• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

٣٠ ذي الحجة

موت هند آكلة الاكباد

 

في (30) من شهر ذي الحجّة سنة (13 هـ ) وقيل (14 هـ )[1] الحقت في جهنّم وبئس المصير هند زوجة أبوسفيان.

هي اُمّ معاوية ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.

وكانت تجهد في العداء لرسول الله(ص)، وقد شهدت معركة أُحد، وكانت ما تفتأ تردد هذا الرجز:

نحن بنات طارق                                  نمشي على النمارق

إن تقبلوا نعانق                                     أو تدبروا نفارق

افراق غير وامق

كانت تحرّض المشركين على قتال المسلمين، ونقل عن ابن أبي الحديد وابن عبد ربه، أنها كانت متهمة بالزنى، وتروي كتب التاريخ أنها كانت من شهيرات الزواني.

وينقل عن هشام بن السائب الكلبي النسّابة أنها ـ لما قتل وحشي غلام جبير بن مطعم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلّب (ع) في معركة اُحد ـ قدمت إلى جثمانه الشريف فاستخرجت كبده تريد أن تلوكها، غير أن الكبد ـ وبقدرة الله تعالى ـ قست وصلبت، فلم تترك أسنانها فيها أثراً، فلفظتها، ثم انصرفت إلى التمثيل بالجسد الشريف فقطعت منه قطعاً نظمتها بحبل وجعلت منها قلادة علقتها حول جيدها! واقتدت بها نساء قريش فصنعن مع سائر الشهداء صنيعها، الأمر الذي شقّ على رسول الله(ص) ، وآلمه أشدّ الألم،‌فهدر دمها، وبقيت الحال على ذلك حتى عام الفتح حيث اضطر أبو سفيان إلى إشهار إسلامه نفاقاً، فأشهرت هند إسلامها كذلك، وشملها عفو رسول الله(ص) في سياق رحمته التي عمّت الجميع، فلما أقبلت تبايعه مع المبايعات ذكر شرطاً من شرائط البيعة جري عادته مع سائر النساء وهو: أن لا يزنين... قالت هند: «وهل تزني الحرة»؟ فأشاح (ص) بوجه صوب عمر وضحك، ولعلها كانت إشارة منه ذات معنى في الرد على سؤالها وتعجبه (مع طهارة الذيل ونقاء الجيب)!!.

وإجمالاً فقد أقامت هند على النفاق بعد إسلامها إلى اليوم الذي توفي فيه أبو قحافة والد أبي بكر أثناء خلافة عمر، حيث حزمت بدورها متاعها إلى جهنم، ومنذ اليوم الذي لاكت فيه كبد حمزة سيد الشهداء (ع) حملت لقب «آكلة الأكباد» هذه اللعنة التي لزمتها ولزمت سلالتها، إلى يوم القيامة.

ومن هنا كانت إشارة عقيلة خدر الرسالة والهداية، ورضيعة ثدي النبوة والولاية زينب بنت عليّ (عليهما السلام)، في خطبتها بمحضر يزيد بالشام إذ قالت:

«وكيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه من دماء الشهدا»!.

وهذا الجاحظ المعروف بمجاهرته في عدائه لأميرالمؤمنين(ع)، وفي رسالة قارن فيها بين بني هاشم وبين أمية يقول:

«وأكلت هند كبد حمزة، فمنهم آكلة الأكباد، ومنهم كهف النفاق، ومنهم من نقر ثنيّتي الحسين بالقضيب»[2].

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ أعلام الزركلي: 8/98.

[2] ـ تتمة المنتهى: 48 ـ 50.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page