بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

فهرس المقال

الأعمال في ايام رجب     الأعمال في ايام رجب

كيفيّة النيّة فيمايصام من رجب و غيره من الأوقات المرضيّة
اعلم انّا كنّا ذكرنا في كتاب المضمار منتحرير النيّات للصيام ما فيه كفاية لذويالأفهام، و نقول هاهنا:
ان من شروط الصيام و المهامّ ان تكونذاكراً قبل دخولك في الصيام، انّ المنّةللّه جلّ جلاله عليك في استخدامك فيالشرائع و الأحكام و تأهيلك لما لم تكن لهأهلًا من الانعام و الإكرام و سعادةالدنيا و دار المقام.
فأنت تعرف من نفسك انّه لو استحضرك بعضالملوك المعظّمين، و شغلك بمهماته و كلامهيوما طول النّهار بين الحاضرين، سهّل عليكترك الطعام و الشراب في ذلك اليوم لأجله، واعتقدت انّ المنّة له عليك حيث أدخلك تحتظلّه و شملك بفضله، مع علمك انّ الملك ماخلقك و لا ربّاك، و لا خلق لك دنياك و لاأخراك، فلا يحلّ في العقل و النقل ان يكوناللّه جلّ جلاله دون أحد من عباده، و قدقام لك بما لم يقدر عليه غيره‏
من إسعاده و إرفاده.
و متى نقصت اللّه جلّ جلاله في صومك عمّانجده في خدمة الملك، من نشاطك و سرورك واهتمامك و اعتقاد المنّة له في إكرامك، والذّنب لك ان ضاع منك صوم نهارك، و تكونأنت قد هوّنت باللّه جلّ جلاله و عملت مايقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ماوهبك من مسارك و مبارك و طول اعمارك.
أقول: و ان اشتبه عليك صوم إخلاص النيّاتبصوم الرّياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدّةإشارات:
منها: ان تعرض على نفسك حضور الإفطار فيذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار،فإن وجدت نفسك تستحيي من مشاهدتهم لإفطاركبين الصُيّام، فاعلم انّ في صومك شبهةتريد بها التقرّب إلى قلوب الأنام.
و منها: ان تعتبر نفسك أيّما أسرّ لها وأحبّ إليها، ان يطلع اللّه جلّ جلاله وحدهعليها، أو تريد ان يعلم بها و يطّلع عليهامع اللّه تعالى سواه، ممّن يمدحها أوينفعها اطّلاعه في دنياه، فان وجدت نفسكتريد مع اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على صيامكمعرفة أحد غير اللّه تعالى بصومك ليزيد فيإكرامك، أو وجدت اطّلاع أحد على صومك احلىفي قلبك من اطّلاع ربك، فاعلم أنّ صومكسقيم و انّك عبد لئيم.
و منها: انّك تعتبر نفسك في صومها هل تجدهامع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لربالعالمين، و مع قلة الصائمين أو عدمهم هيأضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين، فانوجدتها تنشط للصّوم عند صومهم و تتكاسلعند إفطارهم، فاعلم أنّك تصوم طلبالموافقتهم و تبعا لارادتهم، و صومك سقيمبقدر اشتغالك بأتباعهم عن اتّباع مالكناصيتك و ناصيتهم.
و منها: ان تعتبر هل صومك لأجل مجردالثّواب أو لأجل مراد ربّ الأرباب، فإنوجدت نفسك لو لا الثّواب الّذي ورد فيالاخبار، و انّه يدفع إخطار النار، ماكنت‏
صمت، و لا تكلّفت الامتناع بالصوم منالطعام و الشراب و المسارّ، فأنت قد عزلتاللّه جلّ جلاله عن انّه يستحق الصوملامتثال أمره، و عن انّه جلّ جلاله أهلعبادة لعظيم قدره، و لو لا الرشوة والبرطيل ما عبدته و لا راعيت حقّ إحسانهالسّالف الجزيل، و لا حرمة مقامه الأعظمالجليل.
و منها: ان تعتبر صومك إذا كان لك سعة وثروة في طعام الفطور نشطت لسعته و طيبته، وإذا كان طعام فطورك يكفيك و لكنّه ما همبلحم و لا ألوان مختلفة في لذّته، فتكونغير نشيط في الصوم لعبادة اللّه جلّ جلالهبه و طاعته، فأنت انّما نشطت لأجل الطعام،فذلك النّشاط الزّائد لغير اللّه مالكالانعام شبهة في تمام الصيام.
و منها: ان تراعي عقلك و قلبك و جوارحك فيزمان الصيام، فتكون مستمرّ النيّةالخالصة الموصوفة بالتّمام، و مثالالعوارض المانعة من استمرار النيّاتكثيرة في العبادات:
و منها: ان تصوم بعض النهار بإخلاص النيّةثم يعرض لك طعام طيّب، أو زوجة قد تجمّلتلك و أنت تحبّها، أو سفر فيه نفع، أو ما جرىهذه الأمور الدنيويّة، يصير إتمام صيامذلك النهار عندك مستثقلًا ما تصدق متىتخلص منه و توعد عنه، و أنت تعلم انك لوخدمك غلامك، و هو مستثقل لخدمتك و مستثقلمن طاعتك، كان أقرب إلى طردك له و هجرانك وتغيّر إحسانك.
و منها: انّه إذا عرض لك من فضل الإفطار مايكون أرجح من صيام المندوب فلا تستحيي منمتابعة مراد علّام الغيوب، و أفطر بمقتضىمراده و لا تلتفت إلى من يأخذ ذلك عليك منعباده.
و مثال هذا ان تكون صائماً مندوباً فيدعوكأخ لك في اللّه جلّ جلاله إلى طعام قد دعاكإليه، فأجب داعي اللّه جلّ جلاله و امتثلأمر رسوله صلوات اللّه عليه و آله في ترجيحالإفطار على الصيام.
و مثال آخر ان تكون صائماً مندوبا فترىصومك في بعض النهار قد اضعفك عن بعض الفروضالواجبة أو ما هو أهم من صوم المندوب،فابدء بالأهمّ إلى ترك الصيام، و عظّم ماعظّم اللّه جلّ جلاله و صغّر من شريعةالإسلام، و لا تقل: انّ الّذين رأونيصائماً ما يعلمون عذري في الإفطار، يكونصومك في ذلك النهار لأجلهم رياء وكالعبادة لهم من الذنوب الكبار.
و منها: انّه متى عرض لك صارف عن استمرارالنيّة من الأمور الدنيويّة التي ليستعذرا صحيحا عند المراضي الإلهيّة، فبادرإلى استدراك هذا الخطر بالتوبة و الندم وإصلاح استمرار نيّة الإخلاص في الصيام والاستغاثة باللّه جلّ جلاله على القوّة والتّوفيق للتّمام، فإنّك متى أهملت تعجيلاستدراك الإصلاح، صارت تلك الأوقاتالمهملة سقماً في تلك العبادة المرضيّة.
أقول: و إذا عرض لك ما يحول بينك و بيناستمرار نيّتك، فتذكر انّ كلّما ينقلك عنطاعتك فإنّه كالعدو لك و لمولاك، فكيفتؤثر عدوك و عدوّه عليه، و سيّدك يراك، وإذا آثرت غيره عليه فمن يقوم لك بما تحتاجإليه في دنياك و أخراك.
أقول: و يكون نيّة صومك انك تعبد اللّه جلّجلاله به، لأنّه عزّ و جلّ أهل للعبادة،فهذا صوم أهل السعادة.
العمل لمن كان له عذرعن الصيام و قد جعل اللّه جلّ جلاله لهعوضاً في شريعة الإسلام‏
اعلم انّنا كنا قد ذكرنا و نذكر فضلاعظيماً لصوم شهر رجب، و ليس كلّ أحد يقدرعلى الصوم لكثرة اعذار الإنسان، و فيأصحاب الأعذار من يتمنّى عوضاً عن الصّومليغتنم أوقات الإمكان، فينبغي ان نذكر مايقوم مقام الصيام عند عدم التمكّن‏
منه، فانّ اللّه جلّ جلاله بالغ في تركيبالحجّة و طلب إقبال عباده عليه و صيانتهمعن الاعراض عنه.
و قد روينا في الاخبار عوضاً عن الصومالمندوب يحتمل ان يكون لأهل اليسار وعوضاً آخر يحتمل ان يكون عوضاً لأهلالاعتبار.
أقول: فامّا العوض الذي يحتمل ان يكونلأهل اليسار.
فقد رأينا و روينا بإسنادنا إلى محمد بنيعقوب الكليني و غيره عن الصادقين عليهمالسلام: انّ الصدقة على مسكين بمدّ منالطعام يقوم مقام يوم من مندوبات الصّيام.
و روي عوض عن يوم الصّوم درهم‏، و لعلّ التفاوت بحسب سعة اليسار و درجاتالاقتدار.
و سيأتي رواية في أواخر رجب انّه يتصدّقعن كل يوم منه برغيف عوضاً عن الصومالشريف، و لعله لأهل الإقتار تخفيفاًللتكليف.
أقول: و امّا ما يحتمل ان يكون عوضاً عنالصوم في رجب لأهل الإعسار.
فانّنا رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه انّه قال: و روى أبوسعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله: الّا انّ رجب شهر اللّه الأصم- وذكر فضل صيامه و ما لصيام أيّامه منالثواب- ثم قال في آخره: قيل: يا رسولاللّه، فمن لم يقدر على هذه الصفّة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يسبّح اللّه تعالىفي كلّ يوم من رجب إلى تمام ثلاثين بهذاالتسبيح مائة مرة:
سُبْحانَ الإِلهِ الْجَلِيلِ، سُبْحانَمَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الَّالَهُ، سُبْحانَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ،سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّةَ وَ هُوَلَهُ اهْلٌ.
أقول: فلا ينبغي للمؤمن الموسر أن يتركالاستظهار بإطعام مسكين عن كلّ يوم من‏
أيّام الصّيام المندوبات، و يقتصر علىهذه التسبيحات، بل يتصدّق و يسبّحاحتياطاً للعبادات.

 

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...