ( إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دما فتخضب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتصلب على باب دار عمرو بن حريث ، أنت عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة ) .

وأراه النخلة التي يصلب على جذعها ، وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذيت ، ولم يزل يتعاهدها حتى قطعت ، وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري . وهو لا يعلم ما يريد .

وحج في السنة التي قتل فيها ، فدخل على أم سلمة فقالت : من أنت ؟ قال : أنا ميثم . قالت : والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بك عليا في جوف الليل ، فسألها عن الحسين عليه السلام فقالت : هو في حائط له ، قال : فأخبريه إني قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله تعالى . فدعت بطيب وطيبت لحيته وقالت له : أما إنها تخضب بدم .

فقدم الكوفة فأخذه عبيد الله بن زياد لعنه الله وقال له : ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك وقال : أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة أنا أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة ، قال : لنخالفنه ، قال : كيف تخالفه ؟ ! فوالله ما أخبرني إلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام عن الله عزّ تعالى ، فكيف تخالف هؤلاء ؟ ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة ، وأنا أول خلق الله الجم في الاسلام .

فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد ، فقال ميثم للمختار : إنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا .

فلما دعا عبيد الله بالمختار ليقاتله طلع بريد بكتاب يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه ، وأمر بميثم أن يصلب فاخرج فقال له رجل لقيه : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ، فتبسم وقال وهو يومئ إلى النخلة : لها خلقت ولي غذيت ، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث قال عمرو : قد كان والله يقول لي : إني مجاورك ، فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره ، فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم فقيل لابن زياد لعنه الله : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : ألجموه .

فكان أول خلق الله الجم في الاسلام .

وكان مقتل ميثم قبل قدوم الحسين بن علي عليهما السلام على العراق بعشرة أيام ، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة ، فكبر ثم انبعث في اخر النهار أنفه وفمه دما[1].[2]

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]ـ ارشاد المفيد: 1/323، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/291، الاصابة:‌ 3/504، ومختصراٌ في خصائص الرضي: 54، ونحوه في الاختصاص: 75، ورجال الكشي: 1/293 ح 136.

[2] ـ أعلام الورى: 1/341 ـ 343.