• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٢٨ ذي الحجة

واقعة الحرَّة

 

 

في (28) من شهر ذي الحجّة[1] سنة (63 هـ )[2] وقعت واقعة الحرّة.

اعلم أنه لما شمل ظلم يزيد وظلم عماله وطغيانهم في أقطار العالم الإسلامي؛ وظهر فسقه وفجوره للناس؛ وبعد شهادة الإمام الحسين (ع) سنة اثنتين وستين توجه جماعة من أهل المدينة إلى الشام وشاهدوا بأمّ العين انصراف يزيد المستمر إلى معاقرة الخمر واللهو بالكلاب.

وكيف كان حليفاً للقمار والطنابير وآلات اللهو واللعب؛ فلما قفلوا عائدين إلى المدينة نقلوا إلى أهلها ما شهدوه من قبائح فعاله.

ثار أهل المدينة فطردوا عامل يزيد عليها عثمان بن محمد بن أبي سفيان مع مروان بن الحكم وسائر الأمويين منها، وجهروا بسبّ يزيد وشتمه، قائلين: إنّ امرأً قاتلاً لأبناء الرسول(ص)، ناكحاً للمحارم، تاركاً للصلاة، وشارباً للخمرة لا يصلح للخلافة، ثم بايعوا عبدالله بن حنظلة «غسيل الملائكة»، فلما بلغ هذا يزيد اللعين بعث بمسلم بن عقبة المري، وكان يلقب بالمجرم والمسرف؛ بعث به على رأس جيش كبير من الشام إلى المدينة، فلما اقترب مسرف بن عقبة مع جيشه من المدينة، وفي أرض صخرية كانت تعرف بـ «حرّة واقم» على بعد ميل من مسجد الأنبياء الكبير وكان أهل المدينة قد خرجوا لصدّهم ومنعهم من دخلوها، أمر مسرف جنده فأعملوا السيف فيهم، وجرت بين الفريقين وقعة عظيمة راح ضحيتها عدد غفير من أهل المدينة. وكان مروان بن الحكم يحرّض مسرفاً تحريضاً متواصلاً على القتل حتى أسفرت المعركة عن مقتلة عظيمة، وعجز أهل المدينة عن المقاومة فراحوا يتدافعون نحو المدينة، واتخذوا من الروضة النبوية المطهرة ملجأ، ومن قبر الرسول المنوّر(ص) ملاذاً.

تقاطر جند مصرف أيضاً نحو المدينة فدخلوها، ولم يرعوا ـ بأي وجه من وجوه الحياء ـ حرمة القبر المطهر، فداسوا بسنابك خيولهم الروضة المنوّرة، وجاسوا بخيولهم خلال مسجد الرسول(ص) وهم يعملون القتل بأهل المدينة حتى سالت الروضة والمسجد بالدماء، وبلغ سيلها قبر رسول الله(ص)، كما دنّست الخيول الروضة المشرّفة بروثها وبولها، تلك البقعة المنوّرة التي هي روضة من رياض الجنة القائمة بين القبر والمنبر.

ويروي المدائني عن الزهري أن سبعمئة من وجوه قريش ومن الأنصار والمهاجرين ومواليهم قد نالهم القتل، عدا من هو غير معروف من سائر الناس ما بين رجل وامرأة، وحرّ وعبد، حتى ناهز عدد القتلى عشرة آلاف.

ثم إن مسرف بن عقبة أطلق يد التعدّي على أعراض الناس وأموالهم، كما أباح لجنده أموال ونساء أهل المدينة ثلاثة أيام كاملة، ينهبون ما تصل إليه أيديهم من المال، ويغتصبون ما شاؤوا من النساء والعذاري!.

لا شكّ أن جند الشام لا دين لهم، فبحكم القاعدة:‌ «الناس على دين ملوكهم» .. فهم لم يعرفوا شريعة غير شريعة يزيد، فانطلقوا يستبيحون أموال المسلمين وأعراضهم، وأباحوا لأنفسهم ألوان الفسق والفساد والزنى، حتى روي أنهم ارتكبوا الزنى في مسجد رسول الله(ص) !!.

ويروي المدائني أن ألف امرأة ممن لا أزواج لهنّ وضعن بعد وقعة الحرة أبناء زنى فأسمينهم «أولاد الحرّة»، وعلى قول آخر: عشرة آلاف امرأة، وفي «أخبار الدول للقرماني أن ألف بنت باكر قد جرى اغتصابهن!![3].

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ وقائع الأيام: ص 142.

[2] ـ الكامل في التاريخ: 4/111.

[3] ـ تتمّة المنتهى: ص 66 ـ 68.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page