• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام

  • 1

    يوافق الثامن والعشرون من شهر صفر المظفر ذكرى وفاة النبي الأعظم سيد الكائنات محمد (ص)، وبهذه المناسبة الأليمة نسلط الضوء على كلمات للإمام علي (ع) يصف بها النبي الأكرم (ص).

    روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : « يا علي ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، وما عرفني إلّا الله وأنت ، وما عرفك إلّا الله وأنا » (1).

    أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأصول مَغْرِساً.

    من النعم الإلهيّة الكبرى التي أفاضها الله سبحانه وتعالى على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ملازمته الدائمة والمستمرّة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ومصاحبته له ، فتربّى في حجره ، واتّبعه اتّباع الفصيل أَثَرَ أمّه ، ولم يفارقه منذ ولادته في جوف الكعبة ، ونصره عند إظهار دعوته ، وشهد معه المشاهد إلّا غزوة تبوك ، وكان أوّل المؤمنين به ، وأوّل المصلّين خلفه ، إلى أن كان آخر المودّعين له حين ارتفاعه إلى الله تعالى.
    هذه المسيرة جعلت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يعطي الإمام علياً عليه السلام المئات ، بل الآلاف من الأوسمة ، والتي يأتي في صدارتها حيازته لتلك المرتبة التي لم يصل إليها أحد من البشر على الإطلاق ، وهي المعرفة التامّة والكاملة بالله تعالى ورسوله الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    ولذا نراه في حديثه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يكشف لنا بوضوح عمق شخصيّته من جميع جوانبها الفرديّة والإجتماعيّة والرساليّة والجهاديّة والأخلاقيّة ، لأنّه حديث العارف المطّلع على مكنونات الشخصيّة العظيمة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    المنبت الطيّب
    أمّا المنبت الطيّب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيصفه الإمام علي بكلمات موجزة : « مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ » (2).
    فالنبيّ كان مستقرّه في الأصلاب الشامخة ، وهو خير مستقر. ونبت في أشرف رحم مطهّرة ، وأسرة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هي أسرة الكرامة والسلامة من أن تدنّس بالتلوّث بأيّ رجس من الأرجاس المعنويّة.

    وفي خطبة أخرى : « حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً ، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ ـ الأصول ـ مَغْرِساً ، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه ، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه ، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ » (3).

    فالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من نسل إبراهيم عليه السلام ، شيخ الأنبياء ، وإليه تعود سلسلة آباء النبي ، وهي أفضل أصل يعود إليه إنسان ، ولا يرتبط ذلك بالآباء البعيدين بل إنّ أسرته التي ولد فيها ، وهم بنو هاشم ، خير أسرة.

    وقد استعار لفظ المعدن والمنبت والمغرس لطينة النبوّة التي ولد منها النبي. ووجه الإستعارة أنّ تلك المادّة منشأ لمثله ، كما أنّ الأرض معدن الجواهر ومغرس الشجر الطيّب.

    في ظلّ الرعاية الإلهيّة
    وأمّا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في طفولته ، فيصفه الإمام عليه السلام بأنّه « خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً » ، ويصف عناية الله عزّ وجلّ به وهو طفل بقوله : « ولَقَدْ قَرَنَ الله بِه صلّى الله عليه وآله وسلّم مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه » (4).

    فالعناية الإلهيّة بالأنبياء والرسل لا ترتبط بزمان بعثتهم ، بل هي قبل ذلك ؛ فقد شملت العناية الإلهيّة موسى الكليم عليه السلام منذ أن كان طفلاً ، بما أُلهمت أمّه أن تلقيه في النهر وردّه الله إليها. وهذا النصّ من أمير المؤمنين يشهد على أنّ النبي حتّى قبل بعثته كان محلّاً للعناية الإلهيّة بالتربية التامّة ، ولذا لم يتمكّن أعداء رسول الله ممّن حارب دعوته أن يعيب على رسول الله بشيء من مثالب الأخلاق قبل البعثة مع أنّه قد لبث فيهم أربعين سنة ، يعيش بينهم كعيشتهم ، ولكنّه امتاز عنهم بما وهبه الله من لطف.

    البعثة النبويّة المباركة
    تتعدّد النصوص في نهج البلاغة حول بعثة النبي وظروفها ، فالنّبي بعث في قوم أبعد النّاس عن الحقّ يعيشون في ظلمات الجهل والضلال ، يتقاتلون فيما بينهم ، يقول عليه السلام : « أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ ، واعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ ، وانْتِشَارٍ مِنَ الأُمُورِ ، وتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا ، وإِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا ، واغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى ، وظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى ، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لأَهْلِهَا ، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا » (5).

    وأمّا أداء الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم لهذه المهمّة فهو ما يذكره الإمام عليه السلام بقوله : « وقَبَضَ نَبِيَّهُ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ ، فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دِينِهِ ، ولَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلَّا وجَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً » (6).

    ويصف الإمام عليه السلام التحوّل الذي أوجده النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياة العرب آنذاك ، بعد وصفه لحالهم قبل البعثة كما تقدّم ذكره بقوله : « إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً ، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ ، وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ » (7).

    وفي خطبة أخرى : « دَفَنَ الله بِه الضَّغَائِنَ ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ ، أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً ، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً ، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ » (8).

    فثمار البعثة النبويّة كانت على المستويين الدنيوي والأخروي ؛ فعلى المستوى الأخروي كانت الهداية الضامنة للفوز في الآخرة وعلى المستوى الدنيوي كانت العزّة والسيادة والسؤدد والحياة المليئة بالمحبّة والأخوّة.

    شجاعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقود الحروب بنفسه ، يدخل فيها كغيره من أصحابه ، ويخطط للقتال ، ويأمرهم بما يجب عليهم ، وينهاههم عمّا يوجب هزيمتهم. وكانت شجاعة الكلّ دون شجاعة الرسول حتّى كان أصحابه يحتمون به عند اشتداد المعركة ، فعن الإمام علي عليه السلام حديث : « كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ » (9).

    الصفات الخُلقيّة
    يكفي في الهداية إلى الصفات الخلقيّة لرسول الله ما وصفه به الله عزّ وجلّ في كتابه بكلمات موجزة : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ويصفه الإمام علي في خُلُقه : « أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفاً ، من خالطه بمعرفة أحبّه ، ومن رآه بديهة هابه » (10). فمن يعاشر النّبي يشعر بالكرم النبوي ، ويجد أنّه ألين الناس طبيعة ، فهو يلين لمن يعيش معه ، ويبسط كفّه بالكرم والعطاء.

    وفي خطبة أخرى يصف الإمام عليه السلام تواضع النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حياته اليوميّة ، فيقول : « ولَقَدْ كَانَ صلّى الله عليه وآله وسلّم يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ ، ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ ، ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ ، ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ ، ويُرْدِفُ خَلْفَهُ ، ويَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ : « يَا فُلَانَةُ ـ لإِحْدَى أَزْوَاجِهِ ـ غَيِّبِيهِ عَنِّي ، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وزَخَارِفَهَا » (11).

    حقيقة الدنيا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    كان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل خلق الله ، فإنّ الدنيا كلّها طوع يديه ينال منها ما يريد ، بل عرضت عليه الدنيا فأباها وذلك لأنّه يعرفها على حقيقتها. ويصف الإمام أمير المؤمنين الدنيا في عين رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقول : « قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا ، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً ، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً ، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً ، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً ، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً ، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً ، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً » (12).

    وفي خطبة أخرى : « أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً ، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً ، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وعَلِمَ أَنَّ اللهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ. ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ ورَسُولُهُ ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ الله ورَسُولُهُ ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلهِ ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ... فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً ، ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً ، ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً ، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ ، وأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ ، وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ » (13).

    الإقتداء برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    إنّ فعل رسول الله صلّى الله علي]ه وآله وسلّم فيه حثٌّ للناس كافّة على التأسّي به في نظرتهم إلى هذه الدنيا وما ينالونه منها. ولذا يحثّ الإمام في وصاياه على الإقتداء برسول الله في ذلك : « تَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ صلّى الله عليه وآله وسلّم فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى ، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى. وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ. قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً ، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً... ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا : إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ ، وزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ : أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ ، فَإِنْ قَالَ : أَهَانَهُ ، فَقَدْ كَذَبَ ـ واللَّهِ الْعَظِيمِ ـ بِالإِفْكِ الْعَظِيمِ ، وإِنْ قَالَ : أَكْرَمَهُ ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهً قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ ، فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم عَلَماً لِلسَّاعَةِ ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ. خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً ، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً. لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ » (14).

    رثاء علي للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم
    لقد كان علي أقرب الناس لرسول الله ؛ فهو الذي كان إلى جانبه في لحظات وفاته ، يقول : « ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإِنَّ رَأْسَه لَعَلَى صَدْرِي. ولَقَدْ سَالَتْ نَفْسُه فِي كَفِّي فَأَمْرَرْتُهَا عَلَى وَجْهِي. ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَه صلّى الله عليه وآله وسلّم والْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي ، فَضَجَّتِ الدَّارُ والأَفْنِيَةُ ، مَلأٌ يَهْبِطُ ومَلأٌ يَعْرُجُ ، ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ ، يُصَلُّونَ عَلَيْه حَتَّى وَارَيْنَاه فِي ضَرِيحِه » (15).

    وفي موضعٍ آخر يقول عليه السلام : « بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ. خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ ، وعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً. ولَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ ، ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ ، لأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُوِن وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً وَالكَمَدُ مُحالِفاً وَقَلَّا لَكَ ولَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ ، ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أذْكُرْنَاَ عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ » (16).

    ونختم الحديث بذكر صلاة الإمام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ ، ونَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ والْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ والدَّافِعِ جَيْشَاتِ الأَبَاطِيل ، والدَّامِغِ صَوْلَاتِ الأَضَالِيلِ ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ ولَا وَاه فِي عَزْمٍ ، وَاعِياً لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ ، وأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ ، وهُدِيَتْ بِه الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ ، وأَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعْلَامِ ونَيِّرَاتِ الأَحْكَامِ ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ ، ورَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ » (17).

    الهوامش
    -------------------------------------------------------------------------------------
    1. مختصر بصائر الدرجات ، الحسن بن سليمان الحلّي ، ص 12٥.
    2. نهج البلاغة ، الشريف الرضي ، ج 1 ، خطبة 9٤ ص 187.
    3. م . ن ، ص 18٥.
    4. م . ن ، ج 2 ، خطبة 192 ، ص 157.
    5. م . ن ، ج 1 ، خطبة 89 ، ص 157.
    6. م . ن ، ج 2 ، خطبة 183 ، ص 111.
    7. م . ن ، ج 1 ، خطبة 33 ، ص 81.
    8. م . ن ، ج 1 ، خطبة 96 ، ص 187.
    9. م . ن ، ج 4 ، خطبة 9 ، ص 61.
    10. بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 16 ، ص 147.
    11. نهج البلاغة ، م . س ، ج 2 ، خطبة 160 ، ص ٥9.
    12. م . ن ، ج 1 ، خطبة 109 ، ص 210.
    13. م . ن ، ج 2 ، خطبة 160 ، ص ٥8.
    14. م . ن ، ص ٥8 ـ 60.
    15. م . ن ، ج 2 ، خطبة 197 ، ص 172.
    16. م . ن ، ج 2 ، ص 228.
    17. م . ن ، ج 1 ، ص 122.

    المصدر: وكالة اهل البيت (ع) / أبنا

  • 1

     

    طيف رجل سرى بين صفوف المصلين في المسجد فتخللهم وأثار انتباه الجالسين فاتجهت نحوه الأنظار, لكن سرعان ما أشاحوا عنه بوجوههم عندما عرفوا أنه فقير يستجدي من في المسجد من المسلمين, وبعضهم بقي يراقبه بلا مبالاة, فلم تضفر محاولة الفقير في استعطافهم عن شيء.

    لم تكن هيأته تستدعي الاهتمام به فوجهه امتصت منه لفحات الجوع رونقه, وثيابه البالية تهرّأت بسيول الفقر والعوز, كان المسلمون ينتظرون رسول الله (ص) في المسجد بعضهم كان يصلي وبعضهم جلس يقرأ القرآن, وفجأة وقف الفقير أمام علي (ع) الذي كان يصلي وكان (ع) راكعاً فأحسّ بالفقير أمامه فرفع أصبعه من على ركبته إشارة منه إلى الخاتم الذي في يده فنزع الفقير الخاتم من يد علي وخرج من المسجد.


    لم تمض لحظات حتى دخل رسول الله (ص) وهو يتلو على المسلمين ما أنزل عليه جبرائيل من ربه فتلا (ص) هذه الآية الشريفة:

    بسم الله الرحمن الرحيم: (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

    شهود عيان من الصحابة

    كان في المسجد إضافة إلى أمير المؤمنين (ع) عدداً من الصحابة فحدّثوا الناس بما رأوا, ومن الذين حضروا وكانوا شهود عيان على هذه الحادثة من الصحابة: عبداللّه بن عباس, وأبو رافع المدني, وعمار بن ياسر, وأبو ذر الغفاري, وأنس بن مالك, والمقداد بن الأسود وغيرهم.

    من التابعين

    وانتشرت هذه الرواية بين الناس فتناقلها من التابعين: مسلمة بن كهيل, وعتبة بن أبي حكيم, والسدي, ومجاهد.

    المفسّرون

    وجاء عهد كتابة التفسير وتدوين الحديث فنقلها في كتابه كل من: ابن أبي حاتم في تفسيره تفسير القرآن العظيم, وابن أبي زمانين في تفسيره تفسير القرآن العزيز, وابن عطية في تفسيره المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, وابن الجزي الكلبي في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل, وابن الجوزي في تفسيره زاد المسير, ومحمد بن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان, وابن عادل الدمشقي الحنبلي في تفسيره اللباب في علوم الكتاب, وأبو البركات النسفي في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل, وأبو حيّان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط, والواحدي في أسباب النزول, والبغوي في تفسيره معالم التنزيل, والسيوطي في تفسيره الدر المنثور، والقرطبي في تفسيره, والشوكاني في تفسيره, والآلوسي في تفسيره روح المعاني، والثعالبي في تفسيره الجواهر الحسان, والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان, والسمعاني في تفسيره تفسير القرآن, والبيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل, والسدي الكبير أبو محمد اسماعيل في تفسيره تفسير السدي الكبير, والزمخشري في تفسيره الكشاف، والسمرقندي أبو اللّيث نصر بن محمد في تفسيره بحر العلوم, والشوكاني في تفسيره الفتح القدير, والجرجاني في تفسيره درج الدرر, والإيجي الشيرازي في تفسيره جامع البيان, والخازن في تفسيره لباب التأويل في معاني التنزيل, والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن, ومكي بن أبي طالب بن حموش في تفسيره الهداية لبلوغ النهاية.

    المحدّثون

    أما في كتب السير والحديث فقد نقلها: ابن الأثير في المختار من مناقب الأخيار, وابن حجر العسقلاني في الكافي الشاف, والإمام العلامة ابن الصبّاغ المالكي في كتابه الفصول المهمة, والإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول, والحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل, والحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد, ومحب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبى, والمحدّث الجويني في كتابه فرائد السمطين, والمحدّث الزرندي الحنفي المدني في كتابه نظم درر السمطين, الحافظ الخوارزمي في كتابه المناقب, وغيرهم وقد أسندت هذه الرواية إلى جملة من الصحابة.

    الحفّاظ

    كما رواها من الحفاظ: عبد الرزاق الصنعاني في كتاب المصنّف, وعبد بن حميد في كتاب المسند, ورزين بن معاوية العبدري الأندلسي في كتاب الجمع بين الصحاح الستة, والنسائي في الصحيح, وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه وتفسيره المعروفين, وابن أبي حاتم الحافظ الرازي, وأبو الشيخ الأصفهاني, وابن عساكر الدمشقي, وأبو بكر ابن مردوديه الأصفهاني, وأبو القاسم الطبراني, والخطيب البغدادي, وأبو بكر الهيثمي, وأبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي, والمحب الطبري شيخ الحرم المكي, وجلال الدين السيوطي, والشيخ علي المتقي الهندي, وغيرهم.

    إجماع الفريقين

    ولسنا هنا بصدد حصر الكتب التي ذكرت هذه الرواية ومؤلفيها فهناك مصادر أخرى اتفقت على ذلك لم نذكرها خشية الإطالة وقد ذكر الشيخ عبد الحسين الأميني في موسوعته الغدير أسماء ستّة وستّين عالماً من علماء أهل السنّة قالوا بنزول هذه الآية في أمير المؤمنين (ع) ، بطرق وألفاظ مختلفة وبمضمون واحد. ولكن في ما ذكرنا يفي بالغرض على أن آية الولاية نزلت بحق علي بن أبي طالب وهذه المصادر التي ذكرناها كلها من مصادر أهل السنة المعتبرة عندهم أما مصادر الشيعة فكلها أجمعت على ذلك وذكرت بالتفصيل تفسير هذه الآية وأنها نزلت بحق أمير المؤمنين (ع) بإسناد صحيح وتعرّضت لشرحها وفق السنن التاريخية والمنطق العقلي والنقلي وأكدت بما لا يقبل الشك على صحتها فلا داعي لذكر هذه المصادر لإجماعها.

    نص الرواية

    أما نص الرواية في هذه الكتب فقد جاء بمضمون واحد, فقد جاء في تفسير الفخر الرازي, وتفسير الثعلبي عن أبي الغفاري (رضوان الله عليه): أنّ النبيّ (ص) لمّا علم بأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه للسائل، تضرّع إلى الله وقال: (اللهمّ إنّ أخي موسى سألك قال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزيراً مِنْ أهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً) فأوحيت إليه: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسى)، اللهمّ وإنّي عبدك ونبيّك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أُشدد به ظهري...) فقال أبو ذر: فوالله ما استتمّ رسول الله (ص) الكلمة حتّى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: (إنّما وليّكم الله ورسوله....)

    وجاء في الكشّاف للزمخشري: وإنّما نزلت في علي كرّم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأن كان مرجاً (أيّ غير مستعص) في خنصره، فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد به الصلاة... .
    وأورد السيوطي في الدر المنثور هذه الرواية عن ابن عباس بما نصه: تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي (ص): من أعطاك هذا الخاتم ؟ فقال السائل: ذاك الراكع. فأنزل الله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)

    ابن تيمية .. الشاذ

    وماذا بعد كل هذه الروايات المسندة والصحيحة لكي يتمسك من في قلبه مرض بشخص ضال مضل أنكر هذه الرواية وجحد الحق وشذ عن كل علماء التفسير والحديث والكلام وهو ابن تيمية الناصبي الذي عزز إنكاره بأباطيل وترّهات وأراجيف لا تستند إلى منطق ولا ترتكز على موضوعية.

    يقول ابن تيمية: وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وكذبه بيّن ! ثم يقول:  وأجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في علي بخصوصه، وأنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المروية في ذلك من الكذب الموضوع، وأنّ جمهور الاُمّة لم تسمع هذا الخبر !

    إذن من أية أمة هؤلاء المفسرون والمحدّثون والحفّاظ والمؤرّخون والعلماء والفقهاء يا ابن تيمية ؟

    ومن هم أهل العلم بالحديث الذين أجمعوا على أنّ هذه القصّة المروية هي كذب موضوع كما زعمت ؟

    أهل الضلال
    لقد حذا حذو ابن تيمية وجرى مجراه في الأخذ بهذه الآراء المنحرفة بعض الذين أعمتهم العصبية المذهبية البغيضة عما كان يفترض بهم ككتّاب وباحثين أن يتطرقوا إلى هذه الرواية بالموضوعية ويتّصفوا بالحصافة الفكرية لكن أهواؤهم ونزعاتهم تجرّدت عن كل ما يجب أن يتصف به الدارس والباحث.

    نقول لهؤلاء: إنكم لم تسيئوا إلى الشيعة والتشيّع بقدر إساءتكم إلى علماء السنة ومحدّثيهم ومفسّريهم الذين أجمعوا على نزول هذه الآية بحق أمير المؤمنين (ع) فنبذتموها وراء ظهوركم واتبعتم رجلاً منحرفاً مُتّهماً في دينه, كما أسأتم إلى أنفسكم وألقابكم العلمية إن كنتم تستحقونها.

    الطعن الواهي

    لقد طعن ابن تيمية بهذا النزول هذه الآية بحق أمير المؤمنين (ع) وأورد جملة من الاعتراضات إن دلت على شيء فإنها تدل على عدائه الصريح لأهل البيت (ع) وجهله وتعصبه الأعمى فهي اعتراضات واهية وغير علمية ولا يمكن أن تصدر من إنسان عادي ولكنها صدرت ممن يطلق عليه المنحرفون عن الإسلام مثله: (شيخ الإسلام).

    من هذه الطعون إن الألفاظ في الآية جاءت بصيغة الجمع: (والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون), وعلي شخص واحد, وهذا الاعتراض فنده القرآن الكريم الذي احتوى على كثير من الآيات الشريفة التي جاءت بصيغة الجمع وقد نزلت في شخص واحد, منها آية المباهلة الذي اعترف هو بنزولها بحق أمير المؤمنين في قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم) وكذلك الحال بـ (ونساءنا ونساءكم) التي هي بحق فاطمة (ع) و قد أجاب الزمخشري على هذا الاعتراض بالقول: أنّ الفائدة في مجيء اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين، لينبّه أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساكين، يكونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساكين، حتّى في أثناء الصلاة، وهذا شيء مطلوب من عموم المؤمنين، ولذا جاءت الآية بصيغة الجمع.

    ومن هذه الآيات أيضاً قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). وقد نزلت هذه الآية في شخص واحد هو نعيم بن مسعود الاشجعي.

    وقوله تعالى: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) وهذه الآية نزلت في شخص واحد أيضاً هو عبد الله بن أبي
    وقوله تعالى: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ). وقد نزلت في رجل واحد اشتكت منه زوجته إلى رسول الله (ص).

    وقد تصدى العلامة الشيخ الأميني لتفنيد هذا الاعتراض فذكر كثيراً من الآيات الشريفة التي نزلت بصيغة الجمع.

    إذا فهذا الاعتراض باطل عقلا ومنطقا

    الزكاة عبادة

    أما الاعتراض الثاني فهو أضعف من الأول وهو: أنّ علياً في وقت الصلاة يجب أن يكون منشغلاً بالله سبحانه وتعالى، وهو بعيد عن الأمور الدنيوية فكيف يلتفت إلى السائل ؟ وكيف يشير إليه ويرفع أصبعه ؟
    لقد جهل هؤلاء إن الزكاة هي من الأمور الدينية فأمير المؤمنين (ع) اتجه من عبادة إلى عبادة.

    الولي هو الخليفة

    أما الاعتراض الآخر فهو أن كلمة (ولي) في الآية تعني الصديق والناصر وليست ولي الأمر بعد رسول الله (ص) وهو اعتراض مضحك مبكي لأن صفة الناصر لا تنحصر بعلي بل تشمل المؤمنين وهي خلاف مراد الآية الشريفة التي تنص على شخص واحد

    دلالة الآية المباركة على الولاية

    دلت الآية الشريفة دلالة واضحة وصريحة على ولاية أمير المؤمنين (ع) بعد النبي (ص) فألفاظها تؤكد ذلك فلفظة (إنما) تعني الحصر بإجماع علماء اللغة وقد انحصرت الولاية بالله والرسول وأمير المؤمنين وهو ما أكدته الأحاديث الشريفة الكثيرة بحق أمير المؤمنين ومنها قوله (ص): إِنَّ عليا مِني وأنا مِنه، علي وليّكُم بعدي، من أكن مولاه فهذا علي مولاه وغيرها.

    كما أن ألفاظ هذه الآية الكريمة والأحاديث الشريفة تنفي نفياً قاطعاً القول بأنها نزلت في عموم المؤمنين وقد فنّد الشيخ مُطهّري هذا القول وأكد على أن هذه الآية لا تشمل إلا شخصاً واحداً حيث قال:
    (عندما نعود إلى أحكام الإسلام لا نجد فيها ما يدل على وجوب أن يأتي المسلم الزكاة وهو راكع، حتى نقول أن هذا الحكم عام يشمل الجميع ولا يفيد الحصر والتخصيص. وهذا يعني أن الآية تشير إلى واقعة حدثت في الخارج مرة واحدة).

    ويقول أيضاً: (وقد اتفق الشيعة والسنة على نقلها, ليس ثمة من يختلف من الشيعة والسنة في أن علياً (ع) أعطي خاتمه وهو في الصلاة، وأن الآية نزلت بشأنه. كما نعرف أن ليس في أحكام الإسلام ما يدل على وجوب الإنفاق في حال الركوع ، ليصح أن يقال أن بعضهم ــ غير من خصّته الآية وهو الإمام علي ــ عمل به إذ الآية تشير في قوله (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) إلى ما من فعل ذلك في تلك الواقعة المعروفة، أي فيها إشارة وكناية.

    مع الشعر
    من كل ما تقدم يتضح أن آية الولاية خاصة بالله ورسوله وأمير المؤمنين (ع) وشهرتها أقوى من أن تنكر وقد تضافرت الأحاديث والروايات على ذلك كما أخذت هذه الرواية حيزا كبيرا في الشعر العربي منذ وقوعها وإلى الآن وقد ذكرها كثير من الشعراء نذكر بعضهم مع أشعارهم في نزول هذه الآية:

    يقول حسّان بن ثابت الأنصاري:
    أبا حسنٍ تفديـــــكَ نفسي ومهجتي   ***   وكل بطيءٍ في الهدى ومُسـارعِ
    أيذهبُ مدحي فـي المحبّين ضائعاً   ***   وما المدحُ في ذاتِ الإلَهِ بضائعِ
    فأنتَ الذي أعطيتَ إذْ كُنتَ راكعاً   ***   فدتكَ نفوسُ القومِ يا خيرَ راكــعِ
    بخاتمكَ الميمـــــــون يا خيرَ سيّدٍ   ***   ويا خير شارٍ ثمَّ يا خيـــــر بائعِ
    فأنزلَ فيك الله خَيــــــــــــر وِلايَةٍ   ***   وبيَّنَها في مُحكمـــــاتِ الشَّرائعِ

    وقال حسان أيضاً:
    وافى الصـــلاة مع الزكاةِ فقامها   ***   والله يرحم عبده الصبّــارا
    مَنْ ذا بخـــــــاتَمه تصدّقَ راكعاً   ***   وأسرّها في نفســهِ إسرارا
    مَن كانَ باتَ عــلى فراشِ محمّد   ***   ومحمّدٌ أســري يَؤمُّ الغارا
    من كان جبــــــــريلٌ يقومُ يمينه   ***   يوماً وميكـــالٌ يقومٌ يسارا
    مَن كان في القـرآنِ سُمّيَ مؤمناً   ***   في تِسعِ آيات جُعلن كبارا

    وقال الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الأنصاري:
    فديتُ علياً إمــــــــــام الورى   ***   ســراجَ البريةِ مأوى التقى
    ‏وصيُّ الرسولِ وزوجُ البتولِ   ***   إمامُ البريةِ شمسُ الضحى
    ففضّله الله ربّ العبــــــــــــاد   ***   وأنـــزلَ في شأنهِ هل أتى
    تصدّق خـــــــــــــاتمه راكعاً   ***   فأحســن بفعلِ إمامِ الورى


     وقال السيّد الحميري (محمد بن إسماعيل):
    من كان أوّل من تصدّق راكعاً   ***   يوماً بخــــاتمه وكان مُشيرا
    من ذاك قول الله إنّ وليـــــــكم   ***   بعد الرسولِ ليعلم الجمهورا


    وقال أيضاً:
    وأنزل فيه ربُّ النــــاسِ آياً   ***   أقـرّت من مواليهِ العيونا
    بأنّي والنبيُّ لكــــــــــم وليٌّ   ***   ومؤتون الزكاة وراكعونا
    ومن يتول ربَّ الناسِ يوماً   ***   فإنّهمُ لعمــــــري فائزونا

    وقال أيضاً
    من خمسةٍ جبريلُ سادسهم وقد   ***   مدَّ النبيُّ على الجميع عباءَ
    من ذا بخاتمــــهِ تصدَّق راكعاً   ***   فأثابه ذو العـرشِ منه ولاءَ

    وقال الحسن بن علي بن جابر المعروف بـ (الهبل) اليمني:
    صنو النبيِّ محمـــدٍ ووصيهِ   ***   وأبو سليـــليه شبير وشبّرا
    من ذا سواه من البريةِ كلها   ***   زكّى بخاتمه ومدَّ الخنصرا

     وقال دعبل الخزاعي:
    نطقَ الكتـــابُ بفضلِ آلِ محمّدٍ   ***   وولايةٍ لعـــــــلـيــــهِ لم تجحدِ
    بولايةِ المختارِ من خيرِ الورى   ***   بعدَ النبيِّ الصــــــادقِ المتودّدِ
    إذ جاءه المسكيــنُ حالَ صلاتِهِ   ***   فامتدَّ طـــــوعاً بالذراعِ وباليدِ
    فتناولَ المسكيـــــــنُ منه خاتماً   ***   هبةَ الكريمِ الأجودِ بن الأجودِ
    فاخصّه الرحــــــمنُ في تنزيلِهِ   ***   من حـــــاز مثل فخارهِ فليعددِ


    وقال الشريف الرضي:

    ومن سمحت بخاتمه يمينٌ   ***   فضنَّ بكلِّ عاليةِ الكعابِ

    وقال الصاحب بن عباد:

    لم يعلموا أن الوصي هو الذي   ***   آتى الزكاة وكان في المحرابِ
    لم يعلموا أن الوصي هو الذي   ***   حكمَ الغديرُ له على الأصحابِ


    وقال أيضا:

    هل مثل برِّك في حالِ الركوعِ وما   ***   زكا كبرِّك برٌّ للمزكينا


    وقال أحمد بن علوية الأصفهاني المعروف بـ (ابن الأسود الكاتب):

    أمَّن بخاتمِه تصـــــــــــدّق راكعاً   ***   يرجو بذاكَ رضا القريبِ الداني
    حتى تقـــــــــــــرّب منه بعد نبيهِ   ***   بولايةٍ بشـــــــــــــواهدٍ ومعاني
    بولاية في آيـــــــــــــــــة لولاتها   ***   نزلت حصــــــاهم واحد واثنانِ
    فالأولُ الصمدُ المُقــــــدّس ذكره   ***   ونبيه ووصيه التبـــــــــــــــعانِ
    هل في تلاوتها بآي ذوي الهدى   ***   من قبل ثــــــــــالث أهلها يليانِ
    هذي الولاية أن تعود عــــليهما   ***   من بعده من عقـــــــدِها قسمانِ


    وقال الحسين بن علي بن الحسن العشاري البغدادي الشافعي:

    يؤتي الزكاة لمن أتى متعرضاً   ***   لنداه وهو الراكعُ المتشهّدُ

    وقال الحسن بن يوسف المعروف بـ الكزون السنجاري:

    قولُ الإلهِ جــــــلَّ في كتابِهِ   ***   على عــــــليٍّ جاءَ نصّاً قاطعا
    أنا الوليُّ ورســـولي والذي   ***   آتى الزكــاة في الصلاة راكعا
    فخصّه منه بوصفٍ لم يكن   ***   بغيـــــــــــرِهِ فيما رووه واقعا
    فأوجــــــــــبَ اللهُ له ولايةً   ***   على الذي للذكرِ أضحى تابعا


    ويقول الشيخ كاظم الأزري في ملحمته:

    وهو في آيةِ (التباهلِ) نفسُ   ***   المصطفى ليـــسَ غيرُه إيّاها
    ثم سلْ (إنّمــــــا وليُّكم الله)   ***   ترَ الاعتبـــــــــارَ في معناها
    آيةٌ خصّت الولايــــــــة لله   ***   وللطهرِ حيــــــــــدرٍ بعدَ طه
    آية جاءت الــــــولاية فيها   ***   لثلاثٍ يعدو الهدى من عداها


    وقال السيد حسن بحر العلوم

    كم بوحي الذكر في تفضيله   ***   صدعت آيــــــــــاتُ فضلٍ بيّنات
    آية التصديــــــــقِ من آياتِه   ***   حين أعطى في الركوعِ الصدقات

    محمد طاهر الصفار

  • 1

     

    فی ذکری مولده الشریف ينشر موقع “شفقنا العراق” آراء واقوال المفکرين الغربیين والعلماء والمفکرین المسلمین من الشیعة والسنه بحق سید الاوصیاء وامام المتقین أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

    المؤرخ كارلايل
    باعتقادي ان الامام علي شخصيه جذابه وعطوفه

    دانتي في الكوميديا الالهيه
    جمرة النار الحارقه كان النبي محمد وعلي بن ابي طالب وما يستطيع الناس تحمل هذا

    ريلفريد ماديلونغ مفكر ومتخصص بدراسات اهل البيت
    لااهتم بالطابع الايديولوجي او الاقتصادي وحتي التاريخي بفترة حكم الامام علي … ما يهمني هو شخصيته وما حملته من قيم ايجابيه او سلبيه هادفه او ضاره ,, وبلا شك فانه (شخصيه عظيمه )

    جيرارد اوبنز
    سيظل علي بن ابي طالب فارس الاسلام والنبيل الشهم

    ادوارد جيبون
    شخصية فريده متالقه شاعر ومؤمن ونبيل وقديس , حكمته كالنسيم الذي يتنفسه كل انسان فهي اخلاقيه وانسانيه , منذ تولده والي وفاته كان حكيما جمع تلاميذه وناداهم باخوتي واحبائي , حقا كان هارون المتجدد صدّيق النبي موسى كما وصفه النبي محمد (ص)

    سير ويليام موير
    بذكاءة المتالق , وعطفه , وتاثيره الساحر في حياة من خالطه وجالسه ,,, وكونه موضع ثقة صحبه ومجتمعه , مذ كان فتى صغير السن وهو يبذل ويجود بروحه وحبه للدفاع عن النبي محمد ورسالته السمحاء , متواضع وبسيط , يوما حكم نصف العالم الاسلامي بالخير لا بالسوط

    هنري ستووب
    ازدرى العالم المادي ومجده الخادع , خشى الله وكان محسنا جواد الي الخير , الاول والسابق الي كل فعل الالهي وحكمه , كان اجتماعيا ويملك ابداعا وذكاءا حادا ولذا بدا غريبا على مجتمعه لان الابداع لم يكن شائعا , لم يمتلك تلك العلوم التي تنتهي علي اللسان ولكن تلك العلوم والحكمه الخفيه التي تمتد ولا تنتهي او تموت

    روبرت اوزبورن
    حفظ الاسلام الحقيقي والذي نادى به النبي محمد علي يد علي بن ابي طالب

    واشنطن آرفنغ
    كان من انبل عائله من قبيلة قريش. لديه ثلاث صفات يعتز بها العرب : الشجاعه والبلاغه ، والسخاء, روحه الباسله استحقت لقبا خالدا من النبي محمد (أسد الله ) نماذج بلاغته لا زالت مؤثره علي كل لسان عربي وعلي كل تفسير قرآني , وعلي كل مثل وقول ساد الامه العربيه الي يومنا , في كل جمعه كان يلقنهم حكمته وما انزل علي النبي ليذكرهم بما وعاه صدره وفيه خزائن العلوم الالهيه , وهذا دليل علي سخائه وتواضعه وحبه دون شرط مسبق .

    ( من كتاب خليفة النبي محمد – لندن – 1850)
    كان آخر الفرسان النبلاء بالتاريخ الاسلامي الذي صاحب النبي محمد والخلفاء وظل الناصح للامه ترجمت اعماله واقواله وحكمته للغات عديده

    سيمون أوكلي
    شئ يستحق ان نقف عنده ونتسائل عن حكمته ,, لقد ولدته امه في نفس البيت المقدس في مكة .. والذي يامر الله ان يُطهرّ ويُعبد له خالصا , لم يحدث هذا لاي انسان ولا حتى باي دين سماوي

    فيليب خوري حتي
    الباسل في الحرب , البليغ في الخطاب , الشهم تجاه الخصوم , المثل الاعلي للمسلمين بالشهامه والفروسيه والنبل

    توماس كارلايل
    محارب الشر والنفاق , اسد الله علي الفساد , النبيل تجاه المسيحيين , المكلل نعمة الهيه صاحب الجراه الناريه هو علي بن ابي طالب

    جيرالد دي غوري جيرالد
    عميد الاسره الهاشميه , ابن عم وصهر من احترمه كل العرب , العجيب انه لم يطلب الخلافه فور موت محمد كما فعل بعضهم , الي مزايا ميلاده وزواجه واخوّته بالنبي محمد , أول من اسلم وقال له النبي محمد انك للامه كهارون الي موسى , حكم بالحكمه والنبل امة الاسلام وكانت فصاحته لغة حكمته

    الامم المتحدة واصدارها لنهج البلاغه
    يحوى نهج البلاغه رساله الامام علي الي مالك الاشتر وفيها وصايا لكل حاكم عن نشئة الدول ودعم الحكم ,, ان الامم المتحده – وبصفه عاجله – تنادى أمة العرب ان يقرؤوها ويطلعوا عليها للالتزام بادابها واعتبارها انموذج لهم .

    الشاعر المسيحي جورج جرداق:
    إنّ عليّاً يمثّل في جملة كيانه جانباً عظيماً من العدالة الكونية الشاملة

    كلما بي عارض الخطب الم ….. وصماني من عنا الدهر الم
    رحت اشكو لعلي علتي …….. وعلي ملجأ من كل هم
    وانادي الحق في اعلامه …….وعلي علم الحق الاشم
    فهو للظالم رعد قاصف … وهو للمظلوم فينا معتصم
    وهو للعدل حمى قد صانه ….. خلق فذ وسيف وقلم
    من لاوطان بها العسف طغى ….. ولأرض فوقها الفقر جثم
    غير نهج عادل في حكمه …… يرفع الحيف اذا الحيف حكم

    الجنيد
    سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلم ـيعنى علم التصوف ـفقال :«لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب،ذاك أمير المؤمنين  ».

    عن بعض الفضلاءـو قد سئل عن فضائله عليه السلام ـفقال:«ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا،و أخفى أولياؤه فضائله خوفا و حذرا،و ظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق و الغرب ».

    هارون الحضرمي
    عن هارون الحضرمي،قال:سمعت أحمد بن حنبل يقول:«ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام ».

    «أن عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه و آله و سلم كالعصا لموسى،و إحياء الموتى لعيسى عليه السلام ».

    محمد بن اسحقاق الواقدى
    «إن تصديق علي عليه السلامـو هو ما عليه من البراعة في البلاغةـهو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي،كيف و هو رب الفصاحة و البلاغة،و هو المثل الأعلى في المعارف؟ »

    آية الله العظمى الخوئى رحمه الله
    «إحتياج الكل إليه،و استغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل ».

    خليل بن أحمد الفراهيدى صاحب علم العروض
    «قد أجمع المؤرخون و كتاب السير على أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان ممتازا بمميزات كبرى لم يجتمع لغيره،هو أمة في رجل  ».

    الدكتور السعادة
    «أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به،و أدركها دون أن تدركه ».

    الدكتور مهدى محبوبة
    «انظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها،و تملكه زمامها،فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة و الخصائص الشريفة،أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء،و خرج أعرف بالحكمة من‏أفلاطون و أرسطو،و لم يعاشر أرباب الحكم الخلقية،و خرج أعرف بهذا الباب من سقراط،و لم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة،و خرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض.قيل لخلف الأحمر:أيما أشجع علي أم عنبسة و بسطام؟فقال:إنما يذكر عنبسة و بسطام مع البشر و مع الناس،لا مع من يرتفع عن هذه الطبقة.فقيل له:فعلى كل حال،قال:و الله،لو صاح في وجوههما لماتا قبل أن يحمل عليهما ».

    ابن أبي الحديد
    عن الجاحظ قال:سمعت النظام يقول:«علي بن أبي طالب عليه السلام محنة للمتكلم،إن وفى حقه غلى،و إن بخسه حقه أساء،و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن،حادة اللسان،صعبة الترقي إلا على الحاذق الزكي  ».

    كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة و موردها،و منشأ البلاغة و مولدها،و منه عليه السلام ظهر مكنونها،و عنه أخذت قوانينها،و على أمثلته حذا كل قائل خطيب،و بكلامه استعان كل واعظ بليغ،و مع ذلك فقد سبق فقصروا،و تقدم و تأخروا،لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي،و فيه عبقة من الكلام النبوي…

    و من عجائبه عليه السلام التي انفرد بها،و أمن المشاركة فيها،أن كلامه الوارد في الزهد و المواعظ،و التذكير و الزواجر،إذا تأمله المتأمل،و فكر فيه المتفكر،و خلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره،و نفذ أمره،و أحاط بالرقاب ملكه،لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حظ له في غير الزهادة،و لا شغل له بغير العبادة،قد قبع في كسر بيت،أو انقطع إلى سفح جبل،لا يسمع إلا حسه و لا يرى‏إلا نفسه،و لا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه،فيقط الرقاب،و يجدل الابطال،و يعود به ينطف دما،و يقطر مهجا،و هو مع ذلك الحال زاهد الزهاد،و بدل الأبدال.و هذه من فضائله العجيبة،و خصائصه اللطيفة،التي جمع بها الأضداد،و ألف بين الأشتات ».

     العلامة السيد الرضي
    «و من اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه و نفسه ».

    الفخر الرازي
    «أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية،فقد ثبت بالتواتر،و من اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى،و الدليل عليه قوله عليه السلام:اللهم أدر الحق مع علي حيث دار  ».

    «إن علي بن أبي طالب عليه السلام كلام الله الناطق،و قلب الله الواعي،نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس،و ذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله  ».

    جبران خليل
    «و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة،و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة،و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها،و تصور ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها ».

    «و ما أقول في رجل أقر له أعداوه و خصومه بالفضل،و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله،فقد علمت أنه استولى بنو امية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها،و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له،و لعنوه على جميع المنابر،و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم،و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا،حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه،فما زاده ذلك إلا رفعة و سموا،و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه،و كلما كتم يتضوع نشره،و كالشمس لا تستر بالراح (16) ،و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة.و ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة،و تنتهي إليه كل فرقة،و تتجاذبه كل طائفة،فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها  ».

    أنا و جميع من فوق التراب‏
    فداء تراب نعل أبي تراب
    صاحب بن عباد

    «و إني لا طيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود،ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظةبكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحما و لم يريقوا دما،فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس (الشجاع) ،و تارة يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم الالهي.و اقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة (18) منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة،ما قرأتها قط إلا و أحدثت عندي روعة و خوفا و عظة،أثرت في قلبي و جيبا،و لا تأملتها إلا و ذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب ودي،و خيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام عليه السلام حاله».

    «و أما فضائله عليه السلام فإنها قد بلغت من العظم و الجلال و الإنتشار و الإشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان،وزير المتوكل و المعتمد:«رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزهر،الذي لا يخفى على الناظر،فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز،مقصر عن الغاية،فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك،و وكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك  ».

    ميخائيل نعيمة
    «عن عامر الشعبي قال تكلم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة و أيتمن جواهر الحكمة و قطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهن ثلاث منها في المناجاة و ثلاث منها في الحكمة و ثلاث منها في الأدب فأما اللاتي في المناجاة فقال الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما احب فاجعلني كما تحب و أما الللاتي في الحكمة فقال قيمة كل امرء ما يحسنه و ما هلك امرء عرف قدره و المرء مخبو تحت لسانه و اللاتي في الأدب فقال امنن على من شئت تكن أميره و استغن عمن شئت تكن نظيره و احتج الى من شئت تكن أسيره  .»

    «هل كان علي عليه السلام من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه،أم ملكوتيا ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته؟لاي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية؟و بأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة؟ما فهمه العظماء و العرفاء و الفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل و علوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم و مرآة نفوسهم المحدودة،و علي غير ذلك.»

  • 1

     قال المأمون يوما للرضا علیه السلام: أخبرني بأكبر فضيلة لامير المؤمنين يدل عليها القرآن قال ، فقال له الرضا علیه السلام : فضيلة في المباهلة ، قال الله جل جلاله «فمن حاجك فيه» الآية فدعا رسول الله صلی الله علیه و اله الحسن والحسين : فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة / فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين علیه السلام فكان نفسه بحكم الله عزوجل فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلی الله علیه و اله وأفضل ، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلی الله علیه و اله بحكم الله عزوجل.

    قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الابناء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلی الله علیه و اله ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلی الله علیه و اله ابنته وحدها فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لامير المؤمنين علیه السلام ما ذكرت من الفضل.
    قال : فقال له الرضا علیه السلام : ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين ، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره ، كما أن الآمر آمر لغيره ، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة ، وإذا لم يدع رسول الله صلی الله علیه و اله رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين علیه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل [ له ] حكمه ذلك في تنزيله ، قال : فقال المأمون إذا ورد الجواب سقط السؤال.
    بحارالانوار، ج 49، ص 188، ح 20.

  • 1

     

    فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام في مصادر اهل السنة
    عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله يقول :
    أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب ،
    فقام إليه ابو دجانة [ فقال له ] ألم تخبرنا عن الله تعالى أنه أخبرك أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ، وعلى الامم حتى تدخلها أمتك؟

    قال : بلى ولكن أما علمت ان حامل لواء الحمد أمامهم وعلي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي ، يدخل به الجنة وأنا على أثره، فقام علي عليه السلام وقد اشرق وجهه سروراً ويقول :
    الحمد لله الذي شرفنا بك يا رسول الله

    المناقب  : الخوارزمي، الموفق بن احمد    ج : 1  ص : 318

  • 1
    الصلوات علی امير المؤمنين الامام علي (ع)
    اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى اَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِىِّ بْنِ اَبیطالِبٍ اَخى نَبِیِّکَ وَوَلِیِّهِ وَصَفِیِّهِ وَوَزیرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِکْمَتِهِ وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدّاعى اِلى شَریعَتِهِ وَخَلیفَتِهِ فى اُمَّتِهِ وَمُفَرِّجِ الْکَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ قاصِمِ الْکَفَرَهِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَهِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِیِّکَ بِمَنْزِلَهِ هروُنَ مِنْ موُسى اَللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلینَ وَالاْ خِرینَ وَصَلِّ عَلَیْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّیْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَوْصِیآءِ اَنْبِیآئِکَ یا رَبَّ الْعالَمینَ

  • 1

    قَالَ إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ عَنْ أَصْحَابِهِ‌ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام لَمَّا أَجَابَ‌ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِهَذَا الْجَوَابِ كَانَ يَنْظُرُ فِيهِ وَ يَتَعَلَّمُهُ وَ يَقْضِي بِهِ
     فَلَمَّا ظُهِرَ عَلَيْهِ وَ قُتِلَ‌ أَخَذَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُتُبَهُ أَجْمَعَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ‌وَ كَانَ مُعَاوِيَةُ يَنْظُرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ وَ يُعْجِبُهُ
     فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَ هُوَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا رَأَى إِعْجَابَ مُعَاوِيَةَ بِهِ: مُرْ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَنْ تُحْرَقَ
     فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَهْ يَا ابْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِنَّهُ لَا رَأْيَ لَكَ
     فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: إِنَّهُ لَا رَأْيَ لَكَ أَ فَمِنَ الرَّأْيِ أَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ أَحَادِيثَ أَبِي تُرَابٍ عِنْدَكَ تَتَعَلَّمُ مِنْهَا وَ تَقْضِي بِقَضَائِهِ فَعَلَامَ تُقَاتِلُهُ؟
     فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: وَيْحَكَ أَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُحْرِقَ عِلْماً مِثْلَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِعِلْمٍ أَجْمَعَ مِنْهُ وَ لَا أَحْكَمَ‌ وَ لَا أَوْضَحَ
     فَقَالَ الْوَلِيدُ: إِنْ كُنْتَ تَعْجَبُ مِنْ عِلْمِهِ وَ قَضَائِهِ فَعَلَامَ تُقَاتِلُهُ‌؟
     فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ لَا أَنَّ أَبَا تُرَابٍ قَتَلَ عُثْمَانَ ثُمَّ أَفْتَانَا لَأَخَذْنَا عَنْهُ
     ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْئَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَقُولُ إِنَّ هَذِهِ مِنْ كُتُبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ لَكِنَّا نَقُولُ إِنَّ هَذِهِ مِنْ كُتُبِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ كَانَتْ عِنْدَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فَنَحْنُ نَقْضِي بِهَا وَ نُفْتِي
    ‌ فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الْكُتُبُ فِي خَزَائِنِ بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِفَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ أَنَّهَا مِنْ أَحَادِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ صَارَ إِلَى مُعَاوِيَةَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ.    

    الغارات ط- القديمة : ابن هلال الثقفي ج : 1 ص :159

  • 1

  • 1

     وقع الزواج المبارك للإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام في الاول ذي الحجة - 2 هـ، وسمي بزواج النورين، وتحظى هذه الواقعة بأهمية كبيرة لأنهما من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام هم ثمرة هذا الزواج المبارك، ويدل أيضاً هذا الزواج على مكانة الإمام علي عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث اختصه بابنته دون سائر المؤمنين.

    تاريخ زواجهما (عليهما السلام) ومكانه
    1 ذو الحجّة 2ﻫ، المدينة المنوّرة.

    مجيء الإمام علي (عليه السلام) للخطبة
    جاء الإمام علي(عليه السلام) إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في منزل أُمّ سلمة، فسلّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبي(صلى الله عليه وآله): «أتَيْتَ لِحاجَة»؟
    فقال الإمام(عليه السلام): «نَعَمْ، أتَيتُ خاطباً ابنتك فاطمة، فهلْ أنتَ مُزوِّجُني»؟
    قالت أُمّ سلمة: فرأيت وجه النبي(صلى الله عليه وآله) يَتَهلّلُ فرحاً وسروراً، ثمّ ابتسم في وجه الإمام علي(عليه السلام)، ودخل على فاطمة(عليها السلام) وقال لها: «إنّ عَليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألتُ ربِّي أن يزوِّجكِ خير خَلقه، فما تَرَين»؟.
    فسكتت، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «اللهُ أكبَرُ، سُكوتُها إِقرارُها»، فأتاه جبرائيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، زوّجها علي بن أبي طالب، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها.

    إخبار الصحابة
    أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنس بن مالك أن يجمع الصحابة ليُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة للإمام علي(عليهما السلام).
    فلمّا اجتمعوا قال(صلى الله عليه وآله) لهم: «إنّ الله تعالى أمَرَني أن أُزوِّجَ فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب»(۱).

    خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) عند تزويجهما (عليهما السلام)

    قال: «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في أرضه وسمائه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد.
    ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال تبارك اسمه، وتعالى جده: (وَهُوَ الّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً)(۲)… .
    ثمّ إنّ الله أمرني أن أُزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أنّي قد زوّجتها إيّاه على أربعمائة مثقال فضّة، أرضيتَ»؟
    قال(عليه السلام): «قد رضيت يا رسول الله»، ثمّ خرّ ساجداً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «بارك الله عليكما، وبارك فيكما، واسعد جدّكما، وجمع بينكما، وأخرج منكما الكثير الطيّب»(۳).

    خطبة الإمام علي (عليه السلام) عند تزويجه بفاطمة (عليها السلام)
    قال: «الحمد لله الذي قرّب حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة مَن يتّقيه، وأنذر بالنار مَن يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد مَن يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونُؤمن به ونستكفيه.

    ونشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله(صلى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنكاح ممّا أمر الله به ويرضيه، واجتماعنا ممّا قدرّه الله وأذن فيه، وهذا رسول الله(صلى الله عليه وآله) زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم، وقد رضيت، فاسألوه واشهدوا»(۴).

    قدر مهر الزهراء (عليها السلام)
    اختلفت الروايات في قدر مهر الزهراء(عليها السلام)، والمشهور أنّه كان خمسمائة درهم من الفضّة؛ لأنّه مهر السنّة، كما ثبت ذلك من طريق أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، والخمسمائة درهم تساوي ۲۵۰ مثقالاً من الفضّة تقريباً.

    جهاز الزهراء (عليها السلام)
    جاء الإمام علي(عليه السلام) بالدراهم ـ مهر الزهراء ـ فوضعها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فأمر(صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب، وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستّين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أُمّ سلمة، فقال: «أبقيه عندك».

    وليمة العرس
    قال الإمام علي(عليه السلام): «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا علي، اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثمّ قال: من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن. فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن ذراعه، وجعل يشدخ التمر في السمن حتّى اتّخذه خبيصاً، وبعث إلينا كبشاً سميناً فذُبح، وخبز لنا خبزاً كثيراً.

    ثمّ قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): اُدع مَن أحببت. فأتيت المسجد وهو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن أشخص قوماً وأدع قوماً، ثمّ صعدت على ربوة هناك وناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة، فأقبل الناس أرسالاً، فاستحييت من كثرة الناس وقلّة الطعام، فعلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما تداخلني، فقال: يا علي، إنّي سأدعو الله بالبركة».

    قال علي(عليه السلام): «وأكل القوم عن آخرهم طعامي، وشربوا شرابي، ودعوا لي بالبركة، وصدروا وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالصحاف فملئت، ووجّه بها إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وجعل فيها طعاماً، وقال: هذا لفاطمة وبعلها»(۵).

    كيفية الزفاف
    لمّا كانت ليلة الزفاف، أتى(صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة(عليها السلام): «اركبي»، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها إلى بيتها، وأمر بنات عبد المطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، وأن يفرحن ويرزجن ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله تعالى(۶).

    ثمّ إنّ النبي(صلى الله عليه وآله) أخذ علياً(عليه السلام) بيمينه وفاطمة(عليها السلام) بشماله، وضمّهما إلى صدره، فقبّل بين أعينهما، وأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي، وقال: «بارك الله لكَ في ابنة رسول الله».

    وقال(صلى الله عليه وآله): «يا علي، نعم الزوجة زوجتك»، وقال: «يا فاطمة، نعم البعل بعلك»، ثمّ قال لهما: «اذهبا إلى بيتكما، جمع الله بينكما وأصلح بالكما»، وقام يمشي بينهما حتّى أدخلهما بيتهما(۷).

    ثمّ أمر(صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج، فخرجن. تقول أسماء بنت عُميس: فبقيت في البيت، فلمّا أراد(صلى الله عليه وآله) الخروج رأى سوادي فقال: «مَن أنتِ»؟ فقلت: أسماء بنت عُميس، قال: «ألم آمرك أن تخرجي»؟
    قلت: بلى يا رسول الله، وما قصدت خلافك، ولكن أعطيت خديجة عهداً. ثمّ حدّثته بما جرى عند وفاة السيّدة خديجة (عليها السلام)، فبكى (صلى الله عليه وآله) وأجاز لها البقاء(۸).

    قال الإمام الصادق (عليه السلام): «لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على الأرض»(۹).
    ــــــــــــــــــــــــــ
    1_ اُنظر: إحقاق الحق 4 /475، الأمالي للطوسي:39
    2_ الفرقان: 54
    3_ اُنظر: تاريخ مدينة دمشق 52 /445، مناقب آل أبي طالب 3 /128
    4_ بحار الأنوار 43 /112
    5_ الأمالي للطوسي: 42
    6_ اُنظر: مناقب آل أبي طالب 3 /130
    7_ اُنظر: بحار الأنوار 43 /142
    8_ اُنظر: المصدر السابق 43 /138
    9_ الأمالي للطوسي: 43

  • 1

    عنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ : أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ عَنْ صُدَيٍّ أَبِي أُمَامَةَ اَلْبَاهِلِيِّ :
    أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ) يَقُولُ:
    ما أَرَى رَجُلاً أَدْرَكَ عَقْلُهُ اَلْإِسْلاَمَ وَ وُلِدَ فِي اَلْإِسْلاَمِ يَبِيتُ لَيْلَةً سَوَادَهَا -
    قلْتُ: وَ مَا سَوَادُهَا، يَا أَبَا أُمَامَةَ
    قالَ: جَمِيعَهَا - حَتَّى يَقْرَأَ هَذِهِ اَلْآيَةَ «اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ» فَقَرَأَ اَلْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ: «اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ» ،
    ثُمَّ قَالَ: فَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا هِيَ - أَوْ قَالَ: مَا فِيهَا - لَمَا تَرَكْتُمُوهَا عَلَى حَالٍ، إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَخْبَرَنِي قَالَ:

    أُعْطِيتُ آيَةَ اَلْكُرْسِيِّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ اَلْعَرْشِ وَ لَمْ يُؤْتَهَا نَبِيٌّ كَانَ قَبْلِي.

    قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) :
    فَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى أَقْرَأَهَا.
    ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ ، إِنِّي أَقْرَؤُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ثَلاَثَةِ أَحَايِينَ مِنْ كُلِّ لَيْلَةٍ.

    فقُلْتُ: وَ كَيْفَ تَصْنَعُ فِي قِرَاءَتِكَ لَهَا يَا اِبْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)
    قالَ: أَقْرَؤُهَا قَبْلَ اَلرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلاَةِ عِشَاءِ اَلْآخِرَةِ، فَوَ اَللَّهِ مَا تَرَكْتُهَا مُذْ سَمِعْتُ هَذَا اَلْخَبَرَ عَنْ نَبِيِّكُمْ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَتَّى أَخْبَرْتُكَ بِهِ .

    الأمالي (للطوسی)  ج۱ ص۵۰۸

  • 1

    أحمد بن علي بن ثابت، أبو بكر، المعروف بالخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد يحدث بسنده عن ابن عباس بانه قال :
     كُنْتُ أَنَا وَأَبِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَالِسَيْنِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَشَّ بِهِ وَقَامَ إِلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ،
    فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُحِبُّ هَذَا؟
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَشَدُّ حُبًّا لَهُ مِنِّي، إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِي صُلْبِهِ، وَجَعَلَ ذُرِّيَّتِي فِي صُلْبِ هَذَا "
    تاريخ بغداد ت بشار : الخطيب البغدادي    ج : 2  ص : 158

  • 1

    فَمِمَّا فِي اَلطُّرَفِ أَسْنَدَ اِبْنُ عَبْدِ اَلْقَاهِرِ بِرِجَالِهِ إِلَى اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ خَدِيجَةَ لَمَّا دَعَاهُمَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ قَالَ جَبْرَائِيلُ عِنْدِي يَقُولُ لَكُمَا إِنَّ لِلْإِسْلاَمِ شُرُوطاً اَلْإِقْرَارَ بِالتَّوْحِيدِ وَ اَلرِّسَالَةِ وَ اَلْمَعَادِ وَ اَلْعَمَلَ بِأُصُولِ اَلشَّرِيعَةِ وَ طَاعَةَ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ بَعْدَهُ وَ اَلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ اَلْبَرَاءَةِ مِنَ اَلشَّيْطَانِ وَ مِنْ اَلْأَحْزَابِ تَيْمٍ وَ عَدِيِّ فَرَضِيَتْ خَدِيجَةُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا عَلَى ذَلِكَ فَبَايَعَهُمَا اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تُبَايِعَ عَلِيّاً وَ قَالَ هُوَ مَوْلاَكِ وَ مَوْلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامُهُمْ بَعْدِي فَبَايَعَتْ لَهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ .

    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الصراط المستقيم إلی مستحقی التقديم،ج۲ ،  ص۸۸، علی بن یونس النباطي البیاضی (۸۷۷ق)
    و راجع طرف من الأنباء و المناقب ، ج۱ ص۱۱۵
    بحار الأنوار،  ج۱۸ ص۲۳۲

  • 1

    الباحِث: سَلَام مَكِّيّ خضيّر الطَّائِيّ

    الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلَاة والسَّلَام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أبي القاسم مُحَمَّد وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين...
    أما بعد...
    فإن الغذاء يلعب دورًا مهمًا في بناء الجسم، وله أهمية كبيرة في تسيير وظائفه المختلفة، فلذلك ينبغي أن يضع الفرد برنامجًا خاصًّا في تناول الأغذية، ويكون منسجمًا مع الصحة العامة للفرد؛ وإلا أدَّى الإفراط بها أو التقليل منها إلى حدوث الأمراض التي تؤثر سلبًا على صحته.
     وفي هذا المجال أكَّد أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) اهتمامًا كبيرًا، وهناك العديد من أقواله (عليه السَّلَام) يؤكد فيها على عدم الإسراف في تناول الطَّعام، فيقول (عليه السَّلَام): (لا تطلب الحياة لتأكل، بل اطلب الأكل لتحيا)[1].
     ويقول (عليه السَّلَام) أيضًا: (من اقتصر في أكله كثرت صحته، وصلحت فكرته)[2].
    فإنَّا نفهم من هذه الأقوال أعلاه: أنَّ من تناول الأغذية من دون وضع برنامجًا أو جدولًا؛ ليحافظ به على صحته من الأمراض، وكان مسرفًا في حبّه لتناول الطّعام، فهذا سينعكس سلبًا على صحته من دون أدنى شك، وهذا ما يؤكّده ما روي عن سيِّد الموحّدين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) إذ أنَّه قال: (مَن غَرَسَ في نَفسِهِ مَحَبَّةَ أنواعِ الطَّعامِ، اِجتَنى ثِمارَ فُنونِ الأَسقامِ)[3].
    فمن يسرف في تناول الطعام ويُكثر في الأكل فإنَّه سيؤدي به إلى التخمة التي هي بيت الأمراض، وعلى العكس من ذلك من يقلل من تناول الطعام ويقتصر على الكميات الطبيعيَّة الملائمة له ولبدنه فهذا سيتجنب كثير ًا من الأمراض والعلل؛ لأن الإسراف في تناول الطعام إجهاد كبير لأعضاء الجسم، وهذا يؤدي بطبيعته إلى خلل في الأداء الوظيفي للأعضاء.
    فالإسراف والإكثار في تناول الأطعمة بغير نظام يحدده الفرد نفسه لتناول الطَّعام، يصبح من أحد المسببات لإنهاء حياة الفرد.
    هذا وقـد روي عن أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (عليه السَّلَام) أنه قال: (إنَّ في القـرآن آيـة تجمع الطّـب كله: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا﴾[4])[5].
    فجسم الإنسان يستمد طاقته، ليقوم بأداء وظائفه، من تلك المواد الغذائية، سواء أكانت مواد صلبة أم سائلة؛ لتحافظ على ما يعرف بنظام ثبات البيئة الداخلية للجسم، ويحتوي الجسم على مقادير محددة من المكونات الجسمية بحالاتها الثلاث: الصلبة والسائلة والغازية، وأن أي خلل في تلك المقادير عن حدودها الطبيعية يؤدي إلى اضطراب وظائف أعضاء الجسم الحيوية، ومن ثم إلى حدوث المرض[6].
    ونكتفي بهذا القدر عن الحديث عن الغذاء، الذي هو أحد العوامل التي تؤثر في الصحة العامة، ونسأل الله تعالى أن يمنَّ على جميع المؤمنين بالصحة والسَّلامة، وأن يرزق الشّفاء لجميع المرضى بحق نبيه وصفيّه ونجيبه مُحَمَّدٍ وآله الأطهار...

    الهوامش:

    -------------------------------------------------------------------
    [1] تصنيف نهج البلاغة، لبيب بيضون: 792.
    [2] ميزان الحكمة، محمّد الريشهري: 1/89.
    [3] موسوعة الأحاديث الطّبيّة، محمَّد الرّيشهري: 2/418.
    [4] الاعراف: 31.
    [5] مسند الإمام عَلِيّ (صلوات الله تعالى وسلامه عليه)، السَّيِّد حَسَن القبانجي: 9/201.
    [6] ينظر: الطّب والصحة العامة في نهج البلاغة، أ. د: يحيى كاظم السّلطاني: 73.

  • 1

    عبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
    قامَ عُمَرُ بْنُ اَلْخَطَّابِ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ إِنَّكَ لاَ تَزَالُ تَقُولُ لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ [مِنْ مُوسَى ] وَ قَدْ ذَكَرَ [اَللَّهُ] هَارُونَ فِي اَلْقُرْآنِ وَ لَمْ يَذْكُرْ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ
    فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَا غَلِيظُ يَا أَعْرَابِيُّ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اَللَّهِ تَعَالَى هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ . سورة الحجر (41)
    مائة منقبة ابن شاذان ج۱ ص۱۶۰
    إرشاد القلوب  ج۲ ص۳۷۳
    تفسیر البرهان  ج۳ ص۳۶۷

  • 1

    و اعلم أن قوما ممن لم يعرف حقيقة فضل أمير المؤمنين عليه السلام زعموا أن عمر كان أسوس منه و إن كان هو أعلم من عمر و صرح الرئيس أبو علي بن سينا بذلك في الشفاء في‌ الحكمة و كان شيخنا أبو الحسين يميل إلى هذا و قد عرض به في كتاب الغرر ثم زعم أعداؤه و مباغضوه أن معاوية كان أسوس منه و أصح تدبيرا و قد سبق لنا بحث قديم في هذا الكتاب في بيان حسن سياسة أمير المؤمنين ع و صحة تدبيره و نحن نذكر هاهنا ما لم نذكره هناك مما يليق بهذا الفصل الذي نحن في شرحه .

    اعلم أن السائس لا يتمكن من السياسة البالغة إلا إذا كان يعمل برأيه و بما يرى فيه صلاح ملكه و تمهيد أمره و توطيد قاعدته سواء وافق الشريعة أو لم يوافقهاو متى لم يعمل في السياسة و التدبير بموجب ما قلناه فبعيد أن ينتظم أمره أو يستوثق حاله و 1أمير المؤمنين كان مقيدا بقيود الشريعة مدفوعا إلى اتباعها و رفض ما يصلح اعتماده من آراء الحرب و الكيد و التدبير إذا لم يكن للشرع موافقا فلم تكن قاعدته في خلافته قاعدة غيره ممن لم يلتزم بذلك و لسنا بهذا القول زارين على عمر بن الخطاب و لا ناسبين إليه ما هو منزه عنه و لكنه كان مجتهدا يعمل بالقياس و الاستحسان و المصالح المرسلة و يرى تخصيص عمومات النص بالآراء و بالاستنباط من أصول تقتضي خلاف ما يقتضيه عموم النصوص و يكيد خصمه و يأمر أمراءه بالكيد و الحيلة و يؤدب بالدرة و السوط من يتغلب على ظنه أنه يستوجب ذلك و يصفح عن آخرين قد اجترموا ما يستحقون به التأديب كل ذلك بقوة اجتهاده و ما يؤديه إليه نظره و لم يكن أمير المؤمنين ع يرى ذلك و كان يقف مع النصوص و الظواهر و لا يتعداها إلى الاجتهاد و الأقيسة و يطبق أمور الدنيا على أمور الدين و يسوق الكل مساقا واحدا و لا يضيع و لا يرفع إلا بالكتاب و النص فاختلفت طريقتاهما في الخلافة و السياسة و كان عمر مع ذلك شديد الغلظة و السياسة و كان علي ع كثير الحلم و الصفح و التجاوز فازدادت خلافة ذاك قوة و خلافة هذا لينا و لم يمن عمر بما مني به علي ع من‌التي أحوجته إلى مداراة أصحابه و جنده و مقاربتهم للاضطراب الواقع بطريق تلك الفتنة ثم تلا ذلك فتنةو فتنةثم فتنةو كل هذه الأمور مؤثرة في اضطراب أمر الوالي و انحلال معاقد ملكه و لم يتفق لعمر شي‌ء من ذلك فشتان بين الخلافتين فيما يعود إلى انتظام المملكة و صحة تدبير الخلافة .
    شرح نهج البلاغة ,ابن ابي الحديد    ج10  صفحه 212

  • 1

     

    قال أبو بكر: «فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم»(1).

    هذا أبو بكر نفسه يعترف أن هناك من هو أفضل منه، فكيف يكذب القوم ويزعمون أن أبا بكر أفضل الصحابة!!!

    فمن هذا الذي كان أفضل من أبي بكر يا ترى حتى قال هذا الأخير مقالته تلك؟
     
    المجمع عليه عند القوم أنه لا يوجد في هذه الأمة من هو أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان والإمام علي عليه السلام.
    وها قد اعترف أبو بكر بأن هناك من هو خير منه. فمن هو هذا الرجل يا ترى؟
    لقد أعطانا النبي صلى الله عليه وآله معيارا نعرف من خلاله من هو أفضل الناس. ألا وهو العلم بالقضاء.

    قال صلى الله عليه وآله:«إنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً»(2).

    وقال صلى الله عليه وآله:«أقضاهُم عليُّ بنُ أبي طالبٍ»(3).

    إلى هنا ثبت أن أفضل هذه الأمة هو أمير المؤمنين عليه السلام.
    فإن قال قائل: أفضل هذه الأمة عمر بن الخطاب.
    قلت: عمر نفسه يعترف بأن أبا بكر أفضل منه.

    قِيلَ لِعُمَرَ ألَا تَسْتَخْلِفُ؟ قالَ: «إنْ أسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَن هو خَيْرٌ مِنِّي أبو بَكْرٍ»(4).

    وقد ثبت أن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر، فبطريق أولى يكون أفضل من عمر.

    على أن عمر نفسه يعترف بأن عليا عليه السلام أقضى هذه الأمة.

    قال عمر بن الخطاب: «أَقْضَانَا عَلِيٌّ»(5).
    وقد ثبت أن أفضل هذه الأمة أحسنهم قضاء، وهو أمير المؤمنين عليه السلام.

    ولو قال قائل: أفضل هذه الأمة عثمان بن عفان.
    قلت: أجمع القوم على أن عمر أفضل من عثمان.

    قال عبد الله بن عمر: «كُنَّا نُخَيِّرُ بيْنَ النَّاسِ في زَمَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فَنُخَيِّرُ أبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ»(6).

    وقال محمد بن إدريس الشافعي: «أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان»(7).

    بالتالي من كان أفضل من عمر كان بطريق أولى أفضل من عثمان. فثبت المطلوب. وهو أن أفضل هذه الأمة أمير المؤمنين، قاتل الكفار والمشركين من الناكثين والقاسطين والمارقين.

    وبالعودة إلى اعتراف أبي بكر بأنه تقدم على من هو أفضل منه، نقول:
    قال صلى الله عليه وآله:«من تقدم على قوم من المسلمين وهو يرى أن فيهم من هو أفضل منه فقد خان الله ورسوله والمسلمين»(8).

    فأبو بكر خان الله ورسوله والمسلمين بتقدمه على من هو خير منه، وكذلك عمر، وهذا ما كان يراه أمير المؤمنين عليه السلام.

    قال عمر بن الخطاب مخاطبا عليا عليه السلام والعباس: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ ، فَرَأَيْتُمَاهُ كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ ، فَرَأَيْتُمَانِي كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا(9).

    فهذا أمير المؤمنين عليه السلام يرى أبا بكر كَاذِبًا آثِمًا غَادِرًا خَائِنًا. ويرى عمر كذلك.
    فإن قلت: وأين الدليل على أن كل ما يراه علي كرم الله وجهه فهو حق؟.
    قلت: آية التطهير، وحديث الثقلين، بالإضافة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله: «عليّ مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتَّى يرِدا عَلَيَّ الحوض»(10).

    ومن كان مع القرآن والقرآن معه، فإنه مع الحق دائما وأبدا.
    فالحمد لله على نعمة العقول واتباع أهل بيت الرسول.
    بقلم: السيد الإدريسي الجزائري
    -----------------------------------------------------------------
    (1) البداية والنهاية 218/5 قال ابن كثير: إسناده صحيح.
    (2) صحيح البخاري [2305].
    (3) الصحيح المسند من فضائل الصحابة ص79 قال مصطفى بن العدوي: صحيح على شرط الشيخين.
    (4) صحيح البخاري [7218].
    (5) صحيح البخاري [4481].
    (6) صحيح البخاري [3655].
    (7) مناقب الشافعي 433/1.
    (8) تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ص150 قال الباقلاني: حديث متواتر.
    (9) صحيح مسلم باب، حكم الفيء [3405].
    (10) المستدرك على الصحيحين 134/3 قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.

  • 1
  • 1

     

    عن علي [عليه السلام ]
    بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة!
    قال: لك في الجنة أحسن منها، ثم مررت بأخرى فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة!
     قال: لك في الجنة أحسن منها حتى مررنا بالسبع حدائق كل ذلك أقول: ما أحسنها، ويقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلى له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا:
    قلت: يا رسول الله! ما يبكيك؛
     قال: ضغائن في صدور أقوام لا يدونها لك إلا من بعدي،
     قلت: يا رسول الله! في سلامة من ديني؟
    قال: في سلامة من دينك.

    كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
    المؤلف: علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي الشهير بالمتقي الهندي (المتوفى: 975هـ)
    المحقق: بكري حياني - صفوة السقا
    الناشر: مؤسسة الرسالة
    ج 13 ص 176

  • 1

    اشتدّ المرض على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فاُغمي عليه، فلمّا أفاق قال (صلى الله عليه وآله): اُدعوا لي أخي وصاحبي وعاوده الضعف فقالت عائشة: لو بعثت الى أبي بكر، وقالت حفصة: لو بعثت إلى عمر، فاجتمعوا عنده جميعاً فقال (صلى الله عليه وآله): انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث اليكم[تأريخ الطبري: 2 / 439 ط مؤسسة الأعلمي].

    ثمّ دُعي عليّ (عليه السلام) فلمّا دنا منه أومأ إليه، فأكبَّ عليه، فناجاه الرسول (صلى الله عليه وآله) طويلاً، ثمّ ثقل النبيّ وحضره الموت، فلمّا قارب خروج نفسه قال لعليّ (عليه السلام): ضع رأسي في حجرك، فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك، وامسح بها وجهك، ثمّ وجّهني الى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أوّل الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى[الإرشاد للمفيد: 1 / 186.].

    وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الى جوار ربّه راضياً مرضيّاً بعد أن أدّى رسالته بأحسن وجه، وأوضح السبيل للاُمّة من بعده. وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يلازمه ملازمته الظل لذي الظل ويتابعه متابعة التلميذ لاُستاذه في جميع لحظات حياته الرسالية المباركة .

  • 1

    1.عطاء بن أبی رباح م 114 هجری:
    عَنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: کَانَ فِی أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَلِیٍّ؟
    قَالَ: لَا , وَاللَّهُ أَعْلَمَهُ
    مصنف ابن ابی شیبة، ج۶، ص۳۷۱، ح۳۲۱۰۹

    2.ابن حزم م 456 هجری:
    اخْتلف الْمُسلمُونَ فِیمَن هُوَ أفضل النَّاس بعد الْأَنْبِیَاء عَلَیْهِم السَّلَام فَذهب بعض أهل السّنة وَبَعض أهل الْمُعْتَزلَة وَبَعض المرجئة وَجَمِیع الشِّیعَة إِلَى أَن أفضل الْأمة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَیْهِ وَسلم عَلیّ بن أبی طَالب.
    الفصل فی الملل والأهواء والنحل، ج۴، ص۹۰

    3.ابو الفرج بن الجوزي م597 هجری:
    وَالثَّانِی: أَن علیا عَلَیْهِ السَّلَام أعلم بأحوال رَسُول الله من غَیره.
    کشف المشکل من حدیث الصحیحین، ج ۱، ص۱۴۶

    و ايضا يقول :
    کان أبو بکر وعمر یشاورانه ویرجعان إلى رأیه، وکان کل الصحابة مفتقرا إلى علمه، وکان عمر یقول: أعوذ باللَّه من معضلة لیس لها أبو الحسن.
    المنتظم فی تاریخ الأمم والملوک، ج۵، ص۶۸

    4.حرالي م638 هجری:
    قال الحرالی: قد علم الأولون والآخرون أن فهم کتاب الله منحصر إلى علم علی ومن جهل ذلک فقد ضل عن الباب الذی من ورائه یرفع الله عنه القلوب الحجاب حتى یتحقق الیقین الذی لا یتغیر بکشف الغطاء.
    فیض القدیر، ج۳، ص۴۶

    5.الذهبي م ۷۴۸ هجری:
    قلت: ليس تفضيل علی برفض ولا هو ببدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين..
    سير أعلام النبلاء ، ج۱۶، ص۴۵۷

    6.ابن الوزیر الیماني م 840 هجری:
    أنَّه قد ثبت أنّ أمیرَ المؤمنین علیًّا -علیه السلام- أعلمُ هذه الأمة بعدَ رسول الله - صلى الله علیه وسلم -
    العواصم والقواصم، ج۱، ص۴۴۴

    7.الالبانی
    قلت: فکثیر من السلف کانوا یفضلون علیاً.
    سلسلة الاحادیث الضعیفة، ج۱۳، ص۸۸۱

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page