بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

الفَصْلُ السابِعُ :في فَضل زيارة إلامام الحسين(ع)

زيارة الاربعين أي اليوم العشرين من صفر
روى الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام)قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة والنّوافل اليوميّة وهي أربع وثلاثون ركعة، وزيارة الاربعين، والتختّم باليمين وتعفير الجبين بالسّجود، والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وقد رويت زيارته في هذا اليوم على نحوين، أحدهما ما رواه الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الاربعين: تزُور عند ارتفاع النّهار وتقول :
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاَْوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فىِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الاَْدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاَْوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ، وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الاَْوْصِياءِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ، عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِهِ حَتّى اَتياكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فىِ الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ على اَهْلِ الدُّنْيا، وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمينَ رَبَّ الْعالِمينَ .
ثمّ تصلّي ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع .


الزّيارة الاُخرى هي ما يروى عن جابر
وهي انّه روي عن عطا قال : كُنت مع جابر بن عبد الله الانصاري يوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضريّة اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً ثمّ قال لي : أمعك شيء من الطّيب يا عطا ؟ قلت : سعد، فجعل منه على رأسه وساير جسده ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (عليه السلام) وكبّر ثلاثاً ثمّ خرّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سمعته يقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللهِ .. الخبر، وهي بعينها ما ذكرناه من زيارة النّصف من رجب لم يفترق عنها في شيء سوى بضع كلمات ولعلّها من اختلاف النسخ كما احتمله الشّيخ (رحمه الله) ، فمن أرادها فليقرأ زيارة النّصف من رجب السّالفة.
أقول : زيارة الحسين (عليه السلام) تزداد فضلاً في الاوقات الشّريفة واللّيالي والايّام المباركة ممّا لم يخصّ بالذّكر لا سيّما فيما انتسب اليه من تلك الاوقات كيوم المباهلة ويوم نزول سورة هَلْ أَتى ويوم ميلاده الشّريف وليالي الجمعة وغير ذلك من شريف الازمان، ويستفاد من بعض الرّوايات انّ الله تعالى ينظر الى الحسين (عليه السلام)في كلّ ليلة من ليالي الجُمعة بعين الكرامة فيبعث الى زيارته كلّ نبيّ أو وصيّ نبيّ . وروى ابن قولويه عن الصّادق (عليه السلام) : انّ من زار قبر الحسين في كلّ جمعة غفر الله له ولم يخرج من الدّنيا حسراً وكان في الجنة مع الحُسين (عليه السلام) . وفي حديث الاعمش انّه قال له بعض جيرانه : رأيت في المنام رقعاً تتساقط من السّماء فيها أمان لمن زار الحسين (عليه السلام) ليلة الجمعة، وسيأتي اشارة الى هذا في أعمال الكاظميّة عند ذكر قصّة الحاج عليّ البغدادي .
وروى انّ الصّادق (عليه السلام) سئل عن زيارة الحسين (عليه السلام) هل لها وقت أفضل من غيره ؟ قال : زوروه في كلّ زمان فانّ زيارته خير مقرّر، من أكثر منها كثر نصيبه من الخير ومن أقلّ منها قلّ نصيبه منه، واجتهدوا في زيارته في الاوقات الشّريفة ففيها يضاعف أجر الصّالحات وتنزل فيها الملائكة من السّماء لزيارته (عليه السلام) .. الخبر . ولم نعثر على زيارة خاصّة له (عليه السلام) تخصّ هذه الاوقات المذكورة ، نعم قد خرج من النّاحية المقدّسة في اليوم الثّالث من شعبان وهو يوم ميلاده (عليه السلام) دعاء ينبغي قراءته، وقد مضى في خلال أعمال شهر شعبان، واعلم ايضاً انّ لزيارته (عليه السلام) في غير كربلاء من البلاد البعيدة فضلاً كثيراً ايضاً ونحن نقتصر في ذلك على ذكر حديثين مرويين في الكافي والفقيه والتّهذيب .
الحديث الاوّل : روى ابن أبي عمير عن هشام عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا بعدت بأحدكم الشّقة ونأت به الدّار فليعل أعلى منزله فيصلّي ركعتين وليؤم بالسّلام الى قبورنا فانّ ذلك يصير الينا .
الحديث الثّاني : عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال لي الصّادق (عليه السلام) : يا سدير تزُور قبر الحسين (عليه السلام)في كلّ يوم؟ قلت : جعلت فداك لا ، قال : ما أجفاكم ، فتزوره في كلّ جمعة ؟ قلت : لا ، قال : فتزوره في كلّ شهر ؟ قلت : لا ، قال : فتزوره في كلّ سنة ؟ قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سدير ما اجفاكم بالحسين (عليه السلام)، أما علمتم انّ لله ألفين من الملائكة - وفي رواية التّهذيب والفقيه ألف ألف ملك - شعثاً غبراً يبكون ويزُورون لا يفترون، وما عليك يا سدير أن تزُور قبر الحسين (عليه السلام) في كلّ جمعة خمس مرّات وفي كلّ يوم مرّة؟ قلت : جعلت فداك انّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال : تصعد فوق سطحك ثمّ تلتفت يمنة ويسرة ثمّ ترفع رأسك الى السّماء ثمّ تتحوّل نحو قبر الحسين (عليه السلام) ثمّ تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ تُكتب لك زورة، والزّورة حجّة وعمرة ، قال سدير: فربّما فعلته في الشّهر اكثر من عشرين مرّة وقد مضى في أوّل الزّيارة المطلقة الاولى ما يناسب المقام .


تَذييلٌ في فضل تربة الحسين (عليه السلام) المقدّسة وآدابها :
اعلم انّ لنا روايات متظافرة تنطق بأنّ تربته (عليه السلام) شفاء من كلّ سقم وداء الاّ الموت وامان من كلّ بلاء، وهي تورث الامن من كلّ خوف، والاحاديث في هذا الباب متواترة وما برزت من تلك التّربة المقدّسة من المعجزات اكثر من أن تُذكر واني قد ذكرت في كتاب الفوائد الرّضويّة في تراجم العلماء الاماميّة عند ترجمة السّيد المحدّث المتبحّر نعمة الله الجزائري انّه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً وتحمّل في سبيله الشّدائد والصّعاب وكان في أبان طلبه العلم لا يسعه الاسراج فقراً فيستفيد للمطالعة ليلاً من ضوء القمر وقد أكثر من المطالعة في ضوء القمر ومن القراءة والكتابة حتّى ضعف بصره فكان يكتحل بتربة الحسين (عليه السلام)المقدّسة وبتراب المراقد الشّريفة للائمة في العراق (عليهم السلام) فيقوي بصره ببركتها، وانّي قد حذرت هُناك ايضاً أهالي عصرنا أن يعجبوا لهذه الحكاية اثر معاشرتهم الكفّار والملاحدة ، فقد قال الدّميري في حياة الحيوان : انّ الافعى اذا عاش مائة سنة عميت عينه فيلهمه الله تعالى أن يمسحها بالرازيانج الرّطب لكي يعُود اليها بصرها فيقبل من الصّحراء نحو البساتين ومنابت الرّازيانج وان طالب المسافة حتّى يهتدي الى ذلك النّبات فيمسح بها عينه فيرجع اليها بصرها، ويروي ذلك عن الزّمخشري وغيره أيضاً، فاذا كان الله تعالى قد جعل مثل هذه الفائدة في نبات رطب وتهتدي اليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه فأيّ استبعاد واستعجاب في أن يجعل في تربة ابن نبيّه صلوات الله عليه الاذي َّستشهد هو وعترته في سبيله شفاء من كلّ داء وغير ذلك من الفوائد والبركات لينتفع بها الشّيعة والاحباب، ونحن في المقام نقنع بذكر عدّة روايات .
الاُولى : روي انّ الحور العين اذا بصرن بواحد من الاملاك يهبط الى الارض لامر ما يستهدين منه السّبح والتّربة من طين قبر الحسين (عليه السلام) .
الثّانية : روي بسند معتبر عن رجل قال : بعث اليّ الرّضا (عليه السلام) من خراسان رزم ثياب وكان بين ذلك طين فقلت للرّسول : ما هذا؟ قال : هذا طين قبر الحسين (عليه السلام) ما كاد يوجه شيئاً من الثّياب ولا غيره الاّ ويجعل فيه الطّين، فكان يقول: هو أمان باذن الله .
الثّالثة : عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت للصّادق (عليه السلام) : يأخذ الانسان من طين قبر الحسين (عليه السلام)فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به ؟ فقال : لا والله ما يأخذه أحد وهو يرى انّ الله ينفعه به الاّ نفعه الله به .
الرّابعة : عن أبي حمزة الثّمالي قال : قلت للصّادق (عليه السلام): انّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحسين (عليه السلام)يستشفُون به هل في ذلك شيء ممّا يقولون من الشّفاء ؟ قال : يستشفي بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذا طين قبر جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا طين قبر الحسن وعليّ ومحمّد، فخُذ منها فانّها شفاء من كلّ سقم وجنّة ممّا تخاف ولا يعدلها شيء من الاشياء الّتي يستشفي بها الاّ الدّعاء وانّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين ممّن يعالج بها، فامّا مَن أيقن انّها له شفاء اذا يعالج بها كفته باذن الله تعالى من غيرها ممّا يتعالج به، ويفسدها الشّياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسّحون بها وما تمرّ بشيء الاّ شمّها، وامّا الشّياطين وكفّار الجنّ فانّهم يحسدون ابن آدم عليها فيمسحون بها فيذهب عامّة طيبها ولا يخرج الطّين من الحائر الاّ وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم، والله انّها لفي يدي صاحبها وهم يتمسّحون بها ولا يقدرُون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التّربة شيء يسلم ما عولج به أحد الاّ اُبريء من ساعته، فاذا أخذتها فاكتمها واكثر عليها ذكر الله عزّوجل، وقد بلغني انّ بعض من يأخذ من التّربة شيئاً يستخفّ به حتّى انّ بعضهم ليطرحها في مخلاة الابل والبغل والحمار أو في وعاء الطّعام وما يمسح به الايدي من الطّعام والخرج والجوالق، فكيف يستشفي به من هذا حالها عنده، ولكن القلب الَّذي ليس فيه اليقين من المستخفّ بما فيه صلاحه يفسد عمله .
الخامسة : روي انّه اذا تناول التّربة أحدكم فليأخذ باطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على سائر جسده وليقُل : اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هـذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها وَثَوى فيها وَبِحِقِّ جَدِّهِ وَاَبيهِ وَاُمِّهِ وَاَخيهِ وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَبِحَقِّ الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِهِ اِلاّ جَعَلْتَها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء، وَبُرْءاً مِنْ كُلِّ مَرَض، وَنَجاةً مِنْ كُلِّ آفَة، وَحِرْزاً مِمّا اَخافُ وَاَحْذَرُ، ثمّ ليستعملها .
وروي انّ الختم على طين قبر الحسين (عليه السلام) أن يقرأ على سورة (اِنّا اَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
وروي ايضاً انّك تقول اذا طعمت شيئاً من التّربة أو أطعمته أحداً : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ .
أقول : لتربته الشّريفة فوائد جمّة : منها استحباب جعلها مع الميّت في اللّحد واستحباب كتابة الاكفان بها واستحباب السّجود عليها ، فقد روي انّ السّجود عليها يخرق الحجب السّبعة أي يورث قبول الصّلاة عند ارتقائها السّماوات، واستحباب ان يصنع منها السّبحة فتستعمل للذّكر أو تترك في اليد من دون ذكر فلذلك فضل عظيم، ومن ذلك الفضل ان السّبحة تسبّح في يد صاحبها من غير أن يسبّح، ومن المعلوم انّ هذا التّسبيح بمعنى خاص غير التّسبيح الَّذي يسبّحه كلّ شيء كما قال الله تعالى :(وَاِنْ مِنْ شَىْء اِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبيحَهُمْ)وقال العارف الرّومي في معنى الاية :
گر ترا از غيب چشمى باز شد با تو ذرّات جهان همراز شد
نطق خاك ونطق آب ونطق گِل هست محسوس حواس اهل دل
جمله ذرّات در عالم نهان با تو ميگويند روزان وشبان
ما سميعيم وبصير وباهُشيم با شما نامحرمان ما خامشيم
از جمادى سوى جان جان شويد غلغل اجزاى عالم بشنويد
فاش تسبيح جمادات آيدت وسوسه تاوليها بزد آيدت
وبالاجمال فالتّسبيح الوارد في هذه الرّواية هو تسبيح خاصّ بتربة سيّد الشّهداء أرواحنا له الفداء .
السّادسة : عن الرّضا (عليه السلام) من أدار السّبحة من تربة الحسين (عليه السلام) فقال: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، مع كلّ حبّة منها كتب الله لهُ بها ستّة آلاف حسنة، ومحا عنه ستّة آلاف سيّئة، ورفع له ستّة آلاف درجة، واثبت له من الشّفاعة مثلها، وعن الصّادق (عليه السلام): انّ من أدار الحصيات الّتي تعمل من تربة الحسين (عليه السلام) أي السّبحة من الخزف فاستغفر بها مرّة واحدة كتب له سبعون مرّة وان أمسك سبحة في يده ولم يسبّح كتب له بكلّ حبّة سبعاً .
السّابعة : في الحديث المعتبر انّ الصّادق صلوات الله عليه لما قدم العراق أتاه قوم فسألوه: عرفنا انّ تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كلّ داء فهل هي أمان ايضاً من كلّ خوف ؟ قال : بلى من أراد أن تكون التّربة أماناً له من كلّ خوف فليأخذ السّبحة منها بيده ويقول ثلاثاً :
اَصْبَحْتُ اللّـهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ وَجِوارِكَ الْمَنيعِ الَّذي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ، مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِم وَطارِق مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ فِي جُنَّة مِنْ كُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة حَصينَة وَهِيَ وَلاءُ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُحْتَجِزاً مِنْ كُلِّ قاصِد لي اِلى اَذِيَّة بِجَدار حَصين الاِْخْلاصِ فِي الاِْعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالَّتمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَميعاً، مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَمِنْهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ اُوالي مَنْ والَوا وَاُعادي مَنْ عادَوا وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاَعِذْنِي اللّـهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا اَتَّقيهِ، يا عَظيمُ حَجَزْتُ الاَْعادِىَ عَنّي بِبَديعِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ اَيْديهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَاَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ . ثم يقبل السبحة ويمسح بها عينه ويقول: الَّلهُمَّ انِّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ، وَبِحَقِّ صاحِبِها وبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أبيهِ وبِحَقِّ أُمِّهِ وبِحَقِّ أخيهِ وَبِحَقِّ وُلدِهِ الطاهِرينَ، اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوف، وَحِفظاً مِنْ كُلِّ سُوء.
ثمّ يجعلها على جبينه، فان عمل ذلك صباحاً كان في أمان الله تعالى حتّى يمسي وان عمله مساءً كان في أمان الله تعالى حتّى يصبح .
وروي في حديث آخر انّ من خاف من سلطان أو غيره فليصنع مثل ذلك حين يخرج من منزله ليكُون ذلك حرزاً له .
أقول : لا يجوز مطلقاً على المشهور بين العلماء أكل شيء من التّراب أو الطّين الاّ تربة الحسين (عليه السلام)المقدّسة استشفاء من دُون قصد الالتذاذ بها بقدر الحمّصة، والاحوط أن لا يزيد قدرها على العدسة، ويحسن أن يضع التّربة في فمه ثمّ يشرب جُرعة من الماء ويقول : اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم .
قال العلامة المجلسي : الاحوط ترك التّبايع على السّبحة من التّربة أو ما يصنع منها للسّجدة بل تهدى اهداءً ولعلّه ممّا لا بأس به أن يتراضى عليها المتعاملان تراضياً من دون اشتراط سابق، ففي الحديث المعتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال : من باع تراب قبر الحسين (عليه السلام) فكأنّما تبايع على لحمه (عليه السلام) .
أقول : حكى شيخنا المحدّث المتبحّر ثقة الاسلام النّوري (رحمه الله) في كتاب دار السّلام قال : دخل بعض اخواني على والدتي رحمها الله فرأت في جيبه الَّذي في أسفل قبائه (بالفارسيّة) تربة مولانا أبي عبد الله (عليه السلام) فزجرته وقالت : هذا من سوء الادب ولعلّها تقع تحت فخذك فتنكسر ، فقال : نعم انكسرت منها الى الان اثنان وعهد أن لا يضعها بعد ذلك فيه ولما مضى بعض الايّام رأى والد العلاّمة رفع الله مقامه في المنام ولم يكن له اطّلاع بذلك انّ مولانا أبا عبد الله (عليه السلام)دخل عليه زائراً وقعد في بيت كتبه الَّذي كان يقعد فيه غالباً فلاطفه كثيراً وقال : ادعُ بنيك يأتوا اليّ لاكرمهم فدعاهم وكانوا خمسة معي، فوقفوا قدامه (عليه السلام) عند الباب وكان بين يديه اشياء من الثّوب وغيره، فكان يدعو واحداً بعد واحد ويعطيه شيئاً منه فلمّا وصلت النّوبة الى الاخ المزبور سلّمه الله نظر الله شبه المغضب والتفت الى الوالد (قدس سره) وقال : ابنك هذا قد كسر تربتين من تراب قبري تحت فخذه ثمّ طرح اليه شيئاً ولم يدعه اليه، وببالي انّ ما أعطاه كان بيت المشط الَّذي يعمل من الثّوب الَّذي يقال له بالفارسيّة (تِرْمه) فانتبه وقصّ ما رآه على الوالدة رحمها الله، فأخبرته بما وقع فتعجّب من صدقه ، انتهى .

زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
وهي تناظر الزّيارة المشهُورة المتداولة في الاجر والثّواب خلوّاً من عناء اللّعن والسّلام مائة مرّة، وهي فوز عظيم لمن يشغله عن تلك الزّيارة شاغل هام، وكيفيّتها على ما في كتاب المزار القديم من دون الشّرح كما يلي : من أحبّ أن يزوره (عليه السلام) من بُعد البلاد أو قُربها فليغتسل ويبرز الى الصّحراء أو يصعد سطح داره فيصلّي ركعتين يقرأ فيهما سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ فاذا سلّم أومأ اليه بالسّلام وليتوجّه بالسّلام والايماء والنيّة الى جهة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، ثمّ يقول بخشوع واستكانة :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْبَشيرِ النَّذيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُور، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْهادِي الزَّكيُّ وَعَلى اَرْواح حَلَّتْ بِفَنائِكَ وَاَقامَتْ فِي جَوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنّي ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ فِي الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ وَفِي اَهْلِ السَّماواتِ وَاَهْلِ الاَْرَضينَ اَجْمَعينَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ صَلَواتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنَ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبينَ الْمُنْتَجَبينَ وَعَلى ذُرِّيّاتِكُمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتِ الْجَوْرَ عَلَيْكُمْ، وَطَرَّقَتْ اِلى اَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَاَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَاِلَيْكُمْ يا ساداتي وَمَوالِيَّ وَاَئِمَّتي مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَسْألُ اللهَ الذي أَكْرَمَ يا مَوالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأنَكُمْ اَنْ يُكْرِمَني بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالاْئتِمامِ بِكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَاَسْألُ اللهَ الْبَرَّ الرَّحيمَ اَنْ يَرْزُقَني مَوَدَّتَكُمْ، وَاَنْ يُوَفِّقَني لِلطَّلَبِ بِثارِكُمْ مَعَ الاِْمامِ الْمُنْتَظَرِ الْهادي مِنْ آلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَاَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَسْألُ اللهَ عَزَّوَجَلَّ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما اَعْطى مُصاباً بِمُصيبَة، اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، يا لَها مِنْ مُصيبَة ما اَفْجَعَها وَاَنْكاها لِقُلُوبِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُسْلِمينَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني فِي مَقامي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَاِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَللّـهُمَّ وَاِنّي اَتَوَسَّلُ وَاَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّد وَعَلِيٍّ وَالطَّيّبينَ مِنْ ذُرّيَّتِهِما، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ مَحْياىَ مَحْياهُمْ وَمَماتي مَماتَهُمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، اَللّـهُمَّ وَهذا يَوْمٌ تُجَدَّدُ فيهِ النِّقْمَةُ وَتُنَزَّلَ فيهِ اللَّعْنَةُ عَلَى اللَّعينِ يَزيدَ وَعَلى آلِ يَزيدَ وَعَلى آلِ زِياد وَعُمَرَ بْنِ سَعْد وَالشِّمْرِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ وَالْعَنْ مَنْ رَضِيَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ اَوَّل وَآخِر لَعْناً كَثيراً وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَاَسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصيراً وَاَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِم وَكُلَّ غاصِب وَكُلَّ جاحِد وَكُلَّ كافِر وَكُلَّ مُشْرِك وَكُلَّ شَيْطان رَجيم وَكُلَّ جَبّار عَنيد، اَللّـهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ وَآلَ يَزيدَ وَبَني مَرْوانَ جَميعاً، اَللّـهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلى اَوَّلِ ظالِم ظَلَمَ اَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ جَميعَ الظّالِمينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ اِنَّكَ ذوُ نِقْمَة مِنَ الُْمجْرِمينَ، اَللّـهُمَّ وَالْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّد، وَالْعَنْ اَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالْعَنِ اللّهُمَّ الْعِصابَةَ الَّتي نازَلَتِ الْحُسَيْنِ بْنِ بِنْتَ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ اَصْحابَهُ وَاَنْصارَهُ وَاَعْوانَهُ وَاَوْلِيائَهُ وَشيعَتَهُ وَمُحِبّيهِ وَاَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَتَهُ، وَالْعَنِ اَللّـهُمَّ الَّذينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَريمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالَهُ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَالْخَلائِقِ اَجْمَعينَ اِلى يَوْمِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنَ وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى اَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اَللّـهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَروُحاً وَرَيْحانا، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَيَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَيَا بْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يَا بْنَ الشَّهيدِ، اَللّـهُمَّ بَلّغْهُ عَنّي فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي هذَا الْوَقْتِ وَكُلِّ وَقْت تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْعالَمينَ وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ الشَّهيدِ، السَّلامُ على عليِّ بنِ الحُسَينِ الشَهيد، السَّلامُ على العباسِ بنِ أميرِ المؤمِنينَ الشَهيدِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَر وَعَقيل، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَد مِنَ الْمُؤْمِنينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَبَلِّغْهُمْ عَنّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ يا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكِ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي اَخيكَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى اَرْواحِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الاَْحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَْمْواتِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَحْسَنَ اللهُ لَهُمُ الْعَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الْحُسَيْنِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ اِمام عَدْل تُعِزُّ بِهِ الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
ثمّ اسجد وقل :
اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى جَميعِ ما نابَ مِنْ خَطْب، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ اَمْر، وَإلَيْكَ الْمُشْتَكى فِي عَظيمِ الْمُهِمّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَاَوْلِيائِكَ وَذلِكَ لِما اَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْكَرامَةِ وَالْفَضْلِ الْكَثيرِ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ الْوُرُودِ وَالْمَقامِ الْمَشْهُودِ وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، وَاجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ الَّذينَ واسَوْهُ بِاَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُو دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدوُا مَعَهُ اَعْداءَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَكَ وَتَصْديقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعيدِكَ اِنَّكَ لَطيفٌ لِما تَشاءُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

في كيفيّة زيارة سَيّد الشّهداء (عليه السلام) والعبّاس(ع)
اعلم انّ الزّيارات المرويّة للحسين (عليه السلام) نوعان فزيارات مُطلقة غير مقيّدة بزمان معيّن وزيارات مخصوصة تخصّ مواقيت خاصّة وسنذكر هذه الزّيارات في ضمن مطالب ثلاثة .
المطلب الاوّل : في الزّيارات المطلقة للحسين (عليه السلام) وهِيَ كثيرة وَنحنُ نكتفي بِعِدّة مِنها :
الزّيارَةُ الاُولى
روى الكليني في الكافي بسنده عن الحسين بن ثُوير قال : كنتُ أنا ويُونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر وأبو سلمة السّراج جلوساً عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) وكانَ المتكلّم يُونس وكان اكبرنا سنّاً، فقال له : جعلت فداك انّي أحضر مجالِس هؤلاء القوم يعني ولد عبّاس فما أقول ؟ قال : اذا حضرتهم وذكرتنا فقُل : اَللّـهُمَّ اَرِنَا الرَّخاءَ وَالسُّرُورَ، لتبلغ ما تريد من الثّواب أو الرّجوع عند الرّجعة ، فقلت : جعلت فداك انّي كثيراً ما أذكر الحسين (عليه السلام) فأيّ شيء أقول ؟ قال : تقول وتعيدُ ذلك ثلاثاً : صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، فانّ السّلام يصل اليه من قريب وبعيد. ثمّ قال : انّ أبا عبد الله (عليه السلام) لمّا مضى بكت عليه السّماوات السّبع والارضُون السّبع وما فيهنّ وما بينهنّ ومن يتقلّب في الجنّة والنّار من خلق ربّنا وما يُرى وما لا يُرى بكاءً على أبيعبد الله (عليه السلام) الاّ ثلاثة أشياء لم تبك عليه ، قلت : جُعلت فداك ما هذه الثلاثة الاشياء ؟ قال : لم تبك عليه البصرة ولا الدّمشق ولا آل عثمان ، قال : قلت: جعلت فداك انّي أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع ؟ قال : اذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام)فاغتسل على شاطيء الفرات ثمّ البس ثيابك الطّاهرة ثمّ امش حافياً فانّك في حرم من حرم الله ورسُوله بالتّكبير والتّهليل والتّمجيد والتّعظيم لله كثيراً والصّلاة على محمّد وأهل بيته حتّى تصير الى باب الحائر ثمّ قُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ، ثمّ قِف فكبّر ثلاثين تكبيرة ثمّ امش الى القبر من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه واجعل القبلة بين كتفيك ثمّ تقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَشْهَدُ اَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالاَْرَضُونَ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وَما يُرى وَما لا يُرى، اَشْهَدُ اَنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَاَشْهَدُ أنَّكَ قَتيلُ اللهِ وابنُ قَتيلِهِ واَشْهَدُ أنَّكَ ثارُ اللهِ وابْنَ ثارِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّك وِتْرُ اللهِ الْمَوْتورُ فِي السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَاَوْفَيْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ اللهِ وَمَضَيْتُ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شهَيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، اَنَا عَبْدُاللهِ وَمَوْلاكَ وَفِي طاعَتِكَ وَالْوافِدُ اِلَيْكَ اَلَْتمِسُ كَمالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللهِ وَثَباتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ اِلَيْكَ، وَالسَّبيلَ الَّذي لا يَخْتَلِجُ دوُنَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كِفالَتِكَ الَّتي اَمَرْتَ بِها، مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ اللهُ الْكَذِبَ، وَبِكُمْ يُباعِدُ اللهُ الزَّمانَ الْكَلِبَ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللهُ، وَبِكُمْ يَمْحُو ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ، وبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ وِتْرَةَ كُلِّ مُؤْمِن يَطْلَبُ بِها، وَبِكُمْ تَنْبِتُ الاَْرْضُ اَشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الاَْرْضُ ثِمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ تُسَبِّحُ الاَْرْضُ الَّتي تَحْمِلْ اَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسيها اِرادَةُ الرَّبِّ في مَقاديرِ اُمُورِهِ تَهْبِطُ اِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصّادِرُ عَمّا فُصِّلَ مِنْ اَحْكامِ الْعِبادِ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ، وَاُمَّةٌ خالَفَتْكُمْ، وَاُمَّةٌ جَحَدَتْ وَلايَتَكُمْ، وَاُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَيْكُمْ، وَاُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَ النّارَ مَأواهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الْوارِدينَ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
فقل ثلاث مرات : وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وقُل ثلاث مرّة : اَنَا اِلَى اللهِ مِمَّنْ خالَفَكَ بَريءٌ ثمّ تقوم فتأتي ابنه عليّاً وهو عند رجله فتقُول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَديجَةَ وَفاطِمَةَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ صَلّى اللهُ عَلَيْكَ صَلّى اللهُ عَلَيْكَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ تقول ذلك ثلاثاً، وثلاثاً: انا اِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ، ثمّ تقوم فتومىء بيدك الى الشّهداء رضي الله عنهم وتقُولُ : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ، فُزْتُمْ وَاللهِ فُزْتُمْ وَاللهِ فُزْتُمْ وَاللهِ، فَلَيْتَ اَنّي مَعَكُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً، ثمّ تدور فتجعل قبر أبي عبد الله (عليه السلام)بين يَديك أي تقف خلف القبر المُطهّر فتصلّي ستّ ركعات وقد تمّت زيارتك فإنْ شئت فانصَرف .
أقول : قد روى ايضاً هذه الزّيارة الشّيخ الطّوسي في التّهذيب، والصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وقال الصّدوق: انّي قد ذكرت في كتابي المزار والمقتل أنواعاً من الزّيارات وانتخبت هذه الزّيارة لهذا الكتاب فانّها أصَحّ الزّيارات عندي رواية، وهي تكفينا وتفي بالمقصود ، انتهى .
الزّيارَةُ الثّانِيةُ
روى الشّيخ الكليني عن الامام علي النّقي (عليه السلام) قال : تقول عند الحسين (عليه السلام) :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ عَليِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ اللهِ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلّى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَميّتاً، ثمّ تضع خدّك الايمن على القبر وتقول : اَشْهَدُ اَنَّكَ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّكَ، جِئْتُ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، ثم سمّ الائمة (عليهم السلام) بأسمائهم واحداً بعد واحد وقُل : اَشْهَدُ اَنَّكُمْ حُجَجُ اللهِ (ثمّ قُل) : اُكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً اِنّي اَتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْميثاقَ فَاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ اِنَّكَ اَنْتَ الشّاهِدُ .
الزّيارَةُ الثّالِثَةُ
هيَ ما رواها ابن طاوُس في المزار وروى لها فضلاً كثيراً ، قال بحذف الاسناد عن جابر الجُعفي ، قال : قال الصّادق (عليه السلام) لجابر : كَم بَيْنك وبين قبر الحسين (عليه السلام) ؟ قال : قلت: بأبي أنت وأمّي يوم وبعض يوم آخر ، قال : فتزُوره ؟ فقال : نعم ، قال : فقال : اَلا اُبشرك اَلا افرحك ببعض ثوابه ؟ قلت : بلى جعلتُ فداك ، قال : فقال لي: انّ الرّجُل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السّماء، فاذا خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون عليه حتّى يوافي الحسين (عليه السلام) ، يا مفضّل إنْ أتيت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فقف بالباب وقُل هذه الكلمات فانّ لك بكلّ كلمة كفلاً من رحمة الله ، فقلت : ما هي جعلت فداك ؟ قال : تقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَخَيْرِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ الطّاهِرِ الرّاضِى الْمَرْضِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَجاهَدْتَ الْمُلْحِدينَ وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ تسعى الى القبر فَلَكَ بكلّ قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللهِ، فاذا وصلت الى القبر ووقفت عنده فامرر عليه يدك وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ، ثمّ تمضي الى صلاتِك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب مَنْ حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عُمرة واعتق ألف رقبة، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبيّ مُرسل ... الخبر .
وقد مرّت هذه الرّواية مع اختلاف يسير في آداب زيارة الحسين (عليه السلام)على رواية مفضّل بن عمر .
الزّيارَةُ الرّابِعَةُ
عَن معاوية بن عمّار قال : قلت لابي عبد الله (عليه السلام) : ما أقول اذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) ؟ قال قُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، رَحِمَكَ اللهُ يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ اَنَا اِلَى اللهِ مَنْ ذلِكَ بَريءٌ .
الزّيارَةُ الخامِسَةُ
بسند مُعتبر عن الكاظم (عليه السلام) انّه قال لابراهيم بن أبي البلاد : ماذا تقول اذا زرت الحسين (عليه السلام) ؟ فأجاب : أقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ، فقال (عليه السلام): بلى .
الزّيارَةُ السّادِسَةُ
عن عمّار عن الصّادق (عليه السلام) قال : تقول اذا انتهيت الى قبره (عليه السلام) :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضَا الرَّحْمنِ وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَحُجَّةَ اللهِ وَبابَ اللهِ وَالدَّليلَ عَلَى اللهِ وَالدّاعي اِلَى اللهِ ،اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالمَعْروُفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءٌ، اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّ قاتِلَكَ فِي النّارِ اَدينُ اللهَ بِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ وَشايَعَ عَلَيْكَ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً .
الزّيارَةُ السّابِعَةُ
روى الشّيخ في المصباح عن صفوان (أقول: هذه الزّيارات الثّلاث مرويّة عن كتاب المزار لابن قولويه) قال : استأذنت الصّادق (عليه السلام) لزيارة مولاي الحُسين (عليه السلام)وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه ، فقال : يا صفوان صم ثلاثة ايّام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثّالث ، ثمّ اجمع اليك أهلك ، ثمّ قُل : اَللّـهُمَّ اِنّي اسْتَوْدِعُكَ، الدُّعاءَ ثمّ علّمه دعاء يدعو به اذا أتى الفرات، ثمّ قال: ثمّ اغتسل من الفرات فانّ أبي حدّثني عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): انّ ابني هذا الحسين (عليه السلام) يُقتل بعدي على شاطيء الفرات ومن اغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته امّه، فاذا اغتسلت فقُل في غُسلكَ : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم وَآفَة وَعاهَة، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْري وَسَهِّلْ لي بِهِ اَمْري، فاذا فرغت من غُسلك فالبس ثوبين وصلّ ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الَّذي قال الله تعالى : (وَفِي الاَْرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ اَعْناب وَزَرْعٌ وَنَخيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرَ صِنْوان يُسْقى بِماء واحِد وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْض فِي الاَْكْلِ) فاذا فرغت من صلاتك فتوجّه نحو الحائر وعليك السّكينة والوقار وقصّر خطاك فانّ الله تعالى يكتب لك بكُلّ خطوة حجّة وعُمرة، وصر خاشِعاً قلبك باكية عينك واكثر من التّكبير والتّهليل والثّناء على الله عزّوجل والصّلاة على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)والصّلاة على الحسين (عليه السلام) خاصّة ولعن من قتله والبراءة ممّن أسّس ذلك عليه فاذا أتيت باب الحائر فقف وقُل : اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً، وَالْحَمْدُ للهِِ كَثيراً، وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ ثمّ قُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّديقُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَم يا مَلائِكَةَ اللهِ المُقيمينَ فِي هذَا المَقامِ الشَّريفِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي الُْمحْدِقينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنّي اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ .
ثمّ تقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ وَالْمُوالي لِوَلِيِّكُمْ وَالْمُعادي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، أَاَدْخُلُ يا فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ .
فإنْ خشع قلبكَ ودمعت عينك فهو علامة الاذن ثمّ ادخل وقُل : اَلْحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ، ثمّ ائت باب القُبّة وقِف مِن حيث يلي الرّأس وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ وَرَسُولَهُ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ، وَاَرْكانِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِىُّ وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِّمَةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَاَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا، وَاُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى اَرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ وَ عَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :
بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَاَتَيْتُ اِلى مَشْهَدِكَ، اَسْألُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ اَنْ يُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .
ثمّ قُم فَصَلِّ ركعتين عند الرّأس اقرأ فيها ما أحببت فاذا فرغت من صلاتك فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ الاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّي وَأجُرْني عَلى ذلِكَ بِاَفْضَلِ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.
ثمّ قُم وصِر الى عند رجلي القبر وقِف عند رأس عليّ بن الحسين (عليه السلام)وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكَ مِنْهُمْ .
ثمّ اخرج من الباب الَّذي عند رجلي عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ثمّ توجّه الى الشّهداء وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ وَاَحِبّائَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَصْفِياءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ أَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الْوَلِيِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَبي عَبْدِاللهِ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، فَيا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ مَعَكُمْ .
ثمّ عُد الى عند رأس الحسين (عليه السلام) واكثر من الدّعاء لك ولاهلك ولوالديك ولاخوانك فانّ مشهده لا تردّ فيه دعوة داع ولا سؤال سائل .
أقول : تعرف هذه الزّيارة باسم زيارة وارث وهي مأخوذة عن كتاب مصباح المتهجّد للطّوسي وهو من أرقى الكتب المعتبرة المشهورة في الاوساط العلميّة، وقد اقتطفت هذه الزّيارة نصّاً عن ذلك المأخذ الشّريف من دُون واسطة اتّكل عليها فكانت كلمة الختام لزيارة الشّهداء هي فَيا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ مَعَكُمْ، فالزّيادة التي ذيلت بها هذه الزّيارة وهي : فِي الْجِنانِ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً اَلسَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فِي الْحائِرِ مِنْكُمْ، وَعلى مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْحائِرِ مَعَكُمْ ...الخ انّما هي خروج عن المأثور ودسّ في الحديث .
قال شيخنا في كتابه الفارسي «لؤلؤ ومرجان» : انّ هذه الكلمات الّتي ذيلت بها هذه الرّواية انّما هي بدعة في الدّين وتجاسر على الامام (عليه السلام)بالزّيادة فيما صدر منه وفوق ذلك فهي تحتوي على أباطيل وأكاذيب بيّنة الكذب، والغريب المدهش انّها تنبث بين النّاس تذيع حتّى تهتف بها في كلّ يوم وليلة عدّة آلاف مرّة في مرقد الحُسين (عليه السلام) وبمحضر من الملائكة المقرّبين وفي مطاف الانبياء والمرسلين (عليهم السلام)ولا منكر ينكرها أو رادع يردع عن الكذب والعصيان ، فآل الامر الى أن تدوّن هذه الاباطيل وتطبع في مجاميع من الادعية والزّيارات يجمعها الحمقاء من عوام النّاس فتزعمها كتاباً فتجعل لها اسماً من الاسماء ثمّ تتلاقفها المجاميع فتسري من مجموعة احمق الى مجموعة احمق آخر، وتتفاقم المشكلة فيلتبس الامر على بعض طلبة العلم والدّين وانّي صادفت طالباً من طلبة العلم والدّين وهو يزُور الشّهداء بتلك الاباطيل القبيحة فمسست كتفه فالتفت الىَّ فخاطبته قائلاً : ألا يشنع من الطّالب أن ينطق بمثل هذه الاباطيل في مثل هذا المحضر المقدّس ؟ قال : أليست هي مرويّة عن الامام (عليه السلام) ؟ فتعجّبت لسؤاله وأجبته بالنّفي . قال : فانّي قد وجدتها مدوّنة في بعض الكتب، فسألته عن الكتاب فأجاب كتاب مفتاح الجنان ، فسكتّ عنه فانّه لا يليق أن يكالم المرء رجلاً ادّى به الغفلة والجهل الى أن يعدّ المجموعة الّتي جمعها بعض العوام من النّاس كتاباً من الكتب ويستند اليه مصدراً لما يقول ، ثمّ بسط الشّيخ (رحمه الله) كلامه في هذا المقام وقال : انّ عدم ردع العوام عن نظائر هذه الامور الغير الهامّة والبدع الصّغيرة كغسل أويس القرن ] اش وأبي الدّرداء [وهو التّابع المخلص لمعاوية، وصوم الصّمت بأن يتمالك المرء عن التكلّم بشيء في اليوم كلّه وغير ذلك من البدع الّتي لم يردع عنه رادع ولم ينكره منكر قد أورثت الجزأة والتّطاول ففي كلّ شهر من الشّهور وفي كلّ سنة من السّنين يظهر للنّاس نبيّ أو امام جديد فترى النّاس يخرجُون من دين الله أفواجاً ، انتهى .
وأقول: أنا الفقير ألاحظ هذا القول وانعم النّظر فيه انّه القول الصّادر عن عالم جليل واقف على ذوق الشّريعة المقدّسة واتّجاهاتها في سننها واحكامها وهو يبدي بوضوح مبلغ اهتمام هذا العالم الجليل بالامر ويكشف عمّا يكظمه في الفؤاد من الكابة والهمّ ، فهو يعرف مساويه وتبعاته على النّقيض من المحرومين عن علوم أهل البيت (عليهم السلام)المقتصرين على العلم بضغث من المصطلحات والالفاظ ، فهُم لا يعبأون بذلك ولا يبالون ، بل تراهم بالعكس يصحّحونه ويصوِّبونه ويجرون عليه في الاعمال، فيستفحل الخطب ويعاف كتاب مصباح المتهجّد والاقبال ومهج الدعوات وجمال الاسبوع ومصباح الزّائر والبلد الامين والجنّة الوافية ومفتاح الفلاح والمقباس وربيع الاسابيع والتّحفة وزاد المعاد ونظائرها ، فيستخلفها هذه المجاميع السّخيفة فيدسّ فيها في دعاء المجير وهو دعاء من الادعية المأثورة المُعتبرة كلمة بعفوك في سبعين موضعاً فلم ينكرها منكر، ودعاء الجوشن الكبير الحاوي على مائة فصل يبدع لكل فصل من فصوله أثراً من الاثار، ومع ما بلغتنا من الدّعوات المأثورة ذات المضامين السّامية والكلمات الفصيحة البليغة يصاغ دعاء سخيف غاية السّخف فيسمّى بدعاء الحُبّى فينزّل من شرفات العرش فيفتري له من الفضل ما يدهش المرء ويبهته من ذلك والعياذ بالله انّ جبرئيل بلغ النّبي محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) انّ الله تعالى يقول : انّي لا أعذّب عبداً يجعل معه هذا الدّعاء وان استوجب النّار وأنفق العمر كلّه في المعاصي ولم يسجد لي فيه سجدة واحدة انّني أمنحه أجر سبعين ألف نبيّ وأجر سبعين ألف زاهد وأجر سبعين ألف شهيد وأجر سبعين ألف من المُصلّين وأجر من كسى سبعين ألف عريان وأجر من أشبع سبعين ألف جائع، ووهبته من الحسنات عدد حصا الصّحارى وأعطيته أجر سبعين ألف بقعة من الارض وأجر خاتم النّبوّة لنبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأجر عيسى روح الله وابراهيم خليل الله وأجر اسماعيل ذبيح الله وموسى كليم الله ويعقوب نبيّ الله وآدم صفيّ الله وجبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل والملائكة ، يا محمّد من دعا بهذا الدّعاء العظيم دعاء الحُبّى أو جعله معه غفرت له واستحييت أن أعذّبه ... الخ .
وجدير بالمرء أن يستبدل الضّحك على هذه المفتريات الغريبة بالبكاء على كتب الشّيعة، ومؤلّفاتهم الكتب القيّمة التي بلغت الرّتبة السّامية ضبطاً وصحّة واتقاناً فكانت لا يستنسخها في الغالب الاّ رجال من أهل العلم والدّين فيقابلونها بنسخ نسختها أيدي أهل العلم وصحّحها العلماء، وكانوا يلمحون في الهامش الى ما عساه يوجد من الاختلاف بين النّسخ، ومن نماذج ذلك انّا نرى في دعاء مكارم الاخلاق كلمة وَبَلِّغْ بِايماني، فيرد في الهامش انّ في نسخة ابن اشناس وَاَبْلِغْ بِايماني، وفي رواية ابن شاذان اَللّـهُمَّ اَبْلِغْ ايماني، وقد نرى الاشارة الى انّ الكلمة وجدت بخطّ ابن سكون هكذا، وبخطّ الشّهيد هكذا، فهذه هي المرتبة الرّفيعة الّتي نالتها كتب الشّيعة ضبطاً واتقاناً وهذا مبلغ ما بذلوه من الجهد في مداقتها وتصحيحها والان نجدها قد عيفت وتركت فاستخلفها كتاب مفتاح الجنان الَّذي وقفت على نزر من صفتها فيكون هو الكتاب الوحيد الَّذي تتداوله الايدي ويرجع اليه العوام والخواص والعرب والعجم وما ذلك الاّ لان أهل العلم والدّين لا يبالون بالاحاديث والرّوايات، ولا يراجعُون كتب علماء أهل البيت الطّاهرين وفقهائهم ولا ينكرون على أشباه هذه البدع والزّوايد وعلى دسّ الدّساسين والوضاعين وتحريف الجاهلين ولا يصدون من لا يرونه أهلاً ولا يردعون الحمقاء فيبلغ الامر حيث تلفق الادعية بما تقتضيه الاذواق أو يصاغ زيارات ومفجعات وصلوات ويطبع مجاميع عديدة من الادعية المدسوسة وينتج أفراخ لكتاب المفتاح، وتعمّ المشكلة فيروج الدّس والتّحريف ونراهما يسريان من كتب الادعية الى سائر الكتب والمؤلّفات فتجد مثلاً كتابي الفارسي المسمّى منتهى الامال المطبوع حديثاً قد عبث فيه الكاتب بما يلائم ذوقه وفكره، من نماذج ذلك انّ الكاتب دسّ كلمة الحمد لله في أربعة مواضع خلال سطرين من الكتاب فقد كتب في حال مالك بن يسر اللّعين انّه قد شلّت يداه بدعاء الحسين (عليه السلام) الحمد لله فكانتا في الصّيف كخشبتين يابستين الحمد لله وفي الشّتاء يتقاطر منهما الدّم الحمد لله فكان عاقبة أمره خُسراً الحمد لله . ودسّ ايضاً في بعض المواضِع كلمة السّيدة (خانم) عقيب اسم زينب وامّ كلثوم تجليلاً لهما واحتراماً وكان الكاتب مُعادياً لحميد بن قحطبة فحرف اسمه الى حميد بن قحبة ثمّ احتاط احتياطاً فأشار في الهامش الى انّ بعض النّسخ حميد بن قحطبة واستصوب أن يكتب الاسم عبد الله عوض عبد ربّه والاسم زحر بن القيس وهو بالحاء المهملة التزم أن يسجله بالجيم أينما وجده، وخطّأ كلمة امّ سلمة فسجّلها امّ السّلمة ما وسعه ذلك والغاية الّتي توخيتها بعرض هذه النّماذج من التّحريف هي بيان أمرين :
أوّلاً : فلاحظ هذا الكاتب انّه لم يجر ما أجراه من الدّس والتّحريف الاّ وهو يزعم بفكره وذوقه انّ في الكتاب نقصاً يجب أن يزال وليس النّقص والوهن الاّ ما يجريه من التّحريف، فلنقس على ذلك الزّيادات الّتي يبعثنا الجهل على اضافتها الى الادعية والزّيارات والتغييرات والتّصرفات الّتي تقتضيها طباعنا وأذواقنا النّاقصة زعماً انّها تزيد الادعية والزّيارات كمالاً وبهاءً، وهي تنتزع منه الكمال والبهاء وتسلبها الاعتبار عند أهلها العارفين، فالجدير أن تتحافظ على نصوصها المأثورة فنجري عليها لا نزيد فيها شيئاً ولا نحرف منها حرفاً .
ولنلاحظ ثانياً : الكتاب الّتي تكلمنا عنه انّه كتاب لمؤلّف حيّ يراقب كتابه ويترصّد له فيجري فيه من التّحريف والتّشويه نظائر ما ذكرت فكيف القياس في سائر الكتب والمؤلّفات وكيف يجوز الاعتماد على الكتب المطبوعة الاّ اذا كانت من المؤلّفات المشهورة للعلماء المعروفين وعرضت على علماء الفنّ فصدّقوها وامضوها ، وقد روي في ترجمة الثّقة الجليل الفقيه المقدّم في اصحاب الائمة (عليهم السلام)يونس بن عبد الرّحمن انّه كان قد عمل كتاباً في أعمال اليوم واللّيلة فعرضه أبو هاشم الجعفري على الامام العسكري (عليه السلام) فتصفّحه (عليه السلام) كلّه ثمّ قال : هذا ديني ودين آبائي كلّه وهو الحقّ كلّه ، فهذا أبو هاشم الجعفري أراد الجري على كتاب يونس فلم يعتمد على سعة علم يونس وفقاهته وجلاله والتزامه بدينه حتّى عرض الكتاب على الامام (عليه السلام) واستعلم رأيه فيه، وروي ايضاً عن بُورق الشّنجاني الهروي وكان معروفاً بالصّدق والصّلاح والورع انّه وافى الامام العسكري (عليه السلام) في سامراء وعرض عليه كتاب اليوم واللّيلة الَّذي ألّفه الشّيخ الجليل فضل بن شاذان وقال : جعلت فداك أردت أن تطالع هذا الكتاب تتصفّحه ، قال (عليه السلام) : هذا صحيحٌ ينبغي أن تعمل به، الى غير ذلك من الرّوايات في هذا الباب، وانّي قد قدمت على تأليف هذا الكتاب وانّي واقف على طباع النّاس في هذا العصر وعدم اهتمامهم لنظائر هذه الامور، وانّما ألّفته اتماماً للحجّة عليهم فجددت واجتهدت في أخذ الادعية والزّيارات الواردة في هذا الكتاب عن مصادرها الاصيلة وعرضها على نسخ عديدة كما بذلت أقصى الجهد في تصحيحها واستخلاصها من الاخطاء كي يثق به العامل ويسكن اليه ان شاء الله، ولكن الشّرط هو أن لا يحرّفه الكاتب والمستنسخ وأن يتخلّى القاريء عمّا يقتضيه طبعه وذوقه من التّغيير .
روى الكليني (رضي الله عنه) عن عبد الرّحمن القصير قال : دخلت على الصّادق صلوات الله وسلامه عليه فقلت : جعلت فداك انّي اخترعت دعاء ، قال : دعني من اختراعك، فأعرض (عليه السلام) عن اختراعه ولم يسمح أن يعرض عليه ثمّ أنعم عليه بتعليمه عملاً ينبغي أن يؤدّيه .
وروى الصّدوق عطّر الله مرقده عن عبد الله بن سنان قال : قال الصّادق (عليه السلام) : سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا امام هدى ولا ينجو منها الاّ من دعا بدعاء الغريق ، قُلت : وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، فقُلت: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، فقال: انّ الله عزّوجل مقلّب القلوب والابصار ولكن قُل كما أقول : يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ، وحسب العابثين بالدّعوات اضافة وتحريفاً بما يقتضيه أذواقهم وطبائعهم التّأمّل في هاتين الرّوايتين والله العالم .


الْمَطْلَبُ الثّاني : في زِيارَة الْعَبّاسِ بْن عَلىّ بْن اَبي طالِب(عليهم السلام):
روى الشّيخ الاجلّ جعفر بن قولويه القمّي بسند معتبر عن أبي حمزة الثّمالي عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا أردت زيارة قبر العبّاس بن علي وهو على شطّ الفرات بحذاء الحبر فقف على باب السّقيفة (الرّوضة) وقُل:
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلينَ وَعِبادِهِ الصّالِحينَ وَجَميعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّيقينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فيـما تَغْتَدي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَفْضَلَ الْجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَاَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الْفُراتِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَاَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَا بْنَ اَميرِ اْلُمْؤْمِنينَ وَافِداً اِلَيْكُمْ، وَقَلْبي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَتابِعٌ، وَاَنَا لَكُمْ تابِـعٌ وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ اِنّي بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافَرينَ، قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالاَْيْدي وَ الاَْلْسُنِ.
ثمّ ادخل فانكبّ على القبر وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِالْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، اَشْهَدُ و اُشْهِدُ اللهَ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى بِهِ الْبَدْرِيُّونَ وَالُْمجاهِدُونَ فِي سَبيلِ اللهِ الْمُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ اَعْدائِهِ الْمُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ اَوْلِيائِهِ الذّابُّونَ عَنْ اَحِبّائِهِ فَجَزاكَ اللهُ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَاَكْثَرَ الْجَزاءِ، وَاَوْفَرَ الْجَزاءِ، وَاَوْفى جَزاءِ اَحَد مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَاَطاعَ وُلاةَ، اَمْرِهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصيحَةِ، وَاَعْطَيْتَ غايَةَ اْلَْمجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ اَرْواحِ السُّعَداءِ، وَاَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ اَفْسَحَها مَنْزِلاً وَاَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلِّيّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، اَشْهَدُ اَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَاَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصيرَة مِنْ اَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصّالِحينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَاَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ الُْمخْبِتينَ، فَاِنَّهُ اَرْحَمُ الرّاحِمينَ.
أقول : مِن المستحسن أن يُزار بهذه الزّيارة خلف القبر مستقبل القبلة كما قال الشّيخ في التّهذيب ، ثمّ ادخل فانكبّ على القبر وقُل وأنت مستقبل القبلة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ، واعلم ايضاً انّ الى هُنا تنتهي زيارة العبّاس على الرّواية السّالفة ولكن السّيد ابن طاوُس والشّيخ المفيد وغيرهما ذيلوها قائلين: ثمّ انحرف الى عند الرّأس فصلّ ركعتين ثمّ صلّ بعدهما ما بدا لك وادعُ الله كثيراً وقُل عقيب الرّكعات :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تَدَعْ لي فِي هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً اِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً اِلاّ فَرَّجَتَهُ، وَلا مَرَضاً اِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً اِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً اِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً الاّ آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلاً اِلاّ جَمَعْتَهُ، وَلا غائِباً اِلاّ حَفَظْتَهُ وَاَدْنَيْتَهُ، وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ لَكَ فيها رِضىً وَلِيَ فيها صَلاحٌ اِلاّ قَضَيْتَها يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
ثمّ عُد الى الضّريح فقف عند الرّجلين وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسَ ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ايماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ، وَاَحْوَطِهِمْ عَلَى الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخيكَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسي، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الاِْسْلامِ، فَنِعْمَ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِي النّاصِرُ وَالاَْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخيهِ، الُْمجيبُ اِلى طاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَاَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنّاتِ النَّعيمِ، اَللّـهُمَّ اِنّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ اَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ اِحْسانِكَ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَاَنْ تَجْعَلَ رِزْقي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشي بِهِمْ قارّاً، وَزِيارَتي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَاَدْرِجْني اِدْراجَ الْمُكْرَمينَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ اَحِبّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيُوبِ وَكَشْفَ الْكُرُوبِ، اِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوى وَاَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .
فاذا أردت وداعه فادنُ من القبر الشّريف وودّعه بما وَرد في رواية أبي حمزة الثّمالي وذكره العلماء أيضاً :
اَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَاَسْتَرْعيكَ وَاَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، اَللّـهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي قَبْرَ ابْنِ اَخي رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَارْزُقْني زِيارَتَهُ اَبَداً ما اَبْقَيْتَني وَاحْشُرْني مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ، وَعَرِّفْ بَيْني وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَاَوْلِيائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَوَفَّني عَلَى الاْيمانِ بِكَ وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ وَالْوِلايَةِ لِعَليِّ بْنِ اَبي طالِب وَالاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَاِنّي قَدْ رَضيتُ يا رَبِّي بِذلِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.
ثمّ ادعُ لنفسك ولابويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدّعاء ما شئت .
أقول : في رواية عن السّجاد صلوات الله وسلامه عليه قال : رحم الله العبّاس فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداهُ فأبدله الله عزّوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) وانّ للعبّاس (عليه السلام)عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشّهداء يوم القيامة .
وروى انّ العبّاس (عليه السلام) استشهد وله من العُمر أربع وثلاثون سنة وانّ اُمّه امّ البنين كانت تخرج لرثاء العبّاس (عليه السلام)واخوته الى البقيع فتبكي وتندب، فتُبكي كلّ من يمرّ بها ولا يستغرب البكاء من الموالي فقد كانت امّ البنين تُبكي مروان بن الحكم اذا مرّ بها وشاهد شجُوها وهو أكبر المعادين لال بيت الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن قول امّ البنين في رثاء أبي الفضل العبّاس وسائر ابنائها :
يا مَنْ رَاَى الْعَبّاسَ كَرَّ عَلى جَماهيرِ النَّقَدْ وَوَراهُ مِنْ اَبْناءِ حَيْدَرَ كُلّ لَيْث ذي لَبَدْ
اُنْبِئْتُ اَنَّ ابْني اُصيبَ بِرَأسِهِ مَقْطُوعَ يَدْ وَيْلي عَلى شِبْلي اَمالَ بِرَأسِهِ ضَرْبُ الْعَمَدْ

لَوْ كانَ سَيْفُكَ فِي يَدَيْكَ لَما دَنا مِنْهُ اَحَدْ
ولها ايضاً :
لا تَدْعُوَنّي وَيْكِ اُمَّ الْبَنينْ تُذَكِّريني بِلُيُوثِ الْعَرينْ
كانَتْ بَنُونَ لِيَ اُدْعى بِهِمْ وَالْيَوْمَ اَصْبَحْتُ وَلا مِنْ بَنينْ
اَرْبَعَةٌ مِثْلُ نُسُورِ الرُّبى قَدْ واصَلُوا الْمَوْتَ بِقَطْعِ الْوَتينْ
تَنازَعَ الْخِرْصانُ اَشْلاءَهُمْ فَكُلُّهُمْ اَمْسى صَريعاً طَعينْ

يا لَيْتَ شِعْري اَكَما اَخْبَرُوا بِاَنَّ عَبّاساً قَطيعُ الَْيمينْ

في زياراتِ الحُسين (عليه السلام) المخصُوصة
وهي عديدة :
الاُولى : ما يُزار بها (عليه السلام) في اوّل رجب وفي النّصف منه ومن شعبان .
عن الصّادق (عليه السلام) قال : مَن زار الحسين صلوات الله عليه في اوّل يوم من رجب غفر الله له البتّة، وعن ابن ابي نصر قال : سألت الرّضا (عليه السلام) : أيّ الاوقات أفضل أن تزُور فيه الحسين (عليه السلام) ؟ قال : النّصف من رجب والنّصف من شعبان . وهذه الزّيارة التي سنذكرها هي على رأي الشّيخ المفيد والسّيد ابن طاوُس تخصّ اليوم الاوّل من رجب وليلة النّصف من شعبان ولكن الشّهيد اضاف اليها اوّل ليلة من رجب وليلة النّصف منه ونهاره، ويوم النّصف من شعبان فعلى رأيه الشّريف يُزار (عليه السلام) بهذه الزّيارة في ستّة أوقات .
وأمّا صفة هذه الزّيارة فهي كما يلي : اذا أردت زيارته (عليه السلام) في الاوقات المذكورة فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقِف على باب قبّته مستقبل القبلة وسلّم على سيّدنا رسول الله وعليّ امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة صلوات الله عليهم اجمعين، وسيأتي في الاستيذان لزيارة عرفة كيفيّة السّلام عليهم (عليهم السلام) ثمّ ادخل وقِف عند الضّريح المقدّس وقُل مائة مرّة : اَللهُ اَكْبَرُ ثمّ قُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبيبَ اللهِ وابْنَ حَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَفيرَ اللهِ وَابْنَ سَفيرِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خازِنَ الْكِتابَ الْمَسْطُورِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وارِثَ التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ وَالزَّبُورِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا اَمينَ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَريكَ الْقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بابَ حِطَّة الَّذي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الاْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْضِعَ سِرِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الاَْرْواحِ الّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِكَ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمْ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي يا اَبا عَبْدِاللهِ اَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ اَظِلَّةَ الْعَرْشِ مَعَ اَظِلَّةُ الْخَلائِقِ، وَبَكَتْكُمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَسُكّانُ الْجِنانِ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ اللهِ، لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ اِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ، فَقَدْ اَجابَكَ قَلْبي وَسَمْعي وَبَصَرَي، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ اَرْضٌ اَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ وَدَعَوْتَ اِلَيْهِما، وَاَنَّكَ صادِقٌ صِدّيقٌ صَدَقْتَ فيـما دَعَوْتَ اِلَيْهِ، وَاَنَّكَ ثارُ اللهِ فِي الاَْرْضِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللهِ وَعَنْ اَبيكَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنْ اَخيكَ الْحَسَنِ، وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ اللهِ وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى اَتيكَ الْيَقينُ، فَجَزاكَ اللهُ خَيْرَ جَزاءِ السّابِقينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ الرَّشيدِ قَتيلِ الْعَبَراتِ وَاَسيرِ الْكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ اَوَّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلادِ اَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ يا اِلـهَ الْعالَمينَ .
ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّك الايمن عليه ثمّ الايسر ثمّ طف حول الضّريح وقبّله من جوانبه الاربعة وقال المفيد (رحمه الله) : ثمّ امض الى ضريح عليّ بن الحسين (عليه السلام) وقِف عليه وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الزَّكِيُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيد مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ما اَكْرَمَ مَقامَكَ وَاَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، اَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللهُ سَعْيَكَ وَاَجْزَلَ ثَوابَكَ، وَاَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ، حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرفِ وَفِي الْغُرَفِ السّامِيَةِ كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ، فَاشْفَعْ اَيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ اِلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الاَْثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفيفِها عَنّي وَارْحَمْ ذُلّي وَخُضُوعي لَكَ وَلِلسَّيِّدِ اَبيكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُما.
ثمّ انكب على القبر وقل :
زادَ اللهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الاْخِرَةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا، وَاَسْعَدَكُمْ كَما اَسْعَدَ بِكُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَعْلامُ الدّينِ وَنُجُومُ الْعالَمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ توجّه الى الشّهداء وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اللهِ وَاَنْصارَ رَسُولِهِ وَاَنْصارَ عَلِيّ بْنِ اَبي طالِب وَاَنْصارَ فاطِمَةَ وَاَنْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَاَنْصارَ الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ قَدْ نَصَحْتُمْ للهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبيلِهِ فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ، فُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظيماً، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، اَشْهَدُ اَنَّكُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَاَنَّكُمُ الْفائِزوُنَ فِي دَرَجاتِ الْعُلى، واَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ عُد الى عند الرّأس فَصَلِّ صلاة الزّيارة وادعُ لنفسك ولوالديك ولاخوانك المؤمنين، واعلم انّ السّيد ابن طاوُس(رحمه الله) قد أورد زيارة لعليّ الاكبر والشّهداء قدّس الله أرواحهم تشتمل على أسمائهم وقد أعرضنا عن ذكرها لطولها واشتهارها .


الثّانية : زيارة النّصف من رجب .
وهي زيارة اُخرى غير ما مرّ ، أوردها المى(قدس سرهما)(رحمه الله) في المزار للنّصف من رجب خاصّة ويسمّى (أي النّصف من رجب) بالغفيلة لغفلة عامّة النّاس عن فضله، فاذا أردت ذلك وأتيت الصّحن فادخل أي ادخل الرّوضة وكبّر الله تعالى ثلاثاً وقِف على القبر وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا لُيُوثَ الْغاباتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الاَْنْبِياءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِسْماعيلَ ذَبيحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّد الْمُصْطَفى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الكُبرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ ابْنَ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلُ ابْنَ الْقَتيلِ ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَرُزِئْتَ بِوالِديكَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ تَسْمَعُ الْكَلامَ وَتَرُدُّ الْجَوابَ، وَاَنَّكَ حَبيبُ اللهِ وَخَليلُهُ وَنَجيبُهُ وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ، يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لي شَفيعاً اِلى اللهِ يا سَيِّدي وَاَسْتَشْفِعُ اِلَى اللهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيّينَ، وَبِأبيكَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَبِاُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلا لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكَ وَلَعَنَ اللهُ سالِبيكَ وَمُبْغِضيكَ مِنَ الاْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمِّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.
ثمّ قبّل القبر الطّاهر وتوجّه الى قبر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) فزره وقُل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكَ، اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَاَبَرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ امض الى قبُور الشّهداء رضوان الله عليهم، فاذا بلغتها فقف وقُل:
اَلسَّلامُ عَلَى الاَْرْواحِ المُنيخَةِ بِقَبْرِ اَبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرينَ مِنَ الدَّنَسِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَبْرارَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقُبُورِكُمْ اَجْمَعينَ، جَمَعَنَا اللهُ وَاِيّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ اِنَّهُ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ امض الى حرم العبّاس بن امير المؤمنين (عليهما السلام) فاذا بلغته فقِف على باب قبّته وقُل : سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ الى آخر ما سبق من زيارته.


الثّالثة : زيارة النّصف من شعبان .
اعلم انّه قد وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارته في النّصف من شعبان ويكفيها فضلاً انّها رويت بعدّة اسناد معتبرة عن الامام زين العابدين وعن الامام جعفر الصّادق (عليهما السلام) قالا : من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) في النّصف من شعبان فانّ أرواح النّبيّين (عليهم السلام) يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم، فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة اولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهيم ومُوسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم اجمعين .
قال الرّاوي : قلنا له ما معنى اولي العزم؟ قال : بعثوا الى شرق الارض وغربها جنّها وانسها. وقد وردت فيه زيارتان ، فالاولى هي ما أوردناه لزيارته (عليه السلام) في أوّل يوم من رجب، والثّانية ما رواه الشّيخ الكفعمي في كتاب البلد الامين عن الصّادق (عليه السلام) وهي كما يلي : تقِف عند قبره وتقُول :
اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الزَّكيُّ اُودِعُكَ شَهادَةً مِنّي لَكَ تُقَرِّبُني اِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ، وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطّالِبُونَ اِلَيْكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نُورُ اللهِ الَّذي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ اَبَداً، وَاَنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي لَمْ يَهْلِكْ وَلا يُهْلَكُ اَبَداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ، وَهذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَهذَا الْمَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ لا ذَليلَ وَاللهِ مُعِزُّكَ وَلا مَغْلُوبَ وَاللهِ ناصِرُكَ، هذِهِ شَهادَةٌ لي عِنْدَكَ اِلى يَوْمَ قَبْضِ روُحي بِحَضْرَتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .


الرّابِعةُ : زيارة ليالي القدر .
اعلم انّ الاحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين (عليه السلام) في شهر رمضان ولا سيّما في أوّل ليلة منه وليلة النّصف منه وآخر ليلة منه وفي خُصوص ليلة القدر . وروي عن الامام محمّد التّقي (عليه السلام) قال : من زار الحسين (عليه السلام) ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي اللّيلة الّتي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يُفرَقُ كُلُّ اَمْر حَكيم، صافحه رُوح أربعة وعشرين ألف نبيّ كلّهم يستأذن الله في زيارة الحسين (عليه السلام) في تلك اللّيلة، وفي حديث معتبر آخر عن الصّادق (عليه السلام) : اذا كان ليلة القدر ونادى مناد من السّماء السّابعة من بطنان العرش انّ الله عزّوجل قد غفر لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) . وفي رواية انّ من كان عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة القدر يصلّي عنده ركعتين أو ما تيسّر له وسأل الله الجنّة واستعاذ به من النّار أعطاه الله ما سأل واعاذه الله ممّا استعاذ منه .
وروى ابن قولويه عن الصّادق (عليه السلام) انّ من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) في شهر رمضان ومات في الطّريق لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنّة آمناً، وامّا الالفاظ الّتي يُزار بها الحسين (عليه السلام) في ليلة القدر فهي زيارة أوردها الشّيخ والمفيد ومحمّد بن المشهدي وابن طاوُس والشّهيد (رحمهم الله) في كتب الزّيارة وخصّوها بهذه اللّيلة وبالعيدين أي عيد الفطر وعيد الاضحى .
وروى الشّيخ محمّد ابن المشهدي باسناده المعتبرة عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا أردت زيارته (عليه السلام) فأت مشهده المقدّس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك فاذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّديقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ اَبا عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذينَ خَذَلُوكَ وَالَّذينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُْمّي وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الّذي أَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَسَمائِهِ، صَلَّى اللهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطّاهِرِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثمّ انحرف الى عند الرّأس فصلّ ركعتين للزّيارة وصلّ بعدهما ما تيسّر ثمّ تحول الى عند الرّجلين وزُر عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، وادعُ بما تريد ثمّ زُر الشّهداء منحرفاً من عند الرّجلين الى القبلة فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الصِّدّيقُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرُونَ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبيلِ اللهِ وَصَبَرْتُمْ عَلَى الاَْذى فِي جَنْبِ اللهِ، وَنَصَحْتُمْ للهِ وَلِرَسُولِهِ حَتّى اَتاكُمُ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّكُمْ اَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، فَجَزاكُمُ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ جَزاءِ الُْمحْسِنينَ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعيمِ ثمّ امض الى مشهد العبّاس بن امير المؤمنين 8 فاذا وقفت عليه فقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ وَاَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحيمِ، ثمّ صلّ تطوّعاً في مسجده ما تشاء وانصرف .


الخامِسة : زيارة الحُسين (عليه السلام) في عيدي الفطر والاضحى .
بسند معتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال : من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة من ثلاث ليالي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ليلة الفطر وليلة الاضحى وليلة النّصف من شعبان، وفي رواية معتبرة عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : ثلاث ليال من زار فيها الحسين (عليه السلام) غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ليلة النّصف من شعبان، واللّيلة الثّالثة والعشرون من رمضان، وليلة العيد أي ليلة عيد الفطر . وعن الصّادق (عليه السلام) قال : من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) ليلة النّصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة متقبّلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدّنيا والاخرة .
وعن الباقر (عليه السلام) قال : من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتّى يعيّد وينصرف وقاه الله شرّ سنته . واعلم انّ العلماء قد أوردوا لهذين العيدين الشّريفين زيارتين إحداهما ما مضت من الزّيارة في ليالي القدر، والثّانية هي ما يلي، والزّيارة السّابقة يُزار بها على ما يظهر من كلماتهم في يومي العيدين وهذه الزّيارة تخصّ ليلتهما ، قالوا: اذا أردت زيارته في اللّيلتين المذكورتين فقِف على باب القبّة الطّاهرة وارمِ بطرفك نحو القبر مستأذناً فقُل :
يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الذَّليلُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَالْمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جاءَكَ مُسْتَجيراً بِكَ قاصِداً اِلى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً اِلى مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ أَاَدْخُلُ يا وَلِيَّ اللهِ أَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الُْمحْدِقينَ بِهـذَا الْحَرَمِ الْمُقيمينَ فِي هـذا الْمَشْهَدِ.
فان خشع قلبك ودمعت عينك فادخل وقدمّ رجلك اليمنى على اليسرى وقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفِي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، اَللّـهُمَّ اَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبارَكاً وَاَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ، (ثمّ قُل): اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً وَالْحَمْدُ للهِ كَثيراً وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الاَْحَدِ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الحَنّانِ، الَّذي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لي زِيارَةَ مَوْلايَ بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْني عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، ثمّ ادخل فاذا توسّطت فقم حذاء القبر بخضوع وبكاء وتضرّع وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح اَمينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ حُجَّةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ الْتَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى اسْتُبيحَ حَرَمُكَ وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً .
ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبك دامعة عينك ثمّ قل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَطَلَ الْمُسْلِمينَ، يا مَوْلايَ اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمّاتِ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُروَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا .
ثمّ انكبّ على القبر وقُل :
اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ، يا مَوْلايَ اَنَا مُوال لِوَلِيِّكُمْ وَمُعاد لِعَدُوِّكُمْ، وَاَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايـِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْرى لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِـعٌ، يا مَوْلايَ اَتَيْتُكَ خائِفاً فَآمِنّي، وَاَتَيْتُكَ مُسْتَجيراً فَاَجِرْني، وَاَتَيْتُكَ فَقيراً فَاَغْنِني سَيِّدي وَمَوْلايَ اَنْتَ مَوْلايَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَبِظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ التّالي لِكِتابِ اللهِ وَاَمينُ اللهِ الدّاعي اِلَى اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .
ثمّ صلّ عند الرّأس ركعتين فاذا سلّمت فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، فَاِنَّهُ لا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ الاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى سَيِّدِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِما السَّلامُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْهُما مِنّي وَاجْرِني عَليْهِما اَفْضَلَ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ اَلْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ وَاَسيرِ الْكُرُباتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ الثّائِرُ بِحَقِّكَ، اَكْرَمْتَهُ بِكَرامَتِكَ وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السّادَةِ وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَاَكْرَمْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاَْوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ، وَمَنَحَ النَّصيحَةَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ مِنَ الاْخِرَةِ بِالاَْدْنى، وَتَرَدّى فِي هَواهُ وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اُوْلي الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً .
ثمّ اعطف على علي بن الحُسين (عليهما السلام) وهو عند رجل الحسين (عليه السلام) وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهيدُ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي عِشْتَ سَعيداً وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهيداً .
ثمّ انحرف الى قبور الشّهداء رضي الله عنهم وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الذّابُّونَ عَنْ تَوْحيدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي فُزْتُمْ فَوْزاً عَظيماً، ثمّ امضِ الى مشهد العبّاس بن عليّ (عليهما السلام)وقف على ضريحه الشّريف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ وَالصِّدِّيقُ الْمُواسي، اَشْهَدُ اَنَّكَ آمَنْتَ بِاللهِ وَنَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ اللهِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ اللهِ وَواسَيْتَ بِنَفْسِكَ، فَعَلَيْكَ مِنَ اللهِ اَفْضَلُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، ثمّ انكبّ على القبر وقُل : بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا ناصِرَ دينِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الصِّدّيقِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، عَلَيْكَ مِنّي السَّلامُ ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، ثمّ صلّ عند رأسه (عليه السلام) ركعتين وقُل ما قلت عند رأس الحسين (عليه السلام)أي ادعُ بدعاء اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ ... الخ ثمّ ارجع الى مشهد الحسين (عليه السلام)واقم عنده ما أحببت الاّ انّه يستحبّ أن لا تجعله موضِع مبيتك، فاذا أردت وداعه فقُم عند الرّأس وأنت تبكي وتقُول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُوَدِّع لا قال وَلا سَئِم، فَاِنْ اَنْصَرِفْ فَلا عَنْ مَلالَة، وَاِنْ اَقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللهُ الصّابِرينَ، يا مَوْلايَ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ الْعَوْدَ اِلَيْكَ وَالْمَقامَ فِي حَرَمِكَ وَالْكَوْنَ فِي مَشْهَدِكَ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، ثمّ قبّله وامر عليه جميع جسدك فانّه أمان وحِرز واخرج من عنده القهقرى ولا تولّه دبرك وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الْمَقامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَريكَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْخِصامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي الْمُقيمينَ فِي هـذا الْحَرَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ (وقُل) اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، ثمّ انصرف. وقال السّيد ابن طاوُس ومحمّد بن المشهدي : فاذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه .


السّادسةُ : زيارة الحُسين (عليه السلام) في يوم عَرَفة .
اعلم انّ ما روي من أهل البيت الطّاهرين المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين في زيارة عرفة ممّا لا يحصى فضلاً وعدداً ونحن تشويقاً للزّائرين نورد منها البعض اليسير .
بسند معتبر عن بشير الدّهان قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه عليه : ربما فاتني الحجّ فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال : أحسنت يا بشير ايّما مؤمن أتى قبر الحسين صلوات الله عليه عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب له عشرون حجّة وعشرون عمرة مبرورات متقبّلات وعشرون غزوة مع نبيّ مرسل أو امام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبّلات وألف غزوة مَعَ نبيّ مرسل أو امام عادل . قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال : فنظر اليّ شبه المغضب ثمّ قال : يا بشير انّ المؤمن اذا أتى قبر الحُسين صلوات الله عليه يوم عرفة واغتسل بالفرات ثمّ توجّه اليه كتب الله عزّوجل له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها ولا أعلمه الاّ قال وعمرة (وقيل غزوة) .
وفي احاديث كثيرة معتبرة انّ الله تعالى ينظر الى زوّار قبر الحسين (عليه السلام)نظر الرّحمة في يوم عرفة قبل نظره الى أهل عرفات، وفي حديث معتبر عن رفاعة ، قال : قال لي الصّادق (عليه السلام) : يا رفاعة أحججت العام؟ قلت : جعلت فداك ما كان عندي ما أحجّ به ولكنّي عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام) ، فقال لي : يا رفاعة ما قصّرت عمّا كان أهل منى فيه لو لا انّي أكره ان يدع النّاس الحجّ لحدّثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه أبداً، ثمّ سكت طويلاً ثمّ قال : أخبرني أبي ، قال : من خرج الى قبر الحسين (عليه السلام)عارفاً بحقّه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن شماله وكتب له ألف حجّة وألف عمرة مع نبيّ أو وصيّ نبيّ .
وأمّا كيفيّة زيارته (عليه السلام) فهي على ما أورده اجلّة العلماء وزعماء المذهب والدّين كما يلي : اذا أردت زيارته في هذا اليوم فاغتسل من الفرات ان امكنك والاّ فمن حيث امكنك والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشّريفة وأنت على سكينة ووقار، فاذا بلغت باب الحائر فكبّر الله تعالى وقُل :
اَللهُ اَكْبَرُ وقل : اَللهُ اَكْبَرُ كَبيراً وَاَلْحَمْدُ للهِ كَثيراً وَسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وَاَصيلاً، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللهُ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصّالِحِ الْمُنْتَظَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُوالي لِوَلِيِّكَ الْمُعادي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ بِقَصْدِكَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ .
ثمّ ادخل فقف ممّا يلي الرّأس وقل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى روُحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا بنَ محَمَّد المُصطَفى ، السَّلامُ علَيْكَ يا بنَ عليِّ المُرتَضى، السَلامُ عَلَيكَ يا بنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاَطَعْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِيائَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي وَمُنْقَلَبي اِلى رَبّي، فَصَلَواتُ اللهَ عَلَيْكُمْ وَعَلى اَرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبُكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خاتَمَ النَّبِيّينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَابْنَ اِمامِ الْمُتَّقينَ وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ اِلى جَنّاتِ النَّعيمِ، وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَاَنْتَ بابُ الْهُدى وَاِمامُ التُّقى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَالْحُجَّةُ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَخامِسُ اَصْحابِ الْكِساءِ غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْىِ الاْيمانِ، وَرُبّيتَ فِي حِجْرِ الاِْسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَة بِفِراقِكَ وَلا شاكَّة فِي حَياتِكَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْك وَعَلى آبائِكَ وَاَبْنائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الْعَبْرَةِ السّاكِبَةِ، وَقَرينَ الْمُصيبَةِ الرّاتِبَةِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرمَةَ الاسلامِ، فَقُتِلْتَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً، وَاَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً، وَاَصْبَحَ كِتابُ اللهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَاَبيكَ وَاُمِّكَ وَاَخيكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةِ مِنْ بَنيكَ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدينَ مَعَكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافّينَ بِقَبْرِكَ وَالشّاهِدينَ لِزُوّارِكَ الْمُؤْمِنينَ بِالْقَبُولِ عَلى دُعاءِ شيعَتِكَ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يا اَبا عَبْدِاللهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرِّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَاَتَيْتُ مَشْهَدَكَ اَسْألُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالَْمحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيْهِ اَنْ يُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ .
ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عند الرّأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت من السّور فاذا فرغت فقل :
اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، وَارْدُدُ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى مَوْلايَ وَسَيِّدي وَاِمامي الْحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنّي، وَاجْزِني عَلى ذلِكَ اَفْضَلَ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
ثمّ صر الى عند رجلي الحسين وزُر عليّ بن الحُسين (عليهما السلام) ورأسه عند رجلي أبي عبد الله (عليه السلام) وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ ابْنُ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .
ثمّ توجّه الى الشّهداء وزُرهم وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ وَاَحِبّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَصْفِياءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ وَاَنْصارَ نَبِيّهِ وَاَنْصارَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ أبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزُ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ عُد الى عند رأس الحُسين صلوات الله وسلامه عليه واكثر من الدّعاء لنفسك ولاهلك ولاخوانك المؤمنين .
وقال السّيد ابن طاوُس والشّهيد : ثمّ امضِ الى مشهد العبّاس (رضي الله عنه) فاذا أتيته فقف على قبره وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْفَضْلِ الْعِبّاسَ بْنَ اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ايماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ وَاَحْوَطِهِمْ عَلَى الاِْسْلامِ، اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِخيكَ فَنِعْمَ الاَْخُ الْمُواسي، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةٌ ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَْمحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الاِْسْلامِ، فَنِعْمَ الاَْخُ الصّابِرُ الُْمجاهِدُ الُْمحامِي النّاصِرُ وَالاَْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخيهِ الُْمجيبُ اِلى طاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَاَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعيمِ اِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .
ثمّ انكبّ على القبر وقل :
اَللّـهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيارَةِ اَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ اِحْسانِكَ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ رِزْقي بِهِمْ دارّاً، وَعَيْشي بِهِمْ قارّاً، وَزِيارَتي بِهِمْ مَقْبُولَةً، وَذَنْبي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْني بِهُمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائي بِاَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَالْقاصِدينَ اِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ قبّل الضّريح وصلّ عنده صلاة الزّيارة وما بدا لك ، فاذا أردت وداعه فقُل ما ذكرناه سابقاً في وداعه (عليه السلام) .


السّابعةُ : زيارة عاشُوراء .
اعلم انّ ما خصّ من الزّيارات بيوم عاشوراء عديدة ونحن للاختصار نقتصر منها على زيارتين وقد ذكرنا في أعمال يوم عاشوراء ايضاً من الزّيارة وغيرها ما يناسب المقام .
الزّيارة الاُولى
ممّا أردنا ايرداه هُنا هي زيارة عاشوراء المشهورة ويُزار بها من قرب ومن بُعد، وروايتها المشروحة كما رواها الشّيخ أبو جعفر الطّوسي في المصباح ما يلي : روى محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام)قال : من زار الحسين بن عليّ (عليهما السلام) في يوم عاشوراء من المحرّم يظل عنده باكياً لقى الله عزّوجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عُمرة وألفي غزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الائمّة الرّاشدين ، قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير اليه في ذلك اليوم ؟ قال : اذا كان كذلك برز الى الصّحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ اليه بالسّلام واجتهد في الدّعاء على قاتليه وصلّى من بُعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النّهار قبل أن تزُول الشّمس ثمّ ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه ويقم في داره المُصيبة باظهار الجزع عليه وليعزّ فيها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام)وأنا الضّامن لهم اذا فعلوا ذلك جميع ذلك ، قلت : جعلت فداك أنت الضّامن ذلك لهم والزّعيم ؟ قال : أنا الضّامن وأنا الزّعيم لمن فعل ذلك . قلت : فكيف يعزّي بعضنا بعضاً ؟ قال : تقولون : اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وان استطعت أن لا تخرج في يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن وان قضيت لم يبارك له فيما ادّخر ولم يبارك له في أهله، فاذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وكان له أجر وثواب مُصيبة كُلّ نبيّ ورسُول ووصيّ وصدّيق وشهيد مات أو قُتل منذ خلق الله الدّنيا الى أن تقُوم السّاعة .
قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة : قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه : علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم اذا أنا زُرته من قُرب ودعاءاً أدعو به اذا لم أزره من قُرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالسّلامة اليه . فقال لي : يا علقمة اذا أنت صلّيت الرّكعتين بعد أن تؤمي اليه بالسّلام فقل بعد الايماء اليه من بعد التّكبير هذا القول (أي الزّيارة الاتية) فانّك اذا قُلت ذلك فقد دعوت بما يدعُو به زوّاره من الملائكة وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عرفت الاّ في زُمرة الشّهداء الّذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبيّ وكُلّ رسُول وزيارة كلّ من زار الحسين (عليه السلام)منذ يوم قُتل سلام الله عليه وعلى أهل بيته . تقول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ(السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وابْنَ خَيرَتِهِ) اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاِْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِيائِهِم، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي َكْرَمَ مَقامَكَ وَاَكْرَمَني اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَبا عَبْدِاللهِ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلى اللهِ وَ اِلى رَسُولِهِ وَاِلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراءَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَراءَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ، اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِيائِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِكُمْ اَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُدىً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الاِْسْلامِ وَفِي جَميعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فِي مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاَْكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، اَللّـهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاَْليمَ) اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ ثمّ تقول مائة مرّة : اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّـهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً ثمّ تقول مائة مرّة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ، ثمّ تقول : اَللّـهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم بِاللَّعْنِ مِنّي وَابْدَأْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ (الْعَنِ) الثّانيَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّـهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِياد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبي سُفْيانَ وَآلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثمّ تسجد وتقُول : اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي اَللّـهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ .
قال علقمة : قال الباقر (عليه السلام) : وان استطعت أن تزُوره في كُلّ يوم بهذه الزّيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك .
وروى محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميرة ، قال : خرجتُ مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا الى الغريّ بعدما خرج الصّادق (عليه السلام)فسرنا من الحيرة الى المدينة فلمّا فرغنا من الزّيارة أي زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)صرف صفوان وجهه الى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا: تزورون الحُسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) من هاهُنا أومأ اليه الصّادق (عليه السلام) وأنا معه ، قال سيف بن عميرة : فدعا صفوان بالزّيارة الّتي رواها علقمة بن محمّد الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) وودّع في دبرهما امير المؤمنين (عليه السلام)وأومأ الى الحسين صلوات الله عليه بالسّلام منصرفاً وجهه نحوه وودّع وكان ممّا دعا دبرها :
يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاَْعْلى وَ بِالاُْفـُقِ الْمُبينِ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خافِيَهٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاَْصْواتُ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْت، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْل، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْم فِي شَأن، يا قاضِىَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِىَ الْمُهِمّاتِ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَىْء وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلِيِّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَاِنّي بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ فِي مَقامي هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ اِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ اَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ، حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي، وَتَكْفِيَنِى الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري، وَتَقْضِيَ عَنّي دَيْني وَ تُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ اِلَى الَْمخْلُوقينَ، وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ اَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ اَخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ اَخافُ بَغْيَهُ، وَ جَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ اَخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ اَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ، اَللّـهُمَّ مَنْ اَرادَني فَاَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ، اَللّـهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ، وَبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ، وَبِفاقَة لا تَسُدّها، وَبِسُقْم لا تُعافيهِ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَة لا تَجْبُرُها، اَللّـهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ، وَاَنْسِهِ ذِكْري كَما اَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَميعِ ذلِكَ الْسُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَنْ ذِكْري، وَاكْفِني يا كافِيَ مالا يَكْفي سِواكَ، فَاِنَّكَ الْكافِي لا كافِىَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ، وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ، وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ اِلى سِواكَ، وَمَلْجَأُهُ اِلى غَيْرِكَ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيْرِكَ، فَاَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَئي وَمَنْجاىَ فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ، فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَاِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَاَنْتَ الْمُسْتَعانُ فَاَسْاَلُكَ يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي فِي مَقامي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنّي هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ ما اَخافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُنَة عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي، وَكِفايَةِ ما اَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتي وَدُنْياىَ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ، عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْني وَبَيْنَكُما، اَللّـهُمَّ اَحْيِني حَياةَ مُحَمَّد وَذُرِّيَّتِهِ وَاَمِتْني مَماتَهُمْ وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني فِي زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْن اَبَداً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَيا اَبا عَبْدِاللهِ اَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَيْهِ بِكُما وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما اِلَى اللهِ (تَعالى) فِي حاجَتي هذِهِ فَاشْفَعا لي فَاِنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ الْمَقامَ الَْمحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ، اِنّي اَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لي اِلَى اللهِ فِي ذلِكَ، فَلا اَخيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً راجِحاً (راجِياً) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي وَتَشَفَّعا لي اِلَى اللهِ، انْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، مُفَوِّضاً اَمْري اِلَى اللهِ مُلْجِأً ظَهْري اِلَى اللهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ وَاَقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا لَيْسَ لي وَراءَ اللهِ وَوَراءَكُمْ يا سادَتي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبّي كانَ وَمالَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، اَسْتَوْدِعُكُمَا اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي اِلَيْكُما، اِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَمَوْلايَ وَاَنْتَ يا اَبا عَبْدِاللهِ يا سَيِّدي وَسَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ اِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوب عَنْكُما سَلامي اِنْ شاءَ اللهُ، وَاَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما اَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَاِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَىَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجِياً لِلاِْجابَةِ غَيْرَ آيِس وَلا قانِط تائِباً عائِداً راجِعاً اِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِب عَنْكُما وَلا مِنْ زِيارَتِكُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ، يا سادَتي رَغِبْتُ اِلَيْكُما وَاِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ اَنْ زَهِدَ فيكُما وَفِي زِيارَتِكُما اَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ ما رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ.
قال سيف بن عميرة: فسألت صفواناً فقُلت له: انّ علقمة بن محمّد لم يأتنا بهذا عن الباقر (عليه السلام) انّما أتانا بدعاء الزّيارة ، فقال صفوان : وردت مع سيّدي الصّادق صلوات الله وسلامه عليه الى هذا المكان ففعل مثل الَّذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدّعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا ، ثمّ قال صفوان : قال الصّادق (عليه السلام) : تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر به فانّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجُوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبُه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمُونة بهذا الضّمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضّمان عن الحسين (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضمُوناً بهذا الضّمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه امير المؤمنين (عليه السلام)مضموناً بهذا الضّمان، وامير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمُوناً بهذا الضّمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضّمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضّمان، وقد آلى الله على نفسه عزّوجل انّ من زار الحسين (عليه السلام)بهذه الزّيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدّعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت واعطيته سؤله ثمّ لا ينقلِب عنّي خائباً واقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النّار، وشفعته في كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته، ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله أرسلني الله اليك سُروراً وبشرى لك ولعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم الى يوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال علي وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين الى يوم البعث ، قال صفوان : قال لي الصّادق (عليه السلام): يا صفوان اذا حدث لك الى الله حاجة فزُر بهذه الزّيارة من حيث كنت وادعُ بهذا الدّعاء وسل ربّك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله .
أقول : ورد في كتاب النّجم الثّاقب قصّة تشرّف الحاج السّيد احمد الرّشتي بالحضُور عند امام العصر أرواحنا فداه في سفر الحجّ وقوله (عليه السلام) له : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء، عاشوراء عاشوراء عاشوراء ونحن سنرويها بعد الزّيارة الجامعة الكبيرة ان شاء الله .
وقال شيخنا ثقة الاسلام النّوري (رحمه الله) : أمّا زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً انّها لا تسانخ سائر الزّيارات الّتي هي من انشاء المعصوم واملائه في ظاهر الامر وان كان لا يبرز من قلوبهم الطّاهرة الاّ ما تبلغها من المبدأ الاعلى بل تسانخ الاحاديث القدسيّة التي أوحى الله جلّت عظمته بها الى جبرئيل بنصّها بما فيها من اللّعن والسّلام والدّعاء، فأبلغها جبرئيل الى خاتم النّبيين (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي كما دلّت عليه التجارب فريدة في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الاعادي لو واضب عليها الزّائر أربعين يوماً أو أقلّ، ولكن أعظم ما انتجته من الفوائد ما في كتاب دار السّلام وملّخصه انّه حدث الثّقة الصّالح التّقي الحاج المولى حسن اليزدي المجاور للمشهد الغرويّ وهو من الّذين وفوا بحقّ المجاورة وأتعبوا أنفسهم في العبادة، عن الثّقة الامين الحاج محمّد عليّ اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه يبيت في اللّيالي بمقبرة خارج بلدة يزد تُعرف بالمزار وفيها جملة من الصّلحاء، وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المُعلّم وغيره الى أن صار عشّاراً وكان كذلك الى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحلّ الَّذي كان يبيت في الرّجل الصّالح المذكور، فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في المنام في زيّ حسن وعليه نضرة النّعيم، فتقدّم اليه وقال له : انّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقّه حسن الباطن ولم يكن عملك مقتضياً أنّ العذاب والنكال فبم نلت هذا المقام ، قال: نعم الامر كما قلت، كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي الى أمس وقد توفّيت فيه زوجة الاستاذ أشرف الحدّاد ودفنت في هذا المكان، وأشار الى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث مرّات وفي المرّة الثّالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمة وسعة وخفض عيش ودعة، فانتبه متحيّراً ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه في سُوق الحدّادين فوجده ، فقال له : ألك زوجة ؟ قال : نعم توفّيت بالامس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الَّذي أشار اليه ، قال : فهل زارت أبا عبد الله (عليه السلام) ؟ قال : لا ، قال : فهل كانت تذكر مصائبه ؟ قال : لا ، قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه ؟ قال : لا ، فقال الرّجل : وما تريد من السّؤال ؟ فقصّ عليه رؤياه ، قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء .

فيما على الزّائر مراعاته
من الاداب في طريقه الى الزّيارة وفي ذلك الحرم الطّاهر وهي عديدة :
الاوّل : أن يصوم ثلاثة أيّام متوالية قبل الخروج من بيته ويغتسل في اليوم الثّالث على ما أمر الصّادق صلوات الله وسلامه عليه صفوان، وستأتي الرّواية عند ذكر الزّيارة السّابعة وقال الشّيخ محمّد بن المشهدي في مقدّمات زيارة العيدين: اذا أردت زيارته (عليه السلام) فصُم ثلاثة أيّام واغتسل في اليوم الثّالث واجمع اليك أهلك وعيالك وقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ مَنْ كانَ مِنّي بِسَبيل، الشّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغائِبَ، اَللّـهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِكَ بِحِفْظِ الاِْيمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا، اَللّـهُمَّ اجْعَلْنا في حِرْزِكَ وَلا تَسْلُبْنا نِعْمَتَكَ وَلا تُغَيِّرْ ما بِنا مِنْ نِعْمَة وَعافِيَة، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ اِنّا اِلَيْكَ راغِبُونَ .
ثمّ اخرج من منزلك خاشعاً واكثر من قول لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ وَالْحَمْدُ للهِ وَمِن تمجيد الله تعالى والصّلاة على النّبي وآله صلوات الله عليهم وامض وعليك السّكينة والوقار . وروي انّ الله يخلق من عرق زوّار قبر الحسين (عليه السلام)من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوّار الحسين (عليه السلام) الى أن تقوم السّاعة .
الثّاني : عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا زرت أبا عبد الله (عليه السلام) فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان فانّ الحسين عليهِ السلام قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتّخذه وطناً .
الثّالث : أن لا يُتّخذ الزّاد في سفر زيارته (عليه السلام) ممّا لذّ وطاب من الغذاء كاللّحم المشوي والحلاوة بل يغتذى بالخبز واللّبن، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : بلغني انّ قوماً اذا زاروا الحسين (عليه السلام)حملوا معهم السّفرة فيها الجداء والاخبصة واشباهه، ولو زاروا قبور آبائهم واحبّائهم ما حملوا معهم هذا، وقال المفضّل بن عمر في حديث معتبر آخر: تزورُون خير من أن لا تزورون ولا تزورون خير من أن تزورون ، قال : قلت قطعت ظهري ، قال : تالله ان احدكم ليذهب الى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه بالسُّفر، كلاّ حتى تأتونه شعثاً غبراً.
أقول : ما أجدر للاثرياء والتّجار أن يراعوا هذا الامر في سفر زيارة الحسين صلوات الله وسلامه عليه فاذا دعاهم أخلاؤهم في المدن الواقعة على المسير الى المادب رفضوا الدّعوة فاذا عمدوا الى حقائبهم وسفرهم يملؤونها بما طاب من مطبوخ الزّاد كالدّجاج المشوي وغيره من الشّواء أبوا ذلك وصدّوا عنه قائلينْ انّنا راحلون الى كربلاء ولا يجدر بنا أن نتغذّى بمثل ذلك .
روى الكليني (رحمه الله) انّه لمّا قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه اقامت امرأة الكلبيّة عليه مأتماً وبكت وبكت النّساء والخدم حتّى جفّت دموعهم فأهدى اليها الجونىَ وهو القطا على ما فسّرَ لِيَقْتَتْنَ به فَيَقْوينَ على البكاء على الحسين، (عليه السلام)فلمّا رأته سألت عنه فقيل: هو هديّة أهداها فلان تستعنّ بها في مأتم الحسين (عليه السلام)، فقالت: لَسْنا في عُرْس فَما نَصْنَعُ بِها فأمرت باخراجه من الدّار .
الرّابع : ممّا ندب اليه في سفر زيارة الحسين (عليه السلام) هو التّواضع والتّذلّل والتّخاشع والمشي مشي العبد الذّليل فمن ركب من الزّائرين المراكب الحديثة التي تجري مسرعة بقوّة البخار وامثالها يجب عليه التّحفّظ والاحتراز عن الكبر والخيلاء والتّمالك عن التّبختُر على سائر الزّوار من عباد الله الّذين هم يقاسون الشّدائد والصّعاب في طريقهم الى كربلاء فلا ينظرون اليهم نظر التّحقير والازدراء .
روى العلماء في أصحاب الكهف انّهم كانوا من خاصّة دقيانوس ووزرائه فلمّا وسعتهم رحمة الله تعالى فاستقام فكرهم في معرفة الله عزّوجل وفي اصلاح شأنهم استقرّوا على الرّهبنة والانزواء عن الخلق والاواء الى كهف يعبدون الله تعالى فيه، فركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة فلمّا ساروا ثلاثة اميال قال لهم تميلخا وكان هو أحدهم : يا اِخْوَتاهُ جاءَتْ مَسْكَنَةُ الاْخِرَةِ وَذَهَبَ مُلْكُ الدُّنْيا اِنْزِلُوا عَنْ خُيُولِكُمْ وَامْشُوا عَلى اَرْجُلِكُمْ (انزلوا عن الخيول وسيروا في سبيل اللهِ على ارجلكم لعلّ الله تعالى ينزّل عليكم عطفه ورحمته ويجعل لكم من امركم مخرجاً) فنزل اولئك العظماء الاجلاء عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ في ذلك اليوم حتى تقاطرت ارجلهم دماً، فعلى زائر هذا القبر الشّريف أن يراعي هذا الامر وليعلم ايضاً انّ تواضعه في هذا الطريق لوجه الله تعالى انّما هو رفعة له واعتلاء .
وقد روي في آداب زيارته (عليه السلام) عن الصّادق (عليه السلام) قال : من أتى قبر الحسين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة الف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة، ورفع له الف درجة، فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافياً وامش مشي العبد الذّليل .
الخامس : أن يجتهد ما وسعه الاجتهاد في اعانة الزّائر الرّاجل اذا شاهده وقد تعب واعيا عن المسير فيهتمّ بشأنه ويبلغه منزلاً يستريح فيه، وحذار من الاستخفاف به وعدم الاهتمام لشأنه .
روى الكليني بسند معتبر عن أبي هارون ، قال : كنت عند الصّادق (عليه السلام)يوماً فقال لمن حضره : ماذا بكم تستخفّون بنا ؟ فقام من بينهم رجل من أهل خراسان وقال : نعوذ بالله أن نستخفّ بكم أو بشيء من امركم ، فقال : نعم أنت ممّن استخفّ بي واهانني ، قال الرّجل : اعوذ بالله أن اكون كذلك ، قال (عليه السلام) : ويلك ألم تسمع فلاناً يناديك عندما كنّا بقرب جحفة ويقول اركبني ميلاً فوالله لقد تعبت انّك والله لم ترفع اليه رأسك واستخففت به، ومن اذلّ مؤمناً فقد اذلّنا واضاع حرمة الله تعالى .
أقول : راجع الادب التّاسع من آداب الزّيارات العامّة فقد أوردنا هناك كلاماً يناسب المقام، ورواية عن عليّ بن يقطين، وهذا الادب الَّذي ذكرناه هُنا لا يخصّ زيارة الحسين (عليه السلام)وانّما أوردناه هُنا في الاداب الخاصّة بزيارته (عليه السلام)لكثرة مصادفة موارده في هذه الزّيارة خاصّة .
السّادس : عن الثّقة الجليل محمّد بن مُسلم عن الامام محمّد الباقر (عليه السلام)قال : قلت له: اذا خرجنا الى أبيك أفلسنا في حجّ ، قال : بلى ، قلت : فيلزمنا ما يلزم الحاج ، قال : يلزمك حُسن الصحبة لمن يصحبك، ويلزمك قلّة الكلام الاّ بخير، ويلزمك كثرة ذكر الله، ويلزمك نظافة الثّياب، ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير، ويلزمك الخشوع وكثرة الصّلاة والصّلاة على محمّد وآل محمّد، ويلزمك التّحفّظ عمّا لا ينبغي لك، ويلزمك أن تغضى بصرك (من المحرّمات والمشتبهات)، ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من اخوانك اذا رأيت منقطعاً والمواساة (أن تناصفه نفقتك)، ويلزمك التّقيّة التي قوام دينك بها، والورع عمّا نهيت عنه، وترك الخصومة وكثرة الايمان والجدال الَّذي فيه الايمان، فاذا فعلت ذلك تمّ حجّك وعمرتك واستوجبت من الَّذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرّضوان .
السّابع : في حديث أبي حمزة الثّمالي عن الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الحسين (عليه السلام) انّه قال : اذا بلغت نينوى فحطّ رحلك هُناك ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما أقمت فيه .
الثّامن : أن يغتسل بماء الفُرات ، فالروايات في فضله كثيرة، وفي رواية عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : من اغتسل بماء الفُرات وزار قبر الحسين (عليه السلام) كان كيوم ولدته امّه صفراً من الذّنوب ولو اقترفها كبائر .
وروي انّه قيل له (عليه السلام) : ربّما أتينا قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام)فيصعب علينا الغُسل للزّيارة من البرد أو غيره ، فقال (عليه السلام): من اغتسل في الفرات وزار الحسين (عليه السلام) كُتب له من الفضل ما لا يحصى . وعن بشير الدّهان عن الصّادق (عليه السلام) قال : من أتى قبر الحسين بن عليّ (عليهما السلام) فتوضّأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدماً ولم يضع قدماً الاّ كتب الله له حجّة وعُمرة، وفي بعض الرّوايات إئت الفرات واغتسل بحيال قبره، وكما يستفاد من بعض الرّوايات يحسن اذا بلغ الفرات أن يقول مائة مرّة اَللهُ اَكْبَرُ ومائة مرّة لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ ويصلّي على محمّد وآله مائة مرّة .
التّاسع : أن يدخل الحائر المقدّس من الباب الشّرقي على ما أمر الصّادق صلوات الله وسلامه عليه يوسف الكناسي .
العاشر : عن ابن قولويه عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال للمفضّل بن عمر : يا مفضّل اذا بلغت قبر الحُسين صلوات الله وسلامه عليه فقف على باب الرّوضة وقل هذه الكلمات، فانّ لك بكلّ كلمة منها نصيباً من رحمة الله تعالى :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ، اَلسّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الرَّضِّي، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ الصِّدّيقُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبارُّ الْتَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَاَناخَتْ بِرَحْلِكَ، اَلسَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الُْمحْدِقينَ بِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ثمّ تمضي الى القبر ولك بكلِّ خطوة تخطوها أجر المتشحّط بدمه في سبيل الله فاذا اقتربت من القبر فامسحه بيدك وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في اَرْضِهِ وَسَمائِهِ ثمّ تمضي الى صلاتِك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ ألف حجّة واعتمر الف عمرة واعتق في سبيل الله الف رقبة وكأنّما وقف في سبيل الله الف مرّة مع نبيّ مرسل . الخبر
الحادي عشر : روى عن أبي سعيد المدائني قال : أتيت الصّادق (عليه السلام)فسألته ءأذهب الى زيارة قبر الحسين (عليه السلام)فأجاب بلى اذهب الى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أطيب الطيّبين واطهر الطّاهرين وأحسن المحسنين، فاذا زرته فسبّح عند رأسه بتسبيح امير المؤمنين (عليه السلام) ألف مرّة، وسبّح عند رجليه بتسبيح الزّهراء (عليها السلام) ألف مرّة، ثمّ صلّ عنده ركعتين تقرأ فيهما سورة يس والرّحمن، فاذا فعلت ذلك كان لك أجر عظيم ، قلت : جعلت فداك علّمني تسبيح عليّ وفاطمة (عليهما السلام) ، قال : بلى يا أبا سعيد تسبيح علي صلوات الله عليه هو :
سُبْحانَ الَّذي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ، سُبْحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ، سُبْحانَ الَّذي لا يَفْنى ما عِنْدَهُ، سُبْحانَ الَّذي لا يُشْرِكُ اَحَداً في حُكْمِهِ، سُبْحانَ الَّذي لاَ اضْمِحْلالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحانَ الَّذي لاَ انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحانَ الَّذي لا اِلـهَ غَيْرُهُ .
وتسبيح فاطمة (عليها السلام) هو :
سُبْحانَ ذِي الْجَلالِ الْباذِخِ الْعَظيمِ، سُبْحانَ ذِي الْعِزِّ الشّامِخِ الْمُنيفِ سُبْحانَ ذِي الْمُلْكِ الْفاخِرِ الْقَديمِ، سُبْحانَ ذِي الْبَهْجَةِ وَالْجَمالِ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدّى بِالنُّورِ وَالْوِقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى اَثَرَ الَّنمْلِ فِي الصَّفا وَوَقَعَ الطَّيْرِ فِي الْهَواءِ .
الثّاني عشر : أن يصلّي الفرائض والنّوافل عند قبر الحسين (عليه السلام) فانّ الصّلاة عنده مقبُولة، وقال السّيد ابن طاوُس (رحمه الله):اجتهد في أن تؤدّي صلاتك كلّها فريضة كانت أو نافلة في الحائر فقد روي انّ الفريضة عنده تعدل الحجّ، والنّافلة تعدل العمرة .
أقول : قد مضى في حديث مفضّل فضل كثير للصّلاة في الحائر الشّريف، وفي رواية معتبرة عن الصّادق (عليه السلام) قال : من صلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات كتبت له حجّة وعُمرة . والَّذي يبدو من الاخبار انّ صلاة الزّيارة أو غيرها من الصّلوات يحسن أداؤها خلف القبر كما يحسن أن تؤدّى ممّا يلي الرّأس الشّريف، وليتأخّر المُصلّي قليلاً اذا وقف ممّا يلي الرّأس حتى لا يكونُ محاذياً للقبر الشّريف، وورد في رواية أبي حمزة الثّمالي عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال : صلّ عند رأسه ركعتين تقرأ في الاولى الحمد ويس وفي الثّانية الحمد والرّحمن وان شئت صلّيت خلف القبر وعند رأسه أفضل فاذا فرغت فصلّ ما أحببت الاّ انّ الركعتين ركعتي الزّيارة لابدّ منهما عند كلّ قبر . وروى ابن قولويه عن الباقر (عليه السلام)انّه قال لرجل : يا فلان ماذا يمنعك اذا عرضتك حاجة أن تمضي الى قبر الحسين صلوات الله عليه وتصلّي عنده أربع ركعات ثمّ تسأل حاجتك، انّ الفريضة عنده تعدل الحجّ، والنّافلة تعدل العُمرة .
الثّالث عشر : اعلم انّ أهمّ الاعمال في الرّوضة الطّاهرة للحسين (عليه السلام)هو الدّعاء فانّ اجابة الدّعاء تحت قبّته السّامية هي ممّا خوله الله الحسين (عليه السلام)عوضاً عن الشّهادة، فعلى الزّائر أن يغتنم ذلك ولا يتوانى في التّضرّع الى الله والانابة والتّوبة وعرض الحوائج عليه وقد وردت في خلال زياراته عليه السلام أدعية كثيرة ذات مضامين عالية لم يسمح لنا الاختصار بايرادها هنا والافضل أن يدعو بدعوات الصّحيفة الكاملة ما وسعه الدّعاء فانّها أفضل الادعية، ونحن سنذكر دعاء يدعى به في جميع الرّوضات المقدّسة في أواخر هذا الباب بعد ذكر الزّيارات الجامعة وسنذكر دعاءً هو أجمع الادعية التي تقرأ في روضات الائمة عليه السلام، واحترازاً عن خلوّ المقام نثبت هنا دعاء وجيزاً ورد في خلال بعض الزّيارات، وهو انّه تقول في ذلك الحرم الشّريف رافعاً يديك الى السّماء :
اَللّـهُمَّ قَدْ تَرى مَكاني، وَتَسْمَعُ كَلامي، وَتَرى مَقامي وَتَضَرُّعي وَمَلاذي بِقَبْرِ حُجَّتِكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ يا سَيِّدي حَوائِجي وَلا يَخْفى عَلَيْكَ حالي، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِابْنِ رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ وَاَمينِكَ وَقَدْ اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِهِ اِلَيْكَ وَاِلى رَسُولِكَ فَاجْعَلْني بِهِ عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ وَاَعْطِني بِزِيارَتي اَمَلي وَهَبْ لي مُناىَ وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِشَهْوَتي وَرَغْبَتي وَاقْضِ لي حَوائِجي وَلا تَرُدَّني خائِباً وَلا تَقْطَعْ رَجائي وَلا تُخَيِّبْ دُعائي وَعَرِّفْنِى الاِْجابَةِ في جَميعِ ما دَعَوْتُكَ مِنْ اَمْرِ الدّينِ وَالدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاجْعَلْني مِنْ عِبادِكَ الَّذينَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ الْبَلايا وَالاَْمْراضَ وَالْفِتَنَ وَالاَْعْراضَ مِنَ الدّينَ تُحْييهِمْ في عافِيَة وَتُميتُهُمْ في عافِيَة وَتُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ في عافِيَة وَتُجيرُهُمْ مِنَ النّارِ في عافِيَة وَوَفِّقْ لي بِمَنْ مِنْكَ صَلاحَ ما اُؤَمِلَّ في نَفْسي وَاَهْلي وَوُلْدي وَاِخْواني وَمالي وَجَميعِ ما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الرابع عشر : من اعمال حرم الحسين (عليه السلام) الصّلاة عليه وروي انّك تقف خلف القبر عند كتفه الشّريف وتصلّي على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الحسين صلوات الله عليه، وقد أورد السّيد ابن طاوُس في مصباح الزّائر في خلال بعض الزّيارات هذه الصّلاة عليه :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ الْعَبَراتِ، وَاَسيرِ الْكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ اَوَّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ على اَحَد مِنْ اَوْلادِ الاَْنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ يا رَبَّ الْعالِمينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاِْمامِ الشَّهيدِ الْمَقْتُولِ الْمَظْلُومِ الَْمخْذُولِ، وَالسَّيِّدِ الْقائِدِ، وَالْعابِدِ الزّاهِدِ، والْوَصِيِّ الْخَليفَةِ الاِْمامِ الصِّدّيقِ الطُّهْرِ الطّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبارَكِ، وَالرَّضِيِّ الْمَرْضِيِّ وَالتَّقِيِّ الْهادِي الْمَهْدِيِّ الزّاهِدِ الذّائِدِ الُْمجاهِدِ الْعالِمِ، اِمامِ الْهُدى سِبْطِ الرَّسُولِ، وَقُرَّةِ عَيْنِ الْبَتُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدي وَمَوْلايَ كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَبالَغَ في رِضْوانِكَ، وَاَقْبَلَ عَلى ايمانِكَ غَيْرَ قابِل فيكَ عُذْراً سِرّاً وَعَلانِيَةً يَدْعُو الْعِبادِ اِلَيْكَ، وَ يَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ، وَقامَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَهْدِمُ الْجَوْرَ بِالصَّوابِ، وَيُحْيِي السُّنَّةَ بِالْكِتابِ، فَعاشَ في رِضْوانِكَ مَكْدُوداً، وَمَضى عَلى طاعَتِكَ وَفي اَوْلِيآئِكَ مَكْدُوحاً، وَقَضى اِلَيْكَ مَفْقُوداً لَمْ يَعْصِكَ في لَيْلِ وَلا نَهار بَلْ جاهَدَ فيكَ الْمُنافِقينَ وَالْكُفّارَ، اَللّـهُمَّ فَاَجْزِهِ خَيْرَ جَزاءِ الصّادِقينَ الاَْبْرارِ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ وَلِقاتِليهِ الْعِقابَ، فَقَدْ قاتَلَ كَريماً وَقُتِلَ مَظْلُوماً وَمَضى مَرْحُوماً، يَقُولُ اَنَا ابْنُ رَسُولِ اللهِ مُحَمَّد، وَابْنُ مَنْ زَكّى وَعَبَدَ، فَقَتَلُوهُ بِالْعَمْدِ الْمُعْتَمَدِ قَتَلُوهُ عَلَى الاْيمانِ وَ اَطاعُوا في قَتْلِهِ الشَّيْطانَ وَلَمْ يُراقِبُوا فيهِ الرَّحْمنَ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى سَيِّدي وَمَوْلايَ صَلاةً تَرْفَعُ بِها ذِكْرَه وَتُظْهِرُ بِها اَمْرَهُ، وَتُعَجِّلُ بِها نَصْرَهُ، وَاخْصُصْهُ بِاَفْضَلِ قِسَمِ الْفَضائِلِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزِدْهُ شَرَفاً في اَعَلى عِلِّيِّينَ، وَبَلِّغْهُ اَعَلى شَرَفِ الْمُكَرَّمينَ وَاَرْفَعْهُ مِنْ شَرَفِ رَحْمَتِكَ في شَرَفِ الْمُقَرَّبينَ في الرَّفيعِ الاَْعَلى، وَبَلِّغْهُ الْوَسيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْجَليلَةَ وَالْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْكِرامَةَ الْجَزيلَةَ، اَللّـهُمَّ فَاَجْزِهِ عَنّا اَفْضَلَ ما جازَيْتَ اِماماً عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَصَلِّ عَلى سَيِّدي و مَوْلايَ كُلَّما ذُكِرَ، وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ يا سَيِّدي و مَوْلايَ أدْخِلْني في حِزْبِكَ وَزُمْرَتِكَ، وَاِسْتَوْهِبْني مِنْ رَبِّكَ وَرَبّي فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ جاهاً وَقَدْراً وَمَنْزِلَةً رَفيعَةً، اِنْ سَأَلْتَ اُعْطيتَ وَاِنْ شَفَعْتَ شُفِّعْتَ اللهَ اللهَ في عَبْدِكَ وَمَوْلاكَ لا تُخَلِّني عِنْدَ الشَّدائِدِ وَالاَْهْوالِ لِسُوءِ عَمَلي وَقَبيحِ فِعْلي وَعَظيمِ جُرْمي، فَاِنَّكَ اَمَلي وَرَجائي وَثِقَتي وَمُعْتَمَدي وَوَسيلَتي اِلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لَمْ يَتَوَسَّلِ الْمُتَوَسِّلُونَ اِلَى اللهِ بِوَسيلَة هِىَ اَعْظَمُ حَقاً وَلا اَوْجَبُ حُرْمَةً وَلا اَجَّلُ قَدْراً عِنْدَهُ مِنْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ لا خَلَّفَنِىَ اللهُ عَنْكُمْ بِذُنُوبي وَجَمَعَني وَاِيّاكُمْ في جَنَّةِ عَدْن الَّتي اَعَدَّها لَكُمْ وَلاَِوْلِيائِكُمْ اِنَّهُ خَيْرُ الْغافِرينَ وَ اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، اَللّـهُمَّ اَبْلِغْ سَيِّدي وَمَوْلايَ تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامِ اِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، وَصَلِّ عَلَيْهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
أقول : قد أوردنا تلك الزّيارة في خلال اعمال يوم عاشوراء وسنذكر في أواخر الباب صلاة يصلّى بها على الحجج الطّاهرين (عليهم السلام)تتضمّن صلاة وجيزة على الحسين (عليه السلام) فلا تدع قراءتها .
الخامس عشر : من أعمال هذه الرّوضة المنوّرة دعاء المظلوم على الظّالم أي ينبغي لمن بغى عليه باغ أن يدعو بهذا الدّعاء في ذلك الحرم الشّريف، وهو ما أورده شيخ الطّايفة (رحمه الله) في مصباح المتهجّد في أعمال الجمعة ، قال : ويستحبّ أن يدعو بدعاء المظلوم عند قبر ابي عبدالله وهو : اَللّـهُمَّ اِنّي اَعْتَزُّ بِدينِكَ وَاكْرُمُ بِهِدايَتِكَ وَفُلانٌ يُذِلُّني بِشَرِّهِ وَيُهينُني بِاَذِيَّتِهِ، وَيُعيبُني بِوَلاءِ اَوْلِيائِكَ، وَيَبْهَتُني بِدَعْواهُ، وَقَدْ جِئْتُ اِلى مَوْضِعِ الدُّعاءِ وَضَمانِكَ الاِْجابَةَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَعْدني عَلَيْهِ السّاعَةَ السّاعَةَ، ثمّ تنكبّ على القبر وتقول : مَوْلايَ اِمامي مَظْلُومٌ اسْتَعْدي عَلى ظالِمِهِ النَّصْرَ النَّصْرَ حتّى ينقطع النّفس .
السّادس عشر : من اعمال ذلك الحرم الشّريف الدّعاء الَّذي رواه ابن فهد (رحمه الله)في عدّة الدّاعي عن الصّادق (عليه السلام)قال : من كان له الى الله تعالى حاجة فليقف عند رأس الحسين (عليه السلام) ويقول : يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ تَشْهَدُ مَقامي وَتَسْمَعُ كَلامي وَاَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُ فَاسْأَلْ رَبَّكَ وَرَبِّي في قَضاءِ حَوائِجي، فأنّه يقضى حاجته ان شاء الله تعالى .
السّابع عشر : من جملة الاعمال في ذلك الحرم الشّريف الصّلاة عند الرّأس المقدّس ركعتان بسورة الرّحمن وسورة تبارك .
روى السّيد ابن طاوُس (رحمه الله) انّ من صلاها كتب الله له خمساً وعشرين حجّة مقبولة مبرورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
الثّامن عشر : من الاعمال تحت تلك القبّة السّامية الاستخارة، وصفتها على ما أوردها العلاّمة المجلسي (رحمه الله)ومصدر الرّواية كتاب قُرب الاسناد للحميري ، قال بسند صحيح عند الصّادق (عليه السلام) قال : ما استخار الله عزّوجلّ عبد في أمر قط مائة مرّة يقف عند رأس الحُسين صلوات الله عليه ويقول : اَلْحَمْدُ للهِِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَسُبْحانَ اللهِ فيحمد الله ويهلّله ويسبّحه ويمجّده ويثنى عليه بما هو أهله ويستخيره مائة مرّة الاّ رماه اللهُ تبارك وتعالى بأخير الامرين . وعلى رواية اخرى يستخير الله مائة مرّة قائلاً : اَسْتَخيرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عافِيَة .
التّاسع عشر : روى الشّيخ الاجل الكامل أبو القاسم جعفر بن قولويه القمّي (رحمه الله)عن الصّادق صلوات الله عليه انّه قال : اذا زرتم أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) فألزموا الصّمت الاّ عن الخير، وانّ ملائكة اللّيل والنّهار من الحفظة يحضرون عند الملائكة الّذين هم في الحاير، ويصافحونهم فلا يجيبهم ملائكة الحائر من شدّة البكاء وهم ابداً يبكون ويندبون لا يفترون الاّ عند الزّوال وعند طلوع الفجر فالحفظة ينتظرون حين يحين الظّهر أو يطلع الفجر فيكالمونهم ويسألونهم عن امور من السّماء وهم لا يمسكون عن الدّعاء والبكاء فيما بين هاتين الفترتين .
وروي ايضاً عنه (عليه السلام) انّ الله تعالى قد وكّل على قبر الحسين صلوات الله عليه أربعة آلاف من الملائكة شعث غبر على هيئة اصحاب العزاء يبكون عليه من طلوع الفجر الى الزّوال فاذا زالت الشّمس عرجوا وهبط مثلهم يبكون الى طلوع الفجر، والاحاديث في ذلك كثيرة ويبدو من هذه الاحاديث استحباب البكاء عليه في ذلك الحرم الطّاهر بل الجدير أن يعد البكاء عليه والرّثاء له من اعمال تلك البُقعة المباركة الّتي هي بيت الاحزان للشّيعة الموالين، ويستفاد من حديث صفوان عن الصّادق (عليه السلام) انّه لا يهنأ للمرء أكله وشربه لو اطّلع على تضرّع الملائكة الى الله تعالى في اللّعن على قتلة امير المؤمنين والحسين (عليهما السلام) ، ونياح الجنّ عليهما وبكاء الملائكة الّذين هم حول ضريح الحسين (عليه السلام) وشدّة حزنهم . وفي حديث عبد الله بن حماد البصري عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه انّه قال : بلغني انّ قوماً يأتون من نواحي الكوفة وناساً من غيرهم ونساء يندبنه فمن بين قاريء يقرأ وقاص يقصّ أي يذكر المصائب ونادب يندب وقائل يقول المراثي ، فقلت له : نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف ، فقال : الحمد لله الَّذي جعل في النّاس من يفد الينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدوّنا من يطعن عليهم من قرابتنا أو غيرهم يهدون بهم ويقبّحون ما يصنعون .
وقد ورد في أوائل هذا الحديث انّه يبكيه من زاره ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر الى قبر ابنه عند رجليه في ارض فلاة ولا حميم قربة، ولا قريب، ثمّ منع الحقّ وتوازر عليه أهل الرّدة حتّى قتلوه وضيّعوه وعرضوه للسّباع، ومنعوه شرب ماء الفرات الَّذي يشربه الكلاب وضيّعوا حقّ رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّته به وبأهل بيته .
وروى ايضاً ابن قولويه عن حارث الاعور عن امير المؤمنين صلوات الله عليه انّه قال : بأبي واُمّي الحسين الشّهيد خلف الكوفة، والله كأنّي أرى وحُوش الصّحراء من كلّ نوع قد مدّت اعناقها على قبره تبكي عليه ليلها حتّى الصّباح فاذا كان كذلك فايّاكم والجفاء، والاخبار في ذلك كثيرة .
العشرون : قال السّيد ابن طاوُس (رحمه الله) يستحبّ للمرء اذا فرغ من زيارته (عليه السلام)وأراد الخروج من الرّوضة المقدّسة أن ينكبّ على الضّريح ويُقبّله ويقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ الظَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَريبَ الْغُرَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّع لا سَئِم وَلا قال، فَاِنْ اَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَة، وَاِنْ اُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَن بِما وَعَدَ اللهُ الصّابِرينَ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ اللهُ الْعَوْدَ اِلى مَشْهَدِكَ وَالْمَقامَ بِفَنائِكَ وَالْقِيامَ فِي حَرَمِكَ وَاِيّاهُ اَسْألُ اَنْ يُسْعِدَني بِكُمْ وَيَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...