• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إستشهاد

  • 1

    اعلنت هيئة الحشد الشعبي، الثلاثاء، استشهاد 5 مقاتلين من الحشد خلال عملية أمنية في منطقة نفط خانة شرق ديالى.

    وذكرت الهيئة في بيان لها، أن "قوة من الحشد الشعبي تعرضت الى هجوم ارهابي مباغت خلال العملية الأمنية دفعهم الى الاشتباك مع عناصر فلول داعش الإرهابي في قضاء خانقين".

    وتجري قوة من اللواء حاليا عملية ملاحقة لعناصر فلول داعش الإرهابي للقضاء على ما تبقى منهم، وفقا للبيان.

    المصدر : نون

  • 1

    يوافق آخر شهر صفر ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم الأسباب والدلائل التي من أجلها أقدم المأمون العباسي على قتل الإمام الرضا عليه السلام.
    من الأسباب التي دعت المأمون إلى سمّ الإمام انّه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرّد العباسيين عليه، ومحاولتهم القضاء عليه.
    ومن الأسباب التي وردت عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي في قوله: (... وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا; فيسقط محلّه من نفوسهم، فلمّا لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلاًّ في نفوسهم، وجلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً من أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئية والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه وألزمه الحجة.
    وكان الناس يقولون: والله إنّه أولى بالخلافة من المأمون، فكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه، فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده).
    وكان الرضا لا يُحابي المأمون في حق، وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله; فيغيظه ذلك، ويحقد عليه، ولا يظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم.
    وقد نصحه الإمام (عليه السلام) بأن يبعده عن ولاية العهد لبغض البعض لذلك، وقد علّق إبراهيم الصولي على ذلك بالقول: كان هذا والله السبب فيما آل الأمر إليه.
    إضافة إلى ذلك أن بعض وزراء المأمون وقوّاده كانوا يبغضون الإمام (عليه السلام) ويحسدونه، فكثرت وشاياتهم على الإمام (عليه السلام)، فأقدم المأمون على سمّه.
    وبدأت علامات الموت تظهر على الإمام (عليه السلام) بعد أن أكل الرمان أو العنب الذي أطعمه المأمون، وبعد خروج المأمون ازدادت حالته الصحية تدهوراً، وكان آخر ما تكلم به: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)   (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً).
    ودخل عليه المأمون باكياً، ثم مشى خلف جنازته حافياً حاسراً يقول: (يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك وغلب القدر تقديري فيك) وشق لحد هارون ودفنه بجنبه.
    وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً:

    أرى أمية معذورين إن قتلوا                   ولا أرى لبني العباس من عذر
    أربع بطوس على قبر الزكي به              إن كنت تربع من دين على خطر
    قبران في طوس خير الناس كلّهم          وقبر شرهم هذا من العبر
    ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما        على الزكي بقرب الرجس من ضرر

    وكانت شهادة الإمام الرضا (عليه السلام) في آخر صفر سنة (203 هـ) كما ذكر على ذلك أغلب الرواة والمؤرخين.
    ويروى انه اشتشهد في الثالث و العشرون من شهر ذي القعدة.

    لقد كان الإمام الرضا (عليه السلام) يعلم بأنه سوف يُقتل، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إضافة إلى الإلهام الإلهي له، لوصوله إلى قمة السموّ والارتقاء الروحي. ولا غرابة في ذلك، فقد شاهدنا في حياتنا المعاصرة أن بعض الأتقياء يحدّدون أيام وفاتهم أو سنة وفاتهم، لرؤيا رأوها أو لإلهام إلهي غير منظور. فما المانع أن يعلم الإمام الرضا (عليه السلام) بمقتله وهو الشخصية العظيمة التي ارتبطت بالله تعالى ارتباطاً حقيقياً في سكناتها وحركاتها، وأخلصت له إخلاصاً تاماً.
    وقد أخبر الإمام (عليه السلام) جماعة من الناس بأنّه سيدفن قرب هارون، بقوله (عليه السلام): (أنا وهارون كهاتين)، وضم إصبعيه السبابة والوسطى.
    وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر، فقال (عليه السلام):
    (تروني وإياه ندفن في بيت واحد).
    وفي ذات مرّة، خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الإمام من باب آخر فقال (عليه السلام): (يا بعد الدار وقرب الملتقى إن طوس ستجمعني وإياه).
    وقال ابن حجر: أخبر بأنه يموت قبل المأمون، وأنّه يدفن قرب الرشيد فكان كما أخبر.
    وحينما أراد المأمون أشخاصه إلى خراسان، جمع عياله وكان (عليه السلام) يقول: (إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى اسمع، ثم فرقت فيهم اثنى عشر إلف دينار، ثم قلت: أما أني لا أرجع إلى عيالي أبداً).
    وحينما أنشده دعبل الخزاعي قصيدته ـ بعد ولاية العهد ـ وانتهى إلى قوله:
    وقبر ببغداد لنفس زكية        تضمّنها الرحمن في الغرفات

    قال له الإمام (عليه السلام): أفلا اُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
    فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):
    وقبر بطوس يا لها من مصيبة        توقد في الأحشاء بالحرقات
    فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟
    فقال الإمام (عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري...).
    وقد تقدم أنه أخبر عن عدم إتمام ولاية العهد.

    الأدلة على شهادته مسموماً:
    اختلفت الروايات في سبب موت الإمام (عليه السلام) بين الموت الطبيعي وبين السمّ، وقال الأكثر إنّه مات مسموماً، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات ـ الدالة على ذلك ـ باختصار.
    قال صلاح الدين الصفدي: وآل أمره مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة... مداراة لبني العباس.
    وقال اليعقوبي: فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ.
    وقال ابن حبّان: ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته.
    وقال شهاب الدين النويري:... وقيل إن المأمون سمّه في عنب، واستبعد ذلك جماعة وأنكروه.
    وقال القلقشندي: يقال إنه سمّ في رمّان أكله.
    وكان أهل طوس يرون أن المأمون سمّه، وقد اعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام (عليه السلام) قبيل موته فقال: (يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي؟ فقدي لك، وفراقي إياك؟ أو تهمة الناس لي أني اغتلتك وقتلتك...).
    ولما كان اليوم الثاني اجتمع الناس وقالوا: إن هذا قتله واغتاله، يعنون المأمون.
    ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموماً، أنه كان يخطط للتخلص منه.
    قال المأمون لبني العباس:... فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه.
    ويأتي موت الإمام (عليه السلام) بعد قرار المأمون بالتوجه إلى العراق ونقل عاصمة حكمه إليه، فقد وجد أنّ العباسيين في العراق سيبقون معارضين له ما دام الإمام (عليه السلام) ولياً لعهده، لذا نجده قد كتب لهم ليستميلهم: إنكم نقمتم عليّ بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا، وها هو قد مات، فارجعوا إلى السمع والطاعة.
    ولا يستبعد من المأمون أن يقدم على قتله، وقد قتل من أجل الملك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنوده وجنود أخيه، فالملك عقيم كما أخبره أبوه من قبل.
    منقول مع تصرف/ اعلام الهداية ج 10.
    المصدر : العتبة الحسينية المقدسة

  • 1

     

    (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) آل عمران| 144 .
    جبرائيل بحزن ردد......عنكم رحل اليوم محمد

    تمر علينا الجريمة الكبرى النكراء في اغتيال الرسول محمد (ص) بالسم , وكان فعل مدبر ومخطط له ,وأذا بحثنا في الوضع السياسي الاجتماعي في المدينة سنتجد بأن النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل اناس كان همهم السلطة الدنيوية .
    ولذلك دخلت أراء دخيله على الاسلام تمنع البحث في الماضي وتعتبره غير جائز . وللبحث يجب أن نتجرد من تلك الافكار المتمثلة بالعادات والتقاليد ولاتمت بصلة للاسلام. وبسبب قمع حريات التفكير تخرجت اجيال لاتعرف الا القهر والاستبداد والقتل والكراهية وقطع الرؤوس ..ولايسمح الاحرار اليوم بقمع حريات التفكير في أهم قضية تخص المؤمنين الابرار الصادقين الموالين . وا ن الله حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها عادات وتقاليد .
    والسراج المنير الرسول الكريم (ص) قد ابتلي بجهلة عاصروة وجائوا بعده وتعاملوا واتفقوا مع جهات سياسية لاجل قتله (ص) واهل بيته (ع) .
    والمصادر التاريخية الشيعية والسنية تتفق على ان النبي صلى الله عليه وآله مات مسموماً,ولكن بعض المصادر السنية تحاول ان تتغاضى عن ذلك .. وهذا بحد ذاته يشير الى تورط شخصيات مهمة عندهم في عملية القتل ..
    وكان استشهاد النبي (صلّى الله عليه وآله) في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة العاشرة من الهجرة .
    جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذقال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل،وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. (1)
    وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله (2)
    . ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصروة غير طبيعية ،وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارة الجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.
    يذكرابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع (3)
    وكانت أم البشر بن البراء قد قالت للرسول: ما وجدتمثل هذه الحمى التي عليك على أحد(4).
    وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى من قبل ، وهذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .
    و الرواية التي ذكرها عبد الله الاندلسي في كتابه تقول :ـ
    بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
    قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
    فقالوا : عمك العباس !!!
    ويتضح من قبل المنفذين انكار فعلتهم الشنيعة وأتهموا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس منتلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من داره و ابقى العباس يعاين حاله .
    إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لميشهدكم(5) .
    وقالت عائشة بنت ابوبكر: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله فيمرضه. فقال: ( لا تلدوني). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم(6).
    وجاء في كتاب الطبقات ج 2/235 فأُغمِيَ عليه صلى الله عليه وآله حين أفاق والنساء يلددنه, وهو صائم .
    و قالت عائشة: لددنا رسول الله في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لايبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم.(7)
    ومعنى لغوياً : ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا
    ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟
    ويجيبنا ابن القيم الجوزي :ـ كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ رويأنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)(8).
    وبعد قيامهم بلدالنبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)(9).
    ويلاحظ من تلك الروايات التي ينقلها علماء من السنة تكشف لنا وجود مؤمره بتخطيط مسبق للسيطرة على دفة الحكم وقلب النظام الاسلامي بأغتيال الرسول الاكرم (ص) وتجريعة سما على انه دواء للشرب .
    و عند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم من كلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا أكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله فيمرضه ، فقال : لا تلدوني
    و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه).
    و لما أحس الرسول بسقيهم أيهاه و شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني
    وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .
    و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابي بكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبرهما و هما اللذان تحققت اهدافهما و مصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه و آله
    ولم يكتف عمر باغتيال النبي صلى الله عليه وآله مادياً .. بل قام باغتياله معنوياً في اللحظات الاخيرة من حياته المقدسة...عندما قال قولته المشهورة : ان الرجل ليهجر ..
    ولا نعلم اي القتلتين كانتا اشد على النبي صلى الله عليه وآله .. اغتيال جسده .. ام اغتيال نبوته وشخصه المقدس .. الذي قال عنه رب العالمين : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يُوحى . ؟؟
    وبعد تلك الحقائق الدامغة نبحث عن افعال عمر بن الخطاب لنرى الوضوح في ان قتل الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان معد له منذوا زمن بعيد ,ولكن بطرق مختلفة جاء في سيرة ابن كثير فخرج عمر يوما متوشحاً سيفه ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ،... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال : أين تريد يا عمر ؟ قال : أريد محمداً ، هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ، فأقتله . فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك يا عمر ! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ ! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال : وأي أهل بيتي ؟ قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة ، فقد والله أسلما وتابعا محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه ، فعليك بهما . فرجع عمر عائداً إلى أخته فاطمة ، وعندها خباب بن الارت معه صحيفة فيها " طه " يقرئها إياها . فلما سمعوا حس عمر تغيَّب خباب في مخدعٍ لهم أو في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها ، وقد سمع عمر حين دنا إلى الباب قراءة خباب عليها . فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئاً . قال : بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه . وبطش بختنه سعيد بن زيد ، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها . فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك . فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع وارعوى ، وقال لأخته : أعطيني هذه الصحيفة التي كنتم تقرأون آنفا ، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد . وكان عمر كاتباً . فلما قال ذلك قالت له أخته : إنا نخشاك عليها . قال : لا تخافي . وحلف بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها (10).
    ومحاولة ثالثة لاغتيال الرسول (ص) لدى عودة النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك (ابن حزم في المحلي بالاثار ج12 ح2203 كتاب الحدود ) يقول- و اما حديث حذيفة فساقط لانه من طريق الوليد بن جميع- و هو هالك و لانراه يعلم من وضع الحديث فانه قد روي اخبارا فيها ان ابابكر و عمر و عثمان و طلحة و سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم ارادوا قتل النبي صلي الله عليه و اله و القاءه من العقبة في التبوك.....نر ي ان ابن حزم يسقط الحديث لوليدبن جميع.
    و الحال ان وليد من رجال البخاري و مسلم و سنن ابي داود و صحيح ترمذي و سنن نسائي.
    و الحال ان كثير من كتب الرحال صرحوا بوثاقة وليد بن جميع
    وفي زمن حكم عثمان بن عفان ، صرح حذيفة بن اليمان ( رضوان الله عليه ) باسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة .. وكان منها أسماء ابو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الاشعري وأبوسفيان بن حرب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف (11).
    ونطرح سؤال واجابته للدلالة على أن استشهاد النبي (ص) مسموما بمخطط من قبل المذكورين للوصول للسلطة الدنيوية بعيدا عن المنهج الاسلامي ..
    فهل ممكن أن يستشهد الرسول (ص) بدون أن يكتب وصيته والله تعالى قال ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية ) ال عمران |144 .
    فهل من المعقول أن يموت صاحب الشريعة الإسلامية والمقتدى لقوافل المسلمين على مر القرون والأجيال ـ بلا وصية؟؟ هل يمكن أن يأمر النبي أمته بالوصية ويتركها هو؟ وعمله حجة وسنة يأخذ بها المسلمون؟ وهو القائل: (من مات بلا وصية مات ميتة جاهلية).
    والاجابة أن الرسول (ص) كتب وصيته ..ولكن لماذا لم يطبقها عمر وابو بكر والمذكورين اعلاه ؟ اين حديث الغدير !
    وهذا ايضاح فقط على ان النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل أول من تسلم مايسمى بالخلافة المفتعلة سياسيا لا ربانيا .
    وإذا أراد الله نشر فضيلـــة... طويت أتاح لها لسان حسود .
    استشهاد النبي (ص) في حجر علي (ع)
    في مسند احمد والمستدرك عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به ، ان كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدنا رسول الله ( ص ) غداة وهو يقول : ( جاء علي ، جاء علي " مرارا فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة قالت : فجاء بعد ، قالت أم سلمة : فظننت ان له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ( ص ) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا (12).
    و في تاريخ ابن كثير بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال في مرضه : " ادعوا لي أخي " فدعوا له أبا بكر فأعرض ، عنه ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عمر فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عثمان فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعو لي أخي " فدعي له علي بن أبي طالب فستره بثوب وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب إلى ألف باب (13).
    في طبقات ابن سعد في " ذكر من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن ابي طالب " بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ( صى ) ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال علي : اسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء (14).
    وكان ابن عبّاس يعبّر عن أساه لما حدث بقوله: «الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله». ولمّا قرب أجله (ص) أوصى عليّا ً بجميع وصاياه، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة في حجر علي (ع) (15).
    وعن عمر من حديث قال فيه رسول الله لعلي: وأنت غاسلي ودافني الحديث، (11).
    ولما وضع على السرير وأرادوا الصلاة عليه (صلّى الله عليه وآله) قال علي (ع): لا يؤم على رسول الله أحد، هو إمامكم حياً وميتاً، فكان الناس يدخلون رسلاً رسلاً، فيصلون صفاً صفاً، ليس لهم إمام ويكبرون، وعلي قائم حيال رسول الله يقول: سلام الله عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزلت إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله عز وجل دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل الله إليه، وثبتنا بعده وأجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين آمين، حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان، روى هذا كله باللفظ الذي أوردناه ابن سعد عند ذكره غسل النبي من طبقاته، وأول من دخل على رسول الله يومئذ بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار ثم الناس، وأول من صلى عليه علي والعباس وقفا صفاً وكبرا عليه خمساً.
    عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال لما حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال للعباس: يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فرد عليه وقال: يا رسول الله: أنا شيخ كبير كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ قال: فأطرق هنيئة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدي دينه.
    فقال: بأبي أنت وأمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما إني سأعطيها من يأخذ بحقها.
    ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي.
    فنزع خاتمه من إصبعه فقال: تختم بهذا في حياتي فوضعه علي (عليه السلام) في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية وسيفي: ذي الفقار وعمامتي: السحاب والبرد والأبرقة والقضيب.
    فقال: يا علي أن جبرائيل أتاني بها.
    فقال: يا محمد إجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفه، والقميص الذي اسري به فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أحد والقلانس الثلاث قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كان يلبسها.
    ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالبغلتين: الصهباء والدلدل والناقتين: العضباء والصهباء والفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله لحوائج الناس، يبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرجل في حاجته فيركبه وحيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم.
    والحمار اليعفور.
    ثم قال: يا علي إقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي.
    وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام) بأبي وأمي أنت!!! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي.
    فقالت فاطمة للحسين (عليه السلام): إنطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي.
    فانطلق إليه الحسين فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) عنده وهي تقول: واكرباه لكربك يا أبتاه.
    فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، إن النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبياً.
    ثم قال يا علي أدن مني.
    فدنا منه فقال أدخل أذنك في في. ففعل.
    فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله تعالى في كتابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)؟(17) قال: بلى يا رسول الله.
    قال: هم أنت وشيعتك يجيئون غراً محجلين، شباعاً مرويين، أولم تسمع قول الله في كتابه (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)(18)؟ قال: بلى يا رسول الله.
    قال: هم أعداؤك وشيعتهم، يجوزون يوم القيامة ظماء مظمئين، أشقياء معذبين، كفار منافقين، ذلك لك ولشيعتك، وهذا لعدوك ولشيعتهم.
    ولما حضره الموت كان أمير المؤمنين (عليه السلام) حاضراً عنده فلما قرب خروج نفسه (صلّى الله عليه وآله) قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.
    فأخذ علي (عليه السلام) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
    وأبيض يستقى الغمام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة الأرامل
    ففتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عينه، وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم) 19. فبكت طويلاً وأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.
    ثم قبض (صلّى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه ففاضت نفسه (صلّى الله عليه وآله) فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.
    وقال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) أن لا يغسلني غيرك فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله من يناولني الماء؟ إنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أُقلّبك؟ فقال: جبرائيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء، وقل له فليغمض عينيه، فإنه لا أحد يرى عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.
    كان الفضل بن العباس يناوله الماء وجبرائيل يعاونه، وعلي يغسله، فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفن النبي (صلّى الله عليه وآله) في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم، فخرج علي إلى الناس فقال: يا أيها الناس: أما تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً؟ وهل تعلمون أنه (صلّى الله عليه وآله) لعن من جعل القبور مصلى؟ ولعن من يجعل مع الله إلهاً؟ ولعن من كسر رباعيته وشق لثته؟ فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت.
    فقال: إني أدفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في البقعة التي قبض فيها.
    ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون.
    لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل الرسول (صلّى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله فغسله بعد أن عصب عينيه، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ إلى سرته وتولى (عليه السلام) غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعطيه الماء ويعينه عليه فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده، ولم يشترك معه أحد في الصلاة عليه، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم بالصلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لهم: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها.
    فسلم القوم لذلك ورضوا به، ولما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويضرح، وكان ذلك عادة أهل مكة، وأنفذ (أرسل) إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد، فاستدعاهما وقال: اللهم خر لنبيك.
    فوجد أبو طلحه فقيل له: احفر لرسول الله.
    فحفر له لحداً، ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي إن نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال ليدخل أنس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج، فلما دخل قال له علي (عليه السلام) انزل القبر.
    فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على يديه ودلاّه في حفرته، فلما حصل في الأرض قال له أخرج.
    فخرج ونزل علي (عليه السلام) إلى القبر، فكشف عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب.
    وكان (عليه السلام) يرثي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:
    الموت لا والداً يبقي ولا ولـد... هذا السبيل إلى أن لا ترى أحد
    هذا النبي ولم يخلد لأمتــــــه... لـــو خلّد الله خلقاً قبله خلـــــدا
    للموت فينا سهام غير خاطئة... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
    وكان (عليه السلام) يصلح قبر رسول الله بمسحاته، وكانت وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)
    سقيفة بني ساعدة
    لمّا استشهد الرسول (ص) اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، واختاروا سعد بن عبادة الخزرجي أميرا ً وخليفة للمسلمين، فوصل الخبر إلى أبي بكر وعمر فأسرعا إلى السقيفة ومعهم أبي عبيدة بن الجرّاح، ودخلوا على الأنصار، واحتجّوا عليهم بأن الرسول منهم فهم أحقّ بمقامه، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأ ُمراء ومنكم الوزراء، وبعد جدلٍ طويل، ضعفت جبهة الأنصار حينما ضمّ رأي البشير بن سعد واُسيد بن حضير الأنصاريين إلى جانب أبي بكر وصاحبيه، وعندما بايع بشير الأنصاري أبا بكر وبايعه عمر وأبو عبيدة، وبايع الحاضرون سوى سعد بن عبادة وقليل ممّن يرى رأيه، فتمّت البيعة لأبي بكر، والرسول (ص) بعد لم يجهّز، وكان بنو هاشم وغيرهم من المسلمين مشغولين بتجهيزه والصلاة عليه، إلى أن أخبرهم البراء بن عازب بما جرى في السقيفة، فاحتج بنو هاشم وعدد آخر من صحابة النبيّ (ص) على البيعة لأبي بكر، واستمرّ الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدّة ستّة أشهر تقريبا ً20.
    وعن موقف الإمام في ذلك العهد: فلقد أخذوا البيعة من الناس لأبي بكر، وجاؤا إلى علي (ع) ليخرجوه من البيت ليبايع لأبي بكبر فلم تأذن لهم فاطمة (ع) بالدخول في بيتها، فصدر الأمر بالهجوم فهجموا وأخذوا علياً (ع) بعد أن خلعوا عنه سلاحه وأخرجوه من البيت يريدون به المسجد، وخرجت فاطمة (ع) خلفهم وهي بأشد الأحوال، إذ إنها أجهضت جنينها فكأنها نسيت آلامها فجعلت تعدو وتصيح: خلوا عن ابن عمي؟ خلوا عن بعلي! والله لأكشفن عن رأسي ولأضعن قميص أبي على رأسي وأدعوا عليكم!!!
    ووصلت إلى باب المسجد فرأت منظراً مؤلماً لا نستطيع أن نصفه إلا إنها استطاعت أن تخلص زوجها من أيدي الناس وتحول بينهم وبين أخذ البيعة منه، ورافقت زوجها إلى البيت سالماً.
    زيارة االنبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه واله وسلم )
    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ،اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَي الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اِسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً) وَاِنّي اَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَاِنّي اَتَوَجَّهُ بِكَ اِلَي اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي ..


    المصادر

    -------------------------------------------------------------------------------------------------
    1. السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 .
    2. مستدرك الحاكم ج 3 ص 60
    3. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249 و عيون الأثر لابن سيد الناس ج 2 ص 281
    4. الطبقات الكبرى ج 2 ص 236
    5. تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
    6. تاريخ الطبري ج 2 ص 438
    7. صحيح البخاري ج 7 ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198 .
    8. الطب النبوي لابن القيم الجوزي ج 1 ص 66 .
    9. الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203 .
    10. سيرة ابن كثير ج2 ص 32
    11. المحلى لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225ومنتخب التواريخ ص 63
    12. مسند أحمد ج 6 / 300 أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 / 138 - 139 وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في بابه أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الإمام علي ج 3 / 16 - 17 بطرق متعددة ، ومجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي 9 / 112 ط . دار الكتاب بيروت ، وكنز العمال ج 15 / 128 ط . الثانية بحيدرآباد ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، وتذكرة خواص الأمة لابن الجوزي باب حديث النجوى ، والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل وخصائص النسائي .
    13. تاريخ ابن كثير ج 7 / 359
    14. طبقات ابن سعد وكنز العمال ج 2 / 262 - 263 .
    15. مسند أحمد 2: 300؛ كفاية الطالب 133 .
    16. ص393 ج 6 في الكنز، وفي هامش ص45 ج 5 من مسند أحمد .
    17. البينة | 7
    18. البينة 6
    19. ال عمران |144 .
    20. تاريخ اليعقوبي 2: 123؛ الإمامة والسياسة 1: 6 وما بعدها، وغيرهما.

  • 1

    المدة : 31 دقائق و 15 ثواني

    01 جمادي الآخرة

    المحاضرات الاخلاقية

  • 1

    شاء الله سبحانه وتعالى أن يستأثر برسوله الاعظم "صلى الله عليه وآله" وينقله الى جواره في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة 11هـ على وفق اوثق الروايات التي وصلت الينا، وتولى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب "عليه السلام" غُسله وتجهيزه، كما اجتمعت على ذلك أغلب مصادر المسلمين وأرباب التاريخ.
    يقول أمير المؤمنين "عليه السلام" مستذكراً ساعة رحيل النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" :" ولقد قبض رسول الله، وان رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي"([1])، يظهر من قول أمير المؤمنين انه كان آخر الناس عهداً بالنبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" في الحياة الدنيا، اذ وضعه في حجره، ورأسه "صلى الله عليه وآله" على صدره، ما من شك ان النبي أخبر الامام "عليه السلام" بقرب رحيله ودنو أجله، واراد ان يكون قريباً منه على هذا النحو من القرب المكاني، للتأكيد من خلاله على حقيقة القرب الروحي بينهما، فضلا عن القرب الايماني والاجتماعي والاسري .  مما يؤكد هذه الحقيقة سلمان الفارسي قال: دخلت عليه -أي على النبي- صبيحة قبل اليوم الذي مات فيه، فقال لي: يا سلمان، ألا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر، أنا وعلي؟! فقلت: يا رسول الله، أما أسهر ليلة معك بدله؟! فقال: لا، هو أحق بذلك منك"([2]).
    مسح الامام علي "عليه السلام" وجهه بروح النبي الاعظم" صلى اله عليه وآله" بعد ان سالت على كفه، تيمناً وتبركاً وتشرفاً وتوحداً مع هذه النفس المقدسة التي وحدها الله تعالى مع نفسه بنص آية المباهلة في قوله تعالى ﴿... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾([3] )، اذ توحد الامام مع النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" بعد ان تشربت نفسه من هذه النفوس المقدسة مده خمس وثلاثين سنة امضاها مع النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله"  اذ يؤكد الامير علي "عليه السلام" تلك الصلة بقوله:" وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِه، ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرْفَه، وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه، ومَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ ولَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ"([4]) وفق هذه  الرواية يكون قرب أمير المؤمنين "عليه السلام" من النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" قرباً ربانياً اشاء الله تعالى ان يختم به حياة النبي في الدنيا كما بدأها به ([5]) .
    ومن دلالة اخرى في النص تؤكد على ان أمير المؤمنين "عليه السلام"  كان وظل أقرب الناس الى النبي الاعظم حتى لحظة رحيله عن الدنيا، والامام بهذا الوصف، اذ استعمل اسلوب التوكيد بوجوهه المختلفة هي:" ولقد... وان... لعلى... ولقد" فكانت هذه المظاهر الاسلوبية ثوابت لا تحتمل التغير المحتمل في الكلمات لأنها استمدت ثباتها الحقيقي من حقيقة ما فعله أمير المؤمنين "عليه السلام" في غسل النبي الاكرم وتجهيزه ودفنه فيما بعد في قوله هذا([6]).
    غسل النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله"
    يقول أمير المؤمنين علي "عليه السلام":" وَلَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ -أي النبي- وَالْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي فَضَجَّتِ الدَّارُ وَالْأَفْنِيَةُ مَلَأٌ يَهْبِطُ وَمَلَأٌ يَعْرُجُ وَمَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ" هنا اراد أمير المؤمنين علي "عليه السلام" ان يبين مساله مهمه الا وهي من له الحق في غسل النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" ،اذ جاء في الروايات ان جبرائيل "عليه السلام" قال:" يا محمد، قل لعلي: إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده"([7])  نستنتج من ذلك ان  الله امر وصي رسول الله علي ابن ابي طالب، ان يتكفل بغُسل النبي الاعظم "صلى الله عليه وآله"،  مما يؤكد صلته بالنبي محمد فهو قريب من النبي ودان منه، وصديق ونصير وتابع ومحب والخليفة والوصي، فقد غسله وقميصه عليه، وقد روى ابن سعد في كتابه :" بينما هم يغسلون النبي اذ نودوا لا تجردوا رسول الله "([8])، ثم يشير أمير المؤمنين "عليه السلام" الى معونة الملائكة في غُسل النبي الاكرم بقوله " وَالْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي". اذن كيف كانت معونة الملائكة للإمام علي ابن ابي طالب؟.

    اغلب الروايات تؤكد ان العباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة ابن زيد حضروا مع أمير المؤمنين علي "عليه السلام" غُسل النبي الاكرم وكان الامام علي يغُسله والفضل وأسامة يحجبانه والعباس قاعد عند السترة ([9])، ولم يعترض أمير المؤمنين معونتهم، لان الملائكة تكفلوا بتغسيل الجسد الطاهر بإجماع المسلمين، وقد احس أمير المؤمنين "عليه السلام" بهذه المعونة في تغسيله من خلال سهولة ذلك ويسره عليه اذ يقول عليه السلام"، " فما تناولت عضواً الا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا حتى فرغت من غسله"([10]) .

    وثم يأتي قول أمير المؤمنين "عليه السلام": قائلا" فَضَجَّتِ الدَّارُ وَالْأَفْنِيَةُ مَلَأٌ يَهْبِطُ وَمَلَأٌ يَعْرُجُ وَمَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ"  هنا اراد أمير المؤمنين علي "عليه السلام"  بيان اشتراك الملائكة مع المسلمين في تأبين الرسول الاعظم اذ ضجت الدار وافنيتها بهم، حيث ان هذه الافواج من الملائكة كانت تصيح مستغيثة من شدة المشقة بفقد النبي الاكرم "صلى الله عليه وآله" على وفق معاني الضجيج في اللغة، وكان أمير المؤمنين يسمع هذا الضجيج ولم تغب عن سمعه. فقد جاء مثل هذا في قوله عن رسول الله "... انك تسمع ما أسمع وترى ما أرى الا انك لست بنبي، ولكنك وزير وانك لعلى خير"([11]). ويختم امير المؤمنين قوله عن تجهيز رسول الله ودفنه بقوله" اني كنت آخر الناس عهدا برسول الله ودليته في حفرته"([12])، فحفر له لحداً، ودخل أمير المؤمنين ليتولى دفن رسول الله "صلّى الله عليه وآله" فنزل القبر ووضع أمير المؤمنين رسول الله "صلّى الله عليه وآله" على يديه ، فكشف عن وجه رسول الله "صلّى الله عليه وآله" ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب ([13]).
    جعفر رمضان

    --------------------------------------------------------------------------------------------------------
    [1] لابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، (منشورات مكتبة ابة الله العظمى المرعشي النجفي، دار احياء الكتب العربية)، ص172.
    [2] علي النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة ابحار، تحقيق حسن بن علي النمازي،( قم المقدسة: مؤسسة النشر الاسلامي)، ج7، ص 381.
    [3] سورة ال عمران: الآية 61.
    [4] لابن ابي الحديد، المصدر السابق، ص 474.
    [5] حاكم حبيب الكريطي، اقوال الامام علي في غسل النبي ودفنه قراءة تأويلية، مجلة جامعة الكوفة، ص 544-550.
    [6] المصدر نفسه.  
    [7] حسين البروجردي، جامع أحاديث الشيعة ،( قم: المطبعة العلمية،1399هـ)،ج3، ص154.
    [8] ابن سعد ، الطبقات الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا،( بيروت: دار الكتب العلمية، 1410)، ج2، ص276.
    [9] محمد بن جرير الطبري، المسترشد في امامة امير المؤمنين، تحقيق احمد الحمودي،( قم: مطبعة سلمان الفارسي) ، ص337.
    [10] محمد بن جرير الطبري، المصدر السابق، ص 337.
    [11] لابن ابي الحديد، المصدر السابق، ص 157.
    [12] أبو جعفر محمد بن علي ابن بأبويه القمي الصدوق ، الخصال، تحقيق علي أكبر غفاري،( قم المقدسة: مؤسسة النشر الاسلامي)، ص 572.
    [13] علي بن الحسين الهاشمي، المطالب المهمة في تاريخ النبي والزهراء والائمة،( النجف الاشرف: منشورات المكتبة الحيدرية،1388هـ)، ص11-12. 

  • 1

    اشتدّ المرض على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فاُغمي عليه، فلمّا أفاق قال (صلى الله عليه وآله): اُدعوا لي أخي وصاحبي وعاوده الضعف فقالت عائشة: لو بعثت الى أبي بكر، وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر، فاجتمعوا عنده جميعاً فقال (صلى الله عليه وآله): انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث اليكم[تأريخ الطبري: 2 / 439 ط مؤسسة الأعلمي].

    ثمّ دُعي عليّ (عليه السلام) فلمّا دنا منه أومأ إليه، فأكبَّ عليه، فناجاه الرسول (صلى الله عليه وآله) طويلاً، ثمّ ثقل النبيّ وحضره الموت، فلمّا قارب خروج نفسه قال لعليّ (عليه السلام): ضع رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك، وامسح بها وجهك، ثمّ وجّهني الى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أوّل الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى[الإرشاد للمفيد: 1 / 186.].

    وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الى جوار ربّه راضياً مرضيّاً بعد أن أدّى رسالته بأحسن وجه، وأوضح السبيل للاُمّة من بعده. وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يلازمه ملازمته الظل لذي الظل ويتابعه متابعة التلميذ لاُستاذه في جميع لحظات حياته الرسالية المباركة .

  • 1

    حسينية الإمامين الكاظمين عليهما السلام | دولة الكويت

  • 1

    قصيدة شعرية خاصة برحيل سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا رسول الله الاعظم أبي القاسم المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...  عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...

    أَجِبْ مَأْتَمَ الهادي دُمُوعاً تُهلِّلُ
     على مِثلِهِ إنَّ المدامِعَ تَهطِلُ
    أَدِمْ لَوعَةَ الوَجْدِ المُؤبِّنِ أحمداً
    رَؤوفاً وبالخَيرِ العَميمِ يُؤَمِّلُ
    أَجِبْ أَحرُفَ القلبِ انهِماراً لأَنَّها
    مَزامِيرُ آياتِ الوَفاءِ تُرتِّلُ
    ويا مُلتقَى الحُزْنِ العظيمِ مَهابَةً
    دَعِ الخَطْبَ بَكّاءً يُجِيبُ ويَسْأَلُ
    ويا دَمعةَ الحانِي الرّهيفِ صَبابَةً
    أَسيلِي فإنَّ الرِّزءَ ما زالَ يَعذِلُ
    يناشِدُ أَحلامَاً ويطلُبُ ناصِرَاً
    ويرقُبُ سَبَّاقاً الى الحقِّ يرْحَلُ
    أيا نادِبَاً يَومَ الهُمُومِ مُصيبةً
    ونائِبةً عُظمى وحُزنَاً يُزَلزِلُ
    ذَرِ الدَّمْعَ إِهراقاً يُحدِّثُ ناعِياً
    رَحيلَ رَسُولِ اللهِ فَقْدَاً يُجَلْجِلُ
    ويا باكياً طهَ الحَبيبَ مَودَّةً
    وتستذكِرُ الجُودَ الذي دامَ يَبذُلُ
    أَطِعْ بانتصارٍ للمُرُوءَةِ صابِراً
    تناضلُ مِعطاءً وأَنتَ مُهَلِّلُ
    وصُنْ مُؤمِناً نهْجَ الرّسالةِ إنّهُ
    هُدى دينِ وَحي اللهِ لا يتبدَّلُ
    وإنَّ رَسولَ اللهِ مِصباحُ اُمّةٍ
    أزالُوا قلاعَ الشِّركِ لم يتزلْزلُوا
    وكانَ رسولُ اللهِ دِرْعَ وِقائهِم
    وقائدَهُم  وعلى الشدائدِ يَحمِلُ
    سَقى شِربةَ التقوى نُفُوساً أبيّةً
    فهبُّوا مَصاديقاً ولم يتزيَّلُوا
    وما خانَ إلا مُرجِفٌ ومنافقٌ
    توَعَّدَهُ المولى بيومٍ يُهَوِّلُ
    سلامٌ على طه الأمينِ محمدٍ
    سلامٌ على النُّورِ الذي يتهَلَّلُ
    فأحمدُ في بَطنِ التُّرابِ غياثُنا
    كما كانَ حيّاً رحمَةً تتَهطَّلُ
    عليهِ صلاةُ اللهِ تترى تحيةً
    عليهِ سلامُ اللهِ طُهْراً يُبَجَّلُ
    وثُمَّ على آل النبيِّ كمِثلِهِ
    صلاةً وتسليماً ووُدَّاً يُوَصِّلُ
    فهم حُجَجُ اللهِ العظيمِ مثابَةً
    وخاتَمُهُم مَنْ للأنامِ مُؤمَّلُ

    ________________
    بقلم : حميد حلمي زادة

  • 1

    كلمات: الشاعر وسام الشويلي - المكان: حسينية وموكب أم الحسن (ع) - الفاو

  • 1

    استشهاد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page