الإمام الهادي وانقطاعه إلى الله في الدعاء
الدعاء: هو صلة للعبد بربّه وعرض ما يعانيه بألفاظ الرجاء والتوسل. فقد روى المنصور عن عمِّ أبيه قائلاً: قصدتُ الإمام الهادي (عليه السلام) فقلتُ له: ياسيدي إن المتوكل قد علم صلتي بكم فقطع رزقي فهل تتوسط لي عنده؟ قال له الإمام علي الهادي (عليه السلام): «تُكفى إن شاء اللهُ».
وفي الليل طرق رسول المتوكل باب الرجل وقال له: أجب المتوكل.
فخفَّ الرجلُ مسرعاً وتلقاه المتوكل بالبُشر والترحيب قائلاً له: يا أبا موسى أي شيء لك عندي؟ ـ أي ماذا قطعتُ من رزقك ـ؟
فعرض الرجل صلاته المقطوعة وحاجاته على المتوكل فاعطاها المتوكل له مضاعفةً وقال له: لا تنشغل عنّا وتنسانا . ولما مَثُلَ الرجلُ أمام الإمام الهادي قال له: يا سيدي ذلك ببركتِكَ، ولكني سمعت أنّك لم تذهب للمتوكل . فأجابه الإمام (عليه السلام):
«إن الله تعالى علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمات إلاّ إليه ، ولا نتوكل إلاّ عليه ، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة». فتنبه الرجلُ إلى دعاء الإمام له. وطلب من الإمام (عليه السلام) أن يعلّمه دعاءاً ينتفع به. فأرشده (عليه السلام) إلى هذا الدعاء:
«يا عدّتي عند العُدد، ويارجائي والمُعتمد ، وياكهفي والسند وياواحد، ويا أحد وياقُل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق مَن خلقتهم، ولم تجعل في خلقك مثلهم أن تُصلّي على محمدٍ وآله»، ثم تذكر حاجتك [1].