• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

زيارة

  • 1

    عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (1).
    وعن ابن عمارة، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله تعالى له الجنة، وحرم جسده على النار (2).
    وروى الحسن بن علي بن فضال، عن الرضا (عليه السلام)، أنه قال: قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام، كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا (عليه السلام): أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس.
    ولقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة (3).
    وعن النعمان بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم موسى بن عمران، ألا فمن زاره في غربته، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار (4).
    وعن الحسين بن زيد، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أرض طوس - وهي بخراسان - يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها غريبا، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله تعالى أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل (5).
    وعن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد. فقيل له: فمن يقتلك، يا ابن رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زمانه، يقتلني بالسم، ويدفنني في دار مضيعة، وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي، كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صديق، ومائة حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا (6).
    وعن أبي الصلت أيضا، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، أنه قال: إني سأقتل بالسم مسموما ومظلوما، وأقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زارني في غربتي، وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمد (صلى الله عليه وآله) بالإمامة، وخصنا بالوصية، إن زوار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلا حرم الله عز وجل جسده على النار (7).
    وعن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل أحد حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره عارفا بحقه، أخذته بيدي يوم القيامة، فأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر. قال: قلت: جعلت فداك، وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه إمام مفترض الطاعة شهيد، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله تعالى أجر سبعين ألف شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حقيقة (8).
    وعن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق (عليه السلام) - في حديث - أنه (عليه السلام) قال لرجل من أهل طوس: سيخرج من صلبه - يعني موسى بن جعفر (عليه السلام) - رجل يكون رضى لله في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته، وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه، مفترض الطاعة من الله عز وجل، كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (9).
    وعن أبي الصلت الهروي - في حديث خروجه (عليه السلام) من نيسابور - قال: ثم دخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثم خط بيده إلى جانبه، ثم قال: هذه تربتي، وفيها أدفن، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي، والله ما يزورني منهم زائر، ولا يسلم علي منهم مسلم، إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت (10).
    وعن ياسر الخادم، قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام): لا تشد الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني مقتول بالسم ظلما، ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه، وغفر له ذنوبه (11).
    وعن الحسن بن علي الوشاء، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): إني سأقتل بالسم مظلوما، فمن زارني عارفا بحقي، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعن الحسن بن علي بن فضال، عن الرضا (عليه السلام)، أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل من السماء، وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور. فقيل له (عليه السلام): يا بن رسول الله، وأي بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس، وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة، كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتب الله تعالى له ثواب ألف حجة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة (12).
    وعن البزنطي، قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة. قال: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): ألف حجة؟ قال (عليه السلام): إي والله ألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه (13).
    وعن البزنطي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة (14).
    وعن أيوب بن نوح، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: من زار أبي (عليه السلام) بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الله من حساب عباده (15).
    وعن حمدان الديواني، قال: قال الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان (16).
    وعن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إني مقتول ومسموم، ومدفون بأرض غربة، أعلم ذلك بعهد عهده إلي أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين (17).
    وعن سليمان بن حفص، قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر ولدي علي، كان له عند الله عز وجل سبعون حجة مبرورة. قلت: سبعون حجة مبرورة؟ قال: نعم، سبعون ألف حجة. قلت: سبعون ألف حجة؟ قال: فقال: رب حجة لا تقبل، من زاره أو بات عنده ليله كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأولون: فنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى. وأما الأربعة الآخرون: فمحمد، وعلي، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، ثم يمد المطمر (المطمر: خيط البناء، ولعله كناية عن السراط.) فيقعد معنا زوار قبور الأئمة، ألا إن أعلاها درجة، وأقربهم حبوة، زوار قبر ولدي علي (عليه السلام) (18).
    وعن عبد العظيم الحسني، قال: سمعت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) يقول: ما زار أبي (عليه السلام) أحد، فأصابه أذى من مطر أو برد أو حر، إلا حرم الله جسده على النار (19).
    وعن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ضمنت لمن زارأبي (عليه السلام) بطوس عارفا بحقه الجنة على الله تعالى (20).
    وعن ابن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما تقول لمن زار أباك؟ قال: الجنة والله (21).
    وعن ابن أسباط، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما لمن زار والدك بخراسان؟ قال: الجنة والله، الجنة والله (22).
    وعن سليمان بن حفص، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما، ومدفون إلى جانب هارون بطوس، من زاره كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (23). وعن أبي الصلت الهروي - في خبر دعبل - قال (عليه السلام): لا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له (24)
    وعن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما لمن أتى قبر الرضا (عليه السلام)؟ قال: الجنة والله (25).
    وعن داود الصرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنة (26).
    وعن حمدان الدستوائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج، فقلت له: يا أبا الحسين، إني سمعت مولاي أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أيوب: وأزيدك فيه؟ قلت: نعم. فقال: سمعته يقول - يعني أبا جعفر (عليه السلام) -: من زار قبر أبي بطوس، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان يوم القيامة، نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق (27).
    وعن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، قال: مر به ابنه وهو شاب حدث، وبنوه مجتمعون عنده، فقال: إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لأمره، عارفا بحقه، كان عند الله جل وعز كشهداء بدر (28).
    وعن زيد النرسي، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: من زار ابني هذا - وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) - فله الجنة (29).
    قال العلامة المجلسي (رحمه الله): ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا، قال: ذكر في كتاب (فصل الخطاب) عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة (30).
    هذا غيض من فيض مناقبه، وشرف بقعته، وفضل زيارته، رزقنا الله زيارته في الدنيا، وشفاعته وشفاعة آبائه وأبنائه في الآخرة، فإنه أرحم الراحمين.
    المصادر :
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257 / 14، أمالي الصدوق: 104 / 2، روضة الواعظين: 279، بحار الأنوار 102: 33 / 10.
    2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 4، أمالي الصدوق: 60 / 6، بحار الأنوار 49: 284 / 3.
    3- إعلام الورى: 332 - 333، أمالي الصدوق: 61 / 10، بحار الأنوار 49: 283 / 1.
    4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 258 / 17، بحار الأنوار 49: 286 / 1.
    5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 3، بحار الأنوار 49: 286 / 1.
    6- أمالي الصدوق: 61 / 8، بحار الأنوار 49: 283 / 2.
    7- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 256، بحار الأنوار 102: 36 / 23.
    8- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 259 / 18، بحار الأنوار 102: 35 / 17 و18
    9- التهذيب 6: 108 / 7، أمالي الصدوق: 470 / 11. 72:
    10- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 136 / 1، بحار الأنوار 49: 125 / 1.
    11- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 254 / 1، الخصال 1: 143 / 167، بحار الأنوار 102: 36 / 21.
    12- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 5، الفقيه 2: 585 / 3193، أمالي الصدوق: 61 / 7، التهذيب 6: 108 / 6، بحار الأنوار 102: 31 / 2.
    13- بحار الأنوار 102: 33 / 4 و5 و6.
    14- بحار الأنوار 102: 33 / 7 و8.
    15- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 259، بحار الأنوار 102: 34 / 12.
    16- بحار الأنوار 102: 34 / 13، و40 / 42.
    17- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 263، بحار الأنوار 102: 34 / 15.
    18- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 295، بحار الأنوار 102: 35 / 16.
    19- بحار الأنوار 102: 36 / 20.
    20- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 256، بحار الأنوار 102: 37 / 25.
    21- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257، بحار الأنوار 102: 37 / 27.
    22- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257، بحار الأنوار 102: 37 / 28.
    23- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 260، بحار الأنوار 102: 38 / 32.
    24- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 264، بحار الأنوار 102: 39 / 36.
    25- بحار الأنوار 102: 39 / 37.
    26- بحار الأنوار 102: 40 / 39 و40.
    27- بحار الأنوار 102: 40 / 41.
    28- بحار الأنوار 102: 41 / 43.
    29- بحار الأنوار 102: 41 / 45.
    30- بحار الأنوار 102: 44 / 51.

  • 1

    كشفت العتبة العباسية المقدسة عن اعداد المشاركين في زيارة اربعينية الامام الحسين (سلام الله عليه) لهذا العام.

    وذكرت العتبة في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع) اليوم الخميس، ان "أعداد الزائرين المسجّلين وفقاً لمنظومة العدّ الإلكترونيّ، للمدّة من (9) صفر الخير ولغاية منتصف نهار (20) من صفر لعام 1442هـ، بلغت (14.553.308) أربعة عشر مليوناً وخمسمائة وثلاثة وخمسين ألفاً وثلاثمائة وثمانية زائرين".
    واضاف البيان ان " الزائرين دخلوا من خمسة مداخل رئيسة هي: (بغداد - كربلاء) (نجف - كربلاء) (بابل - كربلاء) (حسينيّة - كربلاء) (الحر – كربلاء).
    وكالة الانباء العراقية (واع)

  • 1

    قال الرضا (ع) : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله (ص) وأية بقعة هذه ؟.. قال :
    هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (ص) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.ص31
    المصدر: أمالي الصدوق

    قال الرضا (ع) : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا بن رسول الله؟.. قال (ع) :
    شر خلق االله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صدّيق ، ومائة ألف حاجّ ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحُشر في زمرتنا ، وجُعل في الدرجات العلى في الجنة رفيقنا.ص32
    المصدر: العيون 2/356 ، أمالي الصدوق ص63

    قال رجل من أهل خراسان للرضا (ع) : يا بن رسول الله !.. رأيت رسول الله (ص) في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بعضي ، فاستحفظتم وديعتي ، وغُيّب في ثراكم نجمي ؟.. فقال له الرضا (ع) :
    أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي ، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس.
    ولقد حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه (ع) : أن رسول الله (ص) قال : من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة.ص32
    المصدر: العيون 2/257 ، أمالي الصدوق ص64

    قال الرضا (ع) : ما زارني أحدٌ من أوليائي عارفاً بحقي ، إلا تشفّعت فيه يوم القيامة.ص33
    المصدر: أمالي الصدوق ص119

    قال رسول االله (ص) : ستُدفن بضعةٌ مني بخراسان ، ما زارها مكروبٌ إلا نفّس الله كربته ، ولا مذنبٌ إلا غفر الله ذنوبه.ص34
    المصدر: العيون 2/257 ، أمالي الصدوق ص119

    قال أمير المؤمنين (ع) : سيُقتل رجلٌ من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلما اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (ع) .
    ألا فمن زاره في غربته غفر االله ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار.ص34
    المصدر: العيون 2/258 ، أمالي الصدوق ص119

    قال الجواد (ع): من زار قبر أبي (ع) بطوس ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء مبر رسول الله (ص) حتى يفرغ الله من حساب عباده .ص34
    المصدر: العيون 2/259 ، أمالي الصدوق ص120

    قال الرضا (ع) : إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة ، أعلم ذلك بعهدٍ عهده إليّ أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن رسول الله (ص) ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ، ومن كان كنا شفعاءه نجا ولو كان عليه وزر الثقلين.ص35
    المصدر: العيون 2/263 ، أمالي الصدوق ص611

    قال الكاظم (ع) :من زار قبر ولدي علي كان له عند الله عز وجل سبعون حجّة مبرورة ، قلت : سبعين حجة مبرورة ؟.. قال : نعم ، سبعين ألف حجة ، قلت : سبعين ألف حجة ، فقال : رب حجة لا تقبل من زاره أو بات عنده ليلة ، كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمن زار الله في عرشه ؟.. قال : نعم ، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين :
    فأما الأولون : فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى .. وأما الأربعة الآخرون : فمحمد وعلي والحسن والحسين ، ثم يمدّ المطمر فيقعد معنا زوّار قبور الأئمة ، ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوّّار قبر ولدي علي (ع).ص35
    المصدر: العيون 2/295 ، أمالي الصدوق ص120

    قال الصادق (ع) : يُقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس ، من زاره إليها عارفا بحقه ، أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وإن كان من أهل الكباير ، قلت : جعلت فداك !.. وما عرفان حقه ؟.. قال :
    يعلم أنه مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيداً ممن استشهد بين يدي رسول الله (ص) على حقيقة.ص35
    المصدر: أمالي الصدوق ص121

    قال الجواد (ع) : ما زار أبي (ع) أحدٌ فأصابه أذى من مطر أو برد أو حرّ ، إلا حرّم الله جسده على النار.ص36
    المصدر: أمالي الصدوق ص654

    قال الرضا (ع) : لا تُشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا ، ألا وإني مقتولٌ بالسم ظلما ً، ومدفونٌ في موضع غربة ، فمن شدّ رحله إلى زيارتي ، استُجيب دعاؤه وغُفر له ذنبه.ص36
    المصدر: العيون 2/254 ، الخصال 1/94

    قال الرضا (ع) :إني سأقتل بالسم مسموماً ومظلوماً ، وأُقبر إلى جانب هارون ، ويجعل االله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي ، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة .
    والذي أكرم محمد (ص) بالنبوة ، واصطفاه على جميع الخليقة !.. لا يصلي أحدٌ منكم عند قبري ركعتين ، إلا أستحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه .
    والذي أكرمنا بعد محمد (ص) بالإمامة ، وخصّنا بالوصية !.. إن زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء ، إلا حرّم الله عز وجل جسده على النار.ص37
    المصدر: العيون 2/256

    قلت للجواد (ع) : قد تحيّرت بين زيارة قبر أبي عبد الله (ع) وبين قبر أبيك (ع) بطوس فما ترى ؟.. فقال لي : مكانك ، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال : زوّار قبر أبي عبدالله (ع) كثيرون ، وزوّار قبر أبي (ع) بطوس قليل.ص37
    المصدر: العيون 2/256

    سألت الجواد (ع) عن رجل حجّ حجّة الإسلام ، فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجّ ، فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي (ص) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (ع ) عارفا بحقه ، يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه الذي يُؤتى منه فسلّم عليه ، ثم أتى أبا عبد الله (ع) فسلّم عليه ، ثم أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى (ع) ، ثم انصرف إلى بلاده .
    فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به ، فأيهما أفضل هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (ع) فيسلّم عليه ؟.. قال : بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي (ع) أفضل ، وليكن ذلك في رجب ، و لا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم ، فإن علينا و عليكم من السلطان شنعة . ص 38
    المصدر: العيون 2/258

    قلت للجواد (ع) :جعلت فداك !.. زيارة الرضا (ع) أفضل أم زيارة أبي عبد الله (ع) ؟ .. فقال : زيارة أبي (ع ) أفضل ، و ذلك أن أبا عبد الله (ع) يزوره كل الناس ، وأبي (ع) لا يزوره إلا الخواص من الشيعة .ص 39
    المصدر: العيون 2/261
    بيــان: لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فإن الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته ، إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون في كل زمان يكون إمام من الأئمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أو المعنى أن المخالفين أيضا يزرون الحسين (ع) ، و لا يزور الرضا إلا الخواص وهم الشيعة فيكون من بيانيّة ، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا بإمامة جميع الأئمة ، فإن من قال بالرضا (ع) لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر . ص39

    قال الرضا (ع) في خبر دعبل : لا تنقضي الأيام و الليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواّري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له . ص 39
    المصدر: العيون 2/264

    قال الرضا ( ع) :من زارني على بعد داري وشطون مزاري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلّصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا ًوشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان . ص40
    المصدر: كامل الزيارات ص304

    عن الكاظم (ع) مر ّبه ابنه وهو شاب حدث ، وبنوه مجتمعون عنده فقال :
    إن ابني هذا يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلّما ًلأمره عارفا بحقه ، كان عند الله جلّ وعزّ كشهداء بدر. ص41
    المصدر: كامل الزيارات ص304

    قال الجواد (ع) : من زار قبر أبي بطوس ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وبنى له منبرا ًحذاء منبر رسول الله وعلي (ع) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .ص41
    المصدر: كامل الزيارات ص305
    بيــان: أقول : قد مضى بعض أخبار فضل زيارته (ع) في أبواب فضل زيارة الحسين (ع) وسيأتي بعضها في الباب الآتي ، ثم اعلم أن زيارته (ع) في الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة أفضل ، لاسيما الأيام التي لها اختصاص به (ع) ، كيوم ولادته وهو حادي عشر ذي القعدة ، ويوم وفاته وهو آخر شهر صفر ، أو السابع عشر منه ، أو الرابع والعشرون من شهر رمضان ، ويوم بويع بالخلافة وهو أول شهر رمضان أو السادس منه.ص43
    روي أنه يصلى يوم السادس من شهر رمضان ركعتان : كل ركعة بالحمد مرة وبسورة الإخلاص خمس وعشرين مرة ، لأجل ما ظهر من حقوق مولانا الرضا (ع) فيه .ص43
    المصدر: الإقبال ص373

    قال الرضا (ع) :من شدّ رحله إلى زيارتي أستُجيب له دعاؤه وغُفرت له ذنوبه ، فمن زارني في تلك البقعة ، كان كمن زار رسول الله (ص) ، وكتب الله له ثواب ألف حجّة مبرورة ، وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة ، ومختلف الملائكة ، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن يُنفخ في الصور.ص44
    المصدر: فصل الخطاب

  • 1

    لا شكّ أنّ التعرّف على الوجه الملكوتيّ لثامن كواكب سماء الإمامة والولاية، و على آداب زيارته و ثوابها، و كيفيّة التشرّف بدخول الحرم الرضويّ المحروس بالملائكة، و تقديم مختارات من نصوص الزيارة المعتبرة... أمرٌ حميد و مفيد

    خاصّة للزائرين الذين قطعوا مسافات بعيدة من أجل أن يضعوا رؤوسهم على عتبة حضرته، و من أجل أن يُجدِّدوا عهد الولاء و المودّة لذرّيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الطاهرة، فيغسلوا بدموع الشوق ما عَلِق بمرآة القلوب من غبار، و ليَتَخفَّفوا من أثقال الذنوب و الآثام في التوبة إلى اللَّه قابِلِ التَّوب و غافِر الذنب، الربِّ الرحيم، و ليُقبِلوا على الضراعة و الدعاء بقلبٍ مُفعَم بالمعرفة و اليقين، و بالطمأنينة والصفاء و الأمل و الرجاء.
    و بعد ئذٍ... يعودون إلى مَواطِنهم، كحمائم الحرم الطليقة الأجنحة، ممتلئين بالفيوضات الإلهيّة والألطاف الرضويّة، حاملين معهم رسالة رأفة ورحمة الإمام المضيّف الكريم هديةً لكلّ عشّاق الولاية والإمامة.

    ومن المؤكَّد أنّ الفيوضات الرُّوحانية و المَثوبات الأُخروية تُنال وافيةً متى عرفنا معنى زيارة الإمام و التوسّل به على النحو المقبول، و متى كانت لنا معرفة - ولو يسيرة - بالإمام، كما جاء في الأحاديث الشريفة، لنكون عارفين بالإمام الذي نزوره.
    و ما يضمّه هذا الفصل هو توضيح موجز لهذه المعاني . و من المناسب أن نتعرّف في البدء على حكم الإسلام في السفر وآدابه، لتكون أقوالنا وأفعالنا - قبل الحضور عند الإمام عليه السلام - مطابقة لتعاليم الدين، و لنكون مهيّئين روحيّاً للتشرّف بدخول حرمه الملكوتيّ الأخّاذ .

    السفر و آدابه الإسلاميّة

    السفر في الإسلام أمر ممدوح. والإسلام يعتبر السفر فرصة للسلامة ومبعثاً للحصول على الغنيمة(77)، و هذا لا يتنافى و المتاعب و المشقّات التي تَحدُث في السفر ( وقد أشار إليها عدد من الأحاديث)؛ ذلك أنّ السفر - بما يرافقه عادةً من معاناة و عقبات - تظلّ منافعه و آثاره المفيدة أكبر ممّا فيه من مشكلات، و بشكل خاصّ إذا كان السفر لزيارة أولياء اللَّه.
    و من أجل الحصول على مزايا السفر و السلامة من عوارضه المحتملة - و خاصةً سفر الزيارة - دَلّنا الإسلام على آداب و تعاليم فى هذا المجال، نشير هنا إلى عدد منها :
    1 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «الرفيقُ ثُمّ الطريق»(78)، يعني: اصحَبْ في سفرك رفيقاً صالحاً، ثمّ سافِر .
    2 - ليكن سفرك مع مَن لا يُقابِل احترامَك و تقديرك له بغير اكتراث، بل مع مَن يقدّر موقفك(79).
    3 - افتَتِحْ سَفرَك بالصدقة(80).
    4 - أوصى لقمانُ الحكيم ولدَه أن يحمل معه في سفره الأدوات التي يحتاج اليها، مثل وعاء للماء، و الأدوية التي ينتفع بها هو ومَن معه، والثياب، و الإبرة و الخيوط، و أن لا ينسى وسائل الدفاع المناسبة(81).
    5 - و كذلك أمرَ لقمان ابنه بقوله: إذا سافرتَ مع قومٍ فأكثِر استشارتَهم في أمرك و أمرهم، و أكثِر التبسُّمَ في وجوههم، وكُن كريماً على زادك بينهم، و إذا دَعَوكَ فأجِبْهُم، و إذا استعانوك فأعِنْهُم(82).
    6 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إذا كان ثلاثة نفر في سفر فليؤمّهم أقرؤُهم.. و ليؤمِّروا أحدَهم(83).
    7 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: سيّدُ القوم خادِمُهم في السفر(84).

    و روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه أمرَ أصحابَه بذبحِ شاةٍ في سفر، فقال رجل منهم: علَيّ ذَبْحُها، و قال آخر: علَيّ سَلْخُها، و قال آخر: علَيَّ قَطعُها، و قال آخر: علَيّ طَبخُها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: علَيَّ أن ألقُطَ لكم الحَطَب .
    فقالوا: يا رسولَ اللَّه لا تَتْعَبَنَّ، بآبائنا و أُمّهاتنا أنت... نحن نكفيك .
    فقال: «عرفتُ أنكم تَكْفُوني، ولكنّ اللَّه عزّ و جلّ يَكرَهُ مِن عَبدِهِ إذا كانَ مع أصحابِه أن يَنفرِدَ مِن بَينِهم». ثمّ قام صلى الله عليه وآله يلقط الحطبَ لهم(85).
    8 - إذا سافرتَ فرَتِّبْ وضعَ سفرك بحيث لا يصيب تكاليفك الشرعيّة وفرائضك الدينيّة بالضرر(86)، و لا ينبغي للمرأة أن تسافر بدون مَن يرافقها مِن محارمها ما أمكنها ذلك .
    9 - ابذلْ لرفاق السفر ممّا عندك، وعليك أن تكتم ما ربّما تراه منهم من سوء المعاملة، و أن تمزح معهم في غير معصية اللَّه(87).
    10 - لا تتشاءم من شي‏ء في سفرك، واحمل معك إذا عُدتَ من السفر هديّة لأهلك ولو قليلة. و في الطريق حاول ألّا تفصل بينك وبين رفاقك مسافةٌ بعيدة، ولتكونوا بحيث لا يغيب بعضكم عن نظر بعض، في السيارة أو القافلة. وحاول ما أمكنك ألّا يكون رجوعك إلى أهلك ليلاً، لئلّا توقظ النائمين . و إذا كان رفيق سفرك لا يستطيع أن ينفق بقدر ما تنفق فحاول أن تقلِّل من نَفَقتك .
    و هذه النقاط هي ملامح من آداب السفر التي نجد مضامينها في العديد من الأحاديث .

    أهداف السفر

    يسافر الإنسان لأهداف مختلفة. إنّه يسافر أحياناً لأداء فريضة الحجّ، وللجهاد، و لزيارة أولياء اللَّه، و لصلة الأرحام، و للهجرة و الفرار من الفتن. و يسافر أحياناً للتجارة، و لتحصيل العلم، و اكتساب التجارب، و إعانة الآخرين، و للنُّزهة السليمة. و في هذه الحالات تكون أهداف السفر مقدّسة و مَرْضيّة. و في أحيان أخرى يكون السفر لأهداف غير مشروعة، كالسفر للهروب من الواجب، و للقيام بعمل غير لائق، و لاقتراف المعاصي . و يكون أحياناً لتمضية الوقت و للتسلية التي ربّما تجرّ الإنسان إلى الفساد والخراب .

    الزيارة

    يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم:
    « وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّه اَمْواتاً بَلْ اَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُونَ » .(88)
    من هنا يتجلّى أنّ الأرواح الطيّبة للأئمّة المعصومين عليهم السلام - و هم جميعاً شهداء في سبيل الحقّ و الحقيقة - أرواحٌ حيّة مطّلعة على زيارتنا ودعائنا وتوسّلنا، ولذلك قال الإمام الصادق عليه السلام : «مَن زارَنا بعد مماتنا كان كمن زارَنا في حياتنا ».
    الزيارة - إذاً - هي الحضور بشوق في الحرم المقدّس للأئمّة المعصومين و اللقاء المعنويّ بهم .
    الزيارة... عقد الارتباط القلبيّ بحجّة اللَّه، الذي هو واسطة وصول فيض اللَّه و رحمته إلى عباده .
    و زيارة الإمام.. تعني مبايعة الإمام، و إحياءً لذكرى إيثار الإمام وتضحيته و استشهاده.
    زيارة الإمام.. تعني إظهار محبّة الإمام وإبراز مَوَدّته؛ فإنّ اللَّه تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وآله: « قُلْ لا اَساَلُكُم عَلَيهِ اَجْراً اِلّا المَوَدَّةَ فى القُربى‏ »(89).
    زيارة الإمام.. تعني الإعلان أنّ أسماء أولياء اللَّه و أهدافهم لا تُنسى باستشهادهم.
    و المزار.. مُلتقى عشّاق طريق الولاية.
    و نَصُّ الزيارة إعلان المُتابَعة و المُشايَعة لخطّ قيادة المعصوم، و النُّفرة من الطاغوت و سُبُله و أتباعه.
    و لقد كانت الصِّدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام تَخرُج كلّ أسبوع إلى مزار الشهداء في أُحُد . و لمّا علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله التسبيح الذي عُرف بعدئذٍ باسمها المقدّس ( اللَّه أكبر 34 مرّة، الحمد للَّه 33 مرّة، سبحان اللَّه 33 مرّة) أخذت فاطمة من تراب قبر حمزة و صيّرته طيناً، وعملت منه مئةَ حبّة نَظَمَتها فى خيط، و أخذت تَعُدّ بها هذا الذِّكر (أي تسبيح الزهراء عليها السلام )، وبهذا قَرَنت إلى ذِكر اللَّه تعالى ذِكرى الشهداء .
    و بعد استشهاد الإمام سيّد الشهداء ذلكم الاستشهاد الفجيع.. اتُّخِذت مَسابح من تراب قبره الطاهر. و جاءت وصايا الأئمّة الهداة أن نضع جباهنا في سجود الصلاة على تراب كربلاء، و أن نزور الإمام الحسين المظلوم عليه السلام كلّ ليلة قدر، وكلّ ليلة جمعة، وكلّ الليالي و الأيام المقدّسة، و أن نذكر سيّد الشهداء عليه السلام كلّما شربنا الماء؛ فإنّ الظالمين قد قتلوه عطشاناً.
    إنّ هذا كلّه من أجل ألّا ننسى الأئمّة المعصومين ولا نغفل عن طريقهم؛ ذلك أنّ ما يصيب المسلمين من بلايا ومحن إنّما هو بسبب الغفلة عن هؤلاء القادة الإلهيّين الهداة المعصومين، والركون إلى الطواغيت المتجبّرين المضلّين .

    زيارة الإمام الرضا عليه السلام‏

    ذَكَرت الأحاديث فضلاً عظيماً و ثواباً كبيراً لزيارة الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، ومن هذه الأحاديث:
    قال الإمام محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام : «مَن زارَ قبرَ أبي بطوس غَفَر اللَّهُ له ما تَقدّمَ مِن ذنبه و ما تأخّر»، و «مَن زارَ أبي فله الجنّة»(90).
    و قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: «من زارَه في غُربته... كان كمن زارَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله»(91).
    و قال الإمام الجواد عليه السلام: «ضَمِنتُ لمن زارَ قبرَ أبي عليه السلام بطوس - عارفاً بحقّه - الجنّةَ على اللَّه عزّ وجلّ»(92).
    و قال الإمام الرضا عليه السلام: «مَن زارني على بُعد داري و مزاري أتَيتُه يومَ القيامة في ثلاثة مَواطِن حتّى أُخَلِّصَه مِن أهوالها: إذا تَطايَرَت الكتب يميناً و شمالاً، و عند الصراط، و عند الميزان»(93).
    و روى عبدالسلام بن صالح الهَرَويّ عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «لا تنقضي الأيّام و الليالي حتّى تصير طوس مُختلَف شيعتي و زُوّاري ، ألَا فمَن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له»(94).
    و روي عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام أ نّه قال: «من كانت له إلى اللَّه حاجة فَليَزُر قبر جدّي الرضاعليه السلام بطوس و هو على غُسل، ولْيُصَلِّ عند رأسه ركعتين، و ليسأل اللَّه تعالى حاجتَه في قنوته؛ فإنّه يستجيب له ما لَم يسأل مَأثَماً أو قطيعة رَحِم . إنّ موضع قبره لَبُقعَة مِن بِقاع الجنّة، لايزورها مؤمن إلّا أعتَقَه اللَّهُ مِن النار، و أدخَلَه دارَ القرار»(95).

    التوسّل‏

    أوجد اللَّه عزّ وجلّ نظام الخليقة و جعله قائماً على الوسائل والأسباب: المطر يَهطِل، لكن بوسيلة البخار و السحاب و الرياح. و اللَّه سبحانه يكلّم رسوله، لكن بوساطة جبرئيل(96).
    اللَّه تبارك و تعالى نفسه و صف الملائكة في القرآن بأنها واسطة تدبير الأمور(97). و حتّى في عَرض حاجاتنا في محضر اللَّه تعالى وفي تقديم الطلبات يكون ابتغاء الوسيلة أمراً قيّماً، كما قال سبحانه: « وَ ابْتَغُوا إلَيهِ الوَسِيلَةَ »(98).
    إنّ التوسّل هو أن نَتّخذ أولياء اللَّه وسيلةً لطلب الحاجة من اللَّه المتعال .
    يقول الإمام عليّ عليه السلام في قوله تعالى: « وَ ابْتَغُوا إلَيهِ الوَسِيلَةَ » : «أنا وسيلتُه»(99) . و تقول الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام : «و نحن وسيلتُه في خلقه»(100).
    و في هذا المضمون وردت أحاديث كثيرة(101).
    و من المفيد أيضاً - إلى جوار التوسّل إلى اللَّه بالأطهار المنزَّهين وبخاصّة أولياء اللَّه - ذِكرُ و تعظيم الأيّام المباركة و الأوقات المقدّسة؛ فالإمام السجّاد عليه السلام دعا اللَّه بحقّ شهر رمضان(102). و أقسم الإمام الحسين عليه السلام على اللَّه بحقّ ليلة عَرَفة. وقد نزل القرآن في ليلة القدر، و هي ليلة مباركة، بل هي خيرٌ مِن ألف شهر(103).
    يقول الإمام محمّد الباقر عليه السلام : «مَن أحيا ليلَة القدر غُفِرت له ذنوبُه»(104).
    و نقرأ في القرآن الكريم، عن الملائكة :
    « وَ يَسْتغفِرونَ لِمَن فِى الاَرْضِ »(105)، أي أنّ الملائكة - وهم وُجَهاء الحضرة الإلهيّة - يطلبون العفو و المغفرة لأهل الأرض .
    إنّ هذا التوسّل هو عمل مهمّ، و من مظاهر الحياة التوحيديّة النقيّة التي دعانا إليها اللَّه سبحانه و الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام، غير أنّ ما هو باطل وذميم أن يكون التوسّل بالحجر و الخشب و النار و النجوم و سواها من مظاهر الوثنيّة التي ترى لهذه الجمادات تأثيراً في ذاتها و من نفسها. و من الطبيعيّ أنّ شأن أولياء اللَّه يتفاوت تفاوتاً كبيراً عن شأن الأشياء الجامدة الخالية من الروح. نقرأ في القرآن الكريم أنّ النبيّ يعقوب وضع قميص يوسف على عينيه فارتدّ بصيراً و شَفيت عيناه(106).
    إنّ القميص ما هو إلّا قطعة من القماش، لكنّه لمّا لامَسَ جسم يوسف الطاهر العابد مدّة من الزمان غدا له هذا الأثر الشافي .
    كمالُ جليسي لقلبي سرى‏
    وإلّا.. فما أنا إلّا ترابُ !(107)
    لمّا حَلَق رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله شعر رأسه المبارك في مِنى‏ (بمكّة المكرّمة) بقصد التقصير بعد أداء الحجّ... أخذ الصحابة شعر رأسه يتبرّكون به(108).
    ونحن لا نعتقد أنّ أحداً - مهما كان - له قدرة مستقلّة عن قدرة اللَّه عزّ وجلّ، بل نرى أنّ منشأ قدرة أولياء اللَّه من ذات الحقّ تعالى، يقول القرآن: « أغناهُمُ اللَّهُ و رَسُولُه مِنْ فَضلِهِ »(109) .
    في هذه الآية قُرِن اسم رسول اللَّه باسم اللَّه تعالى . ومن الواضح الجليّ أنّ قدرة النبيّ إنّما هي شعاع من قدرة اللَّه، و هبه اللَّه للنبيّ .
    أجَل، إنّ قضيّة التوسّل و مشروعيّته هي من الوضوح بحيث لا تَدَع ذريعة مُغرِضة للوهّابيّين الذين و صفهم قائد الثورة الكبير قدس سرّه بالحمقى الملحدين .
    عندما مَرِض الإمام الهادي عليه السلام بعث مَن يدعو له عند قبر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء . و مع أنّ الإمام الهادي عليه السلام أحد الأئمّة المعصومين، غير أنّ في هذا دلالة على رفعة منزلة الإمام الحسين عليه السلام عند اللَّه، و على أنّ حرمه الطاهر موضع استجابة الدعوات ونيل الحاجات.
    وقد بيّن الإمام الهادي عليه السلام لمن تعجّب من إرسال الإمام مَن يدعو له في كربلاء أنّ «رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان يطوف بالبيت ويقبّل الحجر [ الأسود ] ، وحرمةُ النبيّ صلى الله عليه وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، و أمرَه اللَّه أن يقف بعرفة. إنّما هي مَواطِنُ يحبّ اللَّه أن يُذكر فيها، فأنا أحبّ أن يُدعى لي حيث يحبّ اللَّه أن يُدعى فيها، و الحَير [ أي ما حول قبر الحسين عليه السلام ] من تلك المواضع»(110).
    و عندما أصاب الناسَ قحطٌ في أيّام حكم عمر بن الخطّاب، فإنّه قَصدَ العبّاسَ عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، واستسقى للناس بالعبّاس بن عبد المطّلب(111).
    و روي عن رجل أنّه قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان رُزمةَ ثياب، وكان بينها طين، فقلت للرسول [ الذي أوصلها إليّ ] : ما هذا؟ قال: هذا طينُ قبرِ الحسين عليه السلام، ما كاد [ الإمام الرضا عليه السلام ] يوجِّه شيئاً من الثياب و لا غيره إلّا و يجعل فيه الطين، فكان يقول: «هو أمان بإذن اللَّه»(112).
    و في الخبر أنّ ابن أبي يعفور قال للإمام الصادق عليه السلام : يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به، و يأخذ غيره فلا ينتفع به !
    فقال عليه السلام : «لا و اللَّه الذي لا إله إلّا هو، ما يأخذه أحد و هو يرى أنّ اللَّه ينفعه به إلّا نفعه اللَّه به»(113).
    وغير هذا و ذاك .. فإنّ الملايين من الناس يقصدون العتبات المقدّسة في كلّ عام، فيَدْعُون فيها و ينالون ما يطلبون. وحصول الناس على طلباتهم في العتبات المقدّسة هو في ذاته دليل يؤيّد هذا المعنى. تُرى.. مَن الذي يدعو اللَّه في البقاع الطاهرة بفؤاد طافح بالإيمان و قلب منكسر مؤمِّل ثمّ لا يستجاب دعاؤه؟!
    نقرأ في القرآن الكريم :
    « وَ لَوْ اَ نَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً »(114).

    بناء القبّة و الحرم‏

    في القرآن الكريم دلالة على جواز بناء المسجد على مزار الرجال الإلهيّين(115) . وفي اتّخاذ القبّة و الحضرة علامة على أنّ هذه البقعة المقدّسة هي مرقد لرجل من دعاة التوحيد .
    وفي هذا المجال، جاء في سنن أبي داوود :
    لمّا مات عثمان بن مظعون أُخرج بجنازته فدُفن، وأمر النبيُّ رجلاً أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وحَسَر عن ذراعَيه.. ثمّ حمله فوضعه عند رأسه، و قال: «أتَعلَّم بها قبرَ أخي، و أدفن إليه مَن مات مِن أهلي»(116).
    و من الواضح الجليّ أن تشييد الحرم و إقامة القِباب على المراقد الطاهرة للمعصومين عليهم السلام هو لون من التجليل و التعظيم لهؤلاء الحجج الإلهيّين الذين استُشهِدوا في سبيل اللَّه بعد حياة توحيديّة عظيمة حافلة بالعمل على الهداية و التبصير، و في هذا نوع من الإحياء الدائم لذكرى هؤلاء الأئمّة القادة في حياة الناس، ولِتَغدوُ ومزاراتهم المقدّسة مَثاباتٍ للناس يتلقّون فيها من الفيض الإلهيّ ما يسعدهم ويُغنِيهم .

    تقبيل أبواب الحرم‏

    عندما نقبّل أبواب الحرم و ضريح الإمام و نعدّها مباركات، فإنّما نفعل ذلك احتراماً و تعظيما لحجّة اللَّه الإمام المعصوم الذي تستمدّ الأبواب والجدران و الضريح مِن بركته ويسري إليها من قداسته.. تماماً كما نقبّل غلاف القرآن الكريم لاعتقادنا أنّ القرآن قد كُتب على ورقه و أنّ الجلد قد غدا غلافاً للمصحف الشريف، فاكتسب بركةً و قداسة خاصّة، ولكنّ هذا الجلد نفسه لو صُنع منه لباس أو جُعل حقيبة للإنسان لَما كان له قطّ شي‏ء من هذه البركة و هذه القداسة .

    السلام على اولياء اللَّه‏

    أوّل ما ورد إهداء التحيّة إلى أولياء اللَّه و السلام عليهم إنّما ورد في القرآن الكريم، في قوله:
    « سَلامٌ عَلى‏ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ »(117)
    « سَلامٌ عَلى‏ اِبْراهِيمَ »(118)
    « وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى‏ مُوسى‏ وَ هارُونَ »(119)
    « وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا »(120)
    « وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ».(121)
    و نحن أيضاً نتّبع ما جاء في القرآن، فنُسَلِّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام . و بسلامنا هذا وتحيّاتنا هذه نعرض، بين أيديهم، محبّتنا و احترامنا. و هذا في نفسه نوع من تقديم الشكر والامتنان لهم على جهودهم في إبلاغ الحقائق الإسلاميّة وبثّها حتّى مَنّ اللَّه علينا فجعلنا مسلمين من شيعة أهل البيت عليهم السلام .

    ذكر المناقب و المصائب‏

    يذكر اللَّه سبحانه في القرآن محنَ و شدائد الأنبياء و أصحابهم، فيقول تعالى :
    « وَ كَاَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما اَصابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ».(122)
    و قد تضمّنت أكثر نصوص «زيارة» أئمّة أهل البيت عليهم السلام عبارات تتحدّث عمّا تحمّله هؤلاء الأئمّة الصابرون - في اللَّه تعالى - من محن و بلايا و مشقّات عظيمة، و ما واجههم به الخصوم و الأعداء - بسبب ثباتهم و رسوخهم في الحقّ - من مواقف سيّئة مُعادية. إنّ التوجّه إلى مضامين هذه العبارات و التدقيق فيها يزيد المرء تعرّفاً و اطّلاعاً على ما عاناه الأئمّة الطاهرون من هضم و ظلم، و يزيده بصيرة بحقهم و مقامهم الإلهيّ الرفيع .. كما نلاحظ نماذج من ذلك في أغلب فقرات «الزيارة الجامعة الكبيرة»(123).

    آداب الزيارة

    من أجل تعرّف القرّاء الأعزّاء على ما تقتضيه زيارة حجّة اللَّه على خلقه الإمام المعصوم عليهم السلام من آداب، نشير هنا إلى عدد منها :
    1 - نذهب إلى الزيارة مُنفِقين من المال الحلال، فإنّ اللُّقمة الحرام لاتُقبَل بها الصلاة و لا الزيارة، و لا يستجاب بها الدعاء(124).
    2 - نجتنب المعاصي و الآثام، ذلك أنّ اللَّه تعالى إنّما يتقبّل عمل الخير من المتّقين(125).
    3 - عند مغادرة الوطن و توديع الزوجة و الأولاد و الأهل، نوصيهم بالتقوى و العمل الصالح، فإنّ للتذكير في لحظات الوداع أثره البالغ .
    4- علينا - في تهيئة بطاقة السفر و واسطة النقل - أن لا نرتكب إيذاءً لأحد، و لا نسي‏ء التعامل، و لا نكذب، و لا نُضيع حقّاً، و لا نستغلّ أموال الآخرين، ذلك أنّ ارتكاب كلّ واحدة من هذه الأمور من شأنه أن ينأى بسفر الزيارة المقدّس عن قيمته الحقيقة.
    5 - لنعلم أنّنا إذا استصغرنا أحداً قبل ذلك و لم نتقبّله، فإنّ الإمام عليه السلام لن يقبلنا أيضاً .
    كان عليّ بن يقطين في أيّام الإمام الكاظم عليه السلام وزيراً لهارون الرشيد . وفي أحد الأيّام أراد إبراهيم الجَمّال - و كان جَمّالاً من الشيعة - أن يدخل مجلس الوزير، فلم يأذن له عليّ بن يقطين. و حَدَث في تلك السنة أن حَجّ ابنُ يقطين، و ذهب إلى المدينة فاستأذن ليدخل على الإمام الكاظم عليه السلام فحَجَبَه ولم يأذن له . فرآه في اليوم التالي، فسأله: يا سيّدي، ما ذنبي [ حتّى حَجَبتَني عنك ] ؟
    فقال له الإمام عليه السلام : «حَجَبتُك لأنّك حَجَبتَ أخاك إبراهيم الجمّال، و قد أبى اللَّه أن يَشكُر سعيك أو يغفر لك إبراهيمُ الجمّال»(126).
    6 - أن نُعين رفقاء سفرنا ما أمكننا ذلك، و أن نحسن إليهم. يقول مُرازم ابن حكيم: زامَلتُ [ في طريق المدينة المنوّرة ]محمّد بن مصادف، فلمّا دخلنا المدينة اعتَلَلت [ أي : مَرِضت ]. فكان يمضي إلى المسجد و يَدَعني وحدي، فشكوتُ ذلك إلى مصادف فأخبرَ به أبا عبد اللَّه عليه السلام، فأرسَلَ إليه : «قُعودُك عنده أفضلُ من صلاتك في المسجد»(127).
    7 - لا نستصغر خدمة الناس و لا نستهين بها، ولنعلم أن إعانة الرفقاء لها ثوابها .
    يقول إسماعيل الخثعميّ : إنّا إذا قَدِمنا مكّةَ ذَهَب أصحابُنا يطوفون ويتركوني أحفظ متاعهم، فقال الإمام عليه السلام : «أنت أعظَمُهم أجراً»(128).
    8 - للتشرّف بالزيارة يَحُسنُ أن نلبس ثياباً طاهرة لائقة و أن نتطيّب بالطِّيب، لئلّا تؤذي الزائرين رائحة عرقنا أو رائحة الجوارب .
    9 - أن ندخل الحرم على وضوء (وعلى غُسل إن أمكن)، و أن نخطو بسَكِينة و وقار . وبعد إذن الدخول نتشرّف بمحضر الإمام بخضوع و رجاء و حضور قلب و عين دامعة . ثمّ نقف في قبالة الضريح الطاهر إذا لم يكن في ذلك مضايقة للآخرين، و إلّا وقفنا على مسافة من الضريح و نزور الإمام و نقول نخاطبه عليه السلام :
    يا إمامي ، طالما عُرِضَت عليك أعمالي السيّئة، و طالما آذيتُك بأعمالي و أقوالي الذميمة.. وها أنذا جئتُ أعتذر أمام ألطافك .
    يا إمامي، أنتم أهل بيت رسول اللَّه موضع هبوط و ملائكة الحقّ وعروجهم، و معدن علم اللَّه و رحمته .
    يا إمامي ، أنتم حجّة اللَّه و أولياء نعمتنا، و أنتم بيت الإمامة ساسة العباد و ملجأ الخلق. اصطفاكم اللَّه بالعقل الكامل، و جعلكم كنز العلم و المعرفة وجعلكم تراجمة لوحيه و الشهداء على خلقه، عصمكم اللَّه من الزلل وطهّركم من الدَّنس، و قد بذلتم أنفسكم فى مرضاته، و كنتم الدعاة إليه .
    يا إمامي ، أنتم نور في الظلمات، إذا ذكر الحقّ كنتم مُبتدأه و مُنتهاه، أنتم محور التقوى و الصدق و العزّة و الرحمة. أنتم خلفاء اللَّه في الأرض، وحُجَجه على الخلق، و عندكم الغيب و كمال المعرفة و العشق و المودّة الخالصة و اليقين الراسخ، أنتم مقيمو الصلاة و مؤدّو الزكاة و باذلو النفوس في سبيل اللَّه(129).
    ونُتَمْتِم بمثل هذه الكلمات، و نروح نُقبّل الأبواب و الأعتاب حبّاً للإمام عليه السلام، و ندعو للصالحين و العلماء الذين عرّفونا على هذا الطريق، ونستمدّ العون من اللَّه الكبير المتعال لتربية أبنائنا عارفين بحقّ الأئمّة الطاهرين.
    10 - بعدها نقرأ بصوتٍ خافت إحدى الزيارات المعتبرة (مثل زيارة أمين اللَّه و الزيارة الجامعة الكبيرة) بتوجّه إلى معانيها، ثمّ نصلي ركعتين بنيّة (صلاة الزيارة) .
    11 - نشارك في صلاة الجماعة إذا حان وقتها، لئلّا نُحرَم فضيلة الصلاة في أوّل الوقت.
    12 - نأخذ توجيهات خدّام الحرم مأخذ الجِدّ، و نتجنّب مضايقة الآخرين .
    13 - عند تشرّفنا بدخول الحرم الطاهر لا نُضيّع الوقت بالإغفاء أو بالكلام غير المُجدي، أو بالجدال الذي يجرّ إلى الخصومة، بل نستثمر هذه اللحظات النفيسة لقراءة القرآن، أو لقراءة الزيارة الجامعة و الأدعية المعتبرة، أو نصلّي قضاءً عنّا و عن والدَينا، وصلاةً مستحبّة نهدي ثوابها إلى الروح القدسيّة للإمام الرضا عليه السلام، أو سائر الأئمّة المعصومين، أو لوالدَينا و أرحامنا ، لتكون ذخيرةً لنا و زاداً في الآخرة .
    14- لا نغفل عن الدعاء بتعجيل فَرَج الإمام صاحب الزمان عجّل اللَّه فرجه الشريف، و في ظهور منقذ البشريّة و مصلح العالم .

    إضمامة من رؤية و نهج الرضا عليه السلام‏

    موقف من الطاغوت: وصل مسافران إلى خراسان، و دخلا على الإمام الرضا عليه السلام يسألانه عن حكم صلاتهما قصراً أو إتماماً .
    قال الإمام لأحد الرجلين إنّ صلاته ركعتان، و قال للآخر إنّ صلاته أربع ركعات. و عَجِب الرجلان لهذا التمييز بينهما في الصلاة و هما كلاهما مسافران. فقال الإمام للأوّل: «وجب عليك التقصير لأنّك قَصَدتَني». وقال للآخر : «وجب عليك التمام لأنك قَصَدت السلطان» أي: الطاغوت، و من سافر للقاء الطاغوت كان سفره سفرَ معصية، و لا قصر في صلاة سفر المعصية(130).
    مع الضيف: نزل بالإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام ضيف، و كان جالساً عنده في بعض الليل، فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فَزَبره الإمام أبو الحسن عليه السلام، ثمّ بادره بنفسه فأصلحه، ثمّ قال له: «إنّا قوم لا نستخدم أضيافنا»(131).
    مع الخادم: يقول نادر خادم الإمام الرضا عليه السلام : كان الإمام عليه السلام إذا أكل أحدُنا لا يستخدمه حتّى يفرغ من طعامه. و يقول: قال لنا أبو الحسن الرضا عليه السلام: «إن قُمتُ على رؤوسكم و أنتم تأكلون فلا تقوموا حتّى تفرغوا»(132).
    و كان الإمام الرضا عليه السلام يعامل خدمه صغاراً و كباراً بمحبّة، و يكلمهم برفق(133) .
    و اقتَرَح عليه رجل يوماً أن يعزل مائدة لمَواليه من السُّودان وغيرهم، ولا يجلس معهم على مائدة واحدة، فقال له عليه السلام: «مَه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، و الأب واحد، و الجزاء بالأعمال»(134).
    الإمام و العطاء: فرّق الإمام الرضا عليه السلام يوم عرفة في خراسان مالَه كلّه بين المحرومين، فقال له قائل: إنّ هذا لَمغرَم ! فقال: «بل هو المَغنَم، لا تَعُدَّنَّ مَغرَماً ما ابتَغَيتَ به أجراً وكرماً»(135) .
    الإمام و الأدب: يقول إبراهيم بن العبّاس: ما رأيتُ أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحداً بكلمةٍ قطّ، و لا رأيته قَطَع على أحدٍ كلامَه حتّى يفرغ منه، و ما ردَّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، و لا مَدَّ رِجلَه بين يَدي جليس له قطّ، و لا اتّكأ بين يَدي جليس له قطّ، ولا رأيتُه شَتَم أحداً من مَواليه و مماليكه قطّ... كان ضحكه التبسّم، و إذا خلا و نُصب له مائدة أجلَسَ معه على مائدته ممالكيه و مواليه حتّى البوّاب و السائس(136).
    الإمام و الاقتصاد: أكل الغِلمانُ يوماً فاكهةً و لم يَستَقصُوا أكلها و رمَوا بها، فقال لهم الإمام‏عليه السلام: «سبحان اللَّه! إن كنتم استَغنَيتُم فإنّ أُناساً لم يَستَغنُوا، أطعِموه مَن يحتاج إليه»(137).
    عفو الإمام: أغار الجَلُوديّ من قوّاد هارون الرشيد على دُور آل أبي طالب في المدينة، فلمّا صار الجلوديّ إلى باب الإمام الرضا عليه السلام أراد الهجوم على الدار ليسلب ما على النساء من الحُليّ، قال الإمام لهذا الذي أصرّ على تنفيذ الامر الجائر: أنا أسلبهُنّ لك، و أحلف أنّي لا أدَعُ عليهنّ شيئاً إلّا أخذته !
    و يمرّ الزمان، و يتبدّل الوضع السياسيّ، فيُجعَل الإمام الرضا عليه السلام وليّاً للعهد، و يُلقى الجَلوديّ في السجن. ولمّا أُدخل الجلوديّ على المأمون لمحاكمته، قال الإمام الرضا عليه السلام للمأمون: هَبْ لي هذا الرجل (أي: أعفُ عنه من أجلي ) .
    و نظر الجلوديّ إلى الإمام الرضا عليه السلام و هو يكلّم المأمون، فظنّ أنّ الإمام يطلب قتله، فقال للمأمون: أسألك باللَّه أن لا تَقبَل قولَ هذا فيّ !
    قال له المأمون: أمّا و قد أقسمتَ عليَّ فإنّ مصيراً أسود بانتظارك ، فقُدِّم و ضُربت عنقه(138).
    الإمام و بساطة العيش: تقول جارية: اشتُرِيتُ من الكوفة وحُمِلتُ إلى المأمون، فكنت في داره في جنّة من الأكل و الشرب والطِّيب و كثرة الدنانير، فلمّا صِرتُ بعدئذ في دار الإمام الرضا عليه السلام فقدتُ جميع ما كنت فيه من الترف، و كان الإمام يحثّنا على الصلاة و العبادة. و كانت حياته البسيطة و عبادة الليل من أشدّ الأشياء علَيّ، فكنت أتمنّى الخروج من داره !(139)
    الإمام و القرآن: كان كلام الإمام كلّه انتزاعات من القرآن، و كان يختمه في كلّ ثلاثة أيّام، و يقول: «لو أردتُ أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت»(140).
    الإمام و مناجاة الليل: كان يُكثر بالليل من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذِكر جنّة أو نار بكى و سأل اللَّه الجنّة و تعوّذ من النار . فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام بالتسبيح و التحميد و الاستغفار، فاستاك ثمّ توضّأ، ثمّ قام إلى صلاة الليل. و يصلّي صلاة جعفر الطيّار أربع ركعات، و يحتسبها من صلاة الليل(141).
    و كان قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح. و كان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، و يقول: «ذلك صوم الدهر». و كان كثير المعروف و الصدقة في السرّ، و أكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة(142).
    شرط الأُخوّة: قال الإمام الرضا عليه السلام لأخيه: «أنت أخي ما أطعتَ اللَّه، فإذا عصيتَ اللَّه فلا إخاء بيني و بينك»(143).
    تعامل الإمام مع الشيعة: يقول موسى بن سيّار: كنتُ مع الرضا عليه السلام و قد أشرف على حِيطان طوس، و سمعتُ واعيةً فاتّبعتُها.. فإذا نحن بجنازة، فلمّا بَصُرتُ بها رأيتُ سيّدي وقد ثنى رِجله عن فرسه ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها.. ثمّ أقبل عليّ وقال: «يا موسى بن سيّار، مَن شيّع جنازة وليٍّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه». حتّى إذا وُضع الرجلُ على‏ شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل، فأفرَج الناس عن الجنازة حتّى بدا له الميّت، فوضع يده على صدره ثمّ قال: «يا فلان بن فلان، أبشِر بالجنّة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة».
    فقلت: جُعِلت فداك، هل تعرف الرجل؟
    فقال لي: «أما علمتَ أنّا - معاشرَ الأئمّة - تُعرَضُ علينا أعمال شيعتنا صباحاً و مساءً، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللَّه تعالى الصفحَ لصاحبه، و ما كان من العلوّ سألنا اللَّه الشكر لصاحبه؟!»(144).
    و جاء رجل إلى الإمام الرضا عليه السلام وقد نَفِدَت نفقتُه بعد الحجّ، فقال له: فإن رأيتَ أن تُهيّئني إلى بلدي، فإذا بلغتُ بلدي تصدّقتُ عنك بمقدار ما أعطيَتني . فدخل عليه السلام الحجرة، وبقي هناك بعضَ الوقت، ثمّ أخرج يده من أعلى الباب و أعطاه مئتي دينار، و قال: «استَعِنْ بها في أمورك ونفقتك وتَبَرَّكْ بها، و لا تتصدّق بها عنّي».
    فلمّا خرج الرجل سأل الإمامَ بعضُ أصحابه عن سبب إعطائه المال من وراء الباب، فقال عليه السلام: «مخافةَ أن أرى ذلّ السؤال في وجهه بقضاء حاجته»(145).
    تواضع الإمام: دخل الإمام‏عليه السلام الحمّام، فقال له أحد الناس: دَلِّكْني يارجل، فجعل يدلكه. فعرّفوه أ نّه الإمام، فأخذ الرجلُ يعتذر منه، و الإمامُ يطيّب خاطره ويدلكه(146).
    و كان جلوس الإمام الرضا عليه السلام في الصيف على حصير، و في الشتاء على مِسْح (بساط من شعر خشن). و كان لبسه الغليظ من الثياب، حتّى إذا بَرَز للناس تزيّن لهم(147).
    الإمام و تحديد أجرة العامل: يقول سليمان بن جعفر الجعفريّ : كنت مع الإمام الرضا عليه السلام في بعض الحاجة، فأردتُ أن أنصرف الى منزلي ، فقال لي: انصرف معي فَبِتْ عندي الليلة . فانطلقتُ معه، فدخل إلى داره.. فنظر إلى غِلمانه يعملون بالطين أواري (إصطبل) الدوابّ و غير ذلك، و إذا معهم أسودُ ليس منهم، فقال: ما هذا الرجل معكم؟ فقالوا: يعاوننا و نعطيه شيئاً . قال عليه السلام : قاطعتموه على أجرته؟ فقالو: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه. فأقبل عليهم يضربهم بالسوط، و غضب لذلك غضباً شديداً، فقلت: جُعِلت فداك، لِمَ تُدخِل على نفسك؟! فقال: «إنّي قد نَهيتُهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتّى يُقاطعوه أجرته»(148).
    الإمام و التعامل مع الظالم: يقول الحسن بن الحسين الأنباريّ: كتبتُ إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان، فلمّا كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أنّي أخاف على خبط عنقي و أنّ السلطان يقول: إنّك رافضيّ و لسنا نشكّ في أنّك تركتَ العمل للسلطان للرفض .
    فكتب إليّ أبو الحسن عليه السلام: «و قد فهمتُ كتابك وما ذكرتَ من الخوف على نفسك؛ فإن كنت تعلم أنّك إذا وُلِّيتَ عَمِلتَ بما أمر به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ثمّ يصير أعوانك و كتّابك أهل ملّتك، فإذا صار إليك شي‏ء من المال واسيتَ به فقراء المؤمنين حتّى تكون واحداً منهم كان ذا بذا، و إلّا فلا»(149).
    أزهار من الحدائق الرضويّة
    1 - صاحبُ النعمة يجب أن يوسِّع على عيالِه(150).
    2 - مِن أخلاق الأنبياء التَّنظُّف(151).
    3 - ليست العبادةُ كثرةَ الصيام و الصلاة، و إنّما العبادةُ كثرةُ التفكّر في أمر اللَّه(152).
    4 - الأخُ الأكبرُ بمنزلة الأب(153).
    5 - صَديقُ كلِّ امرئٍ عَقلُه، و عدوُّه جَهلُه(154).
    6 - التَّودُّدُ إلى الناسِ نِصفُ العَقل(155).
    7 - إنَّ اللَّه يُبغِضُ القيلَ و القال، و إضاعةَ المال، و كَثرةَ السؤال(156).
    8 - سُئل عن خيار العِباد، فقال عليه السلام: الذينَ إذا أحسَنوا استَبشَروا، و إذا أساؤوا استَغفَروا، و إذا أُعطُوا شكروا، و إذا ابتُلوا صَبروا، وإذا غَضِبوا عَفَوا(157).
    9 - السَّخيُّ يأكُلُ مِن طَعامِ الناسِ ليأكلوا مِن طَعامِه، و البخيلُ لا يأكلُ مِن طعامِ الناس لئلّا يأكلوا مِن طَعامِه(158).
    10 - عَونُكَ للضعيف مِن أفضَلِ الصدقة(159).
    11 - لا يستكملُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتّى تكونَ فيه خصالٌ ثلاث: التفقُّهُ في الدِّين، وحُسنُ التَّقديرِ في المعيشة، والصَّبرُ على الرَّزايا(160).
    12 - قال الإمام الرضاعليه السلام: الإيمان: إقرارٌ باللسان، و معرفةٌ بالقلب، وعملٌ بالأركان.(161)
    13 - رأسُ طاعةِ اللَّهِ الصبرُ والرضى‏.(162)
    14 - مَن أطاع الخالَق لم يُبالِ بسخطِ المخلوقين، و مَن أسخَطَ الخالَق فليُوقِنْ أن يَحِلَّ به سخطُ المخلوقين.(163)
    15 - أحسِنِ الظنَّ باللَّه؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يقول: أنا عند ظنِّ عبدي المؤمِن بي، إنْ خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً.(164)
    16 - الصغائرُ من الذنوبِ طُرُقٌ إلى الكبائر، و مَن لم يَخَفِ اللَّهَ في القليل لم يَخَفْهُ في الكثيرِ. ولو لم يَخَفِ اللَّهَ الناسُ بجنّةٍ ونارٍ لَكانَ الواجبُ أن يُطيعوهُ ولا يَعصُوه؛ لتفضّلِهِ عليهم، وإحسانِهِ إليهم، وما بَدَأهُم به من إنعامِهِ الذي ما استَحَقّوه.(165)
    17 - المُستَتِرُ بالحَسَنةِ تَعدِلُ سبعينَ حسنة، والمُذيعُ بالسيّئةِ مخذول، والمُستَتِرُ بالسيّئةِ مغفورٌ له.(166)
    18 - المَرَضُ لِلمُؤمِنِ تَطهِيرٌ ورَحمَة، وللِكافِرِ تَعذِيبٌ ولَعنَة، وإنَّ المَرَضَ لا يَزالُ بالمُؤمِنِ حتَّى‏ لا يَكُونَ عَلَيه ذَنبٌ.(167)
    19 - عليكم بسِلاحِ الأنبياءِ، فقيل: و ما سلاحُ الأنبياء؟ قالَ: الدعاء.(168)
    20 - شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ الْبَرَكة، وشَهرُ الرَّحمة، وشَهر المَغفِرَة، وشَهرُ التَّوبة، وشَهرُ الإنابة، مَن لَم يُغفَرْ لَهُ في شَهرِ رَمَضان، فَفي أيِّ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ؟!(169)
    21 - الحَسَناتُ في شَهْرِ رَمَضانَ مَقْبُولَةٌ، والسَّيِّئاتُ فِيهِ مَغْفُورَةٌ، مَن قَرَأَ فَي شَهْرِ رَمَضانَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كانَ كَمَن خَتَم القُرآنَ في غَيْرهِ مِن الشُّهُورِ، ومَن ضَحِكَ فِيهِ في وَجْهِ أخيهِ المُؤْمِنِ لَم يَلْقَهُ يَومَ القِيامَةِ إلّا ضَحِكَ في وَجْهِهِ وبَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ.(170)
    22 - إنّ رَجُلاً سألَ أبا عبدِ اللَّهِ‏عليه السلام: ما بالُ القرآنِ لا يَزدادُ عَلَى النَّشرِ والدَّرسِ إلّا غَضاضَةً؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ تَباركَ و تعالى‏ لَم يَجعَلْهُ لِزَمانٍ دُونَ زَمانٍ و لِناسٍ دونَ ناسٍ، فهُو في كلِّ زَمانٍ جَديدٌ و عِندَ كلِّ قَومٍ غَضٌّ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ.(171)
    23 - عِلَّةُ الحَجِّ الوِفادَةُ إلَى اللَّهِ تَعالى و طَلَبُ الزيادَةِ والخُروجُ مِن كُلِّ مَا اقْتَرَفَ، وليَكونَ تائباً ممّا مَضى‏ مُستَأنِفاً لِما يَستَقبِلُ وما فِيهِ مِنِ استِخراجِ الأموالِ وتَعَبِ الأبدانِ وحَظْرِها عَنِ الشهواتِ واللَّذات.(172)
    24 - ألا إِنَّ الفَقيهَ مَن أفاضَ عَلَى النّاسِ خَيرَهُ وأنقَذَهُم مِن أعدائهِم و وَفَّرَ عَليهِم نِعَمَ جِنانِ اللَّهِ وحَصَّلَ لَهُم رِضوانَ اللَّهِ تعالى‏.(173)
    25 - ثُمَّ قالَ المأمُونُ لِلرِّضاعليه السلام: اُخْطُبِ النّاسَ وَتَكَلَّمْ فِيهم، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عليه وقالَ: «لَنا عَلَيكُم حَقٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ‏صلى الله عليه وآله ولَكُم علَينا حَقٌّ بِهِ، فَإذا أنْتُم أدَّيتُم إلَينا ذلِكَ وَجَبَ عَلينا الحقُّ لَكُم».(174)
    26 - يا ابنَ ابي محمود، إذا أخَذَ الناسُ يَميناً و شِمالاً فالزَمْ طريقتَنا؛ فإنّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ، ومَن فارَقَنا فارَقْناهُ.(175)
    27 - مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حِجابٍ ويَنظُرَ اللَّهُ إلَيهِ بغيرِ حجابٍ فليَتَولَّ آلَ محمّدٍعليهم السلام وليَتَبرّأ مِن عَدوِّهِم، وليَأتَمَّ بإمامِ المؤمنينَ منهم، فإنَّهُ إذا كانَ يومُ القيامِة نَظَرَ اللَّهُ إليهِ بغيرِ حجاب، ونَظَرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حجاب.(176)
    28 - مَن واصَلَ لنا قاطعاً، أو قطَعَ لنا واصلاً، أو مدَحَ لنا عايباً وأكرَمَ لنا مُخالفاً، فليس منّا و لسنا منه.(177)
    29 - عن الحسن بن جهم.. قلت: جُعِلتُ فداك، أشتَهي أن أعلمَ كيف أنا عندك. قال: انظُرْ كيف أنا عندك.(178)
    30 - مَن جَلَس مَجلِساً يُحيى‏ فيه أمرُنا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القلوب.(179)
    31 - مَن طَلَبَ الرِّئاسَةَ لِنَفسِه هَلَكَ، فإنَّ الرِّئاسَةَ لا تَصلُحُ إلّا لأهلِها.(180)
    32 - يا ابنَ شَبِيبٍ، إنْ سَرَّكَ أنْ تَكُونَ مَعَنا فِي الدِّرَجاتِ العُلى‏ مِن الجِنانِ فَاحزَنْ لِحُزنِنا وَافرَحْ لِفَرَحِنا، وَعَلَيكَ بِولايَتِنا.(181)
    33 - و ما مِنّا إلّا مقتُول، وإنّي وَاللَّهِ لَمقُتولٌ بالسَّمِّ باغتيالِ مَن يَغتالُني.(182)
    34 - إنّي سَأُقتَلُ بِالسّمِّ مَظلوماً، فَمَنْ زارَني عارِفاً بِحَقّي... غَفَرَ اللَّهُ ما تَقدّمَ مِن ذَنبِهِ و ما تَأخَّرَ.(183)
    35 - إنّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عُنُقِ أوليائِه وشيعتِه، وإنّ من تمامِ الوفاءِ بالعهدِ و حُسن الأداءِ زيارةَ قبورِهم، فمَن زارَهُم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رَغِبوا فيه، كانَ أئمّتُهم شفعاءهم يومَ القيامة.(184)
    36 - مَن لم يَقْدرْ على‏ صِلَتِنا فليَصِلْ صالحي مَوالينا يُكتَبْ له ثوابُ صِلتِنا. و مَن لم يَقْدرْ على‏ زيارِتنا فليزُرْ صالحي مَوالينا يُكتبْ له ثوابُ زيارتِنا.(185)
    37 - قالَ: يا سَعْدُ، عِندَكُم لَنا قَبرٌ. قُلْتُ: جُعِلتُ فِداكَ، قَبرُ فاطِمةَ بِنتِ مُوسى‏عليهما السلام؟ قالَ: نَعَم، مَن زارَها عارِفاً بِحَقِّها فَلَهُ الجَنَّة.(186)
    38 - مَنْ عامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمْهُم وحَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبْهُم، ووَعَدَهُمْ فلَم يَخلِفْهُم، فَهُو مِمَّن كَمُلَتْ مُرُوّتُهُ وظَهَرَت عَدالَتُهُ.(187)
    39 - يا عَبْدَ العَظيمِ، أبْلِغُ عَنّي أوْليائي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ أنْ لا يَجعَلوا لِلشَّيطانِ عَلى‏ أنْفُسِهِم سبيلاً، وَمُرْهُمْ بِالصِّدْقِ في الحَديثِ وَأداءِ الأمانَةِ، وَمُرْهُم بِالسُّكوتِ، وَتَرْكِ الجِدالِ فيما لا يُعْنيهِم، وَإقبالِ بَعْضِهِم عَلى‏ بَعْضٍ وَالمُزاوَرةِ، فَإنَّ ذلِكَ قُرْبَةً اِلَيَّ، وَلا يُشغِلوا أنْفُسَهُم بِتَمْزيقِ بَعْضِهِم بَعْضاً...(188)
    40 - قال الإمام الرضاعليه السلام: عَجِبتُ لِمَن يَشتَري العبيدَ بمالِه فيُعتِقُهم، كيف لا يشتري الأحرارَ بحُسْنِ خُلُقِه!(189)
    41 - قال عليّ بن شُعَيبٍ: دَخَلتُ على أبي الحَسَنِ الرِّضاعليه السلام فقالَ لِي: يا عليُّ، مَن أحْسَنُ الناسِ مَعاشاً؟ قلتُ: أنتَ يا سيِّدِي أعْلَمُ بِهِ مِنّي. فقالَ: يا عليّ، مَنْ حَسُنَ مَعاشُ غَيرِه في مَعاشِه.(190)
    42 - مَن فَرَّجَ عن مُؤمنٍ فَرَّجَ اللَّهُ عن قَلبِهِ يَومَ القِيامة.(191)
    43 - عن صفوان بن يحيى‏، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام، قال: دخلَ عليه مَولىً له فقال له: هل أنفَقتَ اليومَ شيئاً؟ قال: لا واللَّه. فقال أبوالحسن‏عليه السلام: فمِن أين يُخلِفُ اللَّهُ علينا؟! أنفِقْ ولو دِرهَماً واحداً.(192)
    44 - قال الإمام الرضاعليه السلام: سادةُ الناسِ في الدنيا الأسخياء، وسادةُ الناسِ فى الآخرةِ الأتقياء.(193)
    45 - يكون الرجلُ يَصِل رَحِمَه، فيكونُ قد بَقَي مِن عُمرِهِ ثلاثُ سنينَ فيُصيُّرها اللَّهُ ثلاثينَ سنة، ويفعلُ اللَّهُ مايشاء.(194)
    46 - مَن لَم يَشكُرِ المُنعِمَ مِنَ المَخلُوقِينَ لَم يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.(195)
    47 - صِلْ رَحِمَكَ ولَو بِشُرْبَةٍ مِن ماءٍ، وأفضَلُ ما يُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الأذى‏ عنها.(196)
    48 - ما التقَتْ فِئتانِ قطُّ إلّا نُصِرَ أعظُمهما عَفْواً.(197)
    49 - لا عَيشَ أهنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلْقِ، وَلا مالَ أنفَعُ مِنَ القُنُوعِ، وَلا جَهلَ أضَرُّ مِنَ العُجبِ.(198)
    50 - قال الإمام الرضاعليه السلام: مَن حاسَبَ نفسَه رَبِح، و مَن غَفَلَ عنها خَسِر.(199)

    المصادر:

    77) قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «سافروا تَصِحُّوا ، سافروا تَغنَموا» ، بحار الأنوار 76: 221 .
    78) بحار الأنوار 76: 267 .
    79) قال أمير المؤمنين عليه السلام : «لا تَصْحَبَنَّ في سَفَرِكَ مَن لا يرى لك الفضلَ عليه كما ترى له الفضلَ عليك» . بحار الأنوار 76: 267 .
    80) بحار الأنوار 100: 103 .
    81) نفسه 76: 270 .
    82) نفسه 76: 271 .
    83) كنز العمّال ، ج 6 ، حديث 17548 و 17550 .
    84) بحار الأنوار 76: 273 .
    85) بحار الأنوار 76: 273 .
    86) نفسه 10: 108.
    87) نفسه 76: 266.
    88) سورة آل عمران ، الآية 169 .
    89) سورة الشورى ، الآية 33 .
    90) وسائل الشيعة 10: 432 - 433 .
    91) نفسه 10: 434 .
    92) نفسه 10: 435 .
    93) وسائل الشيعة 10: 433 .
    94) نفسه 10: 438 .
    95) نفسه 10: 447 .
    96) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَمِين » ، سورة الشعراء ، الآية 193 .
    97) وَالْمُدَبِّراتِ اَمْراً » ، سورة النازعات ، الآية 5 .
    98) سورة المائدة ، الآية 35 .
    99) تفسير الميزان 5: 362 .
    100) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 211 .
    101) يراجع: بحار الأنوار 23: 101 ، 24 ، 84 ؛ تفسير نور الثقلين‏1: 626 .
    102) الصحيفة السّجّاديّة ، الدعاء 44 .
    103) إِنَّا اَنْزَلْناهُ في لَيْلَة مُبارَكَةٍ » ، سورة الدخان: الآية 5 .
    104) بحار الأنوار 98: 168 .
    105) سورة الشورى: الآية 5 .
    106) سورة يوسف ، الآية 69 .
    107) ترجمة شعريّة للأصل :
    كمال همنشين در من اثر كرد
    وگرنه من همان خاكم كه هستم‏
    108) صحيح مسلم 4: 1812 . يراجع كتاب: التبرّك لعلي الأحمديّ.
    109) سورة التوبة ، الآية 74 .
    110) كامل الزيارات 273 .
    111) تاريخ الخلفاء للسيوطيّ 147 .
    112) كامل الزيارات 278 .
    113) نفسه 274 .
    114) سورة النساء ، الآية 63 .
    115) لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً » ، سورة الكهف ، الآية 21 . إنّهم عدد من الفتية المؤمنين الذين أوَوا إلى الكهف فراراً بدينهم من شرّ الطاغوت ، ثمّ توفّوا بعد وقائع مدهشة ذكرتها سورة الكهف ، فقال المؤمنون المعاصرون لهم آنذاك : لنتخذنّ عليهم مسجداً .
    116) سنن أبي داوود 3 : 212 . أتعلَّم بها: أي أجعلها علامةً للقبر.
    117) سورة الصافّات ، الآية 79 .
    118) سورة الصافّات ، الآية 109 .
    119) سورة الصافّات ، الآية 120 .
    120) سورة مريم ، الآية 15 .
    121) سورة الصافّات ، الآية 181 .
    122) سورة آل عمران: الآية 146 .
    123) تجد نصّ الزيارة الجامعة الكبيرة في مفاتيح الجنان، و قد رواها الشيخ الصدوق في كتابه: عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 272 - 277.
    124) المحاسن للبرقيّ 88 .
    125) انظر: سورة المائدة ، الآية 27 .
    126) بحار الأنوار 48: 85 .
    127) الكافي 4: 545 .
    128) الكافي 4: 545 .
    129) عبارات مُستقاة معانيها من بعض مقاطع الزيارة الجامعة الكبيرة.
    130) وسائل الشيعة 5: 510 .
    131) الكافي 6: 283 . و زَبَرَه: مَنَعَه.
    132) الكافي 6 : 298 .
    133) إعلام الورى 314 .
    134) الروضة من الكافي 230/ ح 296.
    135) مناقب آل أبي طالب 2: 412 .
    136) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 184 .
    137) الكافي 6: 297 .
    138) بحار الأنوار 49: 93 - 94 .
    139) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 184 .
    140) نفسه 2: 180 .
    141) بحار الأنوار 49: 93 - 94 .
    142) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ، ص 184 .
    143) مناقب آل أبي طالب 4: 361 ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 232 .
    144) مناقب آل أبي طالب 4: 341 .
    145) الكافي 4: 24 .
    146) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 178 .
    147) نفسه .
    148) الكافي 5: 288 .
    149) الكافي 5: 111 ؛ بحار الأنوار 49: 277 - 278 .
    150) تحف العقول 442 .
    151) نفسه .
    152) نفسه .
    153) تحف العقول 442 .
    154) نفسه 443.
    155) نفسه 443 .
    156) نفسه. كثرة السؤال: كثرة الطلب.
    157) تحف العقول 445 .
    158) نفسه 446 .
    159) نفسه .
    160) نفسه .
    161) الخصال: 177.
    162) فقه الرضاعليه السلام : 359.
    163) إثبات الوصيّة: 238.
    164) الكافي 2: 72.
    165) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 180.
    166) ثواب الأعمال: 213.
    167) بحار الأنوار 78: 183 .
    168) الكافى 2: 468.
    169) بحار الأنوار 96: 341.
    170) بحار الأنوار 96: 341.
    171) نفسه 2: 280.
    172) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 90 .
    173) بحار الأنوار 2: 5.
    174) نفسه 49: 146.
    175) عيون أخبار الرضاعليه السلام 1: 304.
    176) المحاسن 60.
    177) صفات الشيعة 49.
    178) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 49.
    179) بحار الأنوار 1: 199.
    180) نفسه 73: 154.
    181) الوسائل 14: 503.
    182) بحار الأنوار 49: 285.
    183) الوسائل 10: 438.
    184) الكافي 4: 567، ح 2.
    185) كامل الزيارات 319.
    186) بحار الأنوار 102: 265.
    187) عيون أخبار الرضا 2: 30.
    188) بحار الأنوار 74: 230.
    189) فقه الرضاعليه السلام 354.
    190) تحف العقول 448.
    191) الكافي 2: 200.
    192) نفسه 3: 44.
    193) صحيفة الرضاعليه السلام 86 .
    194) الكافي 2: 150.
    195) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 24.
    196) بحار الأنوار 78: 338.
    197) تحف العقول 524 .
    198) بحار الأنوار 78: 348.
    199) نفسه 78: 355.

  • 1
  • 1

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

    يقول ابن حجر العسقلاني من كبار علماء العامة في كتابه تهذيب التهذيب :
    سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضي بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني بن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا
    تهذیب التهذیب : ج 7 ص 388

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

  • 1

    اكثر من اربعة عشر مليون شخص شاركوا في زيارة الاربعين.... ايام وليالي يسيرون  بكثافة باتجاه كربلاء بلا واقيات تحميهم من الوباء...
    اي باحث طبي او بايولجي سيقول بما لايقبل الشك ان اكثر من نصف هؤلاء تم اصابته بفايروس كورونا اذا لم يكن اكثر..!!!
    سبعة مليون عراقي كحد ادنى اصابه فايروس كورونا  خلال زيارة الاربعين لكثافة الناس التي سارت....  فمالذي حصل؟؟؟
    المفروض ان المستشفيات الان تنهار امام حجم الاصابات ..!!
    المفروض ان الذين يتساقطون يوميا في الطريق آلاف وليس مئات..!!!
    وهذا لم يحصل ؟
    لست بصدد الكلام عن معجزه وهي حاصلة فعلا ..!! ولكني اشير الى ظاهرة لم ينتبه لها احد...!!!
    انه لطفٌ إلهي  ان هنالك فايروسات اقل عدوانية اكتسحت الناس ولاتفسير آخر غير ذلك!!... ألم تلاحظوا ان بعض المصابين بكورونا يموت خلال ايام؟؟ والبعض الاخر يعبر المرض ولايدري انه مصاب..!!!
    معجزة الحسين ان الفايروسات التي اصابت الملايين ضعيفة جدا واكسبتهم مناعة كبيره بدل قتلهم..!!
    انّها مناعة القطيع امتلكها زوار الحسين بدون ان ينتبهوا..!!!
    فهنيئا لكم السلامة.....
     وهنيئا لكم ارقى عبادة  وتحدي
    وهنيئا للحسين بكم
    انتم عبرتم الجائحة باسلوب غريب لايخلوا من الاعجاز......بل هو المعجزة بحد ذاتها
    سيحسدكم من تخلف عنكم

  • 1

    عَنْ مَالِكٍ اَلْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ :
    مَنْ زَارَ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ اَلْمُحَرَّمِ - حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً لَقِيَ اَللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ بِثَوَابِ أَلْفَيْ [أَلْفِ] أَلْفِ حِجَّةٍ وَ أَلْفَيْ [أَلْفِ] أَلْفِ عُمْرَةٍ- وَ أَلْفَيْ أَلْفِ غَزْوَةٍ وَ ثَوَابُ كُلِّ حِجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ غَزْوَةٍ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَ اِعْتَمَرَ وَ غَزَا مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مَعَ اَلْأَئِمَّةِ اَلرَّاشِدِينَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ
    قَالَ قُلْتُ :جُعِلْتُ فِدَاكَ- فَمَا لِمَنْ كَانَ فِي بُعْدِ اَلْبِلاَدِ وَ أَقَاصِيهَا وَ لَمْ يُمْكِنْهُ اَلْمَصِيرُ [اَلْمَسِيرُ] إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ
    قَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ اَلْيَوْمُ بَرَزَ إِلَى اَلصَّحْرَاءِ أَوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَيْهِ بِالسَّلاَمِ وَ اِجْتَهَدَ عَلَى قَاتِلِهِ بِالدُّعَاءِ وَ صَلَّى بَعْدَهُ رَكْعَتَيْنِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَدْرِ اَلنَّهَارِ قَبْلَ اَلزَّوَالِ ثُمَّ لْيَنْدُبِ اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ يَبْكِيهِ وَ يَأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ وَ يُقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَتَهُ بِإِظْهَارِ اَلْجَزَعِ عَلَيْهِ وَ يَتَلاَقَوْنَ بِالْبُكَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي اَلْبُيُوتِ وَ لْيُعَزِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَأَنَا ضَامِنٌ لَهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَمِيعَ هَذَا اَلثَّوَابِ
    فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَنْتَ اَلضَّامِنُ لَهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَ اَلزَّعِيمُ بِهِ قَالَ أَنَا اَلضَّامِنُ لَهُمْ ذَلِكَ وَ اَلزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ
    قَالَ  قُلْتُ : فَكَيْفَ يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضاً
    قَالَ : يَقُولُونَ عَظَّمَ اَللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ جَعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنَ اَلطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ اَلْإِمَامِ اَلْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
    کامل الزيارات  ,  ج1  ,  ص۱۷۴

  • 1

    عَنْ ذَرِيحٍ اَلْمُحَارِبِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مَا أَلْقَى مِنْ قَوْمِي وَ مِنْ بَنِيَّ إِذَا أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا فِي إِتْيَانِ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مِنَ اَلْخَيْرِ إِنَّهُمْ يُكَذِّبُونِّي وَ يَقُولُونَ إِنَّكَ تَكْذِبُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
    قَالَ يَا ذَرِيحُ دَعِ اَلنَّاسَ يَذْهَبُونَ حَيْثُ شَاءُوا وَ اَللَّهِ إِنَّ اَللَّهَ لَيُبَاهِي بِزَائِرِ اَلْحُسَيْنِ وَ اَلْوَافِدُ يَفِدُهُ اَلْمَلاَئِكَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ وَ حَمَلَةُ عَرْشِهِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ لَهُمْ - أَ مَا تَرَوْنَ زُوَّارَ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ أَتَوْهُ شَوْقاً إِلَيْهِ وَ إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اَللَّهِ أَمَا وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي وَ عَظَمَتِي لَأُوجِبَنَّ لَهُمْ كَرَامَتِي وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّتِيَ اَلَّتِي أَعْدَدْتُهَا لِأَوْلِيَائِي وَ لِأَنْبِيَائِي وَ رُسُلِي يَا مَلاَئِكَتِي هَؤُلاَءِ زُوَّارُ اَلْحُسَيْنِ حَبِيبِ مُحَمَّدٍ رَسُولِي وَ مُحَمَّدٌ حَبِيبِي وَ مَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّ حَبِيبِي وَ مَنْ أَحَبَّ حَبِيبِي أَحَبَّ مَنْ يُحِبُّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَ حَبِيبِي أَبْغَضَنِي وَ مَنْ أَبْغَضَنِي كَانَ حَقّاً عَلَيَّ أَنْ أُعَذِّبَهُ بِأَشَدِّ عَذَابِي وَ أُحْرِقَهُ بِحَرِّ نَارِي وَ أَجْعَلَ جَهَنَّمَ مَسْكَنَهُ وَ مَأْوَاهُ وَ أُعَذِّبُهُ عَذٰاباً لاٰ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ اَلْعٰالَمِينَ .

    (کامل الزیارات، ص143)

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page