زهد الشيخ الأنصاري
قرّرت حكومة ( نجيب باشا ) في العراِ ان تمنع ورود الأسلحة الى كربلاء و النجف إلاّ للعسكر و كان الزوار الذين يحملون معهم اسلحة لدفع الأخطار عن انفسهم في الصحاري و البراري ، يأخذونها منهم عند مدخل المدينة ، و لدى عودتهم يعيدونها اليهم .
فاستغل هذا الوضع احد مناوئي مرجع الشيعة آية الله العظمى الشيخ مرتضى الانصاري (رحمه الله) فوشى به عند الحاكم نجيب باشا ، بأن الشيخ يخزن في بيته اسلحة كثيرة !
فأرسل الحاكم فرقة من الجنود ، فهجموا على بيت الشيخ الانصاري من غير استئذان و فتشوا زواياه و خفاياه كلّها فلم يجدوا هناك سوى وسادة بالية و لحافاً قديماً من صناعة بروجرد ( مدينة ايرانية ) و بعض الأواني النحاسية كالإبريق و القدر ، بالاضافة الى كتب الشيخ و مؤلفاته .
فاستغرب رئيس الفرقة و كان متعصباً ضد الشيعة فعاد الى الحاكم يخبره بأن المعلومات الواردة كانت كاذبة ، و انه رجل في غاية الزهد و البساطة الدنيوية و ان زهده كزهد ( سيدنا عمر ) ! فلما بلغ الشيخ الأنصاري كلام رئيس الفرقة للحاكم ، ضحك الشيخ و علّق « الحمد لله ، لقد ترقّينا حتى اصبحنا نشبه الخليفة عمر بن الخطاب في زهده » !([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ قصص العلماء / ص 130 .