الكتب التي بعثها طلحة والزبير وعائشة إلى أهل البصرة وغيرهم
لقد كتب طلحة والزبير كتباً إلى رؤساء أهل البصرة أمثال كعب بن سور والمنذر بن ربيعة والأحنف بن قيس، يحرّضونهم على الطلب بدم عثمان.
ولكن لم تلق دعوتهم بالبصرة اذناً صاغية ولم يلبوا دعوتهم كما ظنّوا وحسبوا وكما صوّر لهم ذلك عبد الله بن عامر الذي كان والياً على البصرة من قبل عثمان.
كما أن طلحة والزبير كلّما ابن عمر في ذلك ورفض ثم أعادا الكرّة عليه لكنّه رفض مرّة اُخرى.
وكذا كتبت عائشة كتاباً إلى زيد بن صوحان لكي ينقاد إلى حزبها، ويجيبها لما تريده منه من تحريض الناس على حرب عليّ، لكن خاب ظنّها حين جاء جواب زيد بغير ما ظنّت؛ إذ كتب إليها زيد:
أمّا بعد فإن الله أمرك بأمر؛ وأمرنا بأمر، أمرك أن تقرّي في بيتك، وأمرنا أن نجاهد... وقد أتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله ، فأكون قد صنعتُ ما أمرك الله به! وصنعت ما أمرني الله به!
فأمرك عندي غير مطاع... وكتابك غير مجاب... والسلام[1].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 227.