طباعة

مبيته (عليه السلام) على فراش النبيّ (ص) ليلة الهجرة

 

 

مبيته (عليه السلام) على فراش النبيّ (ص) ليلة الهجرة

لمّا عجز المشركون عن مواجهة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وخطّطوا لاغتياله أنزل الله تعالى على نبيّه قوله: )وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ( الأنفال: 30، وأخبره بمكرهم ، فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) الإمام عليّاً (عليه السلام) بذلك فبكى علي (عليه السلام) ، ولمّا أمره بالمبيت على فراشه رحّب بذلك وقال له: أو تسلم أنت يارسول الله إن فديتك بنفسي؟ قال له: نعم، وعدني بذلك ربّي. فبات (عليه السلام) على فراش النبي (صلى الله عليه وآله) بنفس مطمئنة وفؤاد ثابت والتحف ببرد النبي (صلى الله عليه وآله) ضارباً بذلك أروع ما عرفه التاريخ من الفداء والتضحية؛ إذ أنّه خرج إلى الموت مسلِّماً طائعاً مطمئناً من دون سلاح ولا عتاد فادياً نفسه في سبيل سلامة نبيّ الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله) وفي سبيل المبدأ والعقيدة.

ولمّا خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) ونجا من ذلك المكر أنزل الله قوله: ) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (البقرة: 207.