• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل السنة

  • 1

    كان سهم أبي حنيفة ، النعمان بن ثابت الكوفي من الطعون أكثر من غيره من أئمّة المذاهب الأربعة الأخرى ، ولنذكر أوّلاً كلامهم فيه ثمّ نعقبه بكلام باقي الأعلام :

    أقوال مالك بن أنس ـ ت 179 هـ ـ في أبي حنيفة :
    (1) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : قال مالك : « ما وُلد في الإسلام مولود أضرّ على أهل الإسلام من أبي حنيفة » (1).
    (2) وبسنده عن حبيب بن زريق ـ كاتب مالك بن أنس ـ عن مالك بن أنس قال : « كانت فتنة أبي حنيفة أضرّ على هذه الأمّة من فتنة إبليس » (2).
    (3) وبسنده عن مُطرِّف الأصمّ قال : سُئل مالك بن أنس عن قول عمر ـ في العراق ـ : بها الداء العضال ، فقال : « الهلكة في الدين ومنهم أبو حنيفة » (3).
    (4) وبسنده عن الوليد بن مسلم قال : قال لي مالك بن أنس : « أيتكلّم برأي أبي حنيفة عندكم » ؟ قلت : نعم ، قال : « ما ينبغي لبلدكم أن تسكن » (4).
    (5) وبسنده عن ابن أبي سريح قال : سمعت الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس وقيل له : تعرف أبا حنيفة ؟ ـ فقال : « نعم ، ما ظنّكم برجل لو قال : هذه السارية من ذهب لقام دونها حتّى يجعلها من ذهب ، وهي من خشب أو حجارة » ؟ قال أبو محمّد : يعني أنّه كان يثبت على الخطأ ويحتجّ دونه ولا يرجع الى الصواب إذا بان له (5).
    (6) وبسنده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم قال : سمعت مالك بن أنس ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « كاد الدين ، كاد الدين » (6).
    وفي الحديث الذي بعده قال في آخره : « ومن كاد الدين فليس له دين ».
    (7) وبسنده عن علي بن زيد الفرائضي ، عن الحنيني قال : سمعت مالكاً يقول : « ما وُلد في الإسلام مولود أشأم من أبي حنيفة » (7).

    أقوال محمّد بن إدريس الشافعي ـ ت 204 هـ ـ في أبي حنيفة وأصحابه :
    (1) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال : قال لي محمّد بن إدريس الشافعي : « نظرتُ في كتب لأصحاب أبي حنيفة ، فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة ، منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنّة » ، قال أبو محمّد : لأنّ الأصل كان خطأ فصارت الفروع ماضية على الخطأ (8).
    (2) وبسنده عن الربيّع بن سليمان المرادي قال : سمعت الشافعي يقول : « أبو حنيفة يضع أوّل المسألة خطأ ثمّ يقيس الكتاب كلّه عليها » (9).
    (3) وبسنده عن هارون بن سعيد الأبلي قال : سمعت الشافعي يقول : « ما أعلم أحداً وضع الكتاب أدلّ على عوار قوله من أبي حنيفة » (10).
    (4) وبسنده عن أحمد بن سنان بن أسد القطّان قال : سمعت الشافعي يقول : « ما شبّهت رأي أبي حنيفة إلّا بخيط السحّارة ، يمدّ كذا فيجيء أخضر ، ويمدّ كذا فيجيء أصفر » (11).
    (5) وقال أبو نعيم الأصفهاني ـ ت 430 هـ ـ : قال الشافعي : « نظرت في كتاب لأبي حنيفة فيه عشرون ومائة ، أو ثلاثون ومائة ورقة ، فوجدت فيه ثمانين ورقة في الوضوء والصلاة ، ووجدتُ فيه إمّا خلافاً لكتاب الله ، أو لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أو اختلاف قول ، أو تناقض أو خلاف قياس » (12).

    أقوال أحمد بن حنبل ـ ت 241 هـ ـ في أبي حنيفة :
    (1) ذكر الخطيب البغدادي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال : قلت لأبي : كان أبو حنيفة استُـتيب ؟ قال : « نعم » (13).
    (2) وبسنده عن أحمد بن الحجّاج المروزي قال : سألت أبا عبد الله ـ هو أحمد بن حنبل ـ عن أبي حنيفة وعمرو بن عبيد ، فقال : « أبو حنيفة أشدّ على المسلمين من عمرو بن عبيد ، لأنّ له أصحاباً » (14).
    (3) وبسنده عن الأقرم قال : « رأيت أبا عبد الله مراراً يعيب أبا حنيفة ومذهبه ، ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجّب » (15).
    (4) وبسنده عن محمّد بن يوسف البيكندي قال : قيل لأحمد بن حنبل : قول أبي حنيفة : الطلاق قبل النكاح ؟ فقال : « مسكين أبو حنيفة كأنه لم يكن من العراق ، كأنه لم يكن من العلم. قد جاء فيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعن الصحابة وعن نيف وعشرين من التابعين مثل سعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاء ، وطاووس ، وعكرمة ، كيف يجترئ أن يقول : تطلق » (16).
    (5) وبسنده عن مهنى بن يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلّا سواء » (17).
    (6) وبسنده عن محمّد بن روح قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : « لو أنّ رجلاً ولي القضاء ثمّ حكم برأي أبي حنيفة ، ثمّ سُئلت عنه لرأيت أن أرد أحكامه » (18).
    (7) وبسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : سمعت أحمد بن حنبل وسُئل عن مالك فقال : حديث صحيح ورأي صحيح ، وسُئل عن الأوزاعي فقال : حديث ضعيف ورأي ضعيف ، وسُئل عن أبي حنيفة فقال : « لا رأي ولا حديث » (19).
    (8) وبسنده عن محمّد بن عمرو العقيلي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : « حديث أبي حنيفة ضعيف ورأيه ضعيف » (20).

    أقوال باقي الأعلام في أبي حنيفة :
    (1) ذكر الخطيب البغدادي أحمد بن علي ـ ت 463 هـ ـ بسنده عن محمّد بن عبد الله الشافعي قال : حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا ضرار بن صرد ، قال : حدّثنا سليم المقرئ ، حدّثنا سفيان الثوري قال : قال لي حمّاد ابن أبي سليمان ـ ت 120 هـ ـ وهو أستاذ أبي حنيفة : « أبلغ عنّي أبا حنيفة المشرك أنّي بريء منه حتّى يرجع عن قوله في القرآن » (21).
    (2) وبسنده عن رجاء بن السندي قال : سمعت سليمان بن حسّان الحلبي يقول : سمعت الأوزاعي ـ ت 157 هـ ـ ما لا أحصيه ، يقول : « عمد أبو حنيفة إلى عرى الإسلام فنقضها عروة عروة » (22).
    (3) وبسنده عن سلمة بن كلثوم ـ وكان من العابدين ولم يكن من أصحاب الأوزاعي أحسن منه ـ قال : قال الأوزاعي لما مات أبو حنيفة : « الحمدُ لله ، إن كان لينقض الإسلام عروة عروة » (23).
    (4) وبسنده عن محمّد بن كثير قال : سمعت الأوزاعي يقول : « ما ولد في الإسلام أضرّ على الإسلام من أبي حنيفة » (24).
    (5) وبسنده عن أحمد بن الحسن الترمذي قال : سمعت الفريابي يقول : سمعت الثوري ـ ت 161 هـ ـ ينهى عن مجالسة أبي حنيفة وأصحاب الرأي (25).
    (6) وبسنده عن معاذ بن معاذ قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « أستُـتيب أبو حنيفة من الكفر مرّتين » (26).
    (7) وبسنده عن مؤمّل بن إسماعيل قال : سمعت سفيان الثوري يقول : « إنّ أبا حنيفة أستُـتيب من الزندقة مرّتين » (27).
    (8) وبسنده عن جرير بن ثعلبة قال : سمعت سفيان الثوري ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : « لقد استتابه أصحابه من الكفر مراراً » (28).
    (9) وبسنده عن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال : كنّا عند سفيان الثوري إذ جاء نعي أبي حنيفة ، فقال : « الحمدُ لله الذي أراح المسلمين ، لقد كان ينقض عُرى الإسلام عروة عروة ، ما ولد في الإسلام مولودٌ أشأم على أهل الإسلام منه » (29).
    (10) وبسنده عن محمّد بن يوسف الفريابي قال : كان سفيان الثوري ينهى عن النظر في رأي أبي حنيفة. قال : وسمعت محمّد بن يوسف ـ وسئل : هل روى سفيان الثوري عن أبي حنيفة شيئاً ؟ ـ قال : « معاذ الله ، سمعت سفيان الثوري يقول : ربّما استقبلني أبو حنيفة يسألني عن مسألة ، فأجيبه وأنا كاره ، وما سألته عن شيء قط » (30).
    (11) وبسنده عن محمّد بن عصام بن يزيد الأصبهاني يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : « أبو حنيفة ضالّ مضلّ » (31).
    (12) وبسنده عن أبي ربيعة محمّد بن عوف قال : سمعت حماد بن سلمة يكنّي أبا حنيفة : أبا جيفة (32).
    (13) وبسنده عن أسود بن سالم قال : قال أبو بكر بن عيّاش : « سوّد الله وجه أبي حنيفة » (33).
    (14) وبسنده عن أحمد بن إبراهيم قال : قيل لشريك : أُستُـتيب أبو حنيفة ؟ قال : « قد علم ذاك العواتق في خدورهن » (34).
    (15) وبسنده عن محمّد بن فليح المدني ، عن أخيه سليمان ـ وكان علامة بالناس ـ قال : إنّ الذي استتاب أبا حنيفة خالد القسري. قال : فلمّا رأي ذلك أخذ في الرأي ليعمى به.
    وروى أنّ يوسف بن عمر استتابه ، وقيل : إنّه لمّا تاب رجع وأظهر القول بخلق القرآن ، فاستتيب دفعة ثانية. فيحتمل أن يكون يوسف استتابه مرّة ، وخالد استتابه مرّة ، والله أعلم (35).
    (16) وبسنده عن يحيى بن سعيد قال : سمعت شُعبة يقول : كفٌّ من تراب خير من أبي حنيفة (36).
    (17) وبسنده عن طريف بن عبد الله قال : سمعت ابن أبي شيبة ـ وذكر أبا حنيفة ـ فقال : أراد كان يهودياً (37).
    الهوامش
    1. تاريخ بغداد 13 : 396 / 8.
    2. المصدر السابق : 396 / 9.
    3. المصدر السابق : 400 / 30.
    4. المصدر السابق : 400 / 31.
    5. المصدر السابق : 401 / 33.
    6. المصدر السابق : 401 / 34.
    7. المصدر السابق : 401 / 37.
    8. تاريخ بغداد 13 : 412 / 90.
    9. المصدر السابق 13 : 412 / 91.
    10. المصدر السابق 13 : 412 / 92.
    11. المصدر السابق 13 : 412 / 93.
    12. حلية الأولياء 10 : 103.
    13. تاريخ بغداد 13 : 382 / 65.
    14. المصدر السابق 13 : 412 / 94.
    15. المصدر السابق 13 : 412 / 95.
    16. المصدر السابق 13 : 413 / 97.
    17. المصدر السابق 13 : 413 / 98.
    18. المصدر السابق 13 : 413 / 99.
    19. المصدر السابق 13 : 418 / 122.
    20. المصدر السابق 13 : 421 / 136.
    21. المصدر السابق 13 : 377 / 46.
    22. المصدر السابق 13 : 398 / 17.
    23. المصدر السابق 13 : 398 / 18.
    24. المصدر السابق 13 : 398 ـ 399 / 21.
    25. المصدر السابق 13 : 405 / 57.
    26. المصدر السابق 13 : 379 ـ 380 / 55.
    27. المصدر السابق 13 : 380 / 58.
    28. المصدر السابق 13 : 381 / 59.
    29. المصدر السابق 13 : 398 / 19.
    30. المصدر السابق 13 : 405 ـ 406 / 58.
    31. المصدر السابق 13 : 411 / 87.
    32. المصدر السابق 13 : 408 / 70.
    33. المصدر السابق 13 : 410 / 82.
    34. المصدر السابق 13 : 378 / 49.
    35. المصدر السابق 13 : 378 / 50.
    36. المصدر السابق 13 : 419 / 126.
    37. المصدر السابق 13 : 415 / 103.

    مقتبس من كتاب : [ موسوعة الأسئلة العقائديّة ] / المجلّد : 1 / الصفحة : 35 ـ 42

  • 1
  • 1

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

    أخْبَرَنِي ابن رزق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن سلمان الفقيه المعروف بالنجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل، قَال: حَدَّثَنَا مهنى بن يحيى، قال:
    سمعت أَحْمَد بن حنبل، يقول: ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء .
    إسناده إلى مهنى صحيح، ومهنى ثقة الشديد في السنة.
    تاریخ مدینة السلام، خطیب البغدادي ج15، ص569، دار الغرب الاسلامی

  • 1
  • 1
  • 1

    - أهل السنة والجماعة يغسلون أرجلهم عند الوضوء ولا يمسحون عليها .
    - بينما الشيعة الإمامية يمسحون على أرجلهم .
    وهاهنا نسأل : أي من الفريقين في هذه المسألة يمثل المذهب الحقّ بينما يمثل الآخر المذهب البدعي ؟؟!!

    لا نطيل  الكلام  هنا ونذهب مباشرة إلى القرآن الكريم الذي شرّع لنا هذه الفريضة .. يقول تعالى في سورة المائدة ، الآية 6 : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ }.

    قال ابن حزم في ( المحلى ) : ( مسألة : وأما قولنا في الرجلين فإن القرآن نزل بالمسح . قال الله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم } وسواء قُرِأ بخفض اللام أو بفتحها هي على كل حال عطف على الرؤوس : إما على اللفظ وإما على الموضع ، لا يجوز غير ذلك . لأنه لا يجوز أن يحال بين المعطوف والمعطوف عليه بقضية مبتدأة . وهكذا جاء عن ابن عباس : نزل القرآن بالمسح - يعني في الرجلين في الوضوء - وقد قال بالمسح على الرجلين جماعة من السلف ، منهم علي بن أبي طالب وابن عباس والحسن وعكرمة والشعبي وجماعة غيرهم ، وهو قول الطبري ، ورويت في ذلك آثار . منها أثر من طريق همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثنا علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه - هو رفاعة بن رافع - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول : إنها { لا تجوز صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل ثم يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ورجليه إلى الكعبين } . وعن إسحاق بن راهويه ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد خير عن علي " كنت أرى باطن القدمين أحق بالمسح حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يمسح ظاهرهما " )(1) .

    إذن فالقرآن الكريم جاء بالمسح لا الغسل...فمن أين جاء الحكم بغسل الرجلين عند القوم يا ترى ؟؟!!

    قالوا : جاءنا من الروايات... ولا أريد هنا أن أطيل الكلام في مناقشة دلالة هذه الروايات أو أسانيدها .. بل أريد أن أسأل سؤالا واحدا فقط  وأقول : هل معنى كلامكم هذا  أن حكم المسح الذي جاء به القرآن الكريم هو منسوخ عندكم بحكم الغسل الوارد من السنة التي تروونها أم  ماذا ؟؟!!

    فإن قالوا : نعم ، هو منسوخ بحكم السنّة التي جاءت بالغسل ، فهم بذلك يكونون قد خالفوا ما عليه القرآن الكريم وأقوال أئمتهم وعلمائهم المتقدّم ذكرهم في هذا الجانب .

    فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } (2)...ومن الواضح جدا ان السنة لا تساوي القرآن الكريم ولا تكون خيرا منه.

    وسئل الإمام أحـمد : تنسخ السنّة شيئًا مِن القرآنِ ؟ قـال :" لا يُنْسَخُ القرآنُ إلاّ بالقرآنِ ".(3)

    وعن الشافعي : :" وأبانَ الله لهم أنّه إنّمَا نسخَ ما نسخَ مِن الكتابِ بالكتابِ ، وأنّ السنّةَ لا ناسخة للكتابِ وإنّمَا هي تَبَعٌ للكتابِ ".(4)

    وجاء عن ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) : ( وهم إنما كانوا يقضون بالكتاب أولا لأن السنة لا تنسخ الكتاب فلا يكون في القرآن شيء منسوخ بالسنة بل إن كان فيه منسوخ كان في القرآن ناسخه فلا يقدم غير القرآن عليه) .انتهى (5)

    وهذا الكلام لهؤلاء الأعلام من أهل السنة - كما تراه - لم يفرق بين عدم جواز نسخ السنة للقرآن ، سواء كانت من أخبار الآحاد أو كانت متواترة ، فكل ذلك ممنوع عندهم ، بل حتى لو فرض أنّه وجدنا من أهل السنّة من يقول بجواز نسخ القرآن بالسنة المتواترة - كما هو المنقول عن أبي الحسن الأشعري مثلا - فهو مجرد فرضية لم يثبت لها واقع خارجا كما يصرح بذلك ابن تيمية ..

    يقول ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) :" وبالجملةِ فلَمْ يثبت أنّ شيئًا مِن القرآنِ نُسِخَ بِسُنَّةٍ بلا قرآنٍ " .(6)

    هذا فضلا عن عدم ثبوت التواتر للأخبار المعارضة لحكم المسح في القرآن .. بل هي أخبار آحاد كما شهد به الرازي وغيره .

    قال الرازي في ( مفاتيح الغيب ) : ( فثبت أن قراءة وأرجلكم بنصب اللام توجب المسح أيضا...ولا يجوز دفع ذلك بالأخبار لأنها بأسرها من باب الآحاد ، ونسخ القرآن بخبر الواحد لا يجوز ) .(7)

    هذا ، فضلا عن معارضة هذه الأخبار الآحاد بأخبار كثيرة من السنة نفسها ورد فيها لزوم المسح على الرجلين ، كالحديث الوارد عن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال : إنّها لا تتم صلاة لاحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين . (8)

    فلاحظ قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هنا : ( إنّها لا تتم صلاة أحد حتى يسبغ الوضوء كما أمر الله ) .. فالمسح على الرجلين هو أمر الله تعالى، وبدونه لا تتم الصلاة ، وهذا يعارض دعوى بأنّ الشريعة جاءت بالغسل للرجلين كما يزعم البعض  ..

    وقد علق الشيخ الألباني في ذيل هذا الحديث على قول المنذري ( رواه ابن ماجة باسناد جيد ) : ( وهذا يوهم أنه لم يروه من السنة سوى ابن ماجة ، وليس كذلك ، فقد أخرجه ابو داود والنسائي والدارمي ، واسنادهم على شرط البخاري ، وصححه الحاكم 1: 241على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، هؤلاء أخرجوه في حديث المسيء صلاته ) .(9)

    وبالتالي ستتعارض الروايات  عند أهل السنة أنفسهم ( لأن بعضها يقول بالغسل وبعضها يقول بالمسح ) ، وعند التعارض المستقر وعدم إمكان الجمع بين المتعارضين يصار إلى تساقط المتعارضين معا عن الحجية ، وحيث تساقطت الأخبار يكون المرجع هو كتاب الله العزيز الوارد فيه حكم المسح لا الغسل وبذلك يثبت المطلوب ، أي يثبت لزوم المسح دون الغسل ..

    محاولة الرازي بالجمع بين المتناقضين في المقام :

    نعم ، هناك محاولة سمعناها من الفخر الرازي ، جاء فيها : ( أن الغسل مشتمل على المسح ولا ينعكس ، فكان الغسل أقرب إلى الاحتياط ، فوجب المصير إليه ).(10)

    أقول : هذا الكلام - في الواقع - غريب  من الفخر الرازي ؛ خاصة وهو المتضلع في المفاهيم والمعاني ؛ لأن الغسل والمسح مفهومان مختلفان ( وجودي وعدمي ) ، وأحدهما غير الآخر ، فالغسل قد أخذ في مفهومه سيلان الماء على المغسول ولو قليلا ( أي وجود سيلان للماء ) ، وأما المسح فقد أخذ في مفهومه عدم السيلان والاكتفاء بمرور اليد على الممسوح ( أي عدم وجود سيلان للماء ).. وعليه ، فكيف ساغ للرازي أن يجعل المفهومين المختلفين - الوجودي والعدمي ؛ إذ أحدهما يشترط وجود السيلان والثاني عدمه - ضمن حقيقة واحدة ينبغي إيجادها خارجا ؟؟!!

    نعم مقتضى الاحتياط هو الجمع بينهما على نحو الترتيب ، بحيث يمسح المتوضيء رجليه أولا ثم يغسلهما ،ولكن هذا الجمع هو فرع ثبوت حجية أدلة الغسل في مرحلة سابقة ، وقد تقدّم أنّ هذه الأخبار هي أخبار آحاد معارضة لظاهر القرآن الكريم الذي جاء بالمسح ، فهي لا حجيّة لها من هذه الناحية وزخرف ينبغي ضربه عرض الجدار .

    الكاتب: الشيخ خالد السويعدي
    ________________________
    (1)المحلى 2: 56.
    (2)البقرة : 106.
    (3)جامع بيان العلم وفضله 2 : 564.
    (4)الرسالة للشافعي :106 .
    (5)محموع الفتاوى 19 : 196.
    (6)مجموع فتاوى ابن تيمية 20 : 398 .
    (7) مفاتيح الغيب 11: 161.
    (8)صحيح الترغيب والترهيب - محمد ناصر الدين الألباني : 208 .
    (9) صحيح الترغيب والتهذيب : 208.
    (10) تفسير الرازي 11: 161.

  • 1

    "عظمة الإمام الحُسَين عليه السَّلام" المتحدِّث: فضيلة الدكتور الشيخ عدنان العاني

  • 1

    قال ابن نعيم: سمعت أبا النضر الفقيه، يقول: كنا نقرأ على صالح جزرة وهو عليل، فتحرك فبدت عورته، فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه.
    فقال: رأيته؟، لا ترمد عينيك أبدا.
    تاريخ بغداد، ج10،ص 444
    تاريخ الاسلام - ط التوفيقيه : الذهبي، شمس الدين  ج : 22  ص :104

    سمعت محمد بن عوف يقول : أتينا هشام بن عمار في مزرعة له ، وهو قاعد على مورج له وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ غط عليك . فقال : رأيتموه لن ترمد عينكم أبداً ، يعني يمزح .
    أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال .. وجَّهَ المتوكل بعض ولده ليكتب عني .. قال : ونحن نلبس الأزر ولا نلبس السراويلات فجلست فانكشف ذكري فرآه الغلام ، فقال : إستتر يا عم . قلت : رأيته ، قال : نعم . قلت : أما إنه لا ترمد عينك أبداً إن شاء الله !
    قال : فلما دخل على المتوكل ضحك ، قال فسأله فأخبره بما قلت له ، فقال : فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم ! إحملوا إليه ألف دينار .
    تاريخ دمشق : ابن عساكر، أبو القاسم ج: 74  ص : 35

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

  • 1

    فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام في مصادر اهل السنة

    عن عبد الله بن مسعود قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه و اله :
    لما ان خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه ، عطس آدم
     فقال : الحمدلله ،
    فأوحى الله تعالى إليه : حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي ، لولا عبدان أريد ان اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك ،
    قال : الهي فيكونان مني؟
    قال نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر ،
    فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش :
    لا إله إلا الله محمد [ رسول الله ] نبي الرحمة ، علي مقيم الحجة ، ومن عرف حق علي زكى وطاب ، ومن انكر حقه لعن وخاب ،
    اقسمت بعزتي ان ادخل الجنة من اطاعه ، وان عصاني واقسمت بعزتي ان ادخل النار من عصاه وان اطاعني

    المناقب : الخوارزمي، الموفق بن احمد    ج: 1  ص: 319

  • 1
  • 1

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page