تكريمه (عليه السلام) للعلماء
إنّ الإمام علي الهادي (عليه السلام) كبقيّة آبائه يكرِّم رجال العلم ويحتفي بهم ويقدمهم على بقية الناس، ويرى فيهم مصدراً لإشعاع الهداية والعلم لغيرهم. وقد بلغه أن أحد العلماء حاججَ ناصبياً فأفحمه بأدلّته وتغلّب عليه بحججه ، فسُرَّ الإمام (عليه السلام) لهذا الموقف وكرَّم ذلك العالِم على غيره، وخصوصاً في مجلسه المكتظ بالعلويين والعباسيين، فأجلسه الإمام في صدر مجلسه، وأقبل عليه يحدثه، فشقَّ ذلك على جلسائه المقربّين بتفضيله عليهم وتقديمه على سادات بني هاشم والعباسيين فقالوا : يا ابن رسول الله لقد شرّفت هذا علينا وليس لهُ نسبٌ كنسبنا.
فأجابهم الإمام علي الهادي (عليه السلام):
إن تكريم الرجال لا يكون عن طريق النسب ، وإنما أشار القرآن إلى حقيقة تجسّد لنا تكريم الرجال أو تجاهلهم بقوله تعالى:)يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [1]( فالإيمان والعِلم هما اللذان يرفعان الشخص دون غيره من الناس.