طباعة

موضع قبره (عليه السلام)

 

 

موضع قبره (عليه السلام)

سئل الإمام الباقر (عليه السلام) : أين دفن أمير المؤمنين (عليه السلام)؟

قال: دفن بناحية الغريين قبل طلوع الفجر، ودخل قبره الحسن والحسين (عليهما السلام) ومحمد بنوه وعبد الله بن جعفر (رض)[1] .

نعم دفن جثمانه (عليه السلام) في الليل الحالك، وبعد دفنه عُفي أثر قبره ، كي لا ينبش القبر، فإنّه حورب حيّاً وميّتاً.

قال الديلمي في إرشاد القلوب: أمّا السبب الموجب لإخفاء قبر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) هو أنّه قد تحقق، وعلم ممّا جرى لأمير المؤمنين علي من الوقائع العظيمة، والحروب الكثيرة، زمان النبي (صلى الله عليه وآله) وبعده... أوجب ذلك حقد المنافقين والمارقين عليه، كمعاوية بن أبي سفيان  واصحابه، وبني اُميّة والدولة لهم، والملك بيدهم... وكانوا يبالغون في إطفاء نور أهل البيت، وإخفاء آثارهم ـ إلى أن يقول ـ : ولهذا السبب أوصى (عليه السلام) أن يدفن سرّاً خوفاً من بني اُميّة وأعوانهم من الخوارج، وأمثالهم ان يتهجموا على قبره الشريف لو كان ظاهراً [2].

ثمّ بقي التسَتُّر على قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) طيلة أيّام الحكومة الاُموية الظالمة، وفترة طويلة من دولة بني العباس، ولم يكشف عن القبر بوضوح إلاّ في زمن هارون الرشيد.

لابد من التنبيه هنا على أن أصحاب الأئمة الشيعة المخلصين أمثال زرارة ، ومحمد بن مسلم، وصفوان الجمال وأضرابهم كانوا مطلعين على موضع المرقد الشريف ويتشرفون بزيارته.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر الارشاد ـ للشيخ المفيد ـ 1: 24، فرحة الغري: 51.

[2] إرشاد القلوب 2: 438 ـ 439.