بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/05/18
شرح فقرة: "يا هادي، يا داعي، يا قاضي،..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا هادي، يا داعي، يا قاضي،...). ولنقف عند كل مظهر من مظاهر عظمته تعالى، ونبدأ ذلك بعبارة (يا هادي). فماذا نستلهم منها؟
من البين، ان (الهادي) يعني: المرشد الى الحق، ان (الهادي) يقابل (الضال) في التجربة البشرية، وهذا يعني ان (الشيطان) هو (الضال) مقابل (الهادي) الذي يرشد الى الخير، بينما الشيطان (يضل) الشخصية ويدفعها الى الشر.
من هنا ورد ذكر مهم او عبارة مهمة تقول (يا هادي المضلين)، بمعنى ان الله تعالى مهدي من يبحث عن الحق، بصفة ان الشخصية عندما يطبعها احد الحالات الآتية تبقى (في ضلال) الى ان تجد من (يهديها) الى الحق. والحالات هي: الانحراف المقصود، الانحراف غير المقصود، الوقوف على التلّ، التردد في انتخاب ما هو حق وهو: التيه، من هنا يجي (الهادي) لينير الطريق امام الاشخاص الذين تطبعهم الحالات المتقدمة وكفى بالله هادياً ومرشداً. العبارة الاخرى الواردة في المقطع هي (يا داعي). ترى مالمقصود منها؟
الداعي هو: الذي يدعوك الى ان تنتخب طريق الخير اي: عندما واجهنا عبارة (يا هادي): تنتقل باذهاننا الى عبارة (يا داعي)، نظراً لما نعرفه تماماً من ان الله تعالى يدعو من يهرب منه: تحنناً ورحمة ً، انه تعالى يدعو الشخصية الى ان ترتبط بالله تعالى، او كانت منحرفة او تائهة، وهذا منتهى ما نتصوره من الرحمة: كما هو واضح.
بعدها نواجه عبارة (يا قاضي) وهي عبارة تبدو وكأنها ذات دلالة تختلف اساساً عما سبقها ولكن الامر ليس كذلك. كيف؟
ان القاضي تنسحب دلالته على اكثر من ظاهرة من ذلك هو: الحكم بين الاطراف، لمن يصدر حكماً على احد اطراف النزاع مثلاً ومن ذلك: (اي معنى القاضي) هو: جعل الشيء بمثابة الحكم او الدستور ونحو ذلك، مثل قوله تعالى «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ»، ومن ذلك (اي معنى القاضي) هو: صياغة (القضاء) او (القدر).
المهم في الحالات جميعاً، فان الله تعالى هو القاضي بالحق عند المحاسبة في اليوم الآخر، وهو القاضي بهذا المبدأ او القانون والعمل به، ثم: هو القاضي والمقدر للاشياء، اي: الحوادث او المواقف المختلفة التي يواجهها المخلوقات.
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا راضي)، وهي عبارة تتطلب وقوفاً عندها. فماذا نستلهم منها؟
الرضا هو: قبول الله تعالى لعمل عبده، وتقابله السخط او الغظب، حيث يترتب على الاول ثواب الله تعالى، وعلى الآخر عقابه. لذلك وردت العبارة في سياقات متنوعة من المعاني المتقدمة في النصوص الشرعية، مثل «رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ»، حيث تجسد العبارة القرآنية مفهوم الرضا بوضوح، وذلك بأنه تعالى عندما يهب لعباده الصالحين جناته، فانه تعبير عن رضاه تعالى، مع ملاحظة ان رضاه تعالى مقدم على الثواب المادي المتمثل في الجنة، اي: ان العبد الواعي لعظمة الله تعالى يعنيه رضاه تعالى قبل الثواب المادي وهو الجنة، وهذا من الوضوح بمكان.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...