جمع القرآن
لقد توفي الرسول (صلى الله عليه وآله) فائتمر القوم على عليّ (عليه السلام) ونحّوه عن حقّه في الخلافة ، ولكنّ هذا لم يغيّر تفانيه في خدمة الدين، بل ترك الاُمور تجري مجراها ، وترك السلطة يتنازعها القوم، وكان أوّل عمل قام به بعد تجهيز الرسول ومواراته في مثواه الآخير: هو جمع القرآن الكريم وكتابته وترتيبه كما أنزله الله تعالى . وكان (عليه السلام) عالماً بالقرآن. فانقطع الإمام عن الناس مدّة إلى أنْ جمع القرآن، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله، وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع. فقالوا: لأمر ما جاء أبو الحسن! فلمّا توسطهم وضع الكتاب بينهم، ثمّ قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّي مخلّف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي». هذا كتاب الله... وأنا العترة...[1] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر: بحار الأنوار 40.