طباعة

مِثالُ الحِلمِ و العَفوِ و الكَرَمِ

مِثالُ الحِلمِ و العَفوِ و الكَرَمِ

 

حكى احد العلماء : كنت جالساً قرب تلّ الزينبية و بجانبي رجل واقف ، و في الأثناء وقعت عيني على المرحوم آية اّ العظمى السيد أبي الحسن الاصفهاني اكبر مراجع زمانه للشيعة أنه خرج مع مرافقيه من حرم الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) . فالتفتّ الى الرجل و إذا به انطلق منفعلا نحو السيد الاصفهاني و هو يقول بصوت عال : « سوف أشتمه بئس شتيمة » !

و بعد دقائق رأيته عاد باكياً و عليه آثار الخجل و الندامة !

سألته عن السبب لهذه المفارقة العجيبة بين المَوْقفيْن ؟

فقال : لقد شتمت السيد حتى باب منزله ، و هو لايردّ عند الباب توقف و طلب مني انتظره ، دخل ثم رجع و بيده مبلغاً من المال ، اعطاني ذلك و قال لي : راجعنا لدى كل مضيقة تعترضك ، اذ اخشى أن تراجع غيرنا فلايقضي حاجتك . و لكن لي اليك حاجة واحدة ! و هي انني اتحمّل كل شتيمة موجهة اليّ شخصياً ، و لكن ارجوك ان لاتشتم عرضي و اهل بيتي ، فاني لااتحمّل ذلك . و اضاف الرجل و هو يرتعش : « ان هذه الكلمات التي قالها لي السيد الاصفهاني تركتْ اثراً بالغاً في اعماقي حتى كدتُ أخرّ الى الأرض ، و هذه دموعي جرتْ بلاارادة مني ، و انّي اشعر برعشة في اعماقي كما تراني » .([1])

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]ـ بالفارسية پندهائى از رفتار علماى اسلام .