بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: أهمية ترسيخ روح الشكر لله عزوجل
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العبادية في ميدان العقائد والاحكام والاخلاق وسواها،

ومن ذلك ما يقرأ يومياً في شهر رجب المبارك (اللهم أني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك ...).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن ثلاث سمات للشخصية الاسلامية الملتزمة هي الشاكرة والخائفة والعابدة وكل واحدة من هذه السمات للشخصية تقترن بسمة نفسية هي "الصبر" وبالنسبة الى الشخصية الشاكرة و"العمل" بالنسبة الى الشخصية الخائفة واليقين بالنسبة الى الشخصية العابدة.
اذن: ثلاث سمات عامة للشخصية هي الشاكرة والخائفة والعابدة وثلاث سمات مرتبطة بها من الزاوية النفسية هي الصبر والعمل واليقين ... واذن "للمرة الجديدة" نحن الآن امام ستة طوابع او ملامح للشخصية الاسلامية الملتزمة فيما يجدر بنا ملاحظة ذلك الآن...
بالنسبة السمة الاولى او الشخصية الشاكرة حيث توسل الدعاء بالله تعالى ان يمنحها "صبراً"، هذه السمة أي الشخصية الشاكرة لله تعالى مقترنة بعملية الصبر تحتاج الى شيء من توضيح دلالتها .. فماذا تعني؟
من البين، ان الشريعة الاسلامية طالما تؤكد ومن خلال النصوص القرآنية والحديثية ظاهرة "الشكر" ولذلك ورد في القرآن الكريم ما يشير الى قلة الشخوص الشاكرة من خلال قوله تعالى: (وقليل من عبادي الشكور) ونتساءل اولاً عن المقصود من الشخصية الشاكرة؟ من البين ايضاً ان الشكر بمعناه اللغوي هو ان تتقدم الشخصية بعملية تقدير للجهة التي تحسن اليها بداءاً أكان التعامل مع الله تعالى او مع العباد مع ملاحظة ان الشكر لله تعالى لا يقاس مع سواه ولكن النصوص الشرعية حرصاً منها على ان تصوغ الشخصية الاسلامية سويةً لا تطبعها الامراض او السمات العصابية ترسلم لها مبادئ السلوك السوي من الزاوية النفسية والعبادية حيث ان الشخصية العبادية أي الملتزمة حقاً بمبادئ الاسلام لا يصبها مرض النفس ابداً فتكون سويةً بالضرورة المهم هو ان "الشكر" أي صدور التقدير من الشخص للجهة التي تحسن الى الشخص يعد من ابرز سمات الشخصية السوية، وذلك لسبب واضح هو ان النزعة الخيرة او الانسانية في اعماق الشخص تفرض عليه ان يقدر ويثمن أي احسان يقدم اليه لان الاحسان اساساً هو نزعة انسانية هذا في مقام السلوك البشر. واما بالنسبة الى "احسان" الله تعالى فهذا مما لا يقاس البتة بالاحسان المحدود بشرياً قبالة الله تعالى حيث لا حدود لاحسانه، وهو ما عبرت الآية الكريمة عنه عندما قالت (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
في ضوء الحقيقة المتقدمة نخلص الى ان الشخصية "الشاكرة" هي الشخصية التي تمتلك نزعة انسانية خيرة بحيث تقتادها الى ان تقدر وتثمن وتقر بعملية الاحسان المقدم اليها وهذا يعني ان العكس هو الصحيح بالنسبة الى الشخصية الجاحدة للاحسان حيث ان التنكر او النسيان او عدم المبالاة في سلوك الشخصية غير الشاكرة يعني: مجموعة سمات سلبية مثل اللؤم، والحقد، والنزعة العدوانية والبخل....
بيد ان الملفت للنظر حقاً هو ان الله تعالى لوح بمعاقبة هؤلاء الجاحدين بخاصة من يجحد نعمه تعالى حتى ان سورة قرآنية كريمة هي سورة سبأ قد استغرق غالبية مواقعها مآثرها من العقاب الدنيوي على عدم الشكر حيث يدل فراغها وطرق مواصلاتها من نعيم ملحوظ الى ابادة وتمزق.
والان مع معرفتنا باهمية الشكر لله تعالى نتساءل لماذا قرن الامام الصادق(ع) وهو صاحب الدعاء المذكور سمة الشكر مع سمة الصبر حيث قال: (اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك)، هذا ما نحدثكم عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى.
اما الآن حسبنا ان نستثمر قراءة هذا الدعاء ونتذكر دواماً نعم الله تعالى علينا ومن ثم ان نشكره دواماً على ذلك وان ندرب ذواتنا على سائر الانماط من ا لطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...