بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/03/06
شرح فقرة: "يا من له ذكر لا ينسی، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن أحد مقاطعة الجديدة، حيث بدأ بهذا النحو: (يا من له ذكر لا ينسی، يا من له نور لا يطفأ، يا من له نعم لا تعد ...).
هذا المقطع الجديد من الدعاء يتناول مجموعة جديدة من مظاهر عظمته تعالی، يبدأ بعبارة (يا من له ذكر لا ينسی). تری ماذا نستلهم من هذه العبارة المشحونة بدلالات متنوعة؟
الذكر هو مقابل النسيان، ولكن المقصود هنا من مصطلح (الذكر) هل هو دلالته اللغوية ام يتجاوزه الی ما هو عبادي ومعرفي وهنا لا مناص لنا من تذكيرك بان الهدف من إبداعه تعالی للانس والجن هو: العمل العبادي: تبعاً لقوله تعالی «مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ».
والعبادة هنا تعني: كل ما أمر الله تعالی به من الاحكام والعقائد والاخلاق بل كل ما يسلكه الانسان من ممارسة فكرية او نفسية او لفظية أوعملية، انه يشمل السلوك باكمله وهذا هو معنی (العمل العبادي)، ولكن السؤال هو: ماذا تعني كلمة الذكر في عبارة: (يا من له ذكر لا ينسی).
هل (الذكر) هو الممارسة اللفظية كما لو قرأت الدعاء مثلاً؟ او هو مطلق الممارسة اللفظية والذهنية والعملية؟
الظاهر ان (الذكر) هنا يشمل الدلالة الاخيرة بمعنی ان الانسان (يذكر) الله من خلال الصلاة أو الجهاد أوالحج أو الانفاق أو القراءة أو الكتابة او المشي أو الاكل أو النوم. هذا هو ماتوحيه كلمة (الذكر) ولكن السؤال الجديد هو: ما المقصود بعدم النسيان من عبارة (ذكر لا ينسی)؟
ان الانسان يستحضر عظمة الله تعالی مثلاً عندما يمارس الصلاة ويستحضر ثواب الله عند الانفاق، ويستحضر رحمة الله تعالی عند دعائه بالشفاء من مرض او السعة في الرزق ولكن هل هذا هو المقصود من عبارة (ذكر لا ينسی)؟
ان الانسان ينسی دون ادنی شك، وهذا هو غالبية الناس، فكيف نوفق بين عبارة (لا ينسی) وبين نسيان الانسان الا عندما يمارس صلاته أو انفاقه؟
في تصورنا ان للكلمة المذكورة أكثر من دلالة منها: ان العارفين - بعد المعصومين عليهم السلام والانبياء - لا ينسون الله لحظة، وكذلك الملائكة حيث ورد انهم لا يفترون عن الذكر اي لا يتوقفون لحظة ولكن هؤلاء المصطفين من المعصومين والانبياء والصالحين والملائكة: يشكلون قسما من المخلوقات وهم وحدهم يستحضرون ذكر الله تعالی، وهذا يعني: ان قسما من المخلوقات ينطبق عليهم مفهوم (يا من له ذكر لا ينسی) اي: لا ينساه هؤلاء بل يذكرونه في لحظات عمرهم دون توقف ولكن السؤال من جديد: هل هناك دلالة اخری في عبارة (يا من له ذكر لا ينسی)؟
في تصورنا ان دلالة اخری يمكننا ان نستخلصها من عبارة (يا من له ذكر لا ينسی) هي: ان الله حاضر، له فاعليته في الوجود لا يمكن للحظة ان يخلو الوجود من الفاعلية المذكورة، وهي (الذكر) الذي لا ينسی اي: لا يمكن تجاهله لانه حقيقة لامناص من التسليم بها: بغض النظر عن الانسان العادي يستحضرها أولاً يستحضرها انها الفاعلية الالهية التي لا وجود اللوجود لولاها: كما هو واضح.
اذن امكننا ان نستخلص بان عبارة (يا من له ذكر لا ينسی) بانها تنسحب علی المعصومين (عليهم السلام) والانبياء (عليهم السلام) والملائكة والصالحين، حيث يذكرون الله تعالی في الحالات جميعاً واما الدلالة الاخری فتنسحب علی العبارة بالقوة ومن ثم فان المطلوب هو: الا نغفل عن الله تعالی لحظة، سائلين الله تعالی ان يوفقنا الی ممارسة الطاعة والتصاعد بها الی النحو المطلوب، انه سميع مجيب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...