بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: معنى الاستغفار من كل راحة بغير الأنس بالله
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من اساليب التعبير البلاغي، حيث تسهم العبارة البليغة في تعميق معاني الدعاء، والكشف عن النكات الدلالية المتنوعة فيه ...

ومن جملة ذلك: ما ذكرناه في لقاء سابق وهو: مقطع الدعاء المتجه الى الله تعالى بهذا النحو (استغفرك من كل لذة بغير ذكرك، ومن كل راحة بغير انسك، ومن كل سرور بغير قربك، ومن كل شغل بغير طاعتك...).
هذا المقطع يتضمن استغفاراً ويتضمن اشارة الى اربعة انماط من التواصل مع الله تعالى احدها التواصل من خلال الذكر، والآخر من خلال الانس، والثالث من خلال القرب، والرابع من خلال الطاعة...
اما الاستغفار من اية ممارسة ليس فيها ذكر الله تعالى فقد حدثناكم في لقاء سابق عن دلالته ونكاته، حيث قلنا ان الاستغفارَ اعم من الاستغفارِ عن ذنب بل يشمل الاستغفار من غير ذنب كما هو طابع استغفار المعصومين عليهم السلام ... اما الان نحدثكم عن الاستغفار من الممارسة الاخرى وهي الاستغفار من كل راحة بغير انس الله تعالى فماذا تعني هذه العبارة؟
قبل ان نحدثكم عن هذا الجانب ينبغي ان نذكركم بان العبارات المتنوعة التي لاحظناها تبدو وكأنها متماثلة او متقاربة في دلالتها، ونحسب ان من الصعوبة ان يستطيع القارئ للدعاء ان يوضح لنا الفروق بين العبارات الاتية اللذة، السرور، الراحة، الانس، وحتى لو ان قارئ الدعاء تأمل بدقة وصرف وقتاً في تبيين الفروق بين هذه العبارات حينئذ سيقف حائراً في تحديد الفروق الدقيقة لكن حسبنا جميعاً ان نتبين ولو يسيراً ما تعنيه العبارات المذكورة.
ولنقف اولاً كما اشرنا عند العبارة المستغفرة من كل راحة بغير الانس مع الله فماذا نستخلص منها؟
ان الانس هو ضد "التوحش" أي الالفة بالشيء هنا نلفت نظرك الى ان عملية "الاشباع" للحاجات البشرية تظل متنوعة فمثلاً اذا كنت جائعاً فان الاشباع كما كما يختلف عن الاشباع فيما لو كنت خائفاً ثم حصل الاطمئنان وذهب الخوف، وكذلك هذان النمطان من الاشباع يختلفان عن اشباع ثالث، وهذا كما لو كنت وحدك مثلاً وانت تتحس الملل ثم جاءك من يطرد الملل والوحشة عنك وهكذا...
اذن: الاشباع وهو سد الحاجة يختلف من نمط الى آخر، وحيث تتجه الى ما اشرنا اليه من التوسل القائل بالاستغفار من كل راحة بغير الانس بالله تعالى، نجد ان الاشباع هو "الراحة" أي تحقق توازن الشخصية، واظنكم تسأءلون جديداً هل ان "الاشباع" يحقق توازنات متنوعة نقول: نعم، حيث ان الراحة هي غير السرور والسرور غير الفرح وهما غير اللذة وهكذا...
اذن: ما المقصود من "الراحة" هنا؟ ثم ما المقصود من الانس هنا؟
المقصود من الراحة هو السكون الى الشيء فمثلاً اذا كنت جالساً وحدك ثم جاءك صديق كريم حينئذ سوف تسكن نفسك اليه وهذا هو الراحة.
واما بالنسبة الى الانس فهو ضد الوحشة أي الالفة فمثلاً اذا كنت "متوحشاً" من البيئة الصحراوية، واليفاً مع البيئة الزراعية، حينئذ فان "الانس" بالبيئة الاخيرة أي الزراعة تعني انك تألف هذه البيئة وتتوحش من سواها.
وفي ضوء من الحقيقة ماذا نستخلص من عبارة الدعاء القائلة "واستغفرك ... من كل راحة بغير أنسك"؟ هذا ما نحدثكم عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
اما الآن فحسبنا ان نشير الى ضرورة استثمار هذه المواقف، أي قراءة الدعاء واستخلاص العظة منه وهو: التواصل مع الله تعالى على المستويات جميعاً، أي الا نحيا اية فعالية سواءاً كانت ذهنية ام قلبية ام عملية الا تغفل لحظة عن الله تعالى وان ندرب ذواتنا على ذلك والتصاعد به الى النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...