عليّ (عليه السلام) وحديث المؤاخاة
لقد آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين في مكّة قبل أن يهاجروا منها إلى يثرب، وترك عليّاً ولم يؤاخِ بينه وبين أحد من المسلمين، ثم قال له: أما ترضى يا عليّ أن أكون أخاك؟ فتهلل وجهه وقال: بلى يارسول الله. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : أنت أخي في الدنيا والآخرة.
كما أنه (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة ، فكان يؤاخي بين مهاجر وأنصاري، والهدف منها ان يشدّ بعضهم إلى بعض برباط الاسلام والإيمان بدلاً من رابطة العرق والدم، لكنّه (صلى الله عليه وآله) ترك علياً ولم يؤاخ بينه وبين أحد، فقال له: يارسول الله: آخيت بين الناس وتركتني قال: إنّما تركتك لنفسي أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذكرك أحدٌ فقل: أنا عبد الله وأخو رسول الله، لا يدّعيها بعدي غيرك إلاّ كذّاب.
وفي رواية الطبراني في الرياض النضرة أنّه (صلى الله عليه وآله) قال له:
والذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي.
قال: وما أرث منك يارسول الله، قال: وما ورث الأنبياء قبلك؟.
قال: كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ثمّ تلا رسول الله، )إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ( الحِجر: 47.