مِن الأحلام العجيبة
قال المرجع الكبير المرحوم آية اّ العظمى الميرزا حسين النائيني (رحمه الله) : رأيت مرّة السيّد محمّد الفشاركي في المنام ، و كنت أعلم أنه كان ميّتاً فأمسكتُ بإبهامه ، و طلبت منه أنْ يحدثني عن كيفية عالم البرزخ ، فامتنع السيّد بشدّة و سحب إصعبه من يدي ، فأمسكتُ به ثانية ، فقال : لاتكرهني على الإجابة لأننا لسنا مأمورين بشرح حالات البرزخ ، ثم قال بعد ذلك : أنا كنت أخشى الموت لسببين : الأوّل أنّي كنت مديوناًلبعض الناس ، و الثاني أنّي كنت أخشى على وضع أطفالي ، و مَن يعولهم بعدي ، فسمعت صوتاً ، إلاّ أنّي لم أرَ قائله يقول لي : إنَّ هاتين المشكلتين ستحلاّن بأيدي أربعة عشر شخصاً . و عند ذلك استسهلتُ الموت ، و عندما رفعوا جنازتي مرّوا في الطريق أما محل مبيعات لشخصين كنت مطلوباً للأوّل منهما خمسون ( مجيدياً ) ، ـ اسم عُمْلة ـ و للثاني عشرون أو ثلاثون ( مجيدياً ) ، و كلّ منهما عندما رأى جنازتي أبرأني من ديْنه ، إلاّ أن ذلك لم يتضح لأحد .
يقول آية اّ النائيني : عند ما استيقظت من النوم ذهبت إلى هذين الشخصين و سألتهما : هل تطلبان فلاناً مالا ؟ فأجابا : نعم ، إلاّ أنّنا أبرأناه من ذلك ، فسألتهما : متى أبرأتماه ؟ فقال كلٌّ منهما : عندما مرّتْ جنازته أمام دكاني .([1])
يُفهم من هذا ان الميت يعي بروحه ما يدور حول جنازته ، و هذا ما تؤكده الاحاديث و القصص المعتبرة .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ نفس المصدر / ص 28 مع تصرّف في الالفاظ .