بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمي يا أبا عبدالله

لقد عظمت المصيبة وجلّت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض فلعن الله أمة أسرجت وألجمت وتهيّأت وتنقّبت لقتالك يا مولاي يا أبا عبدالله قصدت حرمك وأتيت الى مشهدك أسأل الله بالشأن الذي لك عنده وبالمحل الذي لك لديه أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة".
هناك بعض العبارات محذوفة من بعض النسخ لهذه الزيارة الشريفة، لكن النص الذي قرأناه مُعتَمَد عليه في جميع الكتب، حينما نقول "صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم" نشير بِ (عليكم) الى حقيقتهم، أصل الروح أو أصل النور باطن الباطن، نخاطبهم جميعاً بأصل ذواتهم المقدّسة.
نحن نعلم أنّ لأئمتنا عليهم السلام مراتب لا تعد ولا تحصى، لهم وجود عنصري ومادي وجسماني، ولدوا واستشهدوا، ولهم وجود أعلى من هذا في عالم الأشباح، وفي عالم الأجساد لهم جسم ولهم جسد، ولهم نفس ووجود في عالم النفس، ولهم روح ووجود في عالم الروح، وحقيقتهم وذاتهم المقدّسة هي أعلى من ذلك كله. وللإنسان أن يطلب المقامات، كأن يكون معهم كما يطلب في آخر الزيارة، يجب أن يصل الى مرتبة المعيّة أي معهم في الدنيا والمقامات الدنيوية ومعهم في الآخرة والمقامات الأخروية.
والإنسان بإمكانه أن يلاقي ربه ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه﴾ والمقصد الأساسي هو لقاء الله ﴿ يا أيتها النفس المطمئنّة إرجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي﴾ والمراد ب"جنّتي" الجنة التي ليس فيها أكل وشرب واللذات الحسّيّة واللمسيّة.
وجود أئمّتنا عليهم السلام جامع لجميع مراتب الكمال، وليس لديهم أي ضعف أو عيب، وهم مطهّرون من أي نقص يتصوّره الإنسان أو يخطر في باله، ولهم كمالات في قوس الصعود وهم عين الكمال.
وفي الآخرة الجسد الأخروي طاهر، لا يحتاج إلى غسل، وأئمّتنا عليهم السلام كما هم في عالم الأرواح هم أيضاً في عالم الأجساد، وفي القيامة هم موجودون ولهم جسد دهري، وأدنى مرتبة مرتبة الجسم المادّي، الذي يولد ويمرض ويموت، وُلِدنا في هذه النشأة وفي هذا الجسم المادي ونموت في هذه النشأة، ويدفن جسمنا في التراب كما كان من التراب، ويتبدّل إلى التراب ولكن يبقى الجسد موجود، والروح في ذاك الجسد تحشر في البرزخ، ونحن حينما نسلم؛ نسلّم على الإمام في جميع هذه المراتب، وهم مطهّر فيها جميعاً.
نحن لا نزورهم في قبورهم الشريفة وحسب، بل في عالم المعنى "وعلى ظاهركم وعلى باطنكم" نحن لم ندرك حقيقة باطنهم، إلا أننا أدركنا شيئاً من مقاماتهم الظاهرية، ونحن لاننكر أن لهم مقامات لم تكتب في الكتب ولم تذكر، ونحن نسلّم على تلك المقامات جميعها.
نستطيع أن نفسّر عبارة "على شاهدكم" أنّ الإمام الحجّة هو الشاهد في زماننا الحالي، وهو المتصرّف في الكون اليوم، هو إمام شاهد علينا ونحن مشهود بالنسبة إليه، "السلام على شاهدكم" أي على الإمام الحجّة(عج)..
"وعلى غائبكم" أي الأئمة الذين سبقوا الإمام الحجّة، كما أننا نستطيع أن نفسّر هذه العبارة بطريقة أخرى أنّ الشاهد هم الأئمّة عليهم السلام والغائب هو الإمام الحجة(عج).
"لقد عظمت الرزيّة وجلّت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض" هذه المصيبة علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض، أي أن كل الموجودات عندهم شعور وإحساس وإدراك بهذه المصيبة.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...