بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/05/05
شرح فقرة: "يا ملهم العرب والعجم، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير )، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: ( يا ملهم العرب والعجم، يا كاشف الضّر والالم، يا عالم السّر والهمم ).
العبارات المتقدمة، تتناول جملة من مظاهره تعالی، ومنها: عبارة ( يا ملهم العرب والعجم )، وهي عبارة تتطلب شيئاً من توضيحها، فماذا نستلهم منها؟
العرب والعجم يشكلان المجموعة البشرية، امّا لو تساءلنا لماذا ورد العرب مقابل العجم؟
حينئذ نقول: بما ان الحديث هو عربيّ، أو بما ان اللغة العربية هي لغة القرآن والحديث، حينئذ تكتسب هذه اللغة اهميتها، ومن ثم: تكتسب الامة موقعها المتسم بالاهمية ايضاً، ولذلك يرد مصطلح ( العرب ) مكتسباً اهمية من خلال اهمية الرسالة، ومن هنا ايضاً جاء الاقوام الاخرون جميعاً، وقابل الاسلاميين الذين اكتسبوا الاهمية المذكورة، والان خارجاً عن هذا التصنيف الثنائي، يعنينا ان نحدثك عن ظاهرة ( الالهام ) حيث جاء النص بعبارة ( يا ملهم العرب والعجم ). فماذا نستلهم منها؟
ان الذهن قد يتداعی من عبارة ( يا ملهم )، الی الاية المباركة القائلة: «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا»، فتكون عبارة ( يا ملهم العرب والعجم ) تعني: ان الله تعالی منح البشرية جميعاً أو ركبّ الكيان البشري وفق تركيبة عقلية هي: الهام البشر معنی الخير والشر، وما يترتب علی هذا الفهم من نتائج العمل العبادي، حيث ان البشرية بمقدار ما تعمل بمبادئ الخير الملهم: تكون قد اكتسبت رضاه تعالی ونجحت في دنياها والعكس هو الصحيح ايضاً، اي: بمقدار ما تنصاع الشخصية الی الشر: تتحدد نتائج سلوكها في اليوم الآخر، من حيث مصيرها السلبي.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا كاشف الضّر والالم )، فماذا نستخلص منها؟
الضرّ هو مطلق الشدائد السلبية التي يواجهها الانسان. اما الالم فيعني: الشدة الحسية، طبيعياً قد يستخدم ( الالم ) - بصفته مصطلحاً يخضع الی الاستخدام المجازي أو الواقعي - ولكن بما ان وروده هنا جاء في قبالة ( الضر ) حينئذ استخلصنا الدلالة المتقدمة، والمهم هو: ان مقطع الدعاء يستهدف الاشارة الی ان الله تعالی يرعی عباده ويغدق عليهم نعمه: ظاهرة وباطنة، وان رعايته للعبد لا تنحصر في احد اشكال الشدة، بل ان الله تعالی في عون عبده مطلقاً سواء اكانت الشدائد مادية أو معنوية.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا عالم السر والهمم ). فماذا نستلهم منها؟
ان النصوص الشرعية طالما تشير الی ان الله تعالی عالم بالسر وبالعلانية، ولا يخفی عليه شيء الا ان الدعاء الذي نتحدث عنه الآن يشير الی ان الله تعالی عالم بالسرّ، وبنمط آخر من السلوك الداخلي غير العلني الا وهو: ( الهمة ) التي يتميز بها هذا الشخص او ذاك، اي: ما يهمه من الامر، أو ما هو لديه من العزم، وهو امر داخلي اي: الاهتمام او العزم لممارسة هذا الشيء او ذاك: يظل داخلياً وليس سلوكاً علنيا، وبذلك يستطيع قارئ الدعاء ان يكتشف نكتة العبارة المذكورة وهي: انه تعالی يعلم الافكار او الخواطر التي تدور في ذهن الشخص او يعلم كذلك ما يهم به الشخص من سلوك، وبكلمة اكثر وضوحاً، ان الله تعالی يعلم السرّ ( وهو اعم من ان يكون مجرد خاطر ) ويعلم ما هو عزم علی ممارسة هذا السلوك او ذاك، وبهذا نتبين جانباً من النكات الكامنة في العبارة المتقدمة، سائلين الله تعالی ان يوفقنا الی ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الی النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...