بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/03/14
شرح فقرة: "يا رب العالمين، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة، حيث بدأ بهذا النحو: ( يا رَبِّ الْعَالَمِينَ، يا مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، يا غاية الطالبين، ... ).
ونبدأ بالحديث عن العبارة الاولی من المقطع وهي: ( يا رَبِّ الْعَالَمِينَ ). فماذا نستلهم منها؟
لا اعتقد ان احداً منا يجهل دلالة مصطلح ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) بمعنی رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وما بينهما، وهذا ما يتسبب علی المخلوقات جميعاً من انس وجن، بمافي ذلك المخلوقات جميعاً من انس وجن، بمافي ذلك المخلوقات المادية أو الكون وما ينتظمه من الموجودات. واما عبارة ( يا مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فنحتاج الی توضيح سريع. فماذا نستخلص منها؟
سبقتها من عبارتي رَبِّ الْعَالَمِينَ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ؟
ان عبارة ( يا غاية الطالبين ) تعني: ان الله تعالی هو المحقق لإشباع حاجات الطالبين، فاذا كان الطالبون يقرون بالحمد وبالثناء والشكر لله تعالی، من خلال عبارة ( يا رَبِّ الْعَالَمِينَ )، ومن ثم ينتظرون من المالك ليوم الدين أن يتفضّل عليهم بإحسانه وبرحمته وبغفرانه، حينئذ فان املهم بالله تعالی هو الغاية لهؤلاء الطالبين لمغفرته ورحمته تعالی.
وهذا الاستخلاص يتناسب وما نلحظه ايضاً من العبارات اللاحقة، وهي: ( يا ظهر اللاجين، يا مدرك الهاربين ). كيف ذلك؟
نحن الآن اولاً امام عبارة بلاغية هي ( يا ظهر اللاجين )، حيث تعني ان الله تعالی يسند ويدعم ويساعد من يلجأ إليه في المهمات، وهذه الاستعارة تعني: ان ما سبقها من معنی ( يا غاية الطالبين )، ان الطالبين انما يلجأون الی الله تعالی.
تشير النصوص المفسرة عن المعصوم ( عليه السلام ) وآخرين بان «يَوْمِ الدِّينِ» هو يوم الجزاء او يوم الحساب، اي: اليوم الآخر، ويبقی السؤال عن النكتة الكامنة وراء مصطلح «الدِّينِ» لليوم الآخر، فما هي؟
في تصورنا بما ان «الدِّينِ» هو مجموعة المبادئ التي رسمها الله تعالی، وطلب منا ان نعمل بها، حينئذ فان التجربة الخلافية في الارض تفضي الی نجاح الشخصية أو فشلها في الالتزام بمبادئ الله تعالی، لذلك فان النجاح او الفشل هو ما يترتب علی المحاسبة في اليوم الآخر من حيث المصائر التي ينتهي البشر وسواه اليها، وبهذا يكون «يَوْمِ الدِّينِ» هو: اليوم الذي تتحدد فيه المصائر المترتبة لكي كلما التعامل مع «الدِّينِ». بعد ذلك نواجه عبارة ( يا غاية الطالبين )، فماذا نستخلص منها؟
قبل الاجابة عن السؤال المتقدم نتساءل أولاً عن صلة هذه العبارة ( يا غاية الطالبين ) لاشباع حاجاتهم، مما يعني من جديد ان الله تعالی سوف يساعد هؤلاء اللاجئين ويكون سنداً لهم في حمايتهم من الشدائد.
ايضاً، لا نفعل عن العبارة الاخری وهي: ( يا مدرك الهاربين ) من حيث علاقتها بما سبقها من التوسّل. كيف ذلك؟
ان العبارة القائلة: ( يا ظهر اللاجين )، تتداعي بذهن قارئ الدعاء الی ان هذا اللاجئ انما يقوم برحلة الی ساحة الله تعالی، اي: انه يهرب من الشدائد التي تقلقه، وحينئذ يتجه الی الله تعالی، ويتوقع ان يدركه الله تعالی برحمته، وهذا ما عبرت المقولة المشار اليها عن اي عبارة ( يا مدرك الهاربين ) اي: ان الله تعالی سيكون في عون الهارب اليه.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...