الشاعر الدكتور محمد الدغلي

كلمات القصيدة

رماني الحُبُّ في بحرِ الحسينِ
غرِقتُ بهِ وأسبلْتُ اليدينِ
بكفِّ العشقِ أمسكتُ الغرامَ
وعِمتُ إلى الحسينِ برمشِ عيني

*******

هويتُ بهِ، غرقتُ بهِ، وما رُدتُ  النجاةَ
أعيشُ لهُ، أموتُ به، غدا موتي حياةَ

شغفْتُ بهِ ،وذِبتُ بهِ، وقد رُمتُ اللقاءَ
فهَيتَ لهُ، وهِئتَ لهُ، وهِيتَ لهُ وهاتى

فهذا القلبُ يقتلهُ الهيامُ
بقوسِ العشقِ ترميهِ السهامُ
سمعتُ بهِ وعيني ما رأتهُ
فكيفَ الحالُ إن كُشفَ اللِثامُ

*********

لهُ ذِكري، لهُ وِردي،أرى فيهِ الصراطَ
لهُ نُسُكي، لهُ حجّي، بهِ قِمتُ الصلاةَ

أطوفُ بهِ، لهُ أسعى، بهِ أرمي الحَصاةَ
هُديتُ لهُ، ذُبحتُ لهُ، وما أحلى المماتَ

لهُ  عشقي يدومُ إلى المنونِ
وبعدَ الموتِ يهواهُ سكوني
دعوا قلبي يبوحُ بمن هواهُ
جُننتُ بهِ وإن لُمتُمْ جنوني

*********

لهُ نورٌ، لهُ ظِلٌّ، بهِ خَلقُ السماءِ
لهُ الأولى، لهُ الأُخرى، لهُ ذرُّ الهواءِ
بهِ يُؤتى، إلى اللهِ، دُنوّاً واقْترابا
لهُ ولّى، لهُ صلّى، جموعُ الأنبياءِ

عليهِ اللهُ قد صلّى وسلّمْ
 لهُ كمحمّدٍ أوحى وكلّمْ
كما الزهراءُ حدَّثَهُ الملاكُ
على تسبيحهِ جبريلُ أسلَمْ

**********

هو الأخفى، هو الأبدى، أراهُ بكلٍِ شيءٍ
هو الأعلى، هو الأدنى، وبانَ بكلٍِ بينٍ

أحاطَ بنا، وكانَ لنا، مِنَ اللهِ كعينٍ
 أراهُ غدا، هناكَ هنا، بكلِّ متى وأينٍ

نرى كلَّ الوجودِ غدا حُسينا
وما أحلاهُ من وجهٍ رأينا
جمالٌ لا يضاهيهِ جمالٌ
كأنّ بهِ بدا اللهُ علينا

*********

أنا أبكي، إذا عيني، رأت ماءً زُلالا
أرى رجلاً، على فرسٍ،بهِ سهمٌ ومالَ
أرى صدراً، تُرضرضُهُ، رماحٌ ثمَّ خيلٌ
أرى رأساً، على رمحٍ، ومنهُ الدّمُّ سالَ
أرى امْرأةً، إليهِ أتَتْ، وقد نزعوا الخمارَ
أرى شمراً، يؤلمُها فلم أقوَ احْتمالا

أنا أبكي لهُ أمداً طويلا
إنِ ابْيضّتْ لهُ عيني قليلا
وإن يعقوبُ أبرأَهُ القميصُ
أنا بقميصهِ أُردى عليلا