التعفّفّ و رجُل العطاء
حكى احد العلماء انه ذهب في كربلاء المقدسة الى آية الله العظمى الشيخ مرتضى الانصاري (رحمه الله) ، يطلب منه مساعدة مالية لسيد جليل من كبار العلماء ، كانت زوجته تقترب من وضع حملها و له عيال كثير .
فقال الشيخ الانصاري : « ليس لديّ مال الآن سوى مبلغ لمن يصلي و يصوم نيابة لميت » .
فقال له الوسيط : « انه سيد جليل و متعفف ، و لأنه كثير الاهتمام بدروسه و مطالعاته العلمية لايتفرغ لهذه العبادة الاستيجارية » .
يقول : فتأمل الشيخ الانصاري قليلا ، ثم قال : « اذن انا اصلي و اصوم بدلا عنه ، خذ هذه الأموال اليه » .
و هذا بالرغم من كون الشيخ الانصاري لمكانته المرجعية كان كثير الانشغال و قليل الوقت ، و لكنه تحمّل ذلك بدلا عن السيد المحتاج الذي لم يكن يعرفه بسبب التعفّف .
و هناك قصة اخرى مشابهة لهذه القصة حصلتْ للسيد علي الدزفولي (رحمه الله) ، و كان شديد الفقر حينما كان في النجف الأشرف ، فذهب الى الشيخ الانصاري (رحمه الله) مباشرة ليطلب منه شيئاً لسدّ الفاقة .
فأجابه الشيخ : « ليس في يدي شيء اعينك به في الوقت الحاضر ، و لكن اذهب عند فلان ، خذ منه مبلغاً لصلاة استيجارية مدة عامين ، و انا اصليها بدلا عنك » .([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ حياة الشيخ مرتضى الانصاري / بالفارسية .