• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٢٥ ذي الحجة

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)

2ـ بيعة اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للخلافة الظاهرية.

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)

من الأيام المباركة يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر، والمشهور أن فيه نزلت سورة (هل أتى)[1] في حق علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، حيث مرض الحسنان(عليهم السلام) فذهب الرسول(ص) لعيادتهما وأمر علياً وفاطمة(عليهم السلام) أن ينذرا أن يصوما ثلاثة أيام إن عافاهما الله، فاستجاب الله لهما، ومنّ على الحسنين بالشفاء والعافية فصاموا أربعتهم وفضة خادمتهم أيضاً، ولم يكونوا يملكون شيئاً يفطرون به. فأخذ الإمام أميرالمؤمنين(ع) مقداراً من الصوف مع ثلاثة أصواع من الشعير من شمعون اليهودي، على أن تغزل السيدة الزهراء(س) كل يوم ثلث الصوف، وتأخذ بإزائه صاعاً من الشعير. فغزلت السيدة فاطمة الزهراء(س) في اليوم الأول الثلث الأول من الصوف، وأخذت أجرتها صاعاً من ذلك الشعير فطحنته وخبزت به خمسة أرغفة من الخبز، وبعد أن صلّى الإمام علي(ع) صلاة العشاء مع الرسول(ص) عاد إلى البيت، وأحضرت فاطمة(س) الأرغفة ليفطروا إذ وقف على الباب مسكين وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من طعام الجنة. فابتدأ الإمام علي(ع) وقال: أنا أعطي رغيفي إلى هذا المسكين، فاتفق سائر أهل البيت وفضة على أن يقدموا أرغفتهم إلى المسكين، وأفطروا بالماء القراح، وصاموا اليوم الثالي وأخذت فاطمة(س) صاعاً من الشعير لقاء غزل الثلث الثاني من الصوف، وطحنته وصنعت به خمسة أرغفة من الخبز، وعندما أرادوا الإفطار وقف على الباب سائل وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، يتيم من يتامى المسلمين من أولاد المهاجرين، استشهد أبي في يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله من طعام الجنة، فأعطاه الإمام أميرالمؤمنين رغيفه، أولاً، ثم تبعته فاطمه(س) وأعقبهما الحسن والحسين(عليهما السلام) وبعدهم فضة السعيدة، فقدموا بأجمعهم أقراصهم إلى ذلك اليتيم وباتوا ليلتهم الثانية لم يفطروا إلا على الماء القراح، وصاموا اليوم الثالث من نذرهم، وقامت السيدة الزهراء(س) كذلك بغزل الثلث الأخير من الصوف لتأخذ ما تبقى من الشعير تصنع به أرغفة بعد أن تطحنها، ليفطروا بها في الليل. وعاد الإمام عليّ من الصلاة، وأحضرت فاطمة أقراص الشعير ليفطروا بها، إذ سمعوا صوتاً على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسروننا وتؤثقوننا ولا تطعموننا؟ وتصدق آل البيت بكلّ الأقراص كما في الليالي السابقة وأفطروا بالماء أيضاً؛ فأنزل الله تعالى في حقهم سورة (هل أتى) أشار فيها إلى هذه القصة عندما قال عز من قائل: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ...)[2] وعندما نزلت هذه السورة في الخامس والعشرين من ذي الحجّة، أقبل الرسول الاكرم(ص) إلى دار فاطمة فرآهم في جوع شديد وحالة غريبة، فبكى وقال: «ما هذه الحال التي أراكم عليها؟» ورأى الحسن والحسين(عليهما السلام) اللذين خرجا لتوهما من المرض وهما في دور النقاهة والجوع الشديد يرجفان كالفراخ التي خرجت تواً من البيض، ورأى فاطمة(س) واقفة في محرابها تعبد الله وقد التصق بطنها الشريف بظهرها من شدة الجوع، وقد غارت عيناها من الضعف، ولما فرغت من صلاتها، أرسل الله تعالى لها طبقاً من الجنة فيه إناء فيه لحم وثريد ساخن ريحه أحلى من المسك، فوضعته بين يدي رسول الله(ص)، فقال لها: «يا فاطمة أنّى لكِ هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب».

فقال الرسول(ص): «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني في أهل بيتي شبيهاً لمريم أم عيسى(ع)» ثم تناول من ذلك الطعام وظلوا يأكلون منه لمدة سبعة أيام ولا ينفد[3].

2ـ بيعة اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للخلافة الظاهرية.

بويع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(ع) بالخلافة في يوم الجمعة(25)[4] شهر ذي الحجّة سنة (35 هـ )[5].

ولما أصبحوا يوم البيعة وهو يوم الجمعة حضر الناس المسجد وجاء علي فصعد المنبر وقال: «أيها الناس عن ملأ وإذن إن هذا أمركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم وقد افترقنا بالأمس على أمر وكنت كارها لأمركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم ألا وإنه ليس لي دونكم إلا مفاتيح مالكم معي وليس لي أن آخذ درهما دونكم فإن شئتم قعدت لكم وإلا فلا آخذ على أحد» . فقالوا نحن على ما فارقناك عليه بالأمس فقال اللهم أشهد . ولما جاؤوا بطلحة ليبايع فقال إنما أبايع كرها فبايع وكان به شلل فقال رجل يعتاف إنا لله وإنا إليه راجعون أول يد بايعت يد شلاء لا يتم هذا الأمر . ثم جيء بالزبير فقال مثل ذلك وبايع وفي الزبير اختلاف ثم جيء بعده بقوم كانوا قد تخلفوا فقالوا نبايع على إقامة كتاب الله في القريب والبعيد والعزيز والذليل فبايعهم ثم قام العامة فبايعوا وصار الأمر أمر أهل المدينة وكأنهم كما كانوا فيه وتفرقوا إلى منازلهم .

وأول خطبة خطبها على حين استخلف حمد الله وأثني عليه ثم قال: «إن الله أنزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر، فخذوا بالخير ودعوا الشر، الفرائض الفرائض أدوها إلى الله تعالى يؤدكم إلى الجنة. إن الله حرم حرمات غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، لا يحل دم امرئ مسلم إلا بما يجب، بادروا أمر العامة، وخاصة أحدكم الموت، فإن الناس أمامكم وإن ما [ من ] خلفكم الساعة تحدوكم، فخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بالناس أخراهم اتقوا الله عباد الله في بلاده وعباده، إنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله عز وجل فلا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا  رأيتم الشر فدعوه»[6].

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ الانسان: 1.

[2] ـ الانسان: 7 ـ 10.

[3] ـ زاد المعاد: 227 ـ 228.

[4] ـ تاريخ اليعقوبي: 3/178 ] في يوم الثلاثاء 23 ذي الحجّة [ .

[5] ـ الكامل في التاريخ: 3/194؛ منتخب التواريخ: ص 195؛ تاريخ اليعقوبي: 3/178 ومروج الذهب: 2/347.

[6] ـ الكامل في التاريخ 3/193 ـ 195.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page