بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

مما يختص بشهر رجب

اعمال النصف من رجبليلة النصف من رجب

عمل ليلة النصف من رجب، غير ما قدمناه‏
وجدنا ذلك في الروايات الشاهدات للسعاداتبالعبادات بإسناد محمد بن علي الطرازي،فقال ما هذا لفظه:
أبو محمد عبد اللّه بن الحسين بن يعقوبالفارسي رضي اللّه عنه ببغداد، قال: حدثنامحمد بن علي بن معمر، قال: حدثنا حمدان بنالمعافى، قال: حدثنا عبد اللّه بن نجران،عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد اللّه قال:
قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام: تصلّي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرركعة، تسلّم بين كلّ ركعتين، تقرء في كلّركعة أمّ الكتاب اربع مرات و سورة الإخلاصأربعاً و سورة الفلق اربع مرات، و سورةالناس اربع مرات و آية الكرسي أربع مرات، و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِالْقَدْرِ» اربع مرات، ثم تشهد و تسلّم وتقول بعد الفراغ بعقب التسليم اربع مرات:اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِشَيْئاً وَ لا اتَّخِذُ مِنْ دُونِهِوَلِيّاً، ثم ادع بما أحببت.


ليلة النصف من رجب‏
وجدنا ذلك مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله بما هذا لفظه و مقاله: روي عن النبيصلّى الله عليه وآله قال: إذا كان ليلةالنّصف من رجب أمر اللّه تعالى خزّانديوان الخلائق و كتبة أعمالهم، فيقول لهم:انظروا في ديوان عبادي و كلّ سيئةوجدتموها فامحوها و بدّلوها حسنات.


فضل أيام البيض من رجب و لياليها
وجدناه في المنقول عن الرسول صلّى اللهعليه وآله انه قال: من صام ثلاثة أيام منرجب و قام لياليها في أوسطه ثلاث عشرة واربع عشرة و خمس عشرة، و الذي بعثني بالحقانه لا يخرج من الدنيا إلّا بالتوبةالنّصوح، و يغفر له بكلّ يوم صامه سبعونكبيرة، و يقضى له سبعون حاجة عند الفزعالأكبر، و سبعون حاجة إذا دخل قبره، وسبعون حاجة إذا خرج من قبره، و سبعون حاجةإذا نصب الميزان، و سبعون حاجة عندالصراط، و كأنّما عتق بكل يوم يصومه سبعينمن ولد إسماعيل، و كأنّما ختم القرآنسبعين ألف مرة، و كأنّما رابط في سبيلاللّه سبعين سنة، و كأنّما بني سبعينقنطرة في سبيل اللّه، و شفّع في سبعين منأهل بيته ممّن وجبت له النار، و بني له فيجنات الفردوس سبعون ألف مدينة، في كلمدينة سبعون ألف قصر، في كل قصر ألف حوراء،و لكل حوراء سبعون ألف خادم.
و روينا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي فيما رواه عن الصادق عليه السلامقال: من صام أيام البيض من رجب كتب اللّه لهبكلّ يوم صيام سنة و قيامها، و وقف يومالقيامة موقف الآمنين.

صلاة أخرى في ليلةالنصف من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي بإسناده إلى داود بن سرحان عنالصادق عليه السلام قال: تصلّي ليلة النصفمن رجب اثنتي عشرة ركعة، تقرء في كلّ ركعةالحمد و سورة،
فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك الحمد والمعوذتين و سورة الإخلاص و آية الكرسيأربع مرات، و تقول بعد ذلك: سُبْحانَاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ- اربعمرات، ثم تقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لااشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، ما شاءَ اللَّهُ لاحَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِالْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

صلاة في ليلة النصفأيضاً برواية أخرى‏
رأينا ذلك من جملة حديث عن النبي صلّىالله عليه وآله بما معناه:
انّ من صلّى فيها ثلاثين ركعة بالحمد و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات لميخرج من صلاته حتّى يعطى ثواب سبعينشهيداً و يجي‏ء يوم القيامة و نوره يضي‏ءلأهل الجمع، كما بين مكة و المدينة، وأعطاه اللّه براءة من النار و براءة منالنفاق و يرفع عنه عذاب القبر.

صلاة ليلة النصف من رجب:
أقول: و وجدت في رواية بإسناد متصل إلىالنبي صلّى الله عليه وآله:
من صلّى ليلة خمس عشر من رجب ثلاثين ركعة،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، أعتقهاللّه من النار و كتب له بكلّ ركعة عبادةأربعين شهيداً و أعطاه اللّه بكلّ آيةاثنى عشر نوراً و بني له بكلّ مرّة يقرأ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» اثنى عشرمدينة من مسك و عنبر، و كتب اللّه له ثوابمن صام و صلّى في ذلك الشهر من ذكر و أنثى،فان مات ما بينه و بين السنة المقبلة ماتشهيدا و وقي فتنة القبر.
ينبغي في إحياءهذه الليلة و العناية بها و الخاتمة لها
اعلم انّه إذا كانت هذه ليلة النّصف علىما أشرنا إليه، و دلّنا اللّه جلّ جلاله عليه‏ من عظيم فضلها و شرف محلّها، فينبغي انيكون المصدّق للّه و الرسول الموافقللإقبال و القبول على قدم المراقبة طولليلة و الاعتراف للّه جلّ جلاله بالمنّةالعظيمة في استصلاحه لخدمته و عبادته، ويصحبها حضور القلب بين يدي الربّ مشغولالخاطر و السرائر و الظواهر بمجالسةمولاه، مالك الأوائل و الأواخر، واجداًانس المحاضرة و لذّة المحاورة و شرفالمجاورة.
و إذا قرب طلوع فجرها وطئ بساط برّهافيقبل على اللّه جلّ جلاله بالإخلاص ويسلّم عمله إلى من كان ضيفاً من أهلالاختصاص، و يتوجّه بهم باللّه العظيم وبمقامه الكريم في ان يتمّموا نقص أعماله ويعظّموا مقام إقباله و يظفروه بتمامآماله.

أسرار استقبال يومالنصف من رجب‏
اعلم انّ هذا اليوم فيه من الأسرار وإطلاق المبارّ و غنى أهل الأعمار و جبر أهلالانكسار ما قد تضمّنه صريح الاخبار،فابسط عند استقباله كفّ التعرّض لمواهبه ونواله، و أقبل بوجهه قلبك على عظمة ربك، وانظر بعين بصيرتك إلى من رفع قدرك و أحضركلسعادتك و أطلقك من عقال الذنوب و قيودالعيوب، و إذن لك في كلّ مطلوب و ان تسألهجمع شملك بكلّ أمر محبوب و اخلع لباسالكسالة، و أفكر انّك بحضرة مالك الجلالة،و على مائدة ضيافة صاحب الرسالة، و لعلك لاتبلغ إلى سنة أخرى و يوم مثله، فإيّاك أنتفرط فيما جعلك اللّه أهلًا أن تطلبه منفضله.
أقول: و رأيت في حديث بإسناد متّصل إلى ابن عباسقال: قال آدم عليه السلام: يا رب أخبرنيبأحبّ الأيام إليك و أحب الأوقات؟ فأوحىاللّه تبارك و تعالى إليه: يا آدم أحبّالأوقات إلىّ يوم النصف من رجب، يا آدمتقرب اليّ يوم النصف من رجب بقربان و ضيافةو صيام و دعاء و استغفار و قول: لا إله إلّااللَّه،
يا آدم انّي قضيت فيما قضيت و سطرت فيماسطرت انّي باعث من ولدك نبيّاً لا فظّ و لاغليظ و لا سخّاب في الأسواق، حليم رحيمكريم عظيم البركة، أخصّه و أمّته بيومالنصف من رجب، لا يسألوني فيه شيئاً إلّاأعطيتهم، و لا يستغفروني الّا غفرت لهم، ولا يسترزقوني الّا رزقتهم، و لا يستقيلونيالّا اقلتهم، و لا يسترحموني الّا رحمتهم.
يا آدم من أصبح يوم النصف من رجب صائماًذاكراً خاشعاً حافظاً لفرجه متصدّقاً منماله لم يكن له جزاء عندي إلّا الجنّة، ياآدم قل لولدك ان يحفظوا أنفسهم في رجب فإنّالخطيئة فيه عظيمة.

فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم النصف من رجب‏
اعلم انّنا قد أردنا تقديمها في أول وظائفهذا اليوم السعيد لأنّنا رأينا موسمهامهملًا عند كثير من العبيد، فأردناالدلالة و التنبيه عليها و الحثّ علىالمبادرة إليها.
فروينا بإسنادنا إلى الشيخ المعظّم محمدبن أحمد بن داود القمي بإسناده إلى الحسنبن محبوب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: في أيّشهر نزور الحسين عليه السلام؟ قال: فيالنصف من رجب و النصف من شعبان.
و روينا بإسنادنا إلى محمد بن داود القميأيضاً بإسناده في كتابه المسمّى بكتابالزيارات و الفضائل إلى أحمد بن هلال، عنأحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أباالحسن الرضا عليه السلام أيّ الأوقات أفضلأن نزور فيه الحسين عليه السلام؟ قال: النصف من رجب و النصف من شعبان.
أقول: و حسبك تنبيهاً على تعظيم زيارةالنصف من رجب انّها تضاف إلى زيارة النصفمن شعبان، و سيأتي في ثواب زيارة النصف منشعبان ما يدلّك على انّ زيارة النصف من رجبعلى غاية من علوّ الشأن.
أقول: و امّا ما يزار به الحسين صلواتاللّه عليه في هذا النصف من رجب المشارإليه، فانّني لم أقف على لفظ متعيّن له إلىالآن، فيزار بالزيارة المختصّة بشهر رجبالتي قدّمناها في عمل أوّل ليلة منه،ففيها بلاغ لهذا الميقات و الأوان، و انشاء فيزوره بالزيارات المرويّة لكلّ زمانأو لكلّ امام حيث كان.

صلاة عشر ركعات فينصف رجب‏
من رواية سلمان رضوان اللّه عليه عن النبيصلوات اللّه عليه و آله، و هي: و صلّ في وسطالشهر عشر ركعات تقرء في كلّ ركعة فاتحةالكتاب و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاثمرات، فإذا سلّمت فارفع يديك إلى السماء وقل:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،إِلهاً واحِداً أَحَداً صَمَداً فَرْداًلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً.ثم امسح بهما وجهك.

صلاة أربع ركعات يومالنصف من رجب و دعائها
مرويّة عن أبي عبد اللّه عليه السلام انهقال: دخل عدي بن ثابت الأنصاري على‏
أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النصفمن رجب و هو يصلّي، فلمّا اسمع حسّه أومئبيده إلى خلفه ان وقف، قال عدي: فوقفتفصلّى اربع ركعات لم أر أحداً صلّاها قبلهو لا بعده، فلمّا سلّم بسط يده و قال:
اللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ وَيا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتَكَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، وَلَوْ لا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَالْهالِكِينَ، وَ أَنْتَ مُؤَيِّدِيبِالنَّصْرِ عَلى‏ أَعْدائِي، وَ لَوْ لانَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَالْمَفْضُوحِينَ.
يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْمَعادِنِها وَ مُنْشِئ الْبَرَكَةِ مِنْمَواضِعِها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُبِالشُّمُوخِ وَ الرَّفْعَةِ،فَاوْلِياءُهُ بِعِزَّةِيَتَعَزَّزُونَ، يا مَنْ وَضَعَتْ لَهُالْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى‏أَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِن سَطَواتِهِخائِفُونَ.
أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِياشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِياشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِياسْتَوَيْتَ بِها عَلى‏ عَرْشِكَ،فَخَلَفْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ،فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ، انْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ اهْلِ بَيْتِهِ.
قال: ثم تكلم بشي‏ء خفي عنّي ثم التفتاليّ فقال: يا عدي أسمعت؟ قلت:
نعم، قال: احفظت؟ قلت: نعم، قال: ويحكاحفظه و أعربه فوالذي فلق الحبّة و نصبالكعبة و برء النسمة ما هو عند أحد من أهلالأرض و لا دعا به مكروب الّا نفس اللّهكربته.

ذكر صلاة أخرى في النصف من رجب:
وجدتها في عمل رجب بإسناد متّصل إلى النبيعليه السلام:
ان من صلّى في النصف من رجب يوم خمسة عشرعند ارتفاع النهار خمسين ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرة و «قُلْ أَعُوذُبِرَبِّ الْفَلَقِ» مرة و «قُلْ أَعُوذُبِرَبِّ النَّاسِ» مرة، خرج من ذنوبه كيومولدته أمّه، و حشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيين و لا يعذب في القبرو يرفع عنه ضيق القبر و ظلمته و قام من قبرهو وجهه يتلألأ.

دعاء يوم النصف منرجب الموصوف بالإجابة و ما فيه من صفاتالإنابة
اعلم أنّ هذا الدّعاء الّذي نذكره في هذاالفصل دعاء عظيم الفضل، معروف بدعاء أمّداود، و هي جدّتنا الصالحة المعروفة بأمخالد البربرية، أمّ جدّنا داود بن الحسنبن الحسن ابن مولانا عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام، و كان خليفة ذلكالوقت قد خافه على خلافته، ثمّ ظهر لهبراءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي‏
طالب الّذين قبض عليهم، و سيأتي شرح حالقبضها ولدها جدّنا داود، و حديث الدعاءالّذي استجابه اللّه جلّ جلاله منها رضياللّه عنها، و جمع شملها به، بعد بعدالعهود.
فأما حديث أنّها أمّ داود جدّنا، و أنّاسمها أم خالد البربريّة كمل اللّه لهامراضيه الإلهيّة، فإنّه معلوم عندالعلماء و متواتر بين الفضلاء.
منهم أبو نصر سهل بن عبد اللّه البخاريالنسّابة فقال في كتاب سرّ أنسابالعلويّين ما هذا لفظه: و أبو سليمان داودبن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه السلام أمّه أمّ ولد تدعا أمّ خالدالبربرية.
أقول: و كتب الأنساب و غيرها من الطرقالعلية قد تضمّنت وصف ذلك على الوجوهالمرضيّة.
و أما حديث أنّ جدّتنا هذه أمّ داود، و هيصاحبة دعاء يوم النصف من رجب، فهو أيضا منالأمور المعلومات عند العارفين بالأنسابو الروايات، و لكنّا نذكر منه كلمات عنأفضل علماء الأنساب في زمانه عليّ بنمحمّد العمري تغمّده اللّه بغفرانه فقالفي الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه:
و ولد داود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بنأبي طالب عليه السلام أمّه أمّ ولد، و كانتامرأة صالحة، و إليها ينسب دعاء أمّ داود.
قال شيخ الشرف في كتاب تشجير تهذيبالأنساب أيضاً، و نقلته من خطّه عند ذكرجدّنا داود ما هذا لفظه: لامّ ولد، إليهاينسب دعاء أمّ داود.
و قال ابن ميمون النسابة الواسطيّ فيمشجّره إلى ذكر جدّتنا أمّ داود: أنّهاتكنى أمّ خالد، إليها يعزى دعاء أم داود.

و أما رواية هذا دعاء يوم النصف من رجب:
فانّنا رويناه عن خلق كثير قد تضمّن ذكرأسمائهم كتاب الإجازات فيما يخصّني منالإجازات بطرقهم المؤتلفة و المختلفة.
و هو دعاء جليل مشهور بين أهل الرّوايات،و قد صار موسماً عظيماً في يوم النصف منرجب معروفاً بالإجابات و تفريج الكربات، ووجدت في بعض طرق من يرويه زيادات، و سوفأذكر أكمل روايته احتياطاً للظفر بفائدته.
فمن الرواة من يرفعه إلى مولانا موسى بنجعفر الكاظم صلوات اللّه عليه، و منهم منيرويه عن أم داود جدّتنا رضوان اللّهعليها و عليه.
فمن الروايات في ذلك‏ أنّ المنصور لمّا حبس عبد اللّه بن الحسنو جماعة من آل أبي طالب و قتل ولديهمحمّداً و إبراهيم، أخذ داود بن الحسن بنالحسن- و هو ابن داية أبي عبد اللّه جعفر بنمحمّد الصّادق صلوات اللّه عليه، لأنّ أمّداود أرضعت الصّادق عليه السلام منها بلبنولدها داود- و حمله مكبلًا بالحديد.
قالت أمّ داود: فغاب عنّي حينا بالعراق ولم أسمع له خبرا، و لم أزل أدعو و أتضرّعإلى اللّه جلّ اسمه و أسأل إخواني من أهلالديانة و الجدّ و الاجتهاد أن يدعو اللّهتعالى لي و أنا في ذلك كلّه لا أرى في دعائيالإجابة.
فدخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّدصلوات اللّه عليه يوماً أعوده من علّةوجدها، فسألته عن حاله و دعوت له فقال لي:يا أمّ داود! ما فعل داود، و كنت قد أرضعتهبلبنه؟ فقلت: يا سيّدي؟ و أين داود و قدفارقني منذ مدّة طويلة و هو محبوسبالعراق، فقال: و أين أنت عن دعاءالاستفتاح، و هو الدّعاء الّذي تفتح لهأبواب السماء، و يلقى صاحبه الإجابة منساعته، و ليس لصاحبه عند اللّه تعالى جزاءإلَّا الجنّة، فقلت له: كيف ذلك يا ابنالصادقين؟ فقال لي: يا أمّ داود قد دنا الشهر الحرامالعظيم شهر رجب، و هو شهر مسموع فيهالدّعاء، شهر اللّه الأصمّ، فصوميالثلاثة الأيّام البيض، و هو يوم الثالثعشر و الرابع عشر، و الخامس عشر، و اغتسليفي يوم الخامس عشر وقت الزوال و صلّىالزوال ثماني‏
ركعات و في إحدى الروايات: تحسّني قنوتهنّو ركوعهنّ و سجودهن.
ثمّ صلّى الظهر و تركعين بعد الظهر، وتقولين بعد الركعتين: يا قاضِيَ حَوائِجِالسَّائِلِينَ مائة مرّة، ثمّ تصلّين بعدذلك ثماني ركعات- و في رواية أخرى: تقرءينفي كلّ ركعة، يعني من نوافل العصر بعدالفاتحة ثلاث مرّات «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» و سورة الكوثر مرّة- ثمّ صلّىالعصر.
و لتكن صلاتك في ثوب نظيف و اجتهدي أن لايدخل عليك أحد يكلّمك، و في رواية: و إذافرغت من العصر فالبسي اطهر ثيابك، و اجلسيفي بيت نظيف على حصير نظيف، و اجتهدي أن لايدخل عليك أحد يشغلك.
ثمّ استقبلي القبلة و اقرئي الحمد مائةمرّة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائةمرّة و آية الكرسي عشر مرّات، ثم اقرئيسورة الأنعام و بني إسرائيل و سورة الكهف ولقمان و يس و الصّافات، و حم السجدة و حمعسق و حم الدخان، و الفتح و الواقعة و سورةالملك و ن و القلم، و إذا السّماء انشقّت وما بعدها إلى آخر القرآن، و إن لم تحسنيذلك و لم تحسني قرائته من المصحف كرّرت«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ألف مرّة.
قال شيخنا المفيد: إذا لم تحسن قراءةالسور المخصوصة في يوم النصف من رجب أو لمتطق قراءة ذلك فلتقرء الحمد مائة مرّة وآية الكرسي عشر مرّات ثمّ تقرء الإخلاصألف مرّة.
و أقول: و رأيت في بعض الروايات، و يحتملأن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون علىحال سفر أو في شي‏ء من المهمات، فيجزيهقراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائةمرّة.
ثمّ قال الصّادق عليه السلام في إحدىالروايات: فإذا فرغت من ذلك و أنت مستقبلالقبلة فقولي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،صَدَقَ اللَّهُ [الْعَلِيُ‏] الْعَظِيمُ،الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ذُوالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، الرَّحْمنُالرَّحِيمُ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ،الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، الْبَصِيرُالْخَبِيرُ، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاإِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِلا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ، انَّ الدِّينَ عِنْدَاللَّهِ الإِسْلامُ وَ بَلَّغَتْرُسُلُهُ الْكِرامُ، وَ أَنَا عَلى‏ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ لَكَالْمَجْدُ، وَ لَكَ الْعِزُّ، وَ لَكَالْقَهْرُ، وَ لَكَ النِّعْمَةُ، وَ لَكَالْعَظَمَةُ، وَ لَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَ لَكَ السُّلْطانُ،وَ لَكَ الْبَهاءُ، وَ لَكَ الامْتِنانُ،وَ لَكَ التَّسْبِيحُ، وَ لَكَالتَّقْدِيسُ، وَ لَكَ التَّهْلِيلُ، وَلَكَ التَّكْبِيرُ، وَ لَكَ ما يُرى‏، وَلَكَ ما لا يُرى‏، وَ لَكَ ما فَوْقَالسَّماواتِ الْعُلْى، وَ لَكَ ما تَحْتَالثَّرى‏، وَ لَكَ الْأَرَضُونَالسُّفْلى‏، وَ لَكَ الاخِرَةُ وَالأُولى، وَ لَكَ ما تَرْضى‏ بِهِ مِنَالثَّناءِ وَ الْحَمْدِ وَ الشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ جَبْرئِيلَأَمِينِكَ عَلى‏ وَحْيِكَ وَ الْقَوِيِّعَلى‏ أَمْرِكَ، وَ الْمُطاعِ فِيسَماواتِكَ، وَ مَحالِّ كَراماتِكَ،النَّاصِرِ لِأَوْلِيائِكَ الْمُدَمِّرِلِأَعْدائِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مِيكائِيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعِينِ لِأَهْلِطاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ إِسْرافِيلَحامِلِ عَرْشِكَ، وَ صاحِبِ الصُّورِ،الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ وَ الْوَجِلِالْمُشْفِقِ مِنْ خِيفَتِكَ، اللَّهُمَّصَلِّ عَلى‏ عِزْرائِيلَ مَلَكِالرَّحْمَةِ، الْمُوَكَّلِ عَلى‏عَبِيدِكَ وَ إِمائِكَ، الْمُطِيعِ فِيأَرْضِكَ وَ سَمائِكَ، قابِضِ أَرْواحِجَمِيعِ خَلْقِكَ بِأَمْرِكَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ حَمَلَةِالْعَرْشِ الطَّاهِرِينَ، وَ عَلَىالسَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِالطَّيِّبِينَ، وَ عَلى‏ مَلائِكَتِكَالْكِرامِ الْكاتِبِينَ، وَ عَلى‏مَلائِكَةِ الْجِنانِ وَ خَزَنَةِالنيرانِ، وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَالْأَعْوانِ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ أَبِينا آدَمَبَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُبِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَ أَبَحْتَهُجَنَّتِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏أُمِّنا حَوَّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَالرِّجْسِ الْمُصَفَّاةِ مِنَالدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَالانْسِ، الْمُتَرَدَّدَةِ بَيْنَمَحالِّ الْقُدُسِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ هابِيلَ وَ شيثَوَ إِدْرِيسَ، وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَصالِحٍ، وَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَوَ إِسْحاقَ، وَ يَعْقُوبَ وَ يُوسُفَ وَالْأَسْباطَ، وَ لُوطٍ وَ شُعَيْبٍ، وَأَيُّوبَ وَ مُوسى‏ وَ هارُونَ، وَيُوشَعَ وَ مِيشا وَ الْخِضْرَ وَ ذِيالْقَرْنَيْنِ، وَ يُونُسَ وَ إِلْياسَ،وَ الْيَسَعَ وَ ذِي الْكِفْلِ، وَطالُوتَ وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ، وَزَكَرِيّا وَ شَعْيا وَ يَحْيى‏، وَتُورَخَ وَ مَتّى‏ وَ إِرْمِيا وَحَيْقُوقَ، وَ دانِيالَ وَ عُزَيْرٍ وَعِيسى‏ وَ شَمْعُونَ وَ جِرْجِيسَ، وَالْحَوارِيِّينَ وَ الْأَتْباعِ وَخالِدٍ وَ حَنْظَلَةٍ وَ (لُقْمانَ).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَ بارِكْ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، كَماصَلَّيْتَ وَ رَحِمْتَ وَ بارَكْتَ عَلى‏إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَحَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَوْصِياءِوَ السُّعَداءِ وَ الشُّهَداءِ وَأَئِمَّةِ الْهُدى‏، اللَّهُمَّ صَلِّعَلَى الْأَبْدالِ وَ الْأَوْتادِ وَالسُّيَّاحِ وَ الْعُبَّادِ وَالْمُخْلِصِينَ وَ الزُّهّادِ، وَ أَهْلِالْجِدِّ وَ الاجْتِهادِ، وَ اخْصُصْمُحَمَّداً وَ أَهْلَ بَيْتِهِبِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَ أَجْزَلِكَرامَاتِكَ، وَ بَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَ سَلاماً،وَ زِدْهُ فَضْلًا وَ شَرَفاً وَإِكْراماً، حَتّى‏ تُبَلِّغَهُ أَعْلى‏دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَالنَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَالْأَفاضِلِ الْمُقَرَّبِينَ.
اللَّهُمَّ وَ صَلِّ عَلى‏ مَنْسَمَّيْتُ وَ مَنْ لَمْ اسَمِّ، مِنْمَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَ أَهْلِ طاعَتِكَ، وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَ إِلى‏أَرْواحِهِمْ، وَ اجْعَلْهُمْ إِخْوانِيفِيكَ وَ أَعْوانِي عَلى‏ دُعائِكَ،اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَإِلَيْكَ، وَ بِكَرَمِكَ إِلى‏كَرَمِكَ، وَ بِجُودِكَ إلى‏ جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إلى‏ رَحْمَتِكَ، وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ.
وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِكُلِّ مَاسَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ، مِنْمَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ مَسْمُوعَةٍغَيْرِ مَرْدُودَةٍ، وَ بِما دَعَوْكَبِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِمُخَيَّبَةٍ.
يا اللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ، ياحَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَظِيمُ، ياجَلِيلُ يا مُنِيلُ، يا جَمِيلُ ياكَفِيلُ يا وَكِيلُ يا مُقِيلُ، يامُجِيرُ يا خَبِيرُ، يا مُنِيرُ يامُبِيرُ، يا مَنِيعُ يا مُدِيلُ يامُجِيلُ، يا كَبِيرُ يا قَدِيرُ، يابَصِيرُ يا شَكُورُ، يا بَرُّ يا طُهْرُ،يا طاهِرُ يا قاهِرٌ، يا ظاهِرٌ يا باطِنٌ.
يا ساتِرُ يا مُحِيطُ، يا مُقْتَدِرُ ياحَفِيظُ، يا مُجِيرُ يا قَرِيبُ، ياوَدُودُ يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ، يامُبْدِئُ يا مُعِيدُ يا شَهِيدُ، يامُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يامُفْضِلُ، يا قابِضُ يا باسِطُ، يا هادِييا مُرْسِلُ، يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ،يا مُعْطِي يا مانِعُ، يا دافِعُ يارافِعُ.
يا باقِي يا واقِي يا خَلّاقُ يا وَهّابُيا تَوّابُ، يا فَتّاحُ يا نَفَّاحُ يامُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّمِفْتاحٍ، يا نَفّاعُ يا رَؤُوفُ ياعَطُوفُ، يا كافِي يا شافِي، يا مُعافِييا مُكافِئ، يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ، ياعَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ، ياسَلامُ يا مُؤْمِنُ.
يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا نُورُ يامُدَبِّرُ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ ياقُدُّوسُ، يا ناصِرُ يا مُونِسُ، ياباعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ، يابادِئُ يا مُتَعالِي، يا مُصَوِّرُ يامُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ، يا قائِمُ يادائِمُ يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ يا جَوادُيا بارِئُ، يا بارُّ يا سارُّ، يا عَدْلُ‏
يا فاضِلُ يا دَيّانُ، يا حَنّانُ يامَنّانُ.
يا سَمِيعُ يا بَدِيعُ يا خَفِيرُ يامُغَيِّرُ يا مُفْتِي يا ناشِرُ يا غافِرُيا قَدِيمُ، يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ،يا مُمِيتُ يا مُحْيِي، يا رافِعُ يارازِقُ يا مُقْتَدِرُ، يا مُسَبِّبُ يامُغِيثُ، يا مُغْنِي يا مُقْنِي، ياخالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ ياجابِرُ يا حافِظُ، يا شَدِيدُ يا غِياثُيا عائِذُ يا قابِضُ.
و في بعض الرّوايات: يا مُنِيبُ يامُبِينُ يا طاهِرُ يا مُجِيبُ يامُتَفَضِّلُ يا مُسْتَجِيبُ، يا عادِلُيا بَصِيرُ، يا مُؤَمَّلُ يا مُسَدِّدُ،يا أَوّابُ يا وافِي، يا راشِدُ يا مَلِكُيا رَبُّ، يا مُعِزُّ يا مُذِلُّ، ياماجِدُ يا رازِقُ، يا وَلِيُّ يا فاضِلُيا سُبْحانُ.
يا مَنْ عَلى‏ فَاسْتَعْلى‏، فَكانَبِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى، يا مَنْقَرُبَ فَدَنا، وَ بَعُدَ فَنَأى‏، وَعَلِمَ السِّرَّ وَ أَخْفى، يا مَنْإِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَ لَهُالْمَقادِيرُ، يا مَنِ الْعَسِيرُعَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ، يا مَنْ هُوَعَلى‏ ما يَشاءُ قَدِيرٌ.
يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَالإِصْباحِ، يا باعِثَ الْأَرْواحِ، ياذَا الْجُودِ وَ السِّماحِ يا رادَّ ماقَدْ فاتَ، يا ناشِرَ الْأَمْواتِ، ياجامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُوَ فاعِلَ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَ ياذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، يا حَيُّ ياقَيُّومُ، يا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ، ياحَيُّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى‏، يا حَيُّلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِيعُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ.
يا إِلهِي صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ بارِكْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَ رَحِمْتَ عَلى‏ إِبْراهِيمَوَ آلِ‏
إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،وَ ارْحَمْ ذُلِّي وَ فاقَتِي وَ فَقْرِي،وَ انْفِرادِي وَ وَحْدَتِي، وَ خُضُوعِيبَيْنَ يَدَيْكَ، وَ اعْتِمادِي عَلَيْكَوَ تَضَرُّعِي إِلَيْكَ.
أَدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ، الذَّلِيلِالْخاشِعِ، الْخائِفِ الْمُشْفِقِ،الْبائِسِ الْمَهِينِ الْحَقِيرِ،الْجائِعِ الْفَقِيرِ، الْعائِذِالْمُسْتَجِيرِ، الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ،الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ، الْمُسْتَكِينِلِرَبِّهِ، دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُثِقَتُهُ، وَ رَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ، وَعَظُمَتْ فُجْعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍحَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ، بائِسٍمِسْكِينٍ، بِكَ مُسْتَجِيرٍ.
اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ وَ أَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍيَكُونُ، وَ أَنَّكَ عَلى‏ ما تَشاءُقَدِيرٌ، وَ أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَاالشَّهْرِ الْحَرامِ، وَ الْبَيْتِالْحَرامِ وَ الْبَلَدِ الْحَرامِ وَالرُّكْنِ وَ الْمَقامِ، وَ الْمَشاعِرِالْعِظامِ، وَ بِحَقِّ نَبِيِّكَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلامُ.
يا مَنْ وَهَبَ لادَمَ شيثَ، وَلِابْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ،وَ يا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى‏يَعْقُوبَ، وَ يا مَنْ كَشَفَ بَعْدَالْبَلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ، وَ يا رادَّمُوسى‏ عَلى‏ امِّهِ، وَ زائِدَالْخِضْرِ فِي عِلْمِهِ، وَ يا مَنْوَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيّا يَحْيى‏، وَ لِمَرْيَمَعِيسى‏، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسى‏ عَنْوالِدَتِهِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنْتَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها، وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ، وَ تُوجِبَلِي رِضْوانَكَ وَ أَمانَكَ وَإِحْسانَكَ وَ غُفْرانَكَ وَ جِنانَكَ،وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلِّحَلْقَةِ ضِيقٍ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْيُؤْذِينِي، وَ تَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ،وَ تُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ لِي كُلِّ عَسِيرٍ، وَتَخْرُسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ،وَ تَكُفَّ عَنِّي كُلِّ باغٍ وَ تَكْبِتَعَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَ حاسِدٍ، وَتَمْنَعَ عَنِّي كُلَّ ظالِمٍ، وَتَكْفِيَنِي كُلَّ عائِقٍ يَحُولُبَيْنِي وَ بَيْنَ وَلَدِي
وَ يُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَ يُثَبِّطَنِي عَنْعِبادَتِكَ.
يا مَنْ أَلْجَمَ الْجِنَّالْمُتَمَرِّدِينَ، وَ قَهَرَ عُتاةَالشَّياطِينَ، وَ أَذَلَّ رِقابَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَ رَدَّ كَيْدَالْمُتَسَلِّطِينَ عَنِالْمُسْتَضْعَفِينَ، أَسْأَلُكَبِقُدْرَتِكَ عَلى‏ ما تَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُأَنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتِي فِيماتَشاءُ.
ثمّ اسجدي على الأرض و عفّري خديك و قولي:«اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ بِكَآمَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلِّي وَ فاقَتِي وَاجْتِهادِي وَ تَضَرُّعِي وَ مَسْكَنَتِيوَ فَقْرِي إِلَيْكَ يا رَبِّ».
و اجتهدي أن تسحّ عيناك و لو بقدر رأسالذّبابة دموعاً، فانّ ذلك علامة الإجابة.
أقول: هذه سجدة إحدى الرّوايات، و إذا كانموضع الإجابة، و هو في محلّ السّجود،فينبغي أن يستظهر في بلوغ المقصود، بذكرما رأيناه أو رويناه من اختلاف القول فيسجدة هذه الدّعوات.
رواية أخرى في سجدة دعاء أمّ داود، ما هذالفظها: ثمّ اسجدي على الأرض و عفّري خدّيكو قولي: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلِّي وَكَبْوَتِي لِحَرِّ وَجْهِي، وَ فَقْرِيوَ فاقَتِي»، و اجتهدي في الدّعاء أن تسحّعيناك و لو قدر رأس الإبرة فإنّ ذلك علامةالإجابة إن شاء اللّه.
رواية أخرى في سجدة هذا الدّعاء ما هذالفظه: ثمّ اسجدي على الأرض و عفّري خدّيك وقولي:
«اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ بِكَآمَنْتُ فَارْحَمْ ذُلِّي وَ خُضُوعِيبَيْنَ يَدَيْكَ،
وَ فَقْرِي وَ فاقَتِي إِلَيْكَ، وَارْحَمْ انْفِرادِي وَ خُشُوعِي وَاجْتِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ، اللَّهُمَّ بِكَأَسْتَفْتِحُ وَ بِكَ أَسْتَنْجِعُ وَبِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ.
اللَّهُمَّ سَهِّلْ لِي كُلَّحُزُونَةٍ، وَ ذَلِّلْ لِي كُلَّصُعُوبَةٍ، وَ أَعْطِنِي مِنَ الْخَيْرِأَكْثَرَ مِمَّا أَرْجُو وَ عافِنِي مِنَالشَّرِّ، وَ اصْرِفْ عَنِّي السُّوءَ.
ثمّ قولي مائة مرّة: يا قاضِيَ حَوائِجِالطَّالِبِينَ، اقْضِ حاجَتِيبِلُطْفِكَ يا خَفِي الْأَلْطافِ».
قال جعفر الصّادق عليه السلام: و اجتهديأن تسحّ عيناك و لو مقدار رأس الإبرةدموعاً، فإنّه علامة إجابة هذا الدّعاءبحرقة القلب و انسكاب العبرة، و احتفظيبما علّمتك.
رواية أخرى في سجدة هذا الدّعاء ما هذالفظها: ثمّ اسجدي على الأرض و عفّري خديكثمّ قولي في سجودك:
«اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَ لَكَصَلَّيْتُ وَ بِكَ آمَنْتُ وَ عَلَيْكَتَوَكَّلْتُ، وَ ارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَ خُضُوعِي وَ انْفِرادِي وَمَسْكَنَتِي وَ فَقْرِي وَ كَبْوَتِيلِوَجْهِكَ وَ إِلَيْكَ يا رَبِّ يارَبِّ».
و اجتهدي أن تسحّ عيناك و لو بقدر رأس ذبابدموعاً، فإنّ آية الإجابة لهذا الدّعاءحرقة القلب و انسكاب العبرة، و احفظي ماعلّمتك و احذري أن تعلّميه من يدعو بهالباطل، فانّ فيه اسم اللّه الأعظم الّذيإذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطي، فلوأنّ السّماوات و الأرض كانتا رتقاً والبحار من دونهما كان ذلك عند اللّه دونحاجتك لسهّل اللّه تعالى الوصول إلى ذلك،و لو أنَّ الجنّ و الإنس أعداؤك لكفاكاللّه مئونتهم و ذلّل رقابهم.
أقول: فإذا علمت ما ذكرنا من هذاالاحتياطات للعبادات و الاستظهار فيالرّوايات و السّجدات، و لم يسمح عقلكبالخضوع و لا قلبك بالخشوع، و لا عينكبالدّموع، فاشتغل بالبكاء على قساوةقلبك، و غفلتك عن ربّك و ما أحاط بك منذنبك، عن الطمع في قضاء حاجتك الّتيذكرتها في دعواتك، و بادر رحمك اللّه إلىمعالجة دائك و تحصيل شفائك، فأنت مدنفالمرض على شفاء و تب من كلّ ذنب، و اطلبالعفو ممّن عوّدك أنّك إذا طلبت العفو منهعفى.
أقول: و نحن نذكر تمام رواية جدنا أمّ داودرضوان اللّه عليهما ليعلم كيفيّة تفصيلإحسان اللّه جلّ جلاله إليهما، فلا تقنعلنفسك أن تكون معاملتك للّه جلّ جلاله وإخلاصك له و اختصاصك به و التوصّل فيالظّفر برحمته و إجابته دون امرأة، والنّساء رعايا للعقلاء، و الرّجالقوّامون على النساء، و قبيح بالرئيس أنيكون دون واحد من رعيّته.
فقالت أمّ جدّنا داود رضوان اللّه عليه:فكتبت هذا الدّعاء و انصرفت و دخل شهر رجبو فعلت مثل ما أمرني به- تعني الصّادق عليهالسلام- ثمّ رقدت تلك اللّيلة، فلما كان فيآخر اللّيل رأيت محمّداً صلّى الله عليهوآله و كلّ من صلّيت عليهم من الملائكة والنّبيّين، و محمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم يقول: يا أمّ داود أبشري و كلّ منترين من إخوانك- و في رواية أخرى: من أعوانكو إخوانك و كلّهم يشفعون لك، و يبشّرونكبنجح حاجتك و أبشري فإنّ اللّه تعالى حفظكو يحفظ ولدك و يردّه عليك.
قالت: فانتبهت فما لبثت إلّا قدر مسافةالطريق من العراق إلى المدينة للراكبالمجدّ المسرع العجل، حتّى قدم عليّ داود،فسألته عن حاله فقال: إِنّي كنت محبوسا فيأضيق حبس و أثقل حديد- و في رواية: و أثقلقيد- إلى يوم النّصف من رجب.
فلمّا كان اللّيل رأيت في منامي كأنّالأرض قد قبضت لي، فرأيتك على حصير صلاتك،و حولك رجال رءوسهم في السّماء، و أرجلهمفي الأرض يسبّحون اللّه تعالى‏
حولك، فقال لي قائل منهم حسن الوجه، نظيفالثوب، طيّب الرائحة خلت جدّي رسول اللّهصلّى الله عليه وآله: أبشر يا بن العجوزةالصّالحة، فقد استجاب اللّه لأمّك فيكدعاءها.
فانتبهت و رسل المنصور على الباب، فأدخلتعليه في جوف اللّيل فأمر بفكّ الحديد عنّيو الإحسان إليّ و أمر لي بعشرة آلاف درهم،و حملت على نجيب و سوّقت بأشدّ السير وأسرعه، حتّى دخلت المدينة، قالت أمّ داود: فمضيت به إلى أبي عبد اللّهعليه السلام، فقال عليه السلام: إِنَّالمنصور رأى أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام في المنام يقول له: أطلق ولدي وإلّا ألقيتك في النّار، و رأى كأنّ تحتقدميه النّار، فاستيقظ و قد سقط في يديهفأطلقك يا داود.
قالت أمّ داود: فقلت لأبي عبد اللّه عليهالسلام: يا سيّدي أ يدعى بهذا الدّعاء فيغير رجب؟ قال: نعم، يوم عرفة، و إن وافق ذلكيوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتّى يغفراللّه له، و في كلِّ شهر إذا أراد ذلك صامالأيّام البيض و دعا به في آخرها كما وصفت.
و في روايتين: قال: نعم في يوم عرفة، و فيكلّ يوم دعا، فانّ اللّه يجيب إن شاء اللّهتعالى.

اعمال يوم الأول الرجب
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه.
و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده،
و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته.
فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً.
فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان.
و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات.
فمن ذلك‏ انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله.
أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شي‏ء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه.
و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام.
و من ذلك‏ بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه.
أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك.
فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان.
و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل‏
الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر.
فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب‏
فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه.
و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب.
و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شي‏ء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة.
عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب‏
فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا.
فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره‏
وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه.
حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب‏
نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى:
أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ.
الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة
روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ‏
لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك.
صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها
نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه:
تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ.
وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ.
و تقول بعد ذلك:
سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ
مِنْ هذا لَقُلْتُهُ.
اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى‏ ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى‏ ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى‏ مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى‏،صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي.
اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْ‏ءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْ‏ءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ عَلَيْكَ.
أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْ‏ءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلى‏عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه‏
عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى‏ بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة.
صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها
وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبري‏ء من النفاق.


صلاة أخرى في أوَّل ليلة من رجب:
و رأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكرهصلاة في أوَّل ليلة من رجب، ذكر لها فضلًانذكر شرحها، قال: عن النبيّ صلّى الله عليهوآله: من صلّى المغرب أوَّل ليلة من رجبثمَّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرَّة، و يسلّم بعد كلِّركعتين، قال رسول اللَّه صلّى الله عليهوآله: أ تدرون ما ثوابه؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فانَّ الرُّوح الأمينعلّمني ذلك، و حسر رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله عن ذراعيه و قال: حفظ و اللَّه فينفسه و أهله و ماله و ولده، و أجير من عذابالقبر، و جاز على الصراط كالبرق الخاطف منغير حساب.

صلاة أخرى في أول ليلة من رجب:
رأيناها في كتاب روضة العابدين المذكورعن النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: منصلّى ركعتين في أوَّل ليلة من رجب بعدالعشاء يقرأ في أوَّل ركعة فاتحة الكتاب،و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و في الركعةالثانية فاتحة الكتاب و «أَ لَمْنَشْرَحْ» مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» و المعوذتين. ثمّ يتشهّد و يسلّم،ثمَّ يهلّل اللَّه تعالى ثلاثين مرّة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآلهثلاثين مرّة، فإنّه يغفر له ما سلف منذنوبه، و يخرجه من الخطايا كيوم ولدتهأمّه.
ينبغي ان يكونالعارف عليه من المراقبات، في أوّل ليلةمن شهر رجب إذا تفرّغ من العباداتالمرويات المكرمات‏
اعلم انّ هذه اللّيلة موسم جليل المقامجزيل الانعام، أراد اللّه جلّ جلاله منعباده ان يطيعوه في مراده، بإحيائهابعباداته و طلب إسعاده و انجاده و إرفاده وهباته، فاذكر لو انّ ملك زمانك أحضرك وأطلق عنان إمكانك في ان تكون ليلة من عدّةشهور حاضرا فيها بين يديه، لتطلب منه ماتحتاج إليه، و تكون أنت فقيراً في كلّأمورك إليه، كيف كنت تكون مع ذلك السلطان،فاجعل حالك مع اللّه جلّ جلاله في هذهاللّيلة على نحو ذلك الاجتهاد، بغايةالإمكان.
و لا تكن حرمة اللّه جلّ جلاله و هيبةحضرته و ما دعاك إليه من خدمته و عرض عليكمن نعمته، دون عبد من عباده، و ارحم نفسكان يراك فيها مهوّناً باتّباع مراده،فكأنّك قد أخرجت نفسك من حمى أمان هذاالشهر العظيم الشأن و عرّضت نفسك للهوانأو الخذلان.
و قد نبّهنا فيما ذكرناه في أمثال هذهاللّيلة الّتي تحيي بالعبادة على مايستغنى به عن الزيادة، فان لم تظفر بمعناهفاعلم:
انّ المراد من إحيائها الّذي ذكرنا، انتكون حركاتك و سكناتك و إراداتك‏
و كراهاتك في هذه اللّيلة السعيدة، علىنيّة أنّها عبادات اللّه جلّ جلاله خالصةلأبوابه المقدّسة المجيدة، كما انّك إذاجالست فيها أعظم سلطان في الوجود، فاننفسك مراغبة لرضاه، كيف كنت من قيام و قعودو مأكول و مشروب و مطلوب و محبوب، و لايكلّفك اللّه ما لا تقدر عليه، بل ما يصحّمنك لسلطان هو مملوكه و من أفقر الفقراءإليه، و ان غلبك نوم فيكون نوم المتأدّبينبين يدي ربّ العالمين، الّذين يقصدونبالرّقاد القوّة على طاعته و زيادةالاجتهاد.
و تسلّم أعمالك فيها بلسان الحال و المقالإلى من يكون حديث تلك اللّيلة إليه، منالحمأة و الخفراء في الأيّام و الأعمال،ليتمّ ما نقص عليك و يكون فيما تحتاج إليهمن اللّه جلّ جلاله شفيعاً لك و بين يديك.

فضل صوم أوّل يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره‏
رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويهقدس اللّه روحه من أماليه، و من عيون اخبارالرضا عليه السلام بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال: من صام أوّل يوم من رجب رغبة فيثواب اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة، و منصام يوماً من وسطه شفّع في مثل ربيعة ومضر، و من صام يوماً في آخره جعله اللّهعزّ و جلّ من ملوك الجنّة، و شفّعه في أبيهو أمّه، و ابنه و ابنته، و أخيه و أخته، وعمّه و عمّته، و خاله و خالته، و معارفه وجيرانه، و ان كانوا مستوجبي النار.

صوم أوّل يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه، فقالما هذا لفظه: قال: قال أبو الحسن موسى بنجعفر عليه السلام: رجب شهر عظيم، يضاعفاللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيئات،من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النارمسيرة سنة، و من صام ثلاثة أيام وجبت لهالجنّة.

فضل أول يوم من رجب أيضا و صوم اليوم الأول منه و سبعة منه وثمانية و عشرة و خمسة عشر
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفرالطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضالمن كتاب الصوم له من تهذيب الأحكام، فقالفي التهذيب ما هذا لفظه: قال:
حدثنا كثير بيّاع النوى، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: سمع نوح عليهالسلام صوت السفينة على الجودي فخاف عليه،فأخرج رأسه من جانب السفينة، فرفع يده وأشار بإصبعه و هو يقول: رهمان أتقن، وتأويلهما: يا ربّ أحسن، و ان نوحا عليهالسلام لمّا ركب السفينة ركبها في أوّليوم من رجب، فأمر من معه من الجن و الإنس أنيصوموا ذلك اليوم، و قال: من صامه منكمتباعدت عنه النار مسيرة سنة، و من صام سبعةأيام منه غلّقت عنه أبواب النيران السبعة،و ان صام ثمانية أيّام فتحت له أبوابالجنّة الثمانية، و من صام عشرة أيام أعطيمسألته، و من صام خمسة عشر يوما قيل له:استأنف العمل فقد غفر لك، و من زاد زادهاللّه.



عمل أول يوم من رجب من صلوات
فمن ذلك صلاة أوّل كل شهر و دعاؤها والصدقة بعدها، و قد ذكرنا ذلك عند عمل كلّشهر من الجزء الخامس من المهمات ما يكونأرجح.
و من ذلك ما رواه سلمان الفارسي رضوان اللّه عليه قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: ياسلمان الّا أعلّمك شيئا من غرائب الكنز؟قلت: بلى يا رسول اللّه، قال: إذا كان أوّليوم من رجب تصلّي عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات، غفر اللّه لكذنوبك كلّها من اليوم الذي جرى عليك القلمإلى هذه الليلة و وقاك اللّه فتنة القبر وعذاب يوم القيامة و صرف عنك الجذام و البرصو ذات الجنب.
و من الصّلاة في أوّل يوم من شهر رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جماعة، منهم جدي أبيجعفر الطوسي رحمه اللّه بإسناده فيما ذكرهفي المصباح فقال: و روى سلمان الفارسي رضياللّه عنه قال: دخلت على رسول اللّه صلّىالله عليه وآله في آخر يوم من جمادى الآخرةفي وقت لم ادخل عليه فيه قبله، قال: ياسلمان أنت منّا أهل البيت أ فلا أحدّثك؟قلت: بلى فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،قال: يا سلمان ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّىفي هذا الشهر ثلاثين ركعة و هو شهر رجب،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْيا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات،الّا محا اللّه تعالى عنه كلّ ذنب عمله‏

في صغره و كبره و أعطاه اللّه سبحانه منالأجر كمن صام ذلك الشهر كلّه، و كتب عنداللّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، ورفع له في كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر، وكتب له بصوم كلّ يوم يصومه منه عبادة سنة ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كله أنجاهاللّه عزّ و جلّ من النار و أوجب لهالجنّة، يا سلمان أخبرني بذلك جبرئيل عليهالسلام و قال: يا محمّد هذه علامة بينكم وبين المنافقين، لانّ المنافقين لا يصلّونذلك.
قال سلمان: فقلت: يا رسول اللّه أخبرني كيفأصلّي هذه الثلاثين ركعة و متى أصلّيها؟قال: يا سلمان تصلّي في أوّله عشر ركعاتتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاثمرات، فإذا سلّمت رفعت يديك و قلت:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ وَ لامُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَ لا يَنْفَعُذَا الْجِدِّ مِنْكَ الْجِدُّ، ثم امسحبهما وجهك.
و من الصّلوات في أوّل يوم من شهر رجب ما رأيناه في يد بعض أصحابنا من كتب العباداتمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله،قال: تصلّي أول يوم من رجب اربع ركعاتبتسليمة، الأوّلة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، و في الثانيةبالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرات، و في الثالثةالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»مرة، و في الرابعة الحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمسة و عشرين مرة و آيةالكرسي ثلاث مرات.
ذكر صلاة في يوم من رجب، وجدتها بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله:
من صام يوماً من رجب و صلّى فيه اربعركعات، يقرء في أوّل ركعة مائة مرة آيةالكرسي، و يقرء في الثانية «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مأتي مرة لم يمت حتّى يرىمقعده من الجنّة أو يرى له.

ذكر قراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فييوم الجمعة من رجب:
رأيت في حديث بإسناد انّ من قرء في يومالجمعة من رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»مائة مرة كان له نوراً يوم. القيامة يسعىبه إلى الجنّة.
و ان كان أول يوم من رجب الجمعة ففيه صلاةزائدة.
ذكر صلاة يوم الجمعة من رجب، وجدناه بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بنعباس قال:
قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: منصلّى يوم الجمعة في شهر رجب ما بين الظهر والعصر اربع ركعات، يقرء في كلّ ركعة الحمدمرة و آية الكرسي سبع مرّات و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمس مرات، ثم قال:
اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَإِلَّا هُوَ وَ اسْأَلُهُ التَّوْبَةَ-عشر مرات، كتب اللّه تبارك و تعالى له منيوم يصلّيها إلى يوم يموت كلّ يوم ألف حسنةو أعطاه اللّه تعالى بكل آية قرأها مدينةفي الجنة من ياقوتة حمراء، و بكل حرف قصراًفي الجنّة من درّة بيضاء، و زوّجه اللّهتعالى من الحور العين و رضي عنه رضا لا سخطبعده و كتب من العابدين، و ختم اللّه تعالىله بالسعادة و المغفرة، و كتب اللّه لهبكلّ ركعة صلّاها خمسين ألف صلاة و توّجهبألف تاج، و يسكن الجنّة مع الصديقين و لايخرج من الدّنيا حتى يرى مقعده من الجنّة.

الدعوات في أول يوم من رجب و في كلّ يوم منه‏
نقلناه من كتاب المختصر من المنتخب، فقال:و تقول في أول يوم من رجب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللَّهُيا اللَّهُ يا اللَّهُ، أَنْتَ اللَّهُالْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ الْمَلِكُالْعَظِيمُ، أَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّالْقَيُّومُ الْمَوْلَى السَّمِيعُالْبَصِيرُ، يا مَنِ الْعِزُّ وَالْجَلالُ، وَ الْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ، وَ الْقُوَّةُ وَ الْعِلْمُوَ الْقُدْرَةُ، وَ النُّورُ وَالرُّوحُ، وَ الْمَشِيَّةُ وَ الْحَنانُوَ الرَّحْمَةُ وَ الْمُلْكُلِرُبُوبِيَّتِهِ، نُورُكَ أَشْرَقَلَهُ كُلُّ نُورٍ، وَ خَمَدَ لَهُ كُلُّنارٍ، وَ انْحَصَرَ لَهُ كُلُّالظُّلُماتِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَ نُورِكَ، وَ بِالاسْمِالْأَعْظَمِ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْكِبْرِيائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَ عِزِّكَ، وَ بِجُودِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ،وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهامِنْ رَأْفَتِكَ، وَ بِرَأْفَتِكَالَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ جُودِكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْغَيْبِكَ، وَ بِغَيْبِكَ وَ إِحاطَتِكَوَ قِيامِكَ وَ دَوامِكَ وَ قِدَمِكَ.
وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَالْحُسْنى‏ لا إِلهَ إِلَّا أنْتَالْواحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُالصَّمَدُ الْحَيُّ، الْأَوَّلُ الآخِرُالظّاهِرُ الْباطِنُ، وَ لَكَ كُلُّاسْمٍ عَظِيمٍ، وَ كُلُّ نُورٍ وَ غَيْبٍ،وَ عِلْمٍ وَ مَعْلُومٍ، وَ مُلْكٍ وَشَأْنٍ، وَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَتَقَدَّسْتَ وَ تَعالَيْتَ عُلُواكَبِيراً.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّاسْمٍ هُوَ لَكَ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ،طَيِّبٍ مُبارَكٍ مُقَدَّسٍ،أَنْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ وَأَجْرَيْتَهُ فِي الذِّكْرِ عِنْدَكَ، وَتَسَمَّيْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْخَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْمَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِخَيْرٍ تُعْطِيهِفَأَعْطَيْتَهُ، أَوْ شَرٍّ تَصْرفُهُفَصَرَفْتَهُ، يَنْبَغِي أَنْأَسْأَلُكَ بِهِ.
فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تَنْصُرَنِيعَلى‏ أَعْدائِي وَ تَغْلِبَ ذِكْرِيعَلى‏ نِسْيانِي، اللّهُمَّ اجْعَلْلِعَقْلِي عَلى‏ هَوايَ سُلْطاناًمُبِيناً، وَ اقْرِنْ اخْتِيارِيبِالتَّوْفِيقِ، وَ اجْعَلْ صاحِبِيالتَّقْوى‏، وَ أَوْزِعْنِي شُكْرَكَعَلى‏ مَواهِبِكَ.
وَ اهْدِنِي اللّهُمَّ بِهُداكَ إِلى‏سَبِيلِكَ الْمُقِيمِ وَ صِراطِكَالْمُسْتَقِيمِ، وَ لا تُمَلِّكْزِمامِيَ الشَّهَواتِ فَتَحْمِلُنِيعَلَى طَرِيقِ الْمَخْذُولِينَ، وَ حُلْبَيْنِي وَ بَيْنَ الْمُنْكَراتِ، وَاجْعَلْ لِي عِلْماً نافِعاً، وَأَغْرِسْ فِي قَلْبِي حُبَّالْمَعْرُوفِ‏
وَ لا تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَ تُبْعَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ.
وَ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِوَ يُمْنَهُ، وَ ارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَ قِنِيالْمَحْذُورَ فِيهِ، وَ أَعِنِّي عَلى‏ما أُحِبُّهُ مِنَ الْقِيامِ بِحَقِّهِ،وَ مَعْرِفَةِ فَضْلِهِ، وَ اجْعَلْنِيفِيهِ مِنَ الْفائِزِينَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالْمُتَعالِ الْجَلِيلِ الْعَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الْواحِدِ الصَّمَدِ، وَبِاسْمِكَ الْعَزِيزِ الْأَعْلى، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏ كُلِّها، يامَنْ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ وَ ذَلَّتْ لَهُالْأَعْناقُ، وَ وَجِلَتْ مِنْهُالْقُلُوبُ، وَ دانَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ،وَ قامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لاتُدْرِكُكَ الْأَبْصارُ وَ أَنْتَتُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ أَنْتَاللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
يا رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ، وَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكَروبِيِّينَ وَالْكِرامِ الْكاتِبِينَ، وَ جَمِيعِالْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَبِحَمْدِكَ، وَ رَبَّ آدَمَ وَ شيثَ وَإِدْرِيسَ، وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَ صالِحٍ،وَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَ لُوطٍ، وَ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَ الْأَسْباطَ وَ أَيُّوبَ وَمُوسى‏ وَ هارُونَ وَ شُعَيْبٍ، وَداوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَرْمِيا، وَعُزَيْرٍ وَ حِزْقِيلَ، وَ شَعْيا وَإِلْياسَ، وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ ذِيالْكِفْلِ، وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيى‏، وَعِيسى‏ وَ جِرْجِيسَ، وَ مُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،وَ عَلى‏ مَلائِكَةِ اللَّهِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكِرامِالْكاتِبِينَ وَ جَمِيعِ الأَمْلاكِالْمُسَبِّحِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماًكَثِيراً.
أَنْتَ رَبُّنَا الْأَوَّلُ الآخِرُ،الظّاهِرُ الْباطِنُ، الَّذِي خَلَقْتَالسَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ ثُمَّاسْتَوَيْتَ عَلَى الْعَرْشِالْمَجِيدِ، بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏تُبْدِئُ وَ تُعِيدُ، وَ تُغْشِياللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُحَثِيثاً، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَ الْفُلْكُ وَ الدُّهُورُوَ الْخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ،تَبارَكْتَ وَ تَعالَيْتَ يا رَبَّالْعالَمِينَ.
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنّانُالْمَنّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلالِ‏
وَ الإِكْرامِ، لَوْ كانَ الْبَحْرُمِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُرَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِمَدَداً.
تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الْجِبَالِ وَمَكائِيلَ الْبِحارِ وَ عَدَدَالرِّمالِ، وَ قَطْرَ الْأَمْطارِ، وَوَرَقَ الْأَشْجارِ، وَ نُجُومَالسَّماءِ وَ ما أَظْلَمَ عَلَيْهِاللَّيْلُ وَ أَشْرَقَ عَلَيْهِالنَّهارُ، لا يُوارِي مِنْكَ سَماءٌسَماءً وَ لا أَرْضٌ أَرْضاً، وَ لابَحْرٌ مُتَطابِقٌ، وَ لا ما بَيْنَ سَدِّالرُّتُوقِ، وَ لا ما فِي الْقَرارِ مِنَالْهَباءِ الْمَبْثُوثِ.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِالْمَكْنُونِ النُّورِ الْمُنِيرِ،الْحَقِّ الْمُبِينِ، الَّذِي هُوَ نُورٌمِنْ نُورٍ وَ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَ نُورٌ مَعَكُلِّ نُورٍ، وَ لَهُ كُلُّ نُورٍ، مِنْكَيا رَبَّ النُّورُ، وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُالنُّورُ.
وَ بِنُورِكَ الَّذِي تُضِي‏ءُ بِهِكُلُّ ظُلْمَةٍ، وَ تَبْطُلُ بِهِ كَيْدُكُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ، وَ تُذِلُّ بِهِكُلَّ جَبّارٍ عَنِيدٍ، وَ لا يَقُومُلَهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ خَلْقِكَ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَ تَسْتَقِلُّالْمَلائِكَةُ حِينَ يَتَكَلَّمَ بِهِ،وَ تَرْعَدُ مِنْ خَشْيَتِهِ حَمَلَةُالْعَرْشِ الْعَظِيمِ إِلى‏ تُخُومِالْأَرضِينَ السَّبْعِ، الَّذِيانْفَلَقَتْ بِهِ الْبِحارُ، وَ جَرَتْبِهِ الْأَنْهارُ، وَ تَفَجَّرَتْ بِهِالْعُيُونُ، وَ سارَتْ بِهِ النُّجُومُ،وَ ارْكِمَ بِهِ السَّحابُ وَ اجْرِيَ، وَاعْتَدَلَ بِهِ الضَّبابُ، وَ هالَتْبِهِ الرِّمالُ، وَ رَسَتْ بِهِالْجِبَالُ وَ اسْتَقَرَّتْ بِهِالْأَرضُونَ، وَ نَزَلَ بِهِ الْقَطْرُوَ خَرَجَ بِهِ الْحَبُّ، وَ تَفَرَّقَتْبِهِ جِبِلّاتُ الْخَلْقِ، وَ خَفَقَتْبِهِ الرِّياحُ، وَ انْتَشَرَتْ وَتَنَفَّسَتْ بِهِ الْأَرْواحُ.
يا اللَّهُ أَنْتَ الْمُتَسَمَّىبِالالهِيَّةِ، بِاسْمِكَ الْكَبِيرِالْأَكْبَرِ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ‏
الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، يا ذَاالطَّوْلِ وَ الآلاءِ، لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ يا قَرِيبُ، أَنْتَ الْغالِبُعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، أَسْأَلُكَاللّهُمَّ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّهاما عَلِمْتُ مِنْها وَ ما لَمْ أَعْلَمْ،وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَكْفِيَنِي امْرَأَعْدائِي وَ تُبَلِّغَنِي مُنايَ ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَمُحَمَّدٍ وَ بارِكْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَ بارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَعَلى‏ إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَإِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّأَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَ الرَّفْعَةَ وَالْفَضِيلَةَ عَلى‏ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ فِي الْمُصْطَفَيْنَتَحِيَّاتِهِ، وَ فِي الْعِلِّيِّينَدَرَجَتَهُ، وَ فِي الْمُقَرَّبِينَمَنْزِلَتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَ أَهْلِ طاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَ أَلِّفْ بَيْنَقُلُوبِنا وَ قُلُوبِهِمْ عَلَىالْخَيْراتِ، اللّهُمَّ اجْزِمُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله أَفْضَلَما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ،كَما تَلا آياتِكَ وَ بَلَّغَ ماأَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِوَ عَبَدَكَ حَتّى‏ أَتاهُ الْيَقِينُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى‏ آلِهِالطَّيِّبِينَ.
ثمَّ تقرء تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّالْعالَمِينَ- فَتَبارَكَ اللَّهُأَحْسَنُ الْخالِقِينَ- تَبارَكَ الَّذِينَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِلِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً،الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِوَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُتَقْدِيراً- تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَجَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- تَبارَكَالَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ عِنْدَهُعِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ- تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِيالْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‏
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَلِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُعَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ-تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِبُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً.
وَ تقول: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِالتَّامَّاتِ كُلِّها الَّتِي لايُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لا فاجِرٌ، مِنْشَرِّ ابْلِيسَ وَ جُنُودِهِ، وَ مِنْشَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ وَ سُلْطانٍ، وَساحِرٍ وَ كاهِنٍ، وَ شَرِّ كُلِّ ذِيشَرٍّ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَنَفْسِي وَ دِينِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِيوَ جَسَدِي وَ جَمِيعَ جَوارِحِي وَأَهْلِي وَ مالِي وَ أَوْلادِي وَ جَمِيعَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، وَ خَواتِيمَعَمَلِي وَ سائِرَ ما مَلَّكْتَنِي وَخَوَّلْتَنِي وَ رَزَقْتَنِي وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَ جَمِيعِالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ، ياخَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَ يا خَيْرَ حافِظٍوَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَاللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُاللَّهُ، الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْتُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يارَبَّ السَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَ مُجْرِي الْبِحارِ وَرازِقَ مَنْ فِيهِنَّ، وَ فاطِرَالسَّماواتِ وَ الأَرَضِينَ وَأَطْباقِها وَ مُسَخَّرَ السَّحابَ وَمُجْرِي الْفُلْكَ.
وَ جاعِلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَنُوراً، وَ خالِقَ آدَمَ عَلَيْهِالسَّلامُ، وَ مُنْشِي‏ءَ الْأَنْبِياءِعَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ،وَ مُعَلِّمَ إِدْرِيسَ عَدَدَالنُّجُومِ وَ الْحِسابِ وَ السِّنِينِوَ الشُّهُورِ وَ أَوْقاتِ الْأَزْمانِ،وَ مُكَلِّمَ مُوسى‏، وَ جاعِلَ عَصاهُثُعْباناً، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ فِيالْأَلْواحِ عَلى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِالسَّلامُ.
وَ مُجْرِي الْفُلْكَ لِنُوحٍ، وَ فادى‏إِسْماعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَالْمُبْتَلِيَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِيُوسُفَ، وَ رادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِبَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَالْبُكاءِ، فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ‏
الْحُزْنِ وَ الشَّجى‏، وَ رازِقَزَكَرِيّا يَحْيى‏ عَلَى الْكِبَرِبَعْدَ الإِياسِ وَ مُخْرِجَ النَّاقَةِلِصالِحٍ، وَ مُرْسِلَ الصَّيْحَةِعَلى‏ مَكِيدِي هُودٍ، وَ كاشِفَالْبَلاءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَ مُنْجِيَلُوطٍ مِنَ الْقَوْمِ الْفاحِشِينَ.
وَ واهِبَ الْحِكْمَةِ لِلُقْمانَ، وَمُلْقِي رُوحِ الْقُدُسَ بِكَلِماتِهِعَلى‏ مَرْيَمَ عَلَيْها السَّلامُ، وَخَلْقِكَ مِنْها عَبْدَكَ عِيسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ الْمُنْتَقِمَمِنْ قَتَلَةِ يَحْيى‏ بْنِ زَكَرِيّاعَلَيْهِما السَّلامُ، وَ أَسْأَلُكَبِرَفْعِكَ عِيسى‏ إِلى‏ سَمائِكَ وَبِإِبْقائِكَ لَهُ إِلى‏ أَنْتَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدائِكَ.
وَ يا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليهوآله خاتَمِ أَنْبِيائِكَ إِلى‏ أَشَرِّعِبادِكَ بِشَرائِعِكَ الْحَسَنَةِ، وَدِينِكَ الْقَيِّمِ، وَ مِلَّةِإِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِالسَّلامُ وَ إِظْهارِ دِينِهِالْقَيِّمِ، وَ إِعْلائِكَ كَلِمَتَهُ ياذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، يا مَنْ لاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ، ياأَحَدُ يا صَمَدُ يا عَزِيزُ يا قادِرُ ياقاهِرُ، يا ذَا الْقُوَّةِ وَالسُّلْطانِ وَ الْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِياءِ.
يا عَلِيُّ يا قَدِيرُ يا قَرِيبُ يامُجِيبُ، يا حَلِيمُ يا مُعِيدُ، يامُتَدانِي يا بَعِيدُ، يا رَؤُوفُ يارَحِيمُ يا كَرِيمُ يا غَفُورُ، يا ذَاالصَّفْحِ يا مُغِيثُ يا مُطْعِمُ، ياشافِي يا كافِي، يا كاسِي يا مُعافِي، ياشافِي الضُّرِّ، يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ ياوَدُودُ.
يا غَفُورُ يا رَحِيمُ يا رَحْمانَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ، يا ذَاالْمَعارِجِ يا ذَا الْقُدْسِ، يا خالِقُيا عَلِيمُ يا مُفَرِّجُ يا أَوّابُ ياذَا الطَّوْلِ يا خَبِيرُ، يا مَنْ خَلَقَوَ لَمْ يُخْلَقْ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، يا مَنْ بانَ مِنَالْأَشْياءِ وَ بانَتِ الْأَشْياءُمِنْهُ بِقَهْرِهِ لَها وَ خُضُوعِهالَهُ، يا مَنْ خَلَقَ الْبِحارَ وَأَجْرَى الْأَنْهارَ وَ أَنْبَتَالْأَشْجارَ، وَ أَخْرَجَ مِنْهاالنّارَ، وَ مِنْ يابِسِ الْأَرضِينَالنَّباتَ وَ الْأَعْنابَ وَ سائِرَالثِّمارِ.
يا فالِقَ الْبَحْرِ لِعَبْدِهِ مُوسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ وَ مُكَلِّمَهُ، وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَ حِزْبَهُ‏
وَ مُهْلِكَ نمْرُودَ وَ أَشْياعَهُ، وَمُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِخَلِيفَتِهِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ مُسَخِّرَالْجِبَالِ مَعَهُ يُسَبِّحْنَبِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ، وَ مُسَخِّرَالطَّيْرِ وَ الْهَوامِّ وَ الرِّياحِ وَالْجِنِّ وَ الانْسِ لِعَبْدِكَسُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِياهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَ فَرِحَتْ بِهِمَلائِكَتُكَ، فَلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَخالِقُ النَّسِمَةِ وَ بارِئُ النَّوى‏وَ فالِقُ الْحَبَّةِ، وَ بِاسْمِكَالْعَزِيزِ الْجَلِيلِ الْكَبِيرِالْمُتَعالِ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَنْفُخُ بِهِعَبْدُكَ وَ مَلَكُكَ إِسْرافِيلُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصُّورِ،فَيَقُومُ أَهْلُ الْقُبُورِ سِراعاًإِلَى الْمَحْشَرِ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِالسَّماواتِ مِنْ غَيْرِ عِمادٍ وَجَعَلْتَ بِهِ لِلأَرَضِينَ أَوْتاداً،وَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَطَحْتَ بِهِالْأَرضِينَ فَوْقَ الْماءِالْمَحْبُوسِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِيحَبَسْتَ بِهِ ذلِكَ الْماءَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَمَلْتَ بِهِالْأَرَضِينَ مَنْ اخْتَرْتَهُلِحَمْلِها، وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنَالْقُوَّةِ مَا اسْتَعانَ بِهِ عَلى‏حَمْلِها.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَجْرِي بِهِالشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي سَلَخْتَ بِهِ النَّهارَ مِنَاللَّيْلِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذادُعِيتَ بِهِ أَنْزَلْتَ أَرْزاقَالْعِبادِ وَ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ وَ بِحارِكَ وَ سُكّانِالْبِحارِ وَ الْهَوامِّ وَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ وَ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌبِناصِيَتِها، وَ بِأَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَ بِهِلِجَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ جِناحاًيَطِيرُ بِهِ مَعَ الْمَلائِكَةِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يُونُسُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَطْنِ الْحُوتِفَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ عَلَيْهِشَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، فَاسْتَجَبْتَلَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْهُ ما كانَ فِيهِمِنْ ضِيقِ بَطْنِ الْحُوتِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَ أَنْ‏
تُفَرِّجَ عَنِّي وَ تَكْشِفَ ضُرِّي وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْ وَرْطَتِي، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي، وَ تُؤَدِّيَعَنِّي أَمانَتِي، وَ تَكْبِتَأَعْدائِي، وَ لا تُشْمِتْ بِي حُسّادِي،وَ لا تَبْتَلِيَنِي بِما لا طاقَةَ لِيبِهِ، وَ أَنْ تُبَلِّغَنِي امْنِيَّتِي،وَ تُسَهِّلَ لِي مَحَبَّتِي، وَتُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي، وَ تُوصِلَنِيإِلى‏ بُغْيَتِي، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدّارَيْنِ، وَ تَحْرُسَنِي وَ كُلَّمَنْ يَعْنِيني أَمْرُهُ، بِعَيْنِكَالَّتِي لا تَنامُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَ الْأَسْماءِ الْعِظامِ.
اللّهُمَّ يا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَمِنْ أَوْلِياءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ،الَّذِينَ بارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَرَحِمْتَهُمْ وَ صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْكَما صَلَّيْتَ وَ بارَكْتَ عَلى‏إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَحَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَ لِمَجْدِكَ وَطَوْلِكَ.
أَسْأَلُكَ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ، يارَبّاهُ، يا رَبَّاهُ. يا رَبَّاهُ، يارَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، يا رَبَّاهُ يارَبَّاهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ صلّى الله عليه وآله، وَبِحَقِّكَ عَلى‏ نَفْسِكَ إِلَّاخَصَمْتَ أَعْدائِي وَ حُسَّادِي وَخَذَلْتَهُمْ وَ انْتَقَمْتَ لِيمِنْهُمْ، وَ أَظْهَرْتَنِي عَلَيْهِمْوَ كَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَنَصَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَ حَرَسْتَنِيمِنْهُمْ، وَ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِيرِزْقِي وَ بَلَّغْتَنِي غايَةَ أَمَلِيإِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
و من الدعوات في غرّة رجب ما رويناه بإسنادنا من عدة طرق، منها إلى أبيالعبّاس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنامحمد بن غالب الأنصاري، قال: حدثنا علي بنالحسن الطاطري، قال: حدثنا أحمد بن أبيبشر، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يدعو فيالحجر في غرّة رجب في سنة ابن الزبير،فأنصت إليه، و كان يقول:
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلِينَوَ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ،لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌوَ جَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَ أَيادِيكَالْفاضِلَةُ وَ رَحْمَتُكَ الْواسِعَةُ،فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْتَقْضِيَ حَوائِجِي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍقَدِيرٌ.
قال: و أسرّ البواقي فلم أفهمه.
أقول: و اعلم ان هذا الدعاء قد ذكره جدّيأبو جعفر الطوسي في أدعية كلّ يوم من رجب،و هو عارف بطرق الروايات، فيكون قد رويبطريق غير هذه انّه يدعى به كلّ يوم منأيّام رجب، فادع به كل يوم منه.
من الدعوات في كلّ يوم من رجب، ما رويناها عن جماعة و نذكرها بإسناد محمّدبن علي الطرازيّ من كتابه قال: أخبرنا أحمدبن محمّد بن عياش رضي اللّه عنه، قال:
حدّثنا أحمد بن محمّد بن سهل المعروف بابنأبي الغريب الضبّي، قال: حدّثنا الحسن بنمحمّد بن جمهور، قال: حدّثني محمّد بنالحسين الصائغ، عن محمد بن الحسينالزّاهريّ، من ولد زاهر مولى عمرو بنالحمق و زاهر الشهيد بالطفّ، عن عبد اللّهبن مسكان، عن أبي معشر، عن أبي عبد اللّهعليه السلام، أنّه كان إذا دخل رجب يدعوبهذا الدعاء في كلّ يوم من أيامه:
خابَ الْوافِدُونَ عَلى‏ غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ،وَ ضاعَ الْمُلِمُّون إِلَّا بِكَ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِانْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌلِلرَّاغِبِينَ، وَ خَيْرُكَ مَبْذُولٌلِلطَّالِبِينَ، وَ فَضْلُكَ مُباحٌلِلسّائِلِينَ، وَ نَيْلُكَ مُتاحٌلِلامِلِينَ،
وَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ ناواكَ،عادَتُكَ الإِحْسانُ إِلَى‏الْمُسِيئِينَ، وَ سَبِيلُكَ الْإبْقاءُعَلَى الْمُعْتَدِينَ.
اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَىالْمُهْتَدِينَ، وَ ارْزُقْنِياجْتِهادَ الْمُجْتَهِدينَ، وَ لاتَجْعَلْنِي مِنَ الْغافِلِينَالْمُبْعَدِينَ، وَ اغْفِرْ لِي يَوْمَالدِّينِ.
و من الدعوات كلّ يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضاً في كتابه، فقال أبوالفرج محمّد بن موسى القزويني الكاتب رحمهاللّه، قال: أخبرني أبو عيسى محمّد بن أحمدبن محمّد بن سنان، عن أبيه، عن جدّه محمّدبن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عندمولاي أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخلعلينا المعلّى بن خنيس في رجب فتذاكرواالدّعاء فيه، فقال المعلّى: يا سيّديعلّمني دعاء يجمع كلّ ما أودعته الشيعة فيكتبها فقال: قل يا معلّى:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَالشَّاكِرِينَ لَكَ، وَ عَمَلَالْخائِفِينَ مِنْكَ، وَ يَقِينَالْعابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَ أَنَاعَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقِيرُ، وَأَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَ أَنَاالْعَبْدُ الذَّلِيلُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ امْنُنْ بِغِناكَ عَلى‏فَقْرِي، وَ بِحِلْمِكَ عَلى‏ جَهْلِي،وَ بِقُوَّتِكَ عَلى‏ ضَعْفِي يا قَويُّيا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍالْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
ثمّ قال: يا معلّى و اللّه لقد جمع لك هذاالدّعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلىمحمّد صلّى الله عليه وآله.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما ذكرهالطّرازي أيضاً فقال: دعاء علّمه أبو عبداللّه عليه السلام محمّد السّجاد، و هومحمّد بن ذكوان يعرف بالسّجاد، قالوا: سجد
و بكى في سجوده حتّى عمي، روى أبو الحسن عليّ بن محمّد البرسي رضياللّه عنه، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بنشيبان، قال: حدّثنا حمزة بن القاسمالعلويّ العباسي، قال: حدّثنا محمّد بنعبد اللّه بن عمران البرقي، عن محمّد بنعليّ الهمداني، قال: أخبرني محمّد بنسنان، عن محمّد السجاد في حديث طويل، قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداكهذا رجب علّمني فيه دعاء ينفعني اللّه به،قال: فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، و قل فيكلّ يوم من رجب صباحاً و مساء و في أعقابصلواتك في يومك و ليلتك:
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يامَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ،يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْيُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْلَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِيإِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الاخِرَةِ، وَ اصْرِفْعَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَشَرِّ الدُّنْيا وَ شَرِّ الاخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ ياكَرِيمُ.
قال: ثمّ مدّ أبو عبد اللّه عليه السلاميده اليسرى فقبض على لحيته و دعا بهذاالدّعاء و هو يلوذ بسبّابته اليمنى، ثمّقال بعد ذلك:
يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ يا ذَاالنَّعْماءِ وَ الْجُودِ، يا ذَاالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ، حَرِّمْشَيْبَتِي عَلَى النّارِ.
و في حديث آخر: ثمّ وضع يده على لحيته و لميرفعها إِلّا و قد امتلأ ظهر كفّه دموعاً.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه، و هو ممّا ذكره فيالمصباح بغير إسناد، و وجدته في أواخركتاب معالم الدّين مرويّاً عن مولاناالإمام الحجّة المهدي صلوات اللّه وسلامه‏
عليه و على آبائه الطاهرين، و في هذهالرّواية زيادة و اختلاف في كلمات، فقالما هذا لفظه: ذكر محمّد بن أبي الروادالرّواسي أنّه خرج مع محمّد بن جعفرالدّهّان إلى مسجد السّهلة في يوم منأيّام رجب فقال: قال: مل بنا إلى مسجد صعصعةفهو مسجد مبارك، و قد صلّى به أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه و آله و وطئهالحجج بأقدامهم، فملنا إليه، فبينا نحننصلّي إذا برجل قد نزل عن ناقته و عقلهابالظّلال، ثمّ دخل و صلّى ركعتين أطالفيهما، ثمّ مدّ يديه فقال: و ذكر الدّعاءالّذي يأتي ذكره، ثمّ قام إلى راحلته وركبها.
فقال لي أبو جعفر الدّهان: ألا نقوم إليهفنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له:ناشدناك اللَّه من أنت؟ فقال: ناشدتكمااللّه من ترياني؟ قال ابن جعفر الدّهان:نظنّك الخضر، فقال: و أنت أيضاً؟ فقلت:أظنّك إيّاه، فقال: و اللّه إنّي لمن الخضرمفتقر إلى رؤيته، انصرفا فانا إمامزمانكما، و هذا لفظ دعائه عليه السّلام:
اللّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِالسَّابِغَةِ، وَ الآلاءِ الْوازِعَةِ،وَ الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَ النِّعَمِالْجَسِيمَةِ وَ الْمَواهِبِالْعَظِيمَةِ، وَ الأَيادِيالْجَمِيلَةِ، وَ الْعَطاياالْجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُبِتَمْثِيلٍ، وَ لا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ،وَ لا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَفَرَزَقَ، وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَ عَلافَارْتَفَعَ، وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَ احْتَجَّفَأَبْلَغَ، وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطى‏ فَأَجْزَلَ، وَ مَنَحَفَأَفْضَلَ.
يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَخَواطِرَ الْأَبْصارِ، وَ دَنا فِياللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ،يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلانِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ
بِالْكِبْرِياءِ وَ الآلاءِ، فَلا ضِدَّلَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ.
يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرِياءِهَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِالْأَوْهامِ، وَ انْحَسَرَتْ دُونَإِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِالْأَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُلِهَيْبَتِهِ، وَ خَضَعَتِ الرِّقابُلِعَظَمَتِهِ، وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُمِنْ خِيفَتِهِ.
أَسْأَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتِيلا تَنْبَغِي إِلَّا لَكَ، وَ بِماوَأَيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ لِداعِيكَمِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ بِما ضَمِنْتَالإِجابَةَ فِيهِ عَلى‏ نَفْسِكَلِلدَّاعِينَ، يا أَسْمَعَالسَّامِعِينَ، وَ يا أَبْصَرَالْمُبْصِرِينَ، وَ يا أَنْظَرَالنَّاظِرِينَ، وَ يا أَسْرَعَالْحاسِبِينَ، وَ يا أَحْكَمَالْحاكِمِينَ، وَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِالنَّبِيِّينَ وَ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتِهِالطَّاهِرِينَ الْأَخْيارِ، وَ أَنْتَقْسِمَ لِي فِي شَهْرِنا هذَا خَيْرَ ماقَسَمْتَ، وَ أَنْ تَحْتِمَ لِي فِيقَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَ تَختِمَلِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً،وَ أَمِتْنِي مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً.
وَ تَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْمُسائِلَهِ الْبَرْزَخِ، وَ ادْرَءْعَنِّي مُنْكَراً وَ نَكِيراً، وَ أَرِعَيْني مُبَشِّراً وَ بَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى‏ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَ عَيْشاً قَرِيراًوَ مُلْكاً كَبِيراً، وَ صَلَّى اللَّهُعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تقول من غير تلك الرواية:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِعِزِّكَ عَلى‏ أَرْكانِ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهى‏ رَحْمَتِكَ مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَ ذِكْرِكَالْأَعْلى الْأَعْلى، وَ كَلِماتِكَالتّامّاتِ كُلِّها أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَسْأَلُكَما كانَ أَوْفى‏ بِعَهْدِكَ. وَ أَقْضى‏لِحَقِّكَ وَ أَرْضى لِنَفْسِكَ، وَخَيْراً لِي فِي الْمَعادِ عِنْدَكَ، وَالْمَعادِ إِلَيْكَ، أَنْ تُعْطِيَنِيجَمِيعَ ما أُحِبُّ، وَ تَصْرِفَ عَنِّيجَمِيعَ ما أَكْرَهُ، إِنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،
بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
وجدنا هذا الدّعاء و هذه الزّيادات فيهمرويّاً عن مولانا أمير المؤمنين صلواتاللّه و سلامه عليه.
و من الدّعوات في كلّ يوم من رجب ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضياللّه عنه فقال: أخبرني جماعة عن ابن عيّاشقال: ممّا خرج على يد الشيخ الكبير أبيجعفر محمّد بن عثمان بن سعيد رضي اللّه عنهمن النّاحية المقدّسة ما حدّثني به خير بنعبد اللّه قال: كتبته من التوقيع الخارجإليه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ادع فيكلّ يوم من أيّام رجب:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِيجَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُأَمْرِكَ، الْمَأْمُونُونَ عَلى‏سِرِّكَ، الْمُسْتَسِرُّونَ بِأَمْرِكَ،الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ،الْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ.
أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْمَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَلِكَلِماتِكَ، وَ أَرْكاناًلِتَوْحِيدِكَ، وَ آياتِكَ وَمَقاماتِكَ، الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَهافِي كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْعَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها و رَتْقُها بِيَدِكَ،بَدْؤُها مِنْكَ وَ عَوْدُها إِلَيْكَ،أَعْضادٌ وَ أَشْهادٌ، وَ مُناةٌ وَأَزْوادٌ، وَ حَفَظَةٌ وَ رُوَّادٌ،فَبِهِمْ مَلأْتَ سَماءَكَ وَ أَرْضَكَحَتّى‏ ظَهَرَ [أَنْ‏] لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ.
فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَ بِمَواقِعِالْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَ عَلاماتِكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تَزِيدَنِي إِيماناًوَ تَثْبِيتاً، يا باطِناً فِيظُهُورِهِ، وَ يا ظاهِراً فِي بُطُونِهِوَ مَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَالنُّورِ وَ الدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاًبِغَيْرِ
كُنْهٍ، وَ مَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ،حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَ شاهِدَ كُلِّمَشْهُودٍ، وَ مُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ،وَ مُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَ فاقِدَكُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْمَعْبُودٍ، أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.
يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَ لايُأَيَّنُ بِأَيْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْكُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ،وَ عالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى‏عِبادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ، وَ بَشَرِكَالْمُحْتَجِبِينَ وَ مَلائِكَتِكَالْمُقَرَّبِينَ، وَ بُهَمِ الصّافِّينَالْحافِّينَ، وَ بارِكْ لَنا فِيشَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِالْمُكَرَّمِ وَ ما بَعْدَهُ مِنْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَ أَسْبِغْعَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ، وَ أَجْزِلْلَنا فِيهِ الْقِسَمَ، وَ أَبْرِرْ لَنافِيهِ الْقَسَمَ.
بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّالْأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَىالنَّهارِ فَأَضاءَ وَ عَلَى اللَّيْلِفَأَظْلَمَ، وَ اغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُمِنَّا وَ ما لا نَعْلَمُ، وَ اعْصِمْنامِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ وَاكْفِنا كَوافِي قَدَرِكَ، وَ امْنُنْعَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَ لاتَكِلْنا إِلى‏ غَيْرِكَ، وَ لاتَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَ بارِكْلَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْأَعْمارِنا، وَ أَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَأَسْرارِنا، وَ أَعْطِنا مِنْكَالْأَمانَ، وَ اسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِالإِيمانِ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَالصِّيامِ، وَ ما بَعْدَهُ مِنَالْأَيَّامِ وَ الْأَعْوامِ، يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب، ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسيقدّس اللّه روحه، فقال: قال ابن عيّاش: وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم رضياللّه عنه في مقامه عندهم هذا الدّعاء فيأيّام رجب: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِالْمَوْلُودَيْنِ فِي رَجَبٍ،مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍالْمُنْتَجَبِ، وَ أَتَقَرَّبُ بِهِماإِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ، يا مَنْإِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَ فِيمالَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤَالَمُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ
ذُنُوبُهُ، وَ أَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ،وَ طالَ عَلَى الْخَطايا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْأَلُكَالتَّوْبَةَ، وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَ مِنَالنَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فِي رِبْقَتِهِ،فَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِوَ ثِقَتِهِ.
اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَالشَّرِيفَةِ، وَ وَسائِلِكَالْمُنِيفَةِ، أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِيهذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَواسِعَةٍ، وَ نِعْمَةٍ وازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى‏نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَ مَحَلِّالاخِرَةِ، وَ ما هِيَ إِلَيْها صائِرَةُ.
و أقول: و قد قدّمنا في دعاء أول يوم من رجبما دعا به مولانا علي بن الحسين عليهالسلام في غرّة رجب في الحجر، الذي أوّله:«يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَالسَّائِلِينَ»، كما رويناه انه في أوليوم من الشهر، و قد ذكره جدّي أبو جعفرالطوسي في أدعية كل يوم من شهر رجب، فيدعىبه كل يوم منه احتياطاً للفضل المكتسب.



فضل ايام الرجب     فضل ايام الرجب فضل أول يوم من رجب وصومه

فضل أول يوم من رجب وصومه
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه فيما ذكره في كتاب ثواب الأعمال وأماليه فقال ما هذا لفظه: قال: قال رسولاللّه صلّى الله عليه وآله: الّا أنّ رجبشهر اللّه الأصم و هو شهر عظيم، و انّماسمّي الأصم لأنّه لا يقاربه شهر من الشهورحرمة و فضلًا عند اللّه و كان أهلالجاهليّة يعظّمونه في جاهليّتها، فلمّاجاء الإسلام لم يزده الّا تعظيماً وفضلًا، الّا انّ رجب شهر اللّه و شعبانشهري و رمضان شهر أمّتي.
الّا فمن صام من رجب يوماً ايماناً واحتسابا استوجب رضوان اللّه الأكبر، وأطفأ صومه في ذلك اليوم غضب اللّه، و أغلقعنه باباً من أبواب النّار، و لو أعطى ملأالأرض ذهباً ما كان بأفضل من صومه، و لايستكمل أجره بشي‏ء من الدنيا دون الحسناتإذا أخلصه للّه، و له إذا أمسى عشر دعواتمستجابات ان دعا بشي‏ء من عاجل الدنيا
أعطاه اللّه، و الّا ادّخر له من الخيرأفضل ما دعا به داع من أوليائه و أحبائه وأصفيائه.
و من ذلك ما رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي فيكتاب الحسني بإسناده إلى الباقر عليهالسلام، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: منصام أوّل يوم من رجب وجبت له الجنّة.
فضل صوم أيّاممتعيّنة منه أيضا و الشهر كلّه‏
روينا ذلك في عدّة أحاديث من عدّة طرق،منها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسيبإسناده إلى الصادق عليه السلام قال: قالرسول اللّه صلّى الله عليه وآله: من صامثلاثة أيام من رجب كتب اللّه له بكلّ يومصيام سنة، و من صام سبعة أيّام من رجبغلّقت عنه سبعة أبواب النار، و من صامثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنّةالثمانية، و من صام خمسة عشر يوما حاسبهاللّه حسابا يسيرا، و من صام رجب كلّه‏
كتب اللّه له رضوانه، و من كتب له رضوانهلم يعذّبه.
صوم يوم من رجب مطلقاً
روينا ذلك بإسنادنا عن أبي جعفر بن بابويهمن كتاب ثواب الأعمال و إلى جدّي أبي جعفرالطوسي من كتاب تهذيب الأحكام بإسنادهماإلى أبي الحسن موسى عليه السلام انه قال:رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل، من صام يوما من رجب سقاهاللّه من ذلك النهر.


فضل الاستغفار والتهليل و التوبة في شهر رجب‏
وجدنا ذلك‏ مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآلهانّه قال: من قال في رجب: اسْتَغْفِرُاللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لاشَرِيكَ لَهُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ، مائةمرة، و ختمها بالصّدقة، ختم اللّه لهبالرّحمة و المغفرة، و من قالها أربعمائةمرة كتب اللّه له أجر مائة شهيد، فإذا لقياللّه يوم القيامة يقول له: قد أقررت بملكيفتمنّ عليّ ما شئت حتى أعطيك فإنّه لامقتدر غيري.
و عنه عليه السلام: من قال فيه: لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ ألف مرة، كتب اللّه لهمائة ألف حسنة، و بني اللّه له مائة مدينةفي الجنّة.
أقول: و في رواية: من استغفر اللّه تعالى في رجب وسأله التوبة سبعين مرّة بالغداة و سبعينمرّة بالعشي، يقول: اسْتَغْفِرُ اللَّهَوَ أَتُوبُ إِلَيْهِ، فإذا بلغ تمام سبعينمرة رفع يديه و قال: اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيوَ تُبْ عَلَيَّ، فان مات في رجب ماتمرضيّاً عنه و لا تمسّه النار ببركة رجب.
فضل قراءة «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عشرة آلاف مرة فيشهر رجب أو ألف مرة، أو مائة مرّة
وجدنا ذلك‏ مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله،قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله:من قرء في عمره عشرة آلاف مرة «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» بنيّة صادقة في شهر رجب،جاء يوم القيامة خارجاً من ذنوبه كيومولدته أمّه، فيستقبله سبعون ملكاًيبشّرونه بالجنّة.
و في حديث آخر عن النبي صلّى الله عليهوآله: من قرء «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»ألف مرة، جاء يوم القيامة بعمل ألف نبي وألف ملك، و لم يكن أحد أقرب إلى اللّه الّامن زاد عليه، و انها لتضاعف في شهر رجب.
و في حديث آخر عن النبي صلّى الله عليهوآله: من قرأ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»مائة مرة، بورك له و على ولده و أهله وجيرانه، و من قرأها في رجب بني اللّه تعالىله اثنى عشر قصراً في الجنّة، مكلّلةبالدّرّ و الياقوت، و كتب اللّه له ألف ألفحسنة.
ثم يقول: اذهبوا بعبدي فأروه ما أعددت لهفيأتيه عشرة آلاف قهرمان، و هم الذين وكلوا بمساكنه في الجنّة، فيفتحون له ألفألف قصر من در، و ألف ألف قصر من ياقوتأحمر، كلّها مكلّلة بالدّرّ و الياقوت والحليّ و الحلل، ما يعجز عنه الواصفون و لايحيط
بها الّا اللّه تعالى‏، فإذا رآها دهش وقال: هذا لمن من الأنبياء؟ فيقال: هذا لكبقراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ».
كان مولانا علي بنالحسين عليهما السلام يعمله و يذكره فيسجوده في أيام رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه فقال ما هذا لفظه: واعتمر علي بن الحسين عليهما السلام فيرجب، و كان يصلّي عند الكعبة عامّة ليله ونهاره، و يسجد عامّة ليله و نهاره، و كانيسمع منه في سجوده: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْعَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْعِنْدِكَ، لا يزيد على هذا مدّة مقامه.
فضل زيارة الحسين عليه السلام في أول يوم من رجب و الإشارةإلى موضع ألفاظها من الكتب‏
اعلم انّ من أهم المهمات في أول يوم من رجبزيارة الحسين عليه السلام، امّا بقصدمشهده الشريف في هذا الميقات، أو بالإيماءإليه بالزيارة من سائر الجهات، و انّماأخّرنا ذكرها إلى أواخر فصول هذا اليومالسعيد لأنّ أعذار الناس في التّأخّر عنالزيارة من القريب أو البعيد أضعافالمتمكّنين من القصد إليه عليه السلام،فبدأنا في الفصول المذكورة بما هو أعمّ،اغتناماً للمبادرة إلى الأعمال المشكورة.
أقول: فممّا نذكره في فضل زيارة الحسينعليه أفضل السلام في أوّل رجب،
ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه فقال:
روى بشير الدهان عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: من زار الحسين بن علي عليهماالسلام أوّل يوم من رجب غفر اللّه لهالبتّة.
و امّا تعيين ألفاظ الزيارة في أول يوم منرجب، فقد ذكرناها في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر، و سوف نذكرها في ليلة نصفشعبان، فإنّها أحقّ بها من هذا المكان.
و قد ذكرنا في عمل أوّل ليلة من رجب زيارةمختصّة بهذا الشهر كلّه، فاجتهد فيماتقدّم على الظفر بفضله.

فضل صوم يومين من رجب‏
روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه منكتاب ثواب الأعمال و في أماليه، فيما رواهعن النبي صلّى الله عليه وآله فقال: من صاممن رجب يومين لم يصف الواصفون من أهلالسماء و الأرض ماله عند اللّه منالكرامة، و كتب له من الأجر مثل أجور عشرةمن الصّادقين في عمرهم، بالغة
أعمارهم ما بلغت، و يشفّع يوم القيامة فيمثل ما يشفّعون فيه و يحشر معهم في زمرتهمحتى يدخل الجنّة و يكون من رفقائهم.
فضل صوم ثلاثة أيام من رجب و صلاة في اليوم الثالث‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و أماليه بإسناده إلىالنبي صلّى الله عليه وآله قال: من صام منرجب ثلاثة أيام جعل اللّه بينه و بين النارخندقاً و حجاباً، طوله مسيرة سبعين عاماً،و يقول اللّه عزّ و جلّ له عند إفطاره: لقدوجب حقك عليّ و وجبت لك محبّتي و ولايتي،أشهدكم ملائكتي أنّي قد غفرت له ما تقدم منذنبه و ما تأخّر.

و امّا الصلاة في اليوم الثالث من رجب:
فاننا وجدناها في بعض كتب العبادات المتضمّنةلما يبقى من السعادات عن النبي‏
صلّى الله عليه وآله انه قال: من صلّى فياليوم الثالث من رجب اربع ركعات، يقرء بعدالفاتحة:
وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَإِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّفِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِبِما يَنْفَعُ النَّاسَ، وَ ما أَنْزَلَاللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍفَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهاوَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِالْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ، لَآياتٍ لِقَوْمٍيَعْقِلُونَ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْيَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداًيُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّالِلَّهِ، وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ.
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ. أعطاهاللّه من الأجر ما لا يصفه الواصفون.
و روي ان اليوم الثالث من رجب كان مولدمولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام.


فضل صوم أربعة أيام من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و أماليه بإسناده إلىالنبي صلّى الله عليه وآله قال: و من صام منرجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلّها، منالجنون و الجذام و البرص و فتنة الدجال، وأجير من عذاب القبر، و يكتب له مثل أجورأولى الألباب التوابين الأوّابين و أعطىكتابه بيمينه في أَوائل العابدين.


فضل صوم خمسة أيّام من رجب
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و أماليه عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب خمسةأيام كان حقاً على اللّه تعالى ان يرضيهيوم القيامة و يبعثه يوم القيامة و وجهه كالقمر فيليلة البدر و كتب له عدد رمل عالج حسنات وادخل الجنّة بغير حساب و يقال: تمنّ علىربّك ما شئت.


فضل صوم ستّة أيام من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و أماليه عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب ستّةأيام خرج من قبره و لوجهه نور يتلألأ أشدّبياضا من نور الشمس و أعطى سوى ذلك نوراًيستضي‏ء به أهل الجمع يوم القيامة، و بعثهاللّه من الآمنين يوم القيامة حتّى يمرّعلى الصراط بغير حساب، و يعافى من عقوقالوالدين و قطيعة عمل الليلة السابعةمن رجب‏
وجدنا ذلك فيما نظرناه ممّا يقرّب العبدإلى مولاه عن النبي صلّى الله عليه وآلهقال: من صلّى في الليلة السابعة من رجباربع ركعات، بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و «قُلْأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» و يصلّى علىالنبي صلّى الله عليه وآله عند الفراغ عشرمرات، و يقول الباقيات الصالحات: سُبْحانَاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ و لا إلهَإِلَّا اللَّهُ و اللَّهُ اكْبَرُ، عشرمرات، اظلّه اللّه في ظل عرشه و يعطيه ثوابمن صام شهر رمضان، و استغفرت له الملائكةحتّى يفرغ من هذه الصلاة، و يستهل عليهالنزع و ضغطة القبر، و لا يخرج من الدنياحتى يرى مكانه من الجنّة و آمنه اللّه منالفزع الأكبر.

فضل صوم سبعة أيام من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه رضواناللّه عليه في أماليه و ثواب الأعمالبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: من صام من رجب سبعة أيّام، فإنّلجهنّم سبعة أبواب، يغلق اللّه عنه لصومكل يوم باباً من أبوابها و حرّم اللّه جسدهعلى النار.


فضل صوم ثمانية أيام من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويهبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم في كتاب ثواب الأعمال و أماليه قال:و من صام من رجب ثمانية أيام فإن في الجنّةثمانية أبواب، يفتح اللّه له بصوم كل يومباباً من أبوابها، فيقال له: ادخل من أيّالأبواب شئت.

فضل صوم تسعة أيام من رجب
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللّه عليه بإسناده إلىالنبي صلّى الله عليه وآله في كتاب ثوابالأعمال و أماليه فقال: و من صام من رجبتسعة أيام خرج من قبره و هو ينادي: لا إلهإلا اللّه، و لا يعرف وجهه دون الجنّة، وخرج من قبره و لوجهه نور يتلألأ لأهلالجمع، حتّى يقول: هذا نبي مصطفى، و انّأدنى ما يعطى أن يدخل الجنّة بغير حساب.

فضل صوم عشرة أيام من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه في كتاب ثواب الأعمال و أماليه‏
بإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: و من صام من رجب عشرة أيام جعل اللّهله جناحين أخضرين منظومين بالدر والياقوت، يطير بهما على الصراط كالبرقالخاطف إلى الجنان، و يبدّل اللّه سيئاتهحسنات و كتب من المقرّبين القوّامين للّهبالقسط، و كأنه عبد اللّه الف عام قائماًصابراً محتسباً.
أقول: و وجدت في رواية بإسناد مذكور ان أشهر الحرمللّه عزّ و جلّ في كلّ عام، عاشر من كلّ شهرمنها أمر، فاليوم العاشر من ذي الحجّة يومالنحر، و اليوم العاشر من المحرم عاشوراء،و اليوم العاشر من رجب يمحو اللّه ما يشاءو يثبت، ما قال في ذي القعدة.
قلت انا رأيت في كتاب جامع الدعوات لنصر بن يعقوبالدينوري عن النبي صلّى الله عليه وآله:انّ ليلة عاشر ذي القعدة ينظر اللّه تعالىإلى عبده بالرحمة.
و روي ان يوم العاشر من رجب كان مولدمولانا الجواد عليه السلام.

فضل صوم أحد عشر يومامن رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه في كتاب ثواب الأعمال و أماليهبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: و من صام من رجب أحد عشر يوماً لم يوافاللّه يوم القيامة عبداً أفضل منه الّا منصام مثله أو زاد عليه.

فضل صوم اثني عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه بإسناده في أماليه و كتاب ثواب‏
الأعمال بإسناده إلى النبي صلّى اللهعليه وآله قال: و من صام من رجب اثني عشريوماً كسي يوم القيامة حلّتين خضراوتين منسندس و إستبرق و يحبر بهما، لو دلّيت حلّةمنهما إلى الدنيا لأضاء ما بين مشرقها ومغربها و لصارت الدنيا أطيب من ريح المسك.

فضل صوم ثلاثة عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه في كتاب ثواب الأعمال و أماليهبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: و من صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعتله يوم القيامة مائدة من ياقوتة خضراء فيظل العرش، قوائمهما من الدر أوسع منالدنيا سبعمائة مرّة، عليها صحائف الدّرّأوسع من الدنيا سبعمائة مرة، عليها صحائفالدر و الياقوت، في كلّ صحفة سبعون ألف لونمن الطعام لا يشبه اللّون اللّون و لاالريح الريح، فيأكل منها و النّاس في شدّة
شديدة و كرب عظيم.
و روي ان يوم ثالث عشر رجب كان مولد مولاناعلي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة قبلالنبوّة باثني عشر سنة.

فضل صوم أربعة عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه في كتاب ثواب الأعمال و أماليهبإسناده إلى النبي صلوات اللّه عليه وآله، قال: و من صام من رجب أربعة عشر يوماأعطاه اللّه من الثواب ما لا عين رأت و لاإذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، من قصورالجنان التي بنيت بالدر و الياقوت.
فضل صوم خمسة عشريوما من رجب، غير ما أسلفناه‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب أماليه وثواب الأعمال بإسناده إلى النبي صلّى اللهعليه وآله قال: و من صام من رجب خمسة عشريوماً وقف يوم القيامة موقف الآمنين و لايمرّ به ملك و لا نبي و لا رسول الّا قالوا:طوبى لك أنت آمن مقرّب مشرف مغبوط محبورساكن الجنّة.

فضل صوم ستّة عشريوماً من شهر رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب ستّةعشر يوما كان في أَوائل من يركب على دوابّمن نور تطير بهم في عرضة الجنان إلى دارالرحمن.

فضل صوم سبعة عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضي اللّه عنه في أماليه و ثوابالأعمال بإسناده إلى النبي صلّى الله عليهوآله قال:
و من صام من رجب سبعة عشر يوما وضع له يومالقيامة على الصراط سبعون ألف مصباح مننور حتى يمرّ على الصراط بنور تلكالمصابيح إلى الجنان تشيّعه الملائكةبالترحيب و التسليم.
فضل صوم ثمانية عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه في كتاب ثواب الأعمال و أماليهبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: و من صام من رجب ثمانية عشر يوماً،زاحم إبراهيم الخليل عليه السلام في قبّتهفي قبّة الخلد على سرر الدرّ و الياقوت.

فضل صوم تسعة عشريوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضي اللّه عنه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب تسعةعشر يوماً بني اللّه عزّ و جلّ له قصراً منلؤلؤ رطب بحذاء قصر آدم و إبراهيم عليهماالسلام في جنّة عدن يسلّم عليهما ويسلّمان عليه، تكرمة لها و إيجاباً لحقّه،و كتب له بكلّ يوم يصوم منه كصيام ألف عام.

فضل صوم عشرين يومامن رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب عشرينيوما فكأنّما عبد اللّه عشرين ألف عام.
فضل صوم أحد و عشرينيوما من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثواب‏ الأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب أحد وعشرين يوما شفّعه اللّه يوم القيامة فيمثل ربيعة و مضر، كلّهم من أهل الخطايا والذنوب.

فضل صوم اثنين وعشرين يوما من رجب
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب اثنينو عشرين يوما نادى مناد من السماء: أبشر ياوليّ اللّه من اللّه بالكرامة العظيمة ومرافقة الّذين أنعم اللّه عليهم منالنبيّين و الصدّيقين و الشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا.

فضل اليوم الثاني والعشرين من رجب و تأكيد صيامه‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى شيخنا المفيدمحمد بن محمد بن النعمان في كتاب حدائقالرياض، فقال عند ذكر رجب ما هذا لفظه:
اليوم الثاني و العشرون منه سنة ستّين منالهجرة أهلك اللّه أحد فراعنة هذه الأمّةمعاوية بن أبي سفيان عليه اللعنة، فيستحبّصيامه شكرا للّه على هلاكه.


فضل صوم ثلاثة وعشرين يوما من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب ثلاثةو عشرين يوما نودي من السماء: طوبى لك ياعبد اللّه‏
نصبت قليلا و نعّمت طويلا، طوبى لك إذاكشف الغطاء عنك و أفضيت إلى جسيم ثواب ربّكالكريم و جاورت الجليل في دار السلام.


فضل صوم أربعة وعشرين يوما من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في كتاب ثوابالأعمال و أماليه بإسناده إلى النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صام من رجب أربعةو عشرين يوما، فإذا نزل به ملك الموت عليهالسلام يرى له في صورة شابّ أمرد، عليهحلّة من ديباج أخضر على فرس من خيل الجنانو بيده حرير أخضر ممسّك بالمسك الأذفر، وبيده قدح من ذهب مملوّ من شراب الجنانفسقاه إياه عند خروج نفسه يهون عليه سكراتالموت، ثم يأخذ روحه في تلك الحريرة،فيفوح منها رائحة يستنشقها أهل السماواتالسبع فيظلّ في قبره ريّان، و يبعث ريّانحتّى‏
يرد حوض النبي صلّى الله عليه وآله.
و روي ان يوم الرابع و العشرين من رجب كانفتح خبير على يد مولانا أمير المؤمنينعليه السلام.
الرواية انّ يوممبعث النّبيّ صلّى الله عليه وآله كان يومالخامس و العشرين من رجب و التأويل لذلكعلى وجه الأدب‏
رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بنبابويه أسعده اللّه جلّ جلاله بأمانة،فيما ذكره في كتاب المقنع من نسخة نقلت فيزمانه فقال ما هذا لفظه:
و في خمسة و عشرين من رجب بعث اللّه محمداًصلّى الله عليه وآله، فمن صام ذلك اليومكان كفارة مائتي سنة.
أقول: و ذكر مصنّف كتاب دستور المذكورين عنمولانا علي عليه السلام انه قال: من صاميوم خمس و عشرين من رجب كان كفّارة مائتيسنة، و فيه بعث محمد صلّى‏ اللّه عليه و آله.
و روي أيضاً أبو جعفر محمد بن بابويه فيكتاب المرشد، و عندنا به نسخة عليها خطّالفقيه قريش بن اليسع مهنّا العلوي في بابصوم رجب ما هذا لفظه: و قال محمد بن أحمد بنيحيى في جامعه: وجدت في كتاب- و لم أروه- انّفي خمسة و عشرين من رجب بعث اللّه محمداًصلّى الله عليه وآله، فمن صام ذلك اليومكان له كفّارة مائتي سنة.
و اعلم انّي وجدت من أدركته من العلماءعاملين انّ يوم مبعث النبي صلّى الله عليهوآله يوم سابع و عشرين من رجب غير مختلفينفي تحقيق هذا اليوم و إقباله، و انّما هذاالشيخ محمد بن بابويه رضي اللّه عنه قولهمعتمد عليه.
فلعلّ تأويل الجمع بين الروايات ان يكونبشارة اللّه جلّ جلاله للنبي صلّى اللهعليه وآله انّه يبعث رسولًا في يوم سابععشرين، كانت البشارة بذلك يوم الخامس والعشرين من رجب، فيكون يوم الخامس والعشرين أوّل وقت البشارة بالبعثة له منرب العالمين.
و ممّا ينبّه على هذا التأويل تفضيل ثوابيوم الخامس و العشرين على اليوم السابع والعشرين، و قد قدمنا رواية ابن بابويه، وذكر جدّي أبو جعفر الطوسي قدس اللّه سرّه:
ان من صام يوم الخامس و العشرين من رجب كانكفّارة مائتي سنة.

فضل صوم اليوم الخامس و العشرين من رجب، غير ما بيّناه‏
رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي فيكتاب الحسني بإسناده إلى الشيخ الثقة أحمدبن محمد بن أبي نصر البزنطي رضوان اللّهعليه عن مولانا الرضا عليه السلام قال: من صام خمساً و عشرين يوماً من رجب جعل اللّه صومه ذلك اليوم كفّارة سبعين سنة. أقول: فلا بدّ ان يكون تعظيم صوم هذا اليومالخامس و العشرين، دالّا على انّه معظّمعند ربّ العالمين و سيّد المرسلين.

فضل صوم خمسة و عشرينيوما من رجب، غير ما أوضحناه‏
رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويهرحمة اللّه عليه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه فيما رواه عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صام من رجب خمسة و عشرينيوما فإنّه إذا خرج من قبره تلقّاه سبعونألف ملك، بيد كلّ ملك منهم لواء من درّ وياقوت و معهم طرائف الحلي و الحلل،فيقولون:
يا ولي اللّه النجاة إلى ربّك، فهو من أولالناس دخولا في جنّات عدن مع المقرّبينالذين رضي اللّه عنهم و رضوا عنه ذلك هوالفوز العظيم.


فضل صوم اليومالسادس و العشرين من رجب‏
روى ذلك الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي فيكتاب الحسني بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال: و من صام يوم السادس و العشرينمن رجب جعل اللّه صومه ذلك اليوم كفارةثمانين سنة.


فضل صوم ستّة و عشرين يوما من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رحمه اللّه في كتاب ثواب الأعمال وأماليه بإسناده إلى النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صام من رجب ستّة و عشرينيوما بني اللّه عزّ و جلّ له في ظلّ عرشهمائة قصر من درّ و ياقوت، على رأس كلّ قصرخيمة حمراء من حرير الجنان، يسكنها ناعماًو الناس في الحساب.


فضل صوم ثمانية وعشرين يوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه رضوان اللّه عليه في أماليه و فيكتاب ثواب الأعمال بإسناده إلى النبيصلوات اللّه عليه، قال: و من صام من رجبثمانية و عشرين يوما جعل اللّه عزّ و جلّبينه و بين النار سبع خنادق، كلّ خندق مابين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام.
و روى جعفر بن محمد الدوريستي في كتابالحسني بإسناده إلى الرضا عليه السلامقال: و من صام يوم الثامن و العشرين من رجبكان صومه لذلك اليوم كفّارة تسعين سنة.

فضل صوم تسعة وعشرين يوما من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه من كتاب أماليه و كتاب ثواب‏
الأعمال بإسناده إلى النبي صلّى اللهعليه وآله، قال: و من صام من رجب تسعة وعشرين يوماً غفر اللّه له و لو كان عشّاراًو لو كانت امرأة فجرت سبعين مرّة، بعد ماأرادت به وجه اللّه و الخلاص من جهنم، يغفرلها.
و روى جعفر بن محمد الدوريستي في كتابهبإسناده إلى الرضا عليه السلام قال: و منصام يوم التّاسع و العشرين عن رجب كان صومهذلك اليوم كفارة مائة سنة.

فضل صوم ثلاثينيوماً من رجب‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابنبابويه في أماليه و في كتاب ثواب الأعمالبإسناده إلى النبي صلّى الله عليه وآلهقال: و من صام من رجب ثلاثين يوما نادى منادمن السماء: يا عبد اللّه امّا ما مضى فقدغفر لك فاستأنف العمل فيما بقي، فأعطاهاللّه في الجنان كلها، في كلّ جنّة أربعينألف مدينة من ذهب، في كلّ مدينة أربعون ألفألف قصر، في كلّ قصر أربعون‏
ألف ألف بيت، في كل بيت أربعون ألف ألفمائة من ذهب، على كل مائدة أربعون ألف ألفقصعة، في كلّ قصعة أربعون ألف ألف لون منالطعام و الشراب، لكل طعام و شراب من ذلكلون على حدّة، و في كل بيت أربعون ألف ألفسرير من ذهب، طول كل سرير الف ذراع في عرضالف ذراع، على كل سرير جارية من الحورالعين، عليها ثلاثمائة ألف ذؤابة من نور،تحمل كلّ ذؤابة منها ألف ألف وصيفة تغلفهابالمسك و العنبر، الى ان يوافيها صائمرجب، هذا لمن صام رجب كلّه.
قيل: يا نبي اللّه فمن عجز عن صيام رجبلضعف أو علّة كانت به أو امرأة غير طاهرةتصنع ما ذا لتنال ما وصفت؟ قال: تتصدّق عنكلّ يوم برغيف على المساكين، و الذي نفسيبيده انّه إذا صدّق بهذه الصدقة كل يومينال ما وصفت و أكثر، لأنّه لو اجتمع جميعالخلائق كلّهم من أهل السماوات و الأرضعلى ان يقدّروا قدر ثوابه، ما بلغوا عشر مايصيب في الجنان من الفضائل و الدرجات.
قيل: يا رسول اللّه فمن لم يقدر على هذهالصدقة يصنع ما ذا لينال ما وصفت؟ قال:
يسبح اللّه في كلّ يوم من شهر رجب إلى تمامثلاثين يوما هذا التسبيح مائة مرة:
سُبْحانَ الْإِلهِ الْجَلِيلِ، سُبْحانَمَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الّالَهُ، سُبْحانَ الأَعَزِّ الاكْرَمِ،سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَ هُوَلَهُ اهْلٌ.
و روى جعفر بن محمد الدوريستي في كتابالحسني بإسناده إلى الرضا عليه السلامقال: و من صام يوم الثلاثين من رجب غفراللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر.

اعمال وفضائل أول من شهررجباعمال وفضائل الأول الرجب

تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه.
و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده،
و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته.
فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً.
فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان.
و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات.
فمن ذلك‏ انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله.
أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شي‏ء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه.
و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام.
و من ذلك‏ بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه.
أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك.
فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان.
و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل‏
الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر.

 


فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب‏
فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه.
و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب.
و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شي‏ء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة.

عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب‏
فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا.

فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره‏
وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه.

حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب‏
نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى:
أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ.

الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة
روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ‏
لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك.

صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها
نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه:
تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ.
وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ.
و تقول بعد ذلك:
سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ
مِنْ هذا لَقُلْتُهُ.
اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى‏ ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى‏ ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى‏ مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى‏،صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي.
اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْ‏ءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْ‏ءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ عَلَيْكَ.
أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْ‏ءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلى‏عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه‏
عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى‏ بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة.
صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها
وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبري‏ء من النفاق.

صلاة أخرى في أوَّل ليلة من رجب:
و رأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكرهصلاة في أوَّل ليلة من رجب، ذكر لها فضلًانذكر شرحها، قال: عن النبيّ صلّى الله عليهوآله: من صلّى المغرب أوَّل ليلة من رجبثمَّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرَّة، و يسلّم بعد كلِّركعتين، قال رسول اللَّه صلّى الله عليهوآله: أ تدرون ما ثوابه؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فانَّ الرُّوح الأمينعلّمني ذلك، و حسر رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله عن ذراعيه و قال: حفظ و اللَّه فينفسه و أهله و ماله و ولده، و أجير من عذابالقبر، و جاز على الصراط كالبرق الخاطف منغير حساب.

صلاة أخرى في أول ليلة من رجب:
رأيناها في كتاب روضة العابدين المذكورعن النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: منصلّى ركعتين في أوَّل ليلة من رجب بعدالعشاء يقرأ في أوَّل ركعة فاتحة الكتاب،و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و في الركعةالثانية فاتحة الكتاب و «أَ لَمْنَشْرَحْ» مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» و المعوذتين. ثمّ يتشهّد و يسلّم،ثمَّ يهلّل اللَّه تعالى ثلاثين مرّة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآلهثلاثين مرّة، فإنّه يغفر له ما سلف منذنوبه، و يخرجه من الخطايا كيوم ولدتهأمّه.
ينبغي ان يكونالعارف عليه من المراقبات، في أوّل ليلةمن شهر رجب إذا تفرّغ من العباداتالمرويات المكرمات‏
اعلم انّ هذه اللّيلة موسم جليل المقامجزيل الانعام، أراد اللّه جلّ جلاله منعباده ان يطيعوه في مراده، بإحيائهابعباداته و طلب إسعاده و انجاده و إرفاده وهباته، فاذكر لو انّ ملك زمانك أحضرك وأطلق عنان إمكانك في ان تكون ليلة من عدّةشهور حاضرا فيها بين يديه، لتطلب منه ماتحتاج إليه، و تكون أنت فقيراً في كلّأمورك إليه، كيف كنت تكون مع ذلك السلطان،فاجعل حالك مع اللّه جلّ جلاله في هذهاللّيلة على نحو ذلك الاجتهاد، بغايةالإمكان.
و لا تكن حرمة اللّه جلّ جلاله و هيبةحضرته و ما دعاك إليه من خدمته و عرض عليكمن نعمته، دون عبد من عباده، و ارحم نفسكان يراك فيها مهوّناً باتّباع مراده،فكأنّك قد أخرجت نفسك من حمى أمان هذاالشهر العظيم الشأن و عرّضت نفسك للهوانأو الخذلان.
و قد نبّهنا فيما ذكرناه في أمثال هذهاللّيلة الّتي تحيي بالعبادة على مايستغنى به عن الزيادة، فان لم تظفر بمعناهفاعلم:
انّ المراد من إحيائها الّذي ذكرنا، انتكون حركاتك و سكناتك و إراداتك‏
و كراهاتك في هذه اللّيلة السعيدة، علىنيّة أنّها عبادات اللّه جلّ جلاله خالصةلأبوابه المقدّسة المجيدة، كما انّك إذاجالست فيها أعظم سلطان في الوجود، فاننفسك مراغبة لرضاه، كيف كنت من قيام و قعودو مأكول و مشروب و مطلوب و محبوب، و لايكلّفك اللّه ما لا تقدر عليه، بل ما يصحّمنك لسلطان هو مملوكه و من أفقر الفقراءإليه، و ان غلبك نوم فيكون نوم المتأدّبينبين يدي ربّ العالمين، الّذين يقصدونبالرّقاد القوّة على طاعته و زيادةالاجتهاد.
و تسلّم أعمالك فيها بلسان الحال و المقالإلى من يكون حديث تلك اللّيلة إليه، منالحمأة و الخفراء في الأيّام و الأعمال،ليتمّ ما نقص عليك و يكون فيما تحتاج إليهمن اللّه جلّ جلاله شفيعاً لك و بين يديك.

فضل صوم أوّل يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره‏
رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويهقدس اللّه روحه من أماليه، و من عيون اخبارالرضا عليه السلام بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال: من صام أوّل يوم من رجب رغبة فيثواب اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة، و منصام يوماً من وسطه شفّع في مثل ربيعة ومضر، و من صام يوماً في آخره جعله اللّهعزّ و جلّ من ملوك الجنّة، و شفّعه في أبيهو أمّه، و ابنه و ابنته، و أخيه و أخته، وعمّه و عمّته، و خاله و خالته، و معارفه وجيرانه، و ان كانوا مستوجبي النار.

صوم أوّل يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه، فقالما هذا لفظه: قال: قال أبو الحسن موسى بنجعفر عليه السلام: رجب شهر عظيم، يضاعفاللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيئات،من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النارمسيرة سنة، و من صام ثلاثة أيام وجبت لهالجنّة.

فضل أول يوم من رجب أيضا و صوم اليوم الأول منه و سبعة منه وثمانية و عشرة و خمسة عشر
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفرالطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضالمن كتاب الصوم له من تهذيب الأحكام، فقالفي التهذيب ما هذا لفظه: قال:
حدثنا كثير بيّاع النوى، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: سمع نوح عليهالسلام صوت السفينة على الجودي فخاف عليه،فأخرج رأسه من جانب السفينة، فرفع يده وأشار بإصبعه و هو يقول: رهمان أتقن، وتأويلهما: يا ربّ أحسن، و ان نوحا عليهالسلام لمّا ركب السفينة ركبها في أوّليوم من رجب، فأمر من معه من الجن و الإنس أنيصوموا ذلك اليوم، و قال: من صامه منكمتباعدت عنه النار مسيرة سنة، و من صام سبعةأيام منه غلّقت عنه أبواب النيران السبعة،و ان صام ثمانية أيّام فتحت له أبوابالجنّة الثمانية، و من صام عشرة أيام أعطيمسألته، و من صام خمسة عشر يوما قيل له:استأنف العمل فقد غفر لك، و من زاد زادهاللّه.


عمل أول يوم من رجب من صلوات‏
فمن ذلك صلاة أوّل كل شهر و دعاؤها والصدقة بعدها، و قد ذكرنا ذلك عند عمل كلّشهر من الجزء الخامس من المهمات ما يكونأرجح.
و من ذلك ما رواه سلمان الفارسي رضوان اللّه عليه قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: ياسلمان الّا أعلّمك شيئا من غرائب الكنز؟قلت: بلى يا رسول اللّه، قال: إذا كان أوّليوم من رجب تصلّي عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات، غفر اللّه لكذنوبك كلّها من اليوم الذي جرى عليك القلمإلى هذه الليلة و وقاك اللّه فتنة القبر وعذاب يوم القيامة و صرف عنك الجذام و البرصو ذات الجنب.
و من الصّلاة في أوّل يوم من شهر رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جماعة، منهم جدي أبيجعفر الطوسي رحمه اللّه بإسناده فيما ذكرهفي المصباح فقال: و روى سلمان الفارسي رضياللّه عنه قال: دخلت على رسول اللّه صلّىالله عليه وآله في آخر يوم من جمادى الآخرةفي وقت لم ادخل عليه فيه قبله، قال: ياسلمان أنت منّا أهل البيت أ فلا أحدّثك؟قلت: بلى فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،قال: يا سلمان ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّىفي هذا الشهر ثلاثين ركعة و هو شهر رجب،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْيا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات،الّا محا اللّه تعالى عنه كلّ ذنب عمله‏
في صغره و كبره و أعطاه اللّه سبحانه منالأجر كمن صام ذلك الشهر كلّه، و كتب عنداللّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، ورفع له في كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر، وكتب له بصوم كلّ يوم يصومه منه عبادة سنة ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كله أنجاهاللّه عزّ و جلّ من النار و أوجب لهالجنّة، يا سلمان أخبرني بذلك جبرئيل عليهالسلام و قال: يا محمّد هذه علامة بينكم وبين المنافقين، لانّ المنافقين لا يصلّونذلك.
قال سلمان: فقلت: يا رسول اللّه أخبرني كيفأصلّي هذه الثلاثين ركعة و متى أصلّيها؟قال: يا سلمان تصلّي في أوّله عشر ركعاتتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاثمرات، فإذا سلّمت رفعت يديك و قلت:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ وَ لامُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَ لا يَنْفَعُذَا الْجِدِّ مِنْكَ الْجِدُّ، ثم امسحبهما وجهك.
و من الصّلوات في أوّل يوم من شهر رجب ما رأيناه في يد بعض أصحابنا من كتب العباداتمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله،قال: تصلّي أول يوم من رجب اربع ركعاتبتسليمة، الأوّلة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، و في الثانيةبالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرات، و في الثالثةالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»مرة، و في الرابعة الحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمسة و عشرين مرة و آيةالكرسي ثلاث مرات.
ذكر صلاة في يوم من رجب، وجدتها بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله:
من صام يوماً من رجب و صلّى فيه اربعركعات، يقرء في أوّل ركعة مائة مرة آيةالكرسي، و يقرء في الثانية «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مأتي مرة لم يمت حتّى يرىمقعده من الجنّة أو يرى له.

ذكر قراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فييوم الجمعة من رجب:
رأيت في حديث بإسناد انّ من قرء في يومالجمعة من رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»مائة مرة كان له نوراً يوم. القيامة يسعىبه إلى الجنّة.
و ان كان أول يوم من رجب الجمعة ففيه صلاةزائدة.
ذكر صلاة يوم الجمعة من رجب، وجدناه بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بنعباس قال:
قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: منصلّى يوم الجمعة في شهر رجب ما بين الظهر والعصر اربع ركعات، يقرء في كلّ ركعة الحمدمرة و آية الكرسي سبع مرّات و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمس مرات، ثم قال:
اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَإِلَّا هُوَ وَ اسْأَلُهُ التَّوْبَةَ-عشر مرات، كتب اللّه تبارك و تعالى له منيوم يصلّيها إلى يوم يموت كلّ يوم ألف حسنةو أعطاه اللّه تعالى بكل آية قرأها مدينةفي الجنة من ياقوتة حمراء، و بكل حرف قصراًفي الجنّة من درّة بيضاء، و زوّجه اللّهتعالى من الحور العين و رضي عنه رضا لا سخطبعده و كتب من العابدين، و ختم اللّه تعالىله بالسعادة و المغفرة، و كتب اللّه لهبكلّ ركعة صلّاها خمسين ألف صلاة و توّجهبألف تاج، و يسكن الجنّة مع الصديقين و لايخرج من الدّنيا حتى يرى مقعده من الجنّة.

الدعوات في أول يوم من رجب و في كلّ يوم منه
نقلناه من كتاب المختصر من المنتخب، فقال:و تقول في أول يوم من رجب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللَّهُيا اللَّهُ يا اللَّهُ، أَنْتَ اللَّهُالْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ الْمَلِكُالْعَظِيمُ، أَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّالْقَيُّومُ الْمَوْلَى السَّمِيعُالْبَصِيرُ، يا مَنِ الْعِزُّ وَالْجَلالُ، وَ الْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ، وَ الْقُوَّةُ وَ الْعِلْمُوَ الْقُدْرَةُ، وَ النُّورُ وَالرُّوحُ، وَ الْمَشِيَّةُ وَ الْحَنانُوَ الرَّحْمَةُ وَ الْمُلْكُلِرُبُوبِيَّتِهِ، نُورُكَ أَشْرَقَلَهُ كُلُّ نُورٍ، وَ خَمَدَ لَهُ كُلُّنارٍ، وَ انْحَصَرَ لَهُ كُلُّالظُّلُماتِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَ نُورِكَ، وَ بِالاسْمِالْأَعْظَمِ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْكِبْرِيائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَ عِزِّكَ، وَ بِجُودِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ،وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهامِنْ رَأْفَتِكَ، وَ بِرَأْفَتِكَالَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ جُودِكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْغَيْبِكَ، وَ بِغَيْبِكَ وَ إِحاطَتِكَوَ قِيامِكَ وَ دَوامِكَ وَ قِدَمِكَ.
وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَالْحُسْنى‏ لا إِلهَ إِلَّا أنْتَالْواحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُالصَّمَدُ الْحَيُّ، الْأَوَّلُ الآخِرُالظّاهِرُ الْباطِنُ، وَ لَكَ كُلُّاسْمٍ عَظِيمٍ، وَ كُلُّ نُورٍ وَ غَيْبٍ،وَ عِلْمٍ وَ مَعْلُومٍ، وَ مُلْكٍ وَشَأْنٍ، وَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَتَقَدَّسْتَ وَ تَعالَيْتَ عُلُواكَبِيراً.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّاسْمٍ هُوَ لَكَ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ،طَيِّبٍ مُبارَكٍ مُقَدَّسٍ،أَنْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ وَأَجْرَيْتَهُ فِي الذِّكْرِ عِنْدَكَ، وَتَسَمَّيْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْخَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْمَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِخَيْرٍ تُعْطِيهِفَأَعْطَيْتَهُ، أَوْ شَرٍّ تَصْرفُهُفَصَرَفْتَهُ، يَنْبَغِي أَنْأَسْأَلُكَ بِهِ.
فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تَنْصُرَنِيعَلى‏ أَعْدائِي وَ تَغْلِبَ ذِكْرِيعَلى‏ نِسْيانِي، اللّهُمَّ اجْعَلْلِعَقْلِي عَلى‏ هَوايَ سُلْطاناًمُبِيناً، وَ اقْرِنْ اخْتِيارِيبِالتَّوْفِيقِ، وَ اجْعَلْ صاحِبِيالتَّقْوى‏، وَ أَوْزِعْنِي شُكْرَكَعَلى‏ مَواهِبِكَ.
وَ اهْدِنِي اللّهُمَّ بِهُداكَ إِلى‏سَبِيلِكَ الْمُقِيمِ وَ صِراطِكَالْمُسْتَقِيمِ، وَ لا تُمَلِّكْزِمامِيَ الشَّهَواتِ فَتَحْمِلُنِيعَلَى طَرِيقِ الْمَخْذُولِينَ، وَ حُلْبَيْنِي وَ بَيْنَ الْمُنْكَراتِ، وَاجْعَلْ لِي عِلْماً نافِعاً، وَأَغْرِسْ فِي قَلْبِي حُبَّالْمَعْرُوفِ‏
وَ لا تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَ تُبْعَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ.
وَ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِوَ يُمْنَهُ، وَ ارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَ قِنِيالْمَحْذُورَ فِيهِ، وَ أَعِنِّي عَلى‏ما أُحِبُّهُ مِنَ الْقِيامِ بِحَقِّهِ،وَ مَعْرِفَةِ فَضْلِهِ، وَ اجْعَلْنِيفِيهِ مِنَ الْفائِزِينَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالْمُتَعالِ الْجَلِيلِ الْعَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الْواحِدِ الصَّمَدِ، وَبِاسْمِكَ الْعَزِيزِ الْأَعْلى، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏ كُلِّها، يامَنْ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ وَ ذَلَّتْ لَهُالْأَعْناقُ، وَ وَجِلَتْ مِنْهُالْقُلُوبُ، وَ دانَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ،وَ قامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لاتُدْرِكُكَ الْأَبْصارُ وَ أَنْتَتُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ أَنْتَاللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
يا رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ، وَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكَروبِيِّينَ وَالْكِرامِ الْكاتِبِينَ، وَ جَمِيعِالْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَبِحَمْدِكَ، وَ رَبَّ آدَمَ وَ شيثَ وَإِدْرِيسَ، وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَ صالِحٍ،وَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَ لُوطٍ، وَ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَ الْأَسْباطَ وَ أَيُّوبَ وَمُوسى‏ وَ هارُونَ وَ شُعَيْبٍ، وَداوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَرْمِيا، وَعُزَيْرٍ وَ حِزْقِيلَ، وَ شَعْيا وَإِلْياسَ، وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ ذِيالْكِفْلِ، وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيى‏، وَعِيسى‏ وَ جِرْجِيسَ، وَ مُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،وَ عَلى‏ مَلائِكَةِ اللَّهِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكِرامِالْكاتِبِينَ وَ جَمِيعِ الأَمْلاكِالْمُسَبِّحِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماًكَثِيراً.
أَنْتَ رَبُّنَا الْأَوَّلُ الآخِرُ،الظّاهِرُ الْباطِنُ، الَّذِي خَلَقْتَالسَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ ثُمَّاسْتَوَيْتَ عَلَى الْعَرْشِالْمَجِيدِ، بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏تُبْدِئُ وَ تُعِيدُ، وَ تُغْشِياللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُحَثِيثاً، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَ الْفُلْكُ وَ الدُّهُورُوَ الْخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ،تَبارَكْتَ وَ تَعالَيْتَ يا رَبَّالْعالَمِينَ.
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنّانُالْمَنّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلالِ‏
وَ الإِكْرامِ، لَوْ كانَ الْبَحْرُمِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُرَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِمَدَداً.
تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الْجِبَالِ وَمَكائِيلَ الْبِحارِ وَ عَدَدَالرِّمالِ، وَ قَطْرَ الْأَمْطارِ، وَوَرَقَ الْأَشْجارِ، وَ نُجُومَالسَّماءِ وَ ما أَظْلَمَ عَلَيْهِاللَّيْلُ وَ أَشْرَقَ عَلَيْهِالنَّهارُ، لا يُوارِي مِنْكَ سَماءٌسَماءً وَ لا أَرْضٌ أَرْضاً، وَ لابَحْرٌ مُتَطابِقٌ، وَ لا ما بَيْنَ سَدِّالرُّتُوقِ، وَ لا ما فِي الْقَرارِ مِنَالْهَباءِ الْمَبْثُوثِ.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِالْمَكْنُونِ النُّورِ الْمُنِيرِ،الْحَقِّ الْمُبِينِ، الَّذِي هُوَ نُورٌمِنْ نُورٍ وَ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَ نُورٌ مَعَكُلِّ نُورٍ، وَ لَهُ كُلُّ نُورٍ، مِنْكَيا رَبَّ النُّورُ، وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُالنُّورُ.
وَ بِنُورِكَ الَّذِي تُضِي‏ءُ بِهِكُلُّ ظُلْمَةٍ، وَ تَبْطُلُ بِهِ كَيْدُكُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ، وَ تُذِلُّ بِهِكُلَّ جَبّارٍ عَنِيدٍ، وَ لا يَقُومُلَهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ خَلْقِكَ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَ تَسْتَقِلُّالْمَلائِكَةُ حِينَ يَتَكَلَّمَ بِهِ،وَ تَرْعَدُ مِنْ خَشْيَتِهِ حَمَلَةُالْعَرْشِ الْعَظِيمِ إِلى‏ تُخُومِالْأَرضِينَ السَّبْعِ، الَّذِيانْفَلَقَتْ بِهِ الْبِحارُ، وَ جَرَتْبِهِ الْأَنْهارُ، وَ تَفَجَّرَتْ بِهِالْعُيُونُ، وَ سارَتْ بِهِ النُّجُومُ،وَ ارْكِمَ بِهِ السَّحابُ وَ اجْرِيَ، وَاعْتَدَلَ بِهِ الضَّبابُ، وَ هالَتْبِهِ الرِّمالُ، وَ رَسَتْ بِهِالْجِبَالُ وَ اسْتَقَرَّتْ بِهِالْأَرضُونَ، وَ نَزَلَ بِهِ الْقَطْرُوَ خَرَجَ بِهِ الْحَبُّ، وَ تَفَرَّقَتْبِهِ جِبِلّاتُ الْخَلْقِ، وَ خَفَقَتْبِهِ الرِّياحُ، وَ انْتَشَرَتْ وَتَنَفَّسَتْ بِهِ الْأَرْواحُ.
يا اللَّهُ أَنْتَ الْمُتَسَمَّىبِالالهِيَّةِ، بِاسْمِكَ الْكَبِيرِالْأَكْبَرِ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ‏
الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، يا ذَاالطَّوْلِ وَ الآلاءِ، لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ يا قَرِيبُ، أَنْتَ الْغالِبُعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، أَسْأَلُكَاللّهُمَّ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّهاما عَلِمْتُ مِنْها وَ ما لَمْ أَعْلَمْ،وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَكْفِيَنِي امْرَأَعْدائِي وَ تُبَلِّغَنِي مُنايَ ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَمُحَمَّدٍ وَ بارِكْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَ بارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَعَلى‏ إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَإِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّأَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَ الرَّفْعَةَ وَالْفَضِيلَةَ عَلى‏ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ فِي الْمُصْطَفَيْنَتَحِيَّاتِهِ، وَ فِي الْعِلِّيِّينَدَرَجَتَهُ، وَ فِي الْمُقَرَّبِينَمَنْزِلَتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَ أَهْلِ طاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَ أَلِّفْ بَيْنَقُلُوبِنا وَ قُلُوبِهِمْ عَلَىالْخَيْراتِ، اللّهُمَّ اجْزِمُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله أَفْضَلَما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ،كَما تَلا آياتِكَ وَ بَلَّغَ ماأَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِوَ عَبَدَكَ حَتّى‏ أَتاهُ الْيَقِينُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى‏ آلِهِالطَّيِّبِينَ.
ثمَّ تقرء تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّالْعالَمِينَ- فَتَبارَكَ اللَّهُأَحْسَنُ الْخالِقِينَ- تَبارَكَ الَّذِينَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِلِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً،الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِوَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُتَقْدِيراً- تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَجَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- تَبارَكَالَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ عِنْدَهُعِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ- تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِيالْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‏
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَلِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُعَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ-تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِبُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً.
وَ تقول: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِالتَّامَّاتِ كُلِّها الَّتِي لايُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لا فاجِرٌ، مِنْشَرِّ ابْلِيسَ وَ جُنُودِهِ، وَ مِنْشَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ وَ سُلْطانٍ، وَساحِرٍ وَ كاهِنٍ، وَ شَرِّ كُلِّ ذِيشَرٍّ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَنَفْسِي وَ دِينِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِيوَ جَسَدِي وَ جَمِيعَ جَوارِحِي وَأَهْلِي وَ مالِي وَ أَوْلادِي وَ جَمِيعَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، وَ خَواتِيمَعَمَلِي وَ سائِرَ ما مَلَّكْتَنِي وَخَوَّلْتَنِي وَ رَزَقْتَنِي وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَ جَمِيعِالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ، ياخَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَ يا خَيْرَ حافِظٍوَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَاللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُاللَّهُ، الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْتُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يارَبَّ السَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَ مُجْرِي الْبِحارِ وَرازِقَ مَنْ فِيهِنَّ، وَ فاطِرَالسَّماواتِ وَ الأَرَضِينَ وَأَطْباقِها وَ مُسَخَّرَ السَّحابَ وَمُجْرِي الْفُلْكَ.
وَ جاعِلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَنُوراً، وَ خالِقَ آدَمَ عَلَيْهِالسَّلامُ، وَ مُنْشِي‏ءَ الْأَنْبِياءِعَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ،وَ مُعَلِّمَ إِدْرِيسَ عَدَدَالنُّجُومِ وَ الْحِسابِ وَ السِّنِينِوَ الشُّهُورِ وَ أَوْقاتِ الْأَزْمانِ،وَ مُكَلِّمَ مُوسى‏، وَ جاعِلَ عَصاهُثُعْباناً، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ فِيالْأَلْواحِ عَلى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِالسَّلامُ.
وَ مُجْرِي الْفُلْكَ لِنُوحٍ، وَ فادى‏إِسْماعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَالْمُبْتَلِيَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِيُوسُفَ، وَ رادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِبَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَالْبُكاءِ، فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ‏
الْحُزْنِ وَ الشَّجى‏، وَ رازِقَزَكَرِيّا يَحْيى‏ عَلَى الْكِبَرِبَعْدَ الإِياسِ وَ مُخْرِجَ النَّاقَةِلِصالِحٍ، وَ مُرْسِلَ الصَّيْحَةِعَلى‏ مَكِيدِي هُودٍ، وَ كاشِفَالْبَلاءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَ مُنْجِيَلُوطٍ مِنَ الْقَوْمِ الْفاحِشِينَ.
وَ واهِبَ الْحِكْمَةِ لِلُقْمانَ، وَمُلْقِي رُوحِ الْقُدُسَ بِكَلِماتِهِعَلى‏ مَرْيَمَ عَلَيْها السَّلامُ، وَخَلْقِكَ مِنْها عَبْدَكَ عِيسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ الْمُنْتَقِمَمِنْ قَتَلَةِ يَحْيى‏ بْنِ زَكَرِيّاعَلَيْهِما السَّلامُ، وَ أَسْأَلُكَبِرَفْعِكَ عِيسى‏ إِلى‏ سَمائِكَ وَبِإِبْقائِكَ لَهُ إِلى‏ أَنْتَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدائِكَ.
وَ يا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليهوآله خاتَمِ أَنْبِيائِكَ إِلى‏ أَشَرِّعِبادِكَ بِشَرائِعِكَ الْحَسَنَةِ، وَدِينِكَ الْقَيِّمِ، وَ مِلَّةِإِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِالسَّلامُ وَ إِظْهارِ دِينِهِالْقَيِّمِ، وَ إِعْلائِكَ كَلِمَتَهُ ياذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، يا مَنْ لاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ، ياأَحَدُ يا صَمَدُ يا عَزِيزُ يا قادِرُ ياقاهِرُ، يا ذَا الْقُوَّةِ وَالسُّلْطانِ وَ الْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِياءِ.
يا عَلِيُّ يا قَدِيرُ يا قَرِيبُ يامُجِيبُ، يا حَلِيمُ يا مُعِيدُ، يامُتَدانِي يا بَعِيدُ، يا رَؤُوفُ يارَحِيمُ يا كَرِيمُ يا غَفُورُ، يا ذَاالصَّفْحِ يا مُغِيثُ يا مُطْعِمُ، ياشافِي يا كافِي، يا كاسِي يا مُعافِي، ياشافِي الضُّرِّ، يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ ياوَدُودُ.
يا غَفُورُ يا رَحِيمُ يا رَحْمانَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ، يا ذَاالْمَعارِجِ يا ذَا الْقُدْسِ، يا خالِقُيا عَلِيمُ يا مُفَرِّجُ يا أَوّابُ ياذَا الطَّوْلِ يا خَبِيرُ، يا مَنْ خَلَقَوَ لَمْ يُخْلَقْ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، يا مَنْ بانَ مِنَالْأَشْياءِ وَ بانَتِ الْأَشْياءُمِنْهُ بِقَهْرِهِ لَها وَ خُضُوعِهالَهُ، يا مَنْ خَلَقَ الْبِحارَ وَأَجْرَى الْأَنْهارَ وَ أَنْبَتَالْأَشْجارَ، وَ أَخْرَجَ مِنْهاالنّارَ، وَ مِنْ يابِسِ الْأَرضِينَالنَّباتَ وَ الْأَعْنابَ وَ سائِرَالثِّمارِ.
يا فالِقَ الْبَحْرِ لِعَبْدِهِ مُوسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ وَ مُكَلِّمَهُ، وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَ حِزْبَهُ‏
وَ مُهْلِكَ نمْرُودَ وَ أَشْياعَهُ، وَمُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِخَلِيفَتِهِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ مُسَخِّرَالْجِبَالِ مَعَهُ يُسَبِّحْنَبِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ، وَ مُسَخِّرَالطَّيْرِ وَ الْهَوامِّ وَ الرِّياحِ وَالْجِنِّ وَ الانْسِ لِعَبْدِكَسُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِياهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَ فَرِحَتْ بِهِمَلائِكَتُكَ، فَلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَخالِقُ النَّسِمَةِ وَ بارِئُ النَّوى‏وَ فالِقُ الْحَبَّةِ، وَ بِاسْمِكَالْعَزِيزِ الْجَلِيلِ الْكَبِيرِالْمُتَعالِ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَنْفُخُ بِهِعَبْدُكَ وَ مَلَكُكَ إِسْرافِيلُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصُّورِ،فَيَقُومُ أَهْلُ الْقُبُورِ سِراعاًإِلَى الْمَحْشَرِ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِالسَّماواتِ مِنْ غَيْرِ عِمادٍ وَجَعَلْتَ بِهِ لِلأَرَضِينَ أَوْتاداً،وَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَطَحْتَ بِهِالْأَرضِينَ فَوْقَ الْماءِالْمَحْبُوسِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِيحَبَسْتَ بِهِ ذلِكَ الْماءَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَمَلْتَ بِهِالْأَرَضِينَ مَنْ اخْتَرْتَهُلِحَمْلِها، وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنَالْقُوَّةِ مَا اسْتَعانَ بِهِ عَلى‏حَمْلِها.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَجْرِي بِهِالشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي سَلَخْتَ بِهِ النَّهارَ مِنَاللَّيْلِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذادُعِيتَ بِهِ أَنْزَلْتَ أَرْزاقَالْعِبادِ وَ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ وَ بِحارِكَ وَ سُكّانِالْبِحارِ وَ الْهَوامِّ وَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ وَ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌبِناصِيَتِها، وَ بِأَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَ بِهِلِجَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ جِناحاًيَطِيرُ بِهِ مَعَ الْمَلائِكَةِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يُونُسُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَطْنِ الْحُوتِفَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ عَلَيْهِشَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، فَاسْتَجَبْتَلَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْهُ ما كانَ فِيهِمِنْ ضِيقِ بَطْنِ الْحُوتِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَ أَنْ‏
تُفَرِّجَ عَنِّي وَ تَكْشِفَ ضُرِّي وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْ وَرْطَتِي، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي، وَ تُؤَدِّيَعَنِّي أَمانَتِي، وَ تَكْبِتَأَعْدائِي، وَ لا تُشْمِتْ بِي حُسّادِي،وَ لا تَبْتَلِيَنِي بِما لا طاقَةَ لِيبِهِ، وَ أَنْ تُبَلِّغَنِي امْنِيَّتِي،وَ تُسَهِّلَ لِي مَحَبَّتِي، وَتُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي، وَ تُوصِلَنِيإِلى‏ بُغْيَتِي، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدّارَيْنِ، وَ تَحْرُسَنِي وَ كُلَّمَنْ يَعْنِيني أَمْرُهُ، بِعَيْنِكَالَّتِي لا تَنامُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَ الْأَسْماءِ الْعِظامِ.
اللّهُمَّ يا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَمِنْ أَوْلِياءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ،الَّذِينَ بارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَرَحِمْتَهُمْ وَ صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْكَما صَلَّيْتَ وَ بارَكْتَ عَلى‏إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَحَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَ لِمَجْدِكَ وَطَوْلِكَ.
أَسْأَلُكَ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ، يارَبّاهُ، يا رَبَّاهُ. يا رَبَّاهُ، يارَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، يا رَبَّاهُ يارَبَّاهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ صلّى الله عليه وآله، وَبِحَقِّكَ عَلى‏ نَفْسِكَ إِلَّاخَصَمْتَ أَعْدائِي وَ حُسَّادِي وَخَذَلْتَهُمْ وَ انْتَقَمْتَ لِيمِنْهُمْ، وَ أَظْهَرْتَنِي عَلَيْهِمْوَ كَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَنَصَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَ حَرَسْتَنِيمِنْهُمْ، وَ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِيرِزْقِي وَ بَلَّغْتَنِي غايَةَ أَمَلِيإِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
و من الدعوات في غرّة رجب ما رويناه بإسنادنا من عدة طرق، منها إلى أبيالعبّاس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنامحمد بن غالب الأنصاري، قال: حدثنا علي بنالحسن الطاطري، قال: حدثنا أحمد بن أبيبشر، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يدعو فيالحجر في غرّة رجب في سنة ابن الزبير،فأنصت إليه، و كان يقول:
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلِينَوَ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ،لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌوَ جَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَ أَيادِيكَالْفاضِلَةُ وَ رَحْمَتُكَ الْواسِعَةُ،فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْتَقْضِيَ حَوائِجِي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍقَدِيرٌ.
قال: و أسرّ البواقي فلم أفهمه.
أقول: و اعلم ان هذا الدعاء قد ذكره جدّيأبو جعفر الطوسي في أدعية كلّ يوم من رجب،و هو عارف بطرق الروايات، فيكون قد رويبطريق غير هذه انّه يدعى به كلّ يوم منأيّام رجب، فادع به كل يوم منه.
من الدعوات في كلّ يوم من رجب، ما رويناها عن جماعة و نذكرها بإسناد محمّدبن علي الطرازيّ من كتابه قال: أخبرنا أحمدبن محمّد بن عياش رضي اللّه عنه، قال:
حدّثنا أحمد بن محمّد بن سهل المعروف بابنأبي الغريب الضبّي، قال: حدّثنا الحسن بنمحمّد بن جمهور، قال: حدّثني محمّد بنالحسين الصائغ، عن محمد بن الحسينالزّاهريّ، من ولد زاهر مولى عمرو بنالحمق و زاهر الشهيد بالطفّ، عن عبد اللّهبن مسكان، عن أبي معشر، عن أبي عبد اللّهعليه السلام، أنّه كان إذا دخل رجب يدعوبهذا الدعاء في كلّ يوم من أيامه:
خابَ الْوافِدُونَ عَلى‏ غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ،وَ ضاعَ الْمُلِمُّون إِلَّا بِكَ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِانْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌلِلرَّاغِبِينَ، وَ خَيْرُكَ مَبْذُولٌلِلطَّالِبِينَ، وَ فَضْلُكَ مُباحٌلِلسّائِلِينَ، وَ نَيْلُكَ مُتاحٌلِلامِلِينَ،
وَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ ناواكَ،عادَتُكَ الإِحْسانُ إِلَى‏الْمُسِيئِينَ، وَ سَبِيلُكَ الْإبْقاءُعَلَى الْمُعْتَدِينَ.
اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَىالْمُهْتَدِينَ، وَ ارْزُقْنِياجْتِهادَ الْمُجْتَهِدينَ، وَ لاتَجْعَلْنِي مِنَ الْغافِلِينَالْمُبْعَدِينَ، وَ اغْفِرْ لِي يَوْمَالدِّينِ.
و من الدعوات كلّ يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضاً في كتابه، فقال أبوالفرج محمّد بن موسى القزويني الكاتب رحمهاللّه، قال: أخبرني أبو عيسى محمّد بن أحمدبن محمّد بن سنان، عن أبيه، عن جدّه محمّدبن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عندمولاي أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخلعلينا المعلّى بن خنيس في رجب فتذاكرواالدّعاء فيه، فقال المعلّى: يا سيّديعلّمني دعاء يجمع كلّ ما أودعته الشيعة فيكتبها فقال: قل يا معلّى:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَالشَّاكِرِينَ لَكَ، وَ عَمَلَالْخائِفِينَ مِنْكَ، وَ يَقِينَالْعابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَ أَنَاعَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقِيرُ، وَأَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَ أَنَاالْعَبْدُ الذَّلِيلُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ امْنُنْ بِغِناكَ عَلى‏فَقْرِي، وَ بِحِلْمِكَ عَلى‏ جَهْلِي،وَ بِقُوَّتِكَ عَلى‏ ضَعْفِي يا قَويُّيا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍالْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
ثمّ قال: يا معلّى و اللّه لقد جمع لك هذاالدّعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلىمحمّد صلّى الله عليه وآله.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما ذكرهالطّرازي أيضاً فقال: دعاء علّمه أبو عبداللّه عليه السلام محمّد السّجاد، و هومحمّد بن ذكوان يعرف بالسّجاد، قالوا: سجد
و بكى في سجوده حتّى عمي، روى أبو الحسن عليّ بن محمّد البرسي رضياللّه عنه، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بنشيبان، قال: حدّثنا حمزة بن القاسمالعلويّ العباسي، قال: حدّثنا محمّد بنعبد اللّه بن عمران البرقي، عن محمّد بنعليّ الهمداني، قال: أخبرني محمّد بنسنان، عن محمّد السجاد في حديث طويل، قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداكهذا رجب علّمني فيه دعاء ينفعني اللّه به،قال: فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، و قل فيكلّ يوم من رجب صباحاً و مساء و في أعقابصلواتك في يومك و ليلتك:
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يامَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ،يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْيُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْلَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِيإِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الاخِرَةِ، وَ اصْرِفْعَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَشَرِّ الدُّنْيا وَ شَرِّ الاخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ ياكَرِيمُ.
قال: ثمّ مدّ أبو عبد اللّه عليه السلاميده اليسرى فقبض على لحيته و دعا بهذاالدّعاء و هو يلوذ بسبّابته اليمنى، ثمّقال بعد ذلك:
يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ يا ذَاالنَّعْماءِ وَ الْجُودِ، يا ذَاالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ، حَرِّمْشَيْبَتِي عَلَى النّارِ.
و في حديث آخر: ثمّ وضع يده على لحيته و لميرفعها إِلّا و قد امتلأ ظهر كفّه دموعاً.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه، و هو ممّا ذكره فيالمصباح بغير إسناد، و وجدته في أواخركتاب معالم الدّين مرويّاً عن مولاناالإمام الحجّة المهدي صلوات اللّه وسلامه‏
عليه و على آبائه الطاهرين، و في هذهالرّواية زيادة و اختلاف في كلمات، فقالما هذا لفظه: ذكر محمّد بن أبي الروادالرّواسي أنّه خرج مع محمّد بن جعفرالدّهّان إلى مسجد السّهلة في يوم منأيّام رجب فقال: قال: مل بنا إلى مسجد صعصعةفهو مسجد مبارك، و قد صلّى به أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه و آله و وطئهالحجج بأقدامهم، فملنا إليه، فبينا نحننصلّي إذا برجل قد نزل عن ناقته و عقلهابالظّلال، ثمّ دخل و صلّى ركعتين أطالفيهما، ثمّ مدّ يديه فقال: و ذكر الدّعاءالّذي يأتي ذكره، ثمّ قام إلى راحلته وركبها.
فقال لي أبو جعفر الدّهان: ألا نقوم إليهفنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له:ناشدناك اللَّه من أنت؟ فقال: ناشدتكمااللّه من ترياني؟ قال ابن جعفر الدّهان:نظنّك الخضر، فقال: و أنت أيضاً؟ فقلت:أظنّك إيّاه، فقال: و اللّه إنّي لمن الخضرمفتقر إلى رؤيته، انصرفا فانا إمامزمانكما، و هذا لفظ دعائه عليه السّلام:
اللّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِالسَّابِغَةِ، وَ الآلاءِ الْوازِعَةِ،وَ الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَ النِّعَمِالْجَسِيمَةِ وَ الْمَواهِبِالْعَظِيمَةِ، وَ الأَيادِيالْجَمِيلَةِ، وَ الْعَطاياالْجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُبِتَمْثِيلٍ، وَ لا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ،وَ لا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَفَرَزَقَ، وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَ عَلافَارْتَفَعَ، وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَ احْتَجَّفَأَبْلَغَ، وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطى‏ فَأَجْزَلَ، وَ مَنَحَفَأَفْضَلَ.
يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَخَواطِرَ الْأَبْصارِ، وَ دَنا فِياللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ،يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلانِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ
بِالْكِبْرِياءِ وَ الآلاءِ، فَلا ضِدَّلَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ.
يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرِياءِهَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِالْأَوْهامِ، وَ انْحَسَرَتْ دُونَإِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِالْأَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُلِهَيْبَتِهِ، وَ خَضَعَتِ الرِّقابُلِعَظَمَتِهِ، وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُمِنْ خِيفَتِهِ.
أَسْأَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتِيلا تَنْبَغِي إِلَّا لَكَ، وَ بِماوَأَيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ لِداعِيكَمِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ بِما ضَمِنْتَالإِجابَةَ فِيهِ عَلى‏ نَفْسِكَلِلدَّاعِينَ، يا أَسْمَعَالسَّامِعِينَ، وَ يا أَبْصَرَالْمُبْصِرِينَ، وَ يا أَنْظَرَالنَّاظِرِينَ، وَ يا أَسْرَعَالْحاسِبِينَ، وَ يا أَحْكَمَالْحاكِمِينَ، وَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِالنَّبِيِّينَ وَ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتِهِالطَّاهِرِينَ الْأَخْيارِ، وَ أَنْتَقْسِمَ لِي فِي شَهْرِنا هذَا خَيْرَ ماقَسَمْتَ، وَ أَنْ تَحْتِمَ لِي فِيقَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَ تَختِمَلِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً،وَ أَمِتْنِي مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً.
وَ تَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْمُسائِلَهِ الْبَرْزَخِ، وَ ادْرَءْعَنِّي مُنْكَراً وَ نَكِيراً، وَ أَرِعَيْني مُبَشِّراً وَ بَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى‏ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَ عَيْشاً قَرِيراًوَ مُلْكاً كَبِيراً، وَ صَلَّى اللَّهُعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تقول من غير تلك الرواية:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِعِزِّكَ عَلى‏ أَرْكانِ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهى‏ رَحْمَتِكَ مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَ ذِكْرِكَالْأَعْلى الْأَعْلى، وَ كَلِماتِكَالتّامّاتِ كُلِّها أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَسْأَلُكَما كانَ أَوْفى‏ بِعَهْدِكَ. وَ أَقْضى‏لِحَقِّكَ وَ أَرْضى لِنَفْسِكَ، وَخَيْراً لِي فِي الْمَعادِ عِنْدَكَ، وَالْمَعادِ إِلَيْكَ، أَنْ تُعْطِيَنِيجَمِيعَ ما أُحِبُّ، وَ تَصْرِفَ عَنِّيجَمِيعَ ما أَكْرَهُ، إِنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،
بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
وجدنا هذا الدّعاء و هذه الزّيادات فيهمرويّاً عن مولانا أمير المؤمنين صلواتاللّه و سلامه عليه.
و من الدّعوات في كلّ يوم من رجب ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضياللّه عنه فقال: أخبرني جماعة عن ابن عيّاشقال: ممّا خرج على يد الشيخ الكبير أبيجعفر محمّد بن عثمان بن سعيد رضي اللّه عنهمن النّاحية المقدّسة ما حدّثني به خير بنعبد اللّه قال: كتبته من التوقيع الخارجإليه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ادع فيكلّ يوم من أيّام رجب:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِيجَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُأَمْرِكَ، الْمَأْمُونُونَ عَلى‏سِرِّكَ، الْمُسْتَسِرُّونَ بِأَمْرِكَ،الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ،الْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ.
أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْمَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَلِكَلِماتِكَ، وَ أَرْكاناًلِتَوْحِيدِكَ، وَ آياتِكَ وَمَقاماتِكَ، الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَهافِي كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْعَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها و رَتْقُها بِيَدِكَ،بَدْؤُها مِنْكَ وَ عَوْدُها إِلَيْكَ،أَعْضادٌ وَ أَشْهادٌ، وَ مُناةٌ وَأَزْوادٌ، وَ حَفَظَةٌ وَ رُوَّادٌ،فَبِهِمْ مَلأْتَ سَماءَكَ وَ أَرْضَكَحَتّى‏ ظَهَرَ [أَنْ‏] لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ.
فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَ بِمَواقِعِالْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَ عَلاماتِكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تَزِيدَنِي إِيماناًوَ تَثْبِيتاً، يا باطِناً فِيظُهُورِهِ، وَ يا ظاهِراً فِي بُطُونِهِوَ مَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَالنُّورِ وَ الدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاًبِغَيْرِ
كُنْهٍ، وَ مَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ،حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَ شاهِدَ كُلِّمَشْهُودٍ، وَ مُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ،وَ مُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَ فاقِدَكُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْمَعْبُودٍ، أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.
يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَ لايُأَيَّنُ بِأَيْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْكُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ،وَ عالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى‏عِبادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ، وَ بَشَرِكَالْمُحْتَجِبِينَ وَ مَلائِكَتِكَالْمُقَرَّبِينَ، وَ بُهَمِ الصّافِّينَالْحافِّينَ، وَ بارِكْ لَنا فِيشَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِالْمُكَرَّمِ وَ ما بَعْدَهُ مِنْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَ أَسْبِغْعَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ، وَ أَجْزِلْلَنا فِيهِ الْقِسَمَ، وَ أَبْرِرْ لَنافِيهِ الْقَسَمَ.
بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّالْأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَىالنَّهارِ فَأَضاءَ وَ عَلَى اللَّيْلِفَأَظْلَمَ، وَ اغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُمِنَّا وَ ما لا نَعْلَمُ، وَ اعْصِمْنامِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ وَاكْفِنا كَوافِي قَدَرِكَ، وَ امْنُنْعَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَ لاتَكِلْنا إِلى‏ غَيْرِكَ، وَ لاتَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَ بارِكْلَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْأَعْمارِنا، وَ أَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَأَسْرارِنا، وَ أَعْطِنا مِنْكَالْأَمانَ، وَ اسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِالإِيمانِ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَالصِّيامِ، وَ ما بَعْدَهُ مِنَالْأَيَّامِ وَ الْأَعْوامِ، يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب، ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسيقدّس اللّه روحه، فقال: قال ابن عيّاش: وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم رضياللّه عنه في مقامه عندهم هذا الدّعاء فيأيّام رجب: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِالْمَوْلُودَيْنِ فِي رَجَبٍ،مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍالْمُنْتَجَبِ، وَ أَتَقَرَّبُ بِهِماإِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ، يا مَنْإِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَ فِيمالَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤَالَمُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ
ذُنُوبُهُ، وَ أَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ،وَ طالَ عَلَى الْخَطايا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْأَلُكَالتَّوْبَةَ، وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَ مِنَالنَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فِي رِبْقَتِهِ،فَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِوَ ثِقَتِهِ.
اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَالشَّرِيفَةِ، وَ وَسائِلِكَالْمُنِيفَةِ، أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِيهذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَواسِعَةٍ، وَ نِعْمَةٍ وازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى‏نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَ مَحَلِّالاخِرَةِ، وَ ما هِيَ إِلَيْها صائِرَةُ.
و أقول: و قد قدّمنا في دعاء أول يوم من رجبما دعا به مولانا علي بن الحسين عليهالسلام في غرّة رجب في الحجر، الذي أوّله:«يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَالسَّائِلِينَ»، كما رويناه انه في أوليوم من الشهر، و قد ذكره جدّي أبو جعفرالطوسي في أدعية كل يوم من شهر رجب، فيدعىبه كل يوم منه احتياطاً للفضل المكتسب.


الأعمال في ايام رجب     الأعمال في ايام رجب

كيفيّة النيّة فيمايصام من رجب و غيره من الأوقات المرضيّة
اعلم انّا كنّا ذكرنا في كتاب المضمار منتحرير النيّات للصيام ما فيه كفاية لذويالأفهام، و نقول هاهنا:
ان من شروط الصيام و المهامّ ان تكونذاكراً قبل دخولك في الصيام، انّ المنّةللّه جلّ جلاله عليك في استخدامك فيالشرائع و الأحكام و تأهيلك لما لم تكن لهأهلًا من الانعام و الإكرام و سعادةالدنيا و دار المقام.
فأنت تعرف من نفسك انّه لو استحضرك بعضالملوك المعظّمين، و شغلك بمهماته و كلامهيوما طول النّهار بين الحاضرين، سهّل عليكترك الطعام و الشراب في ذلك اليوم لأجله، واعتقدت انّ المنّة له عليك حيث أدخلك تحتظلّه و شملك بفضله، مع علمك انّ الملك ماخلقك و لا ربّاك، و لا خلق لك دنياك و لاأخراك، فلا يحلّ في العقل و النقل ان يكوناللّه جلّ جلاله دون أحد من عباده، و قدقام لك بما لم يقدر عليه غيره‏
من إسعاده و إرفاده.
و متى نقصت اللّه جلّ جلاله في صومك عمّانجده في خدمة الملك، من نشاطك و سرورك واهتمامك و اعتقاد المنّة له في إكرامك، والذّنب لك ان ضاع منك صوم نهارك، و تكونأنت قد هوّنت باللّه جلّ جلاله و عملت مايقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ماوهبك من مسارك و مبارك و طول اعمارك.
أقول: و ان اشتبه عليك صوم إخلاص النيّاتبصوم الرّياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدّةإشارات:
منها: ان تعرض على نفسك حضور الإفطار فيذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار،فإن وجدت نفسك تستحيي من مشاهدتهم لإفطاركبين الصُيّام، فاعلم انّ في صومك شبهةتريد بها التقرّب إلى قلوب الأنام.
و منها: ان تعتبر نفسك أيّما أسرّ لها وأحبّ إليها، ان يطلع اللّه جلّ جلاله وحدهعليها، أو تريد ان يعلم بها و يطّلع عليهامع اللّه تعالى سواه، ممّن يمدحها أوينفعها اطّلاعه في دنياه، فان وجدت نفسكتريد مع اطّلاع اللّه عزّ و جلّ على صيامكمعرفة أحد غير اللّه تعالى بصومك ليزيد فيإكرامك، أو وجدت اطّلاع أحد على صومك احلىفي قلبك من اطّلاع ربك، فاعلم أنّ صومكسقيم و انّك عبد لئيم.
و منها: انّك تعتبر نفسك في صومها هل تجدهامع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لربالعالمين، و مع قلة الصائمين أو عدمهم هيأضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين، فانوجدتها تنشط للصّوم عند صومهم و تتكاسلعند إفطارهم، فاعلم أنّك تصوم طلبالموافقتهم و تبعا لارادتهم، و صومك سقيمبقدر اشتغالك بأتباعهم عن اتّباع مالكناصيتك و ناصيتهم.
و منها: ان تعتبر هل صومك لأجل مجردالثّواب أو لأجل مراد ربّ الأرباب، فإنوجدت نفسك لو لا الثّواب الّذي ورد فيالاخبار، و انّه يدفع إخطار النار، ماكنت‏
صمت، و لا تكلّفت الامتناع بالصوم منالطعام و الشراب و المسارّ، فأنت قد عزلتاللّه جلّ جلاله عن انّه يستحق الصوملامتثال أمره، و عن انّه جلّ جلاله أهلعبادة لعظيم قدره، و لو لا الرشوة والبرطيل ما عبدته و لا راعيت حقّ إحسانهالسّالف الجزيل، و لا حرمة مقامه الأعظمالجليل.
و منها: ان تعتبر صومك إذا كان لك سعة وثروة في طعام الفطور نشطت لسعته و طيبته، وإذا كان طعام فطورك يكفيك و لكنّه ما همبلحم و لا ألوان مختلفة في لذّته، فتكونغير نشيط في الصوم لعبادة اللّه جلّ جلالهبه و طاعته، فأنت انّما نشطت لأجل الطعام،فذلك النّشاط الزّائد لغير اللّه مالكالانعام شبهة في تمام الصيام.
و منها: ان تراعي عقلك و قلبك و جوارحك فيزمان الصيام، فتكون مستمرّ النيّةالخالصة الموصوفة بالتّمام، و مثالالعوارض المانعة من استمرار النيّاتكثيرة في العبادات:
و منها: ان تصوم بعض النهار بإخلاص النيّةثم يعرض لك طعام طيّب، أو زوجة قد تجمّلتلك و أنت تحبّها، أو سفر فيه نفع، أو ما جرىهذه الأمور الدنيويّة، يصير إتمام صيامذلك النهار عندك مستثقلًا ما تصدق متىتخلص منه و توعد عنه، و أنت تعلم انك لوخدمك غلامك، و هو مستثقل لخدمتك و مستثقلمن طاعتك، كان أقرب إلى طردك له و هجرانك وتغيّر إحسانك.
و منها: انّه إذا عرض لك من فضل الإفطار مايكون أرجح من صيام المندوب فلا تستحيي منمتابعة مراد علّام الغيوب، و أفطر بمقتضىمراده و لا تلتفت إلى من يأخذ ذلك عليك منعباده.
و مثال هذا ان تكون صائماً مندوباً فيدعوكأخ لك في اللّه جلّ جلاله إلى طعام قد دعاكإليه، فأجب داعي اللّه جلّ جلاله و امتثلأمر رسوله صلوات اللّه عليه و آله في ترجيحالإفطار على الصيام.
و مثال آخر ان تكون صائماً مندوبا فترىصومك في بعض النهار قد اضعفك عن بعض الفروضالواجبة أو ما هو أهم من صوم المندوب،فابدء بالأهمّ إلى ترك الصيام، و عظّم ماعظّم اللّه جلّ جلاله و صغّر من شريعةالإسلام، و لا تقل: انّ الّذين رأونيصائماً ما يعلمون عذري في الإفطار، يكونصومك في ذلك النهار لأجلهم رياء وكالعبادة لهم من الذنوب الكبار.
و منها: انّه متى عرض لك صارف عن استمرارالنيّة من الأمور الدنيويّة التي ليستعذرا صحيحا عند المراضي الإلهيّة، فبادرإلى استدراك هذا الخطر بالتوبة و الندم وإصلاح استمرار نيّة الإخلاص في الصيام والاستغاثة باللّه جلّ جلاله على القوّة والتّوفيق للتّمام، فإنّك متى أهملت تعجيلاستدراك الإصلاح، صارت تلك الأوقاتالمهملة سقماً في تلك العبادة المرضيّة.
أقول: و إذا عرض لك ما يحول بينك و بيناستمرار نيّتك، فتذكر انّ كلّما ينقلك عنطاعتك فإنّه كالعدو لك و لمولاك، فكيفتؤثر عدوك و عدوّه عليه، و سيّدك يراك، وإذا آثرت غيره عليه فمن يقوم لك بما تحتاجإليه في دنياك و أخراك.
أقول: و يكون نيّة صومك انك تعبد اللّه جلّجلاله به، لأنّه عزّ و جلّ أهل للعبادة،فهذا صوم أهل السعادة.
العمل لمن كان له عذرعن الصيام و قد جعل اللّه جلّ جلاله لهعوضاً في شريعة الإسلام‏
اعلم انّنا كنا قد ذكرنا و نذكر فضلاعظيماً لصوم شهر رجب، و ليس كلّ أحد يقدرعلى الصوم لكثرة اعذار الإنسان، و فيأصحاب الأعذار من يتمنّى عوضاً عن الصّومليغتنم أوقات الإمكان، فينبغي ان نذكر مايقوم مقام الصيام عند عدم التمكّن‏
منه، فانّ اللّه جلّ جلاله بالغ في تركيبالحجّة و طلب إقبال عباده عليه و صيانتهمعن الاعراض عنه.
و قد روينا في الاخبار عوضاً عن الصومالمندوب يحتمل ان يكون لأهل اليسار وعوضاً آخر يحتمل ان يكون عوضاً لأهلالاعتبار.
أقول: فامّا العوض الذي يحتمل ان يكونلأهل اليسار.
فقد رأينا و روينا بإسنادنا إلى محمد بنيعقوب الكليني و غيره عن الصادقين عليهمالسلام: انّ الصدقة على مسكين بمدّ منالطعام يقوم مقام يوم من مندوبات الصّيام.
و روي عوض عن يوم الصّوم درهم‏، و لعلّ التفاوت بحسب سعة اليسار و درجاتالاقتدار.
و سيأتي رواية في أواخر رجب انّه يتصدّقعن كل يوم منه برغيف عوضاً عن الصومالشريف، و لعله لأهل الإقتار تخفيفاًللتكليف.
أقول: و امّا ما يحتمل ان يكون عوضاً عنالصوم في رجب لأهل الإعسار.
فانّنا رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه انّه قال: و روى أبوسعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله: الّا انّ رجب شهر اللّه الأصم- وذكر فضل صيامه و ما لصيام أيّامه منالثواب- ثم قال في آخره: قيل: يا رسولاللّه، فمن لم يقدر على هذه الصفّة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟ قال: يسبّح اللّه تعالىفي كلّ يوم من رجب إلى تمام ثلاثين بهذاالتسبيح مائة مرة:
سُبْحانَ الإِلهِ الْجَلِيلِ، سُبْحانَمَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الَّالَهُ، سُبْحانَ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ،سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّةَ وَ هُوَلَهُ اهْلٌ.
أقول: فلا ينبغي للمؤمن الموسر أن يتركالاستظهار بإطعام مسكين عن كلّ يوم من‏
أيّام الصّيام المندوبات، و يقتصر علىهذه التسبيحات، بل يتصدّق و يسبّحاحتياطاً للعبادات.

 


عمل أوّل جمعة من شهررجب‏
اعلم انّ مقتضى الاحتياط للعبادة و طلبالظفر بالسّعادة، اقتضى ان نذكر عمل هذهاللّيلة الجمعة في أوّل ليلة من هذا الشهرالشريف، لجواز ان يكون أوّل ليلة منهالجمعة، فيكون قد احتطنا للتّكليف، و انلم يكن أوّله الجمعة، فيكون قد اذكرناك فيأوّل الشهر بها إلى حين حضور أوّل ليلةجمعة منه لتعمل بها.
وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويّا عنالنبي صلّى الله عليه وآله، و نقلته أنا منبعض كتب أصحابنا رحمهم اللّه، فقال فيجملة الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآلهفي ذكر فضل شهر رجب ما هذا لفظه: و لكن لاتغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّهاليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك انّه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك فيالسماوات و الأرض الّا يجتمعون في الكعبةو حواليها، و يطّلع اللّه عليهم اطلاعةفيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم،فيقولون: ربنا حاجتنا إليك ان تغفر لصوّامرجب، فيقول اللّه تبارك و تعالى: قد فعلتذلك.
ثم قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: مامن أحد صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب ثميصلّى بين العشاء و العتمة اثنتي عشرةركعة، يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، يقرءفي كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «إِنَّاأَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»ثلاث مرات، و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»اثنتي عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته صلّىعليّ سبعين مرة، يقول: اللّهُمَّ صَلِ‏
عَلى‏ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّوَ عَلى‏ آلِهِ.
ثم يسجد و يقول في سجوده سبعين مرة:سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِوَ الرُّوحِ، ثم يرفع رأسه و يقول: رَبِّاغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجاوَزْ عَمَّاتَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّالاعْظَمُ.
ثمّ يسجد سجدة أخرى فيقول فيها مثل ما قالفي السجدة الأولى، ثم يسأل اللّه حاجته فيسجوده، فإنه تقضى ان شاء اللّه تعالى.
ثم قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذهالصلاة إلّا غفر اللّه له جميع ذنوبه، و لوكانت ذنوبه مثل زبد البحر و عدد الرّمل ووزن الجبال و عدد ورق الأشجار، و يشفع يومالقيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قداستوجب النار، فإذا كان أول ليلة نزولهإلى قبره بعث اللّه إليه ثواب هذه الصلاةفي أحسن صورة بوجه طلق و لسان ذلق، فيقول:يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول:من أنت فما رأيت أحسن وجهاً منك و لا شممترائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاةالّتي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهركذا في سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقّك وآنس وحدتك و ارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ فيالصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانّك لن تعدم الخير من مولاك ابداً.


صلاة ركعتين لكل ليلة من رجب:
رواها عبد الرحمن بن محمّد بن عليّالحلوانيّ في كتاب التحفة، قال رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله: من صلّى فيرجب ستّين ركعة في كلِّ ليلة منه ركعتين،يقرأ في كلِّ ركعة منهما
فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرّات، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرّة.
فإذا سلّم منهما رفع يديه و قال:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ،النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَ آلِهِ.
و يمسح بيديه وجهه، فانّ اللَّه سبحانهيستجيب الدّعاء و يعطي ثواب ستّين حجّة وستّين عمرة.
أقول: وجدت في بعض كتب عمل رجب صلاة فيأوّل ليلة من الشهر، فرأيت أنّ ذكرها فيأوّل ليلة أليق بها لأنّها ليلة تحييبالعبادات فيحتاج إلى زيادة الطّاعات، ولأنّ الإنسان ما يدري إذا أخّر هذه الصلاةعن أوّل ليلة هل يتمكّن منها في غيرها أملا، و هذه الصلاة تروي عن سلمان رضي اللَّه عنهقال: قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله:من صلّى ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يقرأفي كلّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، غفر اللَّهتبارك و تعالى له كلّ ذنب عمل و سلف له منذنوبه، و كتب اللَّه تبارك و تعالى له بكلّركعة عبادة ستّين سنة، و أعطاه اللَّهتعالى بكلّ سورة قصراً من لؤلؤة فيالجنّة، و كتب اللَّه تعالى له من الأجركمن صام و صلّى و حجّ و اعتمر و جاهد في تلكالسّنة و كتب اللَّه تعالى له إلى السّنةالقابلة في كلّ يوم حجّة و عمرة، و لا يخرجمن صلاته حتّى يغفر اللَّه له.
فإذا فرغ من صلاته ناداه ملك من تحت العرش:استأنف العمل يا وليّ اللَّه فقد أعتقكاللَّه تعالى من النار، و كتبه اللَّهتعالى من المصلّين تلك السنة كلّها، و إنمات فيما بين ذلك مات شهيداً، و استجاباللَّه تعالى دعاءه، و قضى حوائجه، وأعطاه كتابه‏
بيمينه، و بيّض وجهه، و جعل اللّه بينه وبين النّار سبع خنادق.


ذكر صلاة أخرى في ليلة من رجب:
عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: من قرأفي ليلة من شهر رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرة في ركعتين، فكأنّها صاممائة سنة في سبيل اللّه، و أعطاه اللّهمائة قصر في جوار نبي من الأنبياء عليهمالسلام.
و اعلم انّ الّذي تجده في كتابنا هذا منفضل صلوات في ليالي رجب و ليالي شعبان وفضل صوم كل يوم من هذين الشهرين و تعظيمالثواب و الإحسان بكلّه مشروط بالإخلاص، ومن جملة إخلاص أهل الاختصاص الّا يكونقصدك بهذا العمل مجرد هذا الثواب بل تعبّدبه ربّ الأرباب، لأنّه أهل لعبادة ذويالألباب، و هذه عقبة صعبة تبعد السلامةمنها.
و منها: ان لا تعجبك نفسك بعمل و لا تتّكلعلى عملك، فإنّك إذا فكرت فيما عمل اللّهجلّ جلاله معك قبل ان يخلقك من عمارةالدّنيا لمصلحتك، و قد خلق آدم عليهالسلام إلى زمان عبادتك، و ما تحتاج انيعمله جلّ جلاله معك في دوام آخرتك، رأيتعملك لا محلّ له بالنسبة إلى عمله جلّجلاله معك.
و إذا وجدت في كتابنا انّ من عمل كذا فلهمثل عمل الأنبياء و الأوصياء و الشهداء والملائكة عليهم السلام، فلعلّ ذلك انّهيكون مثل عمل أحدهم، إذا عمل هذا الّذييعمله دون سائر أعمالهم، أو يكون له تأويلآخر على قدر ضعف حالك و قوّة حالهم.
فلا تطمع نفسك بما لا يليق بالإنصاف و لاتبلغ بها ما لا يصحّ لها من الأوصاف، و لاتستكثر اللّه جلّ جلاله شيئاً منالعبادات، فحقّه أعظم من ان يؤدّيه أحد، ولو بلغ غايات و يقع الطاعات لك دونه جلّجلاله في الحياة بعد الممات.

ذكر ما نورده من إجابة الدعاء في رجب:
نذكر الحديث مختصراً، و هو انّ رجلا مرّبرجل أعمى مقعد، فقال: اما كان هذا يسألاللّه تعالى العافية، فقيل له: اما تعرفهذا؟ هذا الذي بهّله بريق - و كان اسم- بريقعياضاً- فقال: ادع لي عياضاً، فدعاه، فقال:حدّثني حديث بني الضّيعاء، قال:
انّه حديث جاهليّة و انّه لا أردت لك به فيالإسلام، فقال: ذاك أحرى أن تحدّثنا، قال:انّ بني الضّيعاء كانوا عشرة و كانت أختهمتحتي، فأرادوا أن ينزعوها منّي، فنشدتهماللّه تعالى‏ و القرابة و الرحم، فأبواالّا ان ينزعوها منّي، فأمهلتهم حتّى دخلرجب مضر شهر اللّه الحرام، فقلت: اللهمأدعوك دعاءها جاهداً على بني الضيعاء،فاترك واحداً كسيراً الرّجل و دعه قاعداًأعمى ذا قيد، يعني القائد.
أقول: و رأيت في رواية أخرى عوض: اللّهم،يا رب.
قال: فهلكوا جميعاً ليس هذا، فقال: باللّهما رأيت كاليوم حديثاً أعجب، فقال رجل منالقوم: أ فلا أحدّثك بأعجب من هذا؟ قال:حدّث حتّى تسمع القوم.
قال: انّي كنت من حيّ من احياء العربفماتوا كلّهم، فأصبت مواريثهم، فانتجعتحيّاً من احياء العرب يقال لهم: بنو مؤمّل،كنت بهم زمانا طويلا، ثمّ انّهم أرادواأخذ مالي، فناشدتهم اللّه تعالى، فأبواالّا ان ينتزعوا مالي، و قد كان رجل منهميقال له: رباح، فقال يا بني مؤمل جاركم وخفيركم لا ينبغي لكم أخذ ماله، قال:
فأخذوا مالي، فأمهلتهم حتى دخل رجب مضرشهر اللّه الحرام، فقلت:
اللّهم أزلها عن بني المؤمل*** و ارم علىاقفائهم بمكتل‏
بصخرة أو عرض جيش جحفل*** الّا رباحاً انّهلم يفعل‏
أقول: و رأيت في رواية أخرى عوض: اللّهم،يا ربّ اشقاني بنو المؤمل فارم- ثم ذكرتمامها.
قال: فبينما هم يسيرون في أصل جبل أو فيسطح جبل إذ تداعى عليهم الجبل، فهلكواجميعاً الّا رباحاً، فإنه نجّاه اللّهتعالى، فقال: و اللّه ما رأيت كاليومحديثاً أعجب، فقال رجل من القوم: أ فلاأحدّثك بأعجب من ذلك؟ فقال: حدّث حتّى يسمعالقوم.
فقال: انّ أبي و عمّي ورثا أباهما، فأسرععمّي في الّذي له و بين مالي، فأراد بنوهان ينزعوا مالي، فناشدتهم اللّه تعالى والقرابة و الرّحم، فأبوا الّا ان ينزعوامالي، فأمهلتهم حتّى دخل رجب مضر شهراللّه الحرام فقلت:
اللّهم ربّ كلّ آمن و خائف*** و سامعاًنداء كل هاتف‏
انّ الخناعيّ أما يقاصف*** لم يعطني الحق ولم يناصف‏
فأجمع له الأحبّة الألاطف*** بين القرانِالسّوء و التراصف‏
قال: فبينما بنوه و هم عشرة في بئر، إذانهارت عليهم البئر و كانت قبورهم، فقال:
• باللّه ما رأيت كاليوم حديثاً أعجب، فقالالقوم: أهل الجاهليّة كان اللّه يصنع بهمما ترى فأهل الإسلام أحرى بذلك، فقال: انّأهل الجاهليّة كان اللّه يصنع بهم ماتسمعون ليحجز بعضهم عن بعض، و انّ اللّهجعل الساعة موعد أهل الإسلام و السّاعةأدهى و أمرّ.
• قال راوي هذا الحديث: هذه قصّة عجيبةمشهورة تروى من وجوه، و قال: معنى بهله أيلعنه، من قول اللّه «ثُمَّ نَبْتَهِلْفَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَىالْكاذِبِينَ».
• أقول: و روي غير هذه الرّوايات، و انّمااقتصرنا على ما ذكرناه ليكون أنموذجاً فيبيان إجابة الدعوات.

زيارة مختصّة بشهررجب‏
اعلم انّ هذه الزّيارة التي يأتي ذكرصفتها ليست متعيّنة لأوّل ليلة من الشهر،و لكنّها متعيّنة للشهر كلّه، فنذكرها فيأوّل ليلة منه لأنّه أول وقتها، فلايؤخّرها عنه.
رويناها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رضي اللّه عنه فيما ذكره عن ابنعياش، قال: حدثني خير بن عبد اللّه، عنمولانا- يعني أبي القاسم الحسين بن روح رضياللّه عنه- قال: زُر أيّ المشاهد كنتبحضرتها في رجب تقول:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْهَدَنامَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ، وَاوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْوَجَبَ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ وَ عَلى‏أَوْصِيائِهِ‏
الْحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَمااشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَانْجِزْلَنا مَوْعِدَهُمْ وَ أَوْرِدْنامَوْرِدَهُمْ، غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْوِرْدٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَ الْخُلْدِ.
وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ، انِّيقَصَدْتُكُمْ وَ اعْتَمَدْتُكُمْبِمَسْأَلَتِي وَ حاجَتِي، وَ هِيَفَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَالْمُقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ الْقَرارِمَعَ شِيعَتِكُمُ الأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْفَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ.
انَا سائِلُكُمْ وَ آمِلُكُمْ فِيماالَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَ عَلَيْكُمْالتَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُالْمَهِيضُ وَ يَشْفِي الْمَرِيضُ، وَ ماتَزْدادُ الأَرْحامُ وَ ما تَغِيضُ،انِّي لِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَ عَلَى اللَّهِبِكُمْ مُقْسِمٌ، فِي رَجْعِيبِحَوائِجِي وَ قَضائِها وَ امْضائِها وَانْجاحِها وَ إِبْراحِها، وَ بِشُؤُنِيلَدَيْكُمْ وَ صَلاحِها.
وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَمُوَدِّعٍ وَ لَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ،يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمُالْمَرْجَعَ وَ سَعْيُهُ الَيْكُمْغَيْرَ مُنْقَطِعٍ، وَ انْ يَرْجعَنِيمِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجَعٍ الى‏جِنابٍ مُمْرِعٍ وَ خَفْضِ عَيْشٍمُوَسَّعٍ، وَ دَعَةٍ وَ مَهَلٍ الى‏حِينِ الأَجَلِّ، وَ خَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الأَزَلِ وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَ دَوامِالأُكُلِ وَ شُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ، وعَلٍ وَ نَهَلٍ لا سَامٍمِنْهُ وَ لا مَلَلٍ.
وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ، حَتَّىالْعَوْدِ الى‏ حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ وَ الْحَشْرِفِي زُمْرَتِكُمْ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِوَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَ صَلَواتُهُوَ تَحِيَّاتُهُ، وَ هُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

 


يعمل بعد الثماني ركعات من نافلة الليل‏
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه في عمل أوّل ليلة من رجبفيما رواه عن عليّ بن حديد قال: كان أبوالحسن الأوّل عليه السلام يقول و هو
ساجد بعد فراغه من صلاة اللّيل:
لَكَ الْمَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ، لاصُنْعَ لِي وَ لا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍإِلّا بِكَ، يا كائِنَ قَبْلَ كُلِّشَيْ‏ءٍ، وَ يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْ‏ءٍإِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْعَدِيلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ مِنْشَرِّ الْمَرْجَعِ فِي الْقُبُورِ وَمِنَ النِّدامَةِ يَوْمَ الازِفَةِ،فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَجْعَلَعَيْشِي عَيْشَةً نَقِيَّةً، وَمَيْتَتِي مَيْتَةً سَوِيَّةً وَمُنْقَلِبي مُنْقَلَباً كَرِيماً،غَيْرَ مَخْزيٍ وَ لا فاضِحٍ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ» الْأَئِمَّةِ يَنابِيعِالْحِكْمَةِ، وَ اولِي النِّعْمَةِ، وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَ اعْصِمْنِيبِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَ لاتَأْخُذْنِي عَلى‏ غِرَّةٍ وَ لاغَفْلَةٍ، وَ لا تَجْعَلْ عَواقِبَأَعْمالِي حَسْرَةً، وَ ارْضَ عَنِّي،فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمِينَ وَأَنَا مِنَ الظّالِمِينَ.
اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما لا يَضُرُّكَوَ أَعْطِنِي ما لا يَنْقُصُكَ،فَإِنَّكَ الْوَسِيعُ رَحْمَتُهُالْبَدِيعُ حِكْمَتُهُ، وَ أَعْطِنِيالسَّعَةَ وَ الدَّعَةَ، وَ الْأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَ الْبُخُوعَ، وَ الشُّكْرَوَ الْمُعافاةَ، وَ التَّقْوى‏ وَالصَّبْرَ، وَ الصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى‏ أَوْلِيائِكَ، وَ الْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَ اعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّأَهْلِي وَ وَلَدِي وَ إِخْوانِي فِيكَ،وَ مَنْ احْبَبْتُ وَ أَحَبَّنِي، وَوَلَدْتُ وَ وَلَدَنِي، مِنَالْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ يارَبَّ الْعالَمِينَ.

يعمل بعد ركعةالوتر من نافلة الليل من رجب‏
رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطّوسي رحمه اللّه عليه في عمل أوّل ليلةمن‏
رجب أيضاً، فيما رواه عن ابن أشيم قال:صلِّ الوتر ثلاث ركعات، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا تَنْفَدُخَزائِنُهُ، وَ لا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّارْتَكَبْتُ الْمَعاصِي، فَذلِكَ ثِقَةٌبِكَرَمِكَ، أَنَّكَ تَقْبَلُالتَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَ تَعْفُوعَنْ سَيِّئاتِهِمْ وَ تَغْفِرُالزَّلَلَ، فَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَوَ مِنْهُ قَرِيبٌ، فَأَنَا تائِبٌإِلَيْكَ مِنَ الْخَطايا، وَ راغِبٌإِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَالْعَطايا.
يا خالِقَ الْبَرايا، يا مُنْقِذِي مِنْكُلِّ شَدِيدٍ، يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّمَحْذُورٍ، وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ،وَ اكْفِنِي شَرَّ عَواقِبِ الأُمُورِ،فَإِنَّكَ اللَّهُ، عَلى‏ نَعْمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَ لِكُلِّخَيْرٍ مَذْخُورٌ.
قال جدّي أبو جعفر الطّوسيّ رحمه اللّه: وروى ابن عيّاش عن محمّد بن أحمد الهاشميالمنصوري، عن أبيه، عن أبي موسى عن سيّدناأبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلامأنّه كان يدعو في هذه السّاعة به، فادعبهذا فإنّه خرج عن العسكري عليه السلام فيقول ابن عياش: يا نُورَ النُّورِ، يامُدَبِّرَ الأُمُورِ، يا مُجْرِيَالْبُحُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِيالْقُبُورِ، يا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِيالْمَذاهِبُ، وَ كَنْزِي حِينَتُعْجِزُنِي الْمَكاسِبُ، وَ مُونِسِيحِينَ تَجْفُونِي الْأَباعِدُ، وَتَمَلُّنِي الأَقارِبُ، وَ مُنَزِّهِيبِمُجالَسَةِ أَوْلِيائِهِ وَمُرافَقَةِ أَحِبّائِهِ فِي رِياضِهِ، وَساقِي بِمُؤانَسَتِهِ مِنْ نَمِيرِحِياضِهِ، وَ رافِعِي بِمُحاوَرَتِهِمِنْ وَرْطَةِ الذُّنُوبِ إِلى‏رَبْوَةِ التَّقْرِيبِ، وَ مُبَدِّلِيبِوِلايَتِهِ عِزَّةَ الْعَطايا مِنْذِلَّةِ الْخَطايا.
أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ بِالْفَجْرِ وَاللَّيالِي الْعَشْرِ وَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ،
وَ بِما جَرى‏ بِهِ قَلَمُ الْأَقْلامِبِغَيْرِ كَفٍّ وَ لا إِبْهامٍ، وَبِأَسْمائِكَ الْعِظامِ، وَ بِحُجُجِكَعَلى‏ جَمِيعِ الْأَنامِ عَلَيْهِمْمِنْكَ أَفْضَلُ السَّلامِ، وَ بِمااسْتَحْفَظْتَهُمْ مِنْ أَسْمائِكَالْكِرامِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ وَتَرْحَمَنا فِي شَهْرِنا هذا وَ مابَعْدَهُ مِنَ الشُّهُورِ وَ الأَيَّامِ،وَ انْ تُبَلِّغَنا شَهْرَ الصِّيامِ فِيعامِنا هذا وَ فِي كُلِّ عامٍ، يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ وَ الْمِنَنِالْجِسامِ، وَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِمِنّا افْضَلُ السَّلامِ.

 


عمل الليلة الثانيةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادات في الروايات عنالنبي صلّى الله عليه وآله: من صلّى فياللّيلة الثانية من رجب عشر ركعات بفاتحةالكتاب مرة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرة، غفر اللّه له كلّ ذنبصغير و كبير، و كتبه من المصلّين إلى السنةالمقبلة و برئ من النفاق كما قدّمناه فياللّيلة الأولة.

عمل الليلة الثالثةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادة مرويّاً عن سيّدنارسول اللّه صلّى الله عليه وآله في ذخائرالسعادة، قال: من صلّى في الليلة الثالثةمن رجب عشر ركعات، يقرء في كلّ ركعة فاتحةالكتاب مرة و «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِوَ الْفَتْحُ» خمس مرات، بنى اللّه لهقصراً في الجنّة، عرضه و طوله أوسع منالدنيا سبع مرّات، و نادى مناد من السماء:بشروا وليّ اللّه بالكرامة العظمى ومرافقة النبيين و الصدّيقين و الشهداء والصالحين.

عمل الليلة الرابعةمن رجب‏
وجدناه في كتب العبادات مرويّاً عنالنبيّ صلّى الله عليه وآله قال: من صلّىفي اللّيلة الرابعة من رجب مائة ركعةبالحمد مرة و «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالْفَلَقِ» مرّة، و في الثانية الحمد مرةو «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» مرة، وهكذا كل الركعات ينزل من كل سماء ملكيكتبون ثوابها له إلى يوم القيامة و جاء ووجهه مثل القمر ليلة البدر، و يعطيه كتابهبيمينه و يحاسبه حساباً يسيراً.

عمل الليلة الخامسة من رجب‏
وجدنا ذلك في كتب الأسباب إلى رضاء مالكيوم الحساب مرويّاً عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: من صلّى في الليلة الخامسةمن رجب ستّ ركعات بالحمد مرّة و خمساً وعشرين مرة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»أعطاه اللّه ثواب أربعين نبيّاً و أربعينصدّيقاً و أربعين شهيداً، و يمرّ علىالصّراط كالبرق اللّامع على فرس من النور.

عمل اللّيلة السادسةمن رجب‏
وجدنا ذلك فيما وقفنا عليه عن النبي صلواتاللّه عليه قال: و من صلّى في اللّيلةالسادسة من رجب ركعتين بالحمد مرة و آيةالكرسي سبع مرّات، ينادي مناد من السماء:يا عبد اللّه أنت وليّ اللّه حقّاً حقّاً،و لك بكلّ حرف قرأت في هذه الصلاة شفاعة منالمسلمين، و لك سبعون ألف حسنة، لكلّ حسنةعند اللّه أفضل من الجبال التي في الدنيا.


عمل الليلة الثامنةمن رجب‏
وجدنا ذلك في كتب الصلوات في الأوقاتالصالحات، مرويّاً عن النبي صلّى اللّه‏
عليه و آله قال: و من صلّى في الليلةالثامنة من رجب عشرين ركعة بالحمد مرة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و الفلق و الناسثلاث مرات، أعطاه اللّه ثواب الشاكرين والصابرين و رفع اسمه في الصديقين، و لهبكلّ حرف أجر كلّ صديق و شهيد و كأنّما ختمالقرآن في شهر رمضان، فإذا خرج من قبرهتلقّاه سبعون ملكاً يبشّرونه بالجنّة ويشيّعونه إليها.

عمل الليلة التاسعةمن رجب‏
وجدنا ذلك فيما يوجد أمثاله فيه ممّا يقربإلى إقبال اللّه جلّ جلاله و مراضيهمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآلهقال: و من صلّى في الليلة التاسعة ركعتينبالحمد مرة و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»خمس مرات، لا يقوم من مقامه حتى يغفر اللّهله و يعطيه ثواب مائة حجة و مائة عمرة وينزّل عليه ألف ألف رحمة و يؤمنه من النار،و ان مات إلى ثمانين يوماً مات شهيداً.

عمل الليلة العاشرة من رجب‏
وجدنا ذلك في كتب أمثاله مما يدعو إلىالظفر برضا اللّه جلّ جلاله و إقباله،مرويّاً عن النّبيّ صلّى الله عليه وآلهقال: من صلّى في الليلة العاشرة من رجب بعدالمغرب اثنتي عشرة ركعة، بالحمد مرة وثلاث مرات «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»،يرفع اللّه له قصراً على عامود من ياقوتةحمراء، قالوا:
يا رسول اللّه و ما ذلك العمود؟ قال: مثلما بين المشرق و المغرب، و في ذلك العمودسبعمائة غرفة أوسع من الدنيا، و الغرفكلّها من ذهب و فضة و ياقوت و زبرجد، و فيذلك القصر بيوت بعدد نجوم السماء، و فيه مالا يقدر بشراً ان يصفه.

عمل الليلة الحاديةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في ديوان المراحم الواسعة والمكارم المتتابعة مرويّاً عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صلّى في الليلةالحادية عشر من رجب اثنتي عشرة ركعةبالحمد مرة و اثنتي عشرة مرة آية الكرسي،أعطاه اللّه ثواب من قرء التوراة والإنجيل و الزبور و الفرقان، و كل كتابأنزله اللّه تعالى على أنبيائه، و نادىمناد من العرش: استأنف العمل فقد غفر اللّهلك.

عمل اللّيلة الثانيةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في ذخائر التّوسّل بالأعمالإلى مالك الآمال و الإقبال، مرويّاً عنالنبي صلّى الله عليه وآله قال: من صلّى فيالليلة الثانية عشر من رجب ركعتين، بالحمدمرة و «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَإِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَكُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِوَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ، لا نُفَرِّقُبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُواسَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّناوَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُاللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ماكَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ،رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْأَخْطَأْنا، رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْعَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَىالَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَ لاتُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْناعَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ»، عشرمرات، أعطاه اللّه ثواب الآمرين بالمعروفو الناهين عن المنكر و ثواب عتق سبعين رقبةمن بني إسماعيل و يعطيه اللّه سبعين رحمة.

عمل اللّيلة الثالثةعشر و الليالي البيض من رجب و شعبان و شهررمضان‏
وجدنا ذلك في كتب نقل الآثار الدعاة إلىدار القرار، مرويّاً عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: و من صلى في الليلة الثالثةعشر من رجب عشر ركعات في الأولى بالحمد مرةو العاديات مرة، و في الثانية بالحمد مرّةو «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ» مرة و الباقيكذلك، غفر اللّه له ذنوبه و ان كان عاقّاًلوالديه رضي اللّه سبحانه عنه، و انمنكراً و نكيراً لا يقربانه و لا يروعانه،و يمرّ على الصراط كالبرق الخاطف، و يعطيكتابه بيمينه و يثقّل ميزانه و أعطى فيجنّة الفردوس ألف مدينة.

و امّا ما نذكره في اللّيالي البيض:
فهو إسناده من كتاب محمد بن علي الطرازي فقالما هذا لفظه: أخبرهم أبو الحسين أحمد بنأحمد بن سعيد الكاتب رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،قال: حدثنا محمد بن علي القياني، قال: سمعتجدي، يقول: سمعت أحمد بن أبي العيفاء،يقول:
قال جعفر بن محمد صلوات اللّه عليه: أعطيتهذه الأمّة ثلاث أشهر لم يعطها أحد منالأمم، رجب و شعبان و شهر رمضان، و ثلاثليال لم يعط أحد مثلها: ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة و ليلة خمس عشرة من كل شهر،و أعطيت هذه الأمة ثلاث سور لم يعطها أحدمن الأمم: يس و «تَبارَكَ الْمُلْكُ» و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، فمن جمع بينهذه الثلاث فقد جمع أفضل ما أعطيت هذهالأمّة.
فقيل: و كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال:يصلّي كل ليلة من ليالي البيض من هذهالثلاثة الأشهر، في الليلة الثالثة عشرركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور، و في الليلة الرابعة عشراربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحةالكتاب، و هذه الثلاث سور، و في الليلةالخامسة عشر ستّ ركعات، يقرء في كل ركعةفاتحة الكتاب و هذه الثلاث سور، فيجوز فضلهذه الأشهر الثلاثة و يغفر له كلّ ذنب سوىالشرك.
عمل اللّيلة الرابعةعشر من رجب، غير ما ذكرناه‏
وجدنا ذلك في أوراق صحائف الدلالة علىالسّباق مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في الليلة الرابعة عشرمن رجب ثلاثين ركعة بالحمد مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مرة، و آخر الكهف«قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْيُوحى‏ إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌواحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَرَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِأَحَداً»، و الذي نفسي بيده لو كانت ذنوبهأكثر من نجوم السماء لم يخرج من صلاته الّاو هو طاهر مطهّر، و كأنّما قرء كل كتابأنزله اللّه تعالى.


دعاءأمّ داود شرّفها اللّه بالعنايات منالآيات الظاهرات‏
اعلم انّ هذه الحكاية المشهورة والضّراعة المبرورة قد اشتملت على عدّةآيات و معجزات و كرامات و عنايات:
فمن الآيات: ما ظهر من سرعة الإجابة علىبساط الإنابة، فهو في حكم الآية الباهرةلقدرة اللّه جلّ جلاله القاهرة و المعجزةلمحمد صلّى الله عليه وآله و تصديقرسالته‏
الطاهرة.
و من المعجزات: أن سرعة إجابتها على مراهامن حاجتها فيه تصديق للقرآن الشريف بإجابةالداعي إذا دعاه و تصديق رسول اللّه صلواتاللّه عليه و آله الّذي أتى به القرآن ودعاه و رعاه.
و من المعجزات: تعريف الصادق عن اللّه جلّجلاله بأسرار الدعاء المشار إليه قبلإظهار إسراره و تصديق اللّه جلّ جلاله بماتفضّل به سبحانه من مبارّه و مسارّه.
و من العنايات بجدّنا داود و أمّه جدّتنارضوان اللّه جلّ جلاله عليهما و ظهورتوفيقهما و العناية بنا بطريقهما، تعريفجدنا داود و هو بالعراق جواب دعاء والدتهبالمدينة الشريفة في سرعة تلك الأوقاتاللطيفة.
و من العنايات بها: انّ هذا السرّ الإلهيالمودع في هذا الاستفتاح كان مصونا عندأهل الفلاح، حتّى وجد مولانا الصادق عليهالسلام و أودّعه أمّنا أمّ داود رضواناللّه عليها و عليه، و وجدها أهلًا لا يذاعهذا السرّ لصدرها و برهاناً على رفع قدرهاو آية في صلاح أمرها و جبر كسرها.
و من العنايات بها: انّ اللّه جلّ جلالهجعل جدّتنا أمّ داود أهلًا أن يظهر آياتهعلى يديها و ينسب معجزات رسوله صلّى اللهعليه وآله إليها.
و من العنايات بها: ان أمّ موسى عليهالسلام خصّها اللّه جلّ جلاله بالوحيإليها و وقفها من سلامة ولدها و الشفقةعليه و عليها، و قال جلّ جلاله «إِنْكادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْرَبَطْنا عَلى‏ قَلْبِها»، و ما كانت لماألقته في البحر قد علمت انّه حصل ولدها فييد الأعداء بل في وديعة ربها، و أمّ داودلم تكن ممّن يحصل لها الانس بالوحي إليها ولا الثّقة
بسلامة ولدها و إعادته عليها، و ربط اللّهجلّ جلاله على قلبها عند ظفر الأعداءبولدها و هو واحدها و قطعة كبدها.
أقول: و أمّ موسى عليه السلام أفضل من أمّداود في غير هذه العنايات و أبلغ فيالسعادات لتخصيص اللّه جلّ جلاله بالوحيإليها و لقبولها و إلقاء ولدها إلى هولالبحر بيديها، و لأجل ولادتها لموسى عليهالسلام العظيم الشّأن و صيانتها لاسراراللّه تعالى في السّرّ و الإعلان.
و من العنايات بها: انّها لم يتشبّث فيتخليص ولدها العزيز عليها بأهل الدنياالمعظمين، و لا بالذّلّ للملوك والسلاطين، و قنعت باللّه ربّ العالمين.
و من العنايات بولدها و بها: قول مولاناعلي عليه السلام عن جدّنا داود في المنامانّه ولده.
و من العنايات به و بها: انّه قد كان معجدّنا داود جماعة في الحبس من قومه صالحينفاختصّه بهذه الشّفاعة من دونهم أجمعين.
و من العنايات بها: قول النبي صلّى اللهعليه وآله لولدها: يا بن العجوزة الصالحة،و هذه شهادة منه صلوات اللّه عليه لهابالصلاح و سعادة صريحة واضحة راجحة، و ماقال عليه السلام بعد وفاته فهو كما قال فيحياته و من العنايات بها: ما رآها فيالمنام عقيب الدعاء بغير إهمال من صورةالملائكة و الأنبياء و الأولياء و منبشّرها منهم بإجابة الدعاء و الابتهال علىوجه ما عرفت انّه جرى لغيرها مثله عند مثلتلك الحال.
و من العنايات بها: انّ ابتداء ظهور هذهالسنة الحسنة بطريقها يقتضي انّ كلّ منعمل بها و سلك سبيل توفيقها ثواب عمله فيميزانها و رافعاً عن علوّ شأنها.
و من العنايات بها: انّ كلّ حاجة انقضتبهذه الدعوات مع استمرار الأوقات،
فإنّها من جملة الآيات للّه جلّ جلاله والمعجزات لرسوله صلوات اللّه عليه والكرامات للصادقين عليهم أفضل الصلوات،فنور هذه المنيعة باق مع بقاء العاملينبها و الموفقين لها.
و من العنايات بها: انّه قد ظهر أدعية وسنن مأثورة على يد أمم كثيرة و ذوي هممصغيرة و كبيرة، و مع ذلك فلم يستمرّالاهتمام بالعمل بها و القبول لها كمااستمرّ العمل بهذا الدعاء على اختلافالأوقات إلى هذه الغايات.
و من العنايات بها: ان الملوك الّذينأطفئوا أَنواراً كثيرة من الأسرار والأخيار، لم يمكنهم اللّه جلّ جلاله منإطفاء أسرار هذا الدعاء و وفّق له من ينقلهو يعمل به و لا يخاف كثرة الأعداء.
و روي ان يوم خامس عشر من رجب، خرج رسولاللّه صلّى الله عليه وآله من الشعب، و انّيوم خامس عشر من رجب عقد رسول اللّه صلّىالله عليه وآله لمولانا علي عليه السلامعلى مولاتنا فاطمة الزهراء عليه و عليهمالسلام عقد النكاح باذن اللّه جلّ جلاله.
و في هذا اليوم حوّلت القبلة من جهة بيتالمقدس إلى الكعبة و النّاس في صلاة العصرإلى البيت الحرام.

عمل الليلة السادسةعشر من رجب‏
وجدناه في مواطن كثيرة التوفيق و الترغيبفي طاعة المالك الشفيق، مرويّاً عن النّبيصلّى الله عليه وآله قال: و من صلّى فياللّيلة السادسة عشر من شهر رجب ثلاثينركعة بالحمد و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات، لم يخرج من صلاته حتى يعطى ثوابسبعين شهيداً و يجي‏ء يوم القيامة و نورهيضي‏ء لأهل الجمع كما بين مكة و المدينة،و أعطاه اللّه براءة من النار

عمل الليلة السابعةعشر من رجب‏
وجدناه في طرق المراحم و موافق المكارم،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى في اللّيلة السابعة عشر من رجبثلاثين ركعة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، لم يخرج منصلاته حتى يعطى ثواب سبعين شهيداً و يجي‏ءيوم القيامة و نوره يضي‏ء لأهل الجمع كمابين مكّة و المدينة، و أعطاه اللّه براءةمن النار و براءة من النفاق و يرفع عنهعذاب القبر.

عمل اللّيلة الثامنةعشر من رجب‏
وجدناه على طبق الضيافة و موائد الرحمة والرّأفة، مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الثامنةعشر من رجب ركعتين بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» و الفلق و الناس عشراًعشراً، فإذا فرغ من صلاته قال اللّهلملائكته: لو كانت ذنوب هذا أكثر من ذنوبالعشّارين لغفرتها له بهذه الصلاة، و جعلاللّه بينه و بين النار ستّة خنادق، بينكلّ خندق مثل ما بين السماء و الأرض.

عمل الليلة التاسعةعشر من رجب‏
وجدنا ذلك في مذخور أوراق السرور،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله انهقال: و من صلّى في الليلة التاسعة عشر منرجب اربع ركعات بالحمد مرة و آية الكرسيخمس عشرة مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» خمس عشرة مرة، أعطاه اللّه منالثواب مثل ما أعطى موسى عليه السلام و كانله بكل حرف ثواب شهيد، و يبعث اللّه سبحانهإليه مع الملائكة ثلاث بشارات: الأولى لايفضحه في الموقف، الثّانية لا يحاسبه، والثّالثة ادخل الجنّة بغير حساب، و إذاوقف بين يدي اللّه تعالى يسلّم اللّهتعالى عليه و يقول له:
يا عبدي لا تخف و لا تحزن فانّي عنك راض والجنّة لك مباحة.

عمل الليلة العشرين من رجب‏
وجدناه في صدف جواهر اليوم الآخر، مرويّاعن النبي صلّى الله عليه وآله قال و من صلّى ليلة العشرين من رجب ركعتينبالحمد مرة و خمس مرات «إِنَّاأَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»،يعطيه اللّه ثواب إبراهيم و موسى و يحيى وعيسى عليهم السلام، و من صلّى هذه الصلاةلا يصيبه شي‏ء من الجنّ و الإنس و ينظراللّه إليه بعين رحمته.

عمل اللّيلة الحاديةو العشرين من رجب‏
وجدناه في شجر ثمر الإقبال بالأعمالمرويّا عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى في الليلة الحادية و العشرين منرجب ستّ ركعات بالحمد مرة و سورة الكوثرعشر مرات و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات، يأمر اللّه الملائكة الكرامالكاتبين الّا يكتبوا عليه سيئة إلى سنة،و يكتبون له الحسنات إلى ان يحول عليهالحول، و الذي نفسي بيده و الذي بعثنيبالحقّ نبيّا انّ من يحبّني و يحبّ اللّهفصلّى بهذه الصلاة، و ان كان يعجز عنالقيام فيصلّي قاعدا فانّ اللّه يباهي بهملائكته و يقول: انّي قد غفرت له.

عمل الليلة الثانيةو العشرين من رجب‏
وجدناه في كتب فتح الأبواب إلى دار الثوابمرويّا عن النبي صلّى الله عليه وآله قال:و من صلّى الليلة الثانية و العشرين من رجبثماني ركعات بالحمد مرة و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» سبع مرات، فإذافرغ من الصلاة صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله عشر مرات و استغفر اللّه عزّ وجلّ عشر مرات، فإذا فعل ذلك لم يخرج منالدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة، و يكونموته على الإسلام و يكون له أجر سبعيننبيّا.


عمل اللّيلة الثالثةو العشرين من رجب‏
وجدناه في مناهل الجود الدّالة على مالكالوجود، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله فقال: و من صلّى في الليلة الثالثة والعشرين من رجب ركعتين بالحمد مرة و سورة والضّحى خمس مرّات، أعطاه اللّه بكل حرف وبكل كافر و كافرة درجة في الجنّة و أعطاهاللّه ثواب سبعين حجّة و ثواب من شيّع ألفجنازة و ثواب من عاد ألف مريض و ثواب من قضىألف حاجة لمسلم.

عمل الليلة الرابعةو العشرين من رجب‏
وجدناه في شرائع المسارّ و بضائع دارالقرار، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الرابعة والعشرين من رجب أربعين ركعة بالحمد مرة و«آمَنَ الرَّسُولُ» مرة و سورة الإخلاصمرة كتب اللّه تعالى له ألف حسنة و محي عنهألف سيّئة و رفع ألف درجة و ينزل من السماءألف ملك رافعي أيديهم يصلّون عليه و يرزقهاللّه تعالى السلامة في الدنيا و الآخرة وكأنّما أدرك ليلة القدر.

عمل الليلة الخامسةو العشرين من رجب‏
وجدناه في سفر المسير إلى دار الرضا و خلعالعفو عمّا مضى، مرويّاً عن النبي صلّىالله عليه وآله قال: و من صلّى في اللّيلةالخامسة و العشرين من رجب عشرين ركعة بينالمغرب و العشاء الآخرة بالحمد مرة و«آمَنَ الرَّسُولُ» مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرة، حفظه اللّه في نفسهو أهله و دينه و ماله و دنياه و آخرته و لايقوم من مقامه حتّى يغفر له.


عمل الليلة السادسةو العشرين من رجب‏
وجدناه في طرق التشريف بالتكليف مرويّاعن النبي صلّى الله عليه وآله قال: و منصلّى في اللّيلة السادسة و العشرين من رجباثنتي عشرة ركعة بالحمد و أربعين مرة- و فيرواية أربع مرات- «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ»، صافحته الملائكة، و من صافحتهالملائكة أمن من الوقوف على الصراط والحساب و الميزان، و يبعث اللّه إليهسبعين ملكا يستغفرون له و يكتبون ثوابه ويهلّلون لصاحبه، و كلّما تحرك عن مكانهيقولون: اللهم اغفر لهذا العبد، حتى يصبح.

عمل ليلة سبع و عشرين من رجب‏
اعلم ان من أفضل الأعمال فيها زيارةمولانا علي أمير المؤمنين عليه السلامفيزار فيها زيارة رجب أو بغيرها ممّاأشرنا إليه و من عمل هذه اللّيلة ممّارويناه عن الثقات في عدة روايات:
منها: ما رواه محمد بن علي الطرازي فقال في كتابهما هذا لفظه: عدّة من أصحابنا
قالوا: حدثنا القاضي عبد الباقي بن قانعبن مروان، قال، حدثني مروان، قال: حدثنيمحمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا محمد بنعفير العنبيّ، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام.
و حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّهرحمه اللّه إملاءً ببغداد، قال: حدثناجعفر بن علي بن سهل بن فروخ أبو الفضلالدقاق، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زكرياالغلابي، عن العباس بن بكار، عن محمد بنعفير الضّبيّ، عمن حدثه عن أبي جعفرالثاني عليه السلام.
و أخبرنا محمد بن وهبان، قال: حدّثنا محمدبن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام قال: قال: انّ في رجب ليلة هي خيرللناس مما طلعت عليه الشمس و هي ليلة سبع وعشرين منه، نبّئ رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله في صبيحتها، و انّ للعامل فيهاأصلحك اللّه من شيعتنا مثل أجر عمل ستّينسنة، قيل: و ما العمل فيها؟ قال: إذا صلّيتالعشاء الآخرة و أخذت مضجعك ثم استيقظتأيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أوبعده، صلّيت اثني عشر ركعة باثنتي عشرسورة من خفاف المفصّل من بعد يس إلى الحمد.
فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم وقرأت الحمد سبعاً، و المعوذتين سبعاً، و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» سبعاً، و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» سبعاً،و «إِنَّا أَنْزَلْناهُ» سبعا، و آيةالكرسي سبعا، و قلت بعد ذلك من الدعاء:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً وَ لَمْيَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّوَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً، اللَّهُمَّانِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّعَلى‏ أَرْكانِ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهى‏الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَ بِاسْمِكَالاعْظَمِ الاعْظَمِ الاعْظَمِ، وَبِذِكْرِكَ الأَعْلى الأَعْلى الأَعْلى،وَ بِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الَّتِيتَمَّتْ صِدْقاً وَ عَدْلًا انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَفْعَلَ بِي ما انْتَاهْلُهُ.
و ادع بما شئت فإنك لا تدعو بشي‏ء إلّاأجبت، ما لم تدع بمأثم أو قطيعة رحم أو
هلاك قوم مؤمنين و تصبح صائما و انهيستحبّ لك صومه فإنه يعادل صوم سنة.
صلاة أخرى في ليلةسبع و عشرين من رجب‏
رويناها بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي فيما رواه عن صالح بن عقبة عن أبيالحسن عليه السلام انّه قال: صلّ ليلة سبعو عشرين من رجب أيّ وقت شئت من الليل اثنتيعشر ركعة، و تقرء في كلّ ركعة الحمد والمعوذتين و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»أربع مرات، فإذا فرغت قلت و أنت في مكانكاربع مرات: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ، ثم ادع بما شئت.

صلاة أخرى ليلةسبع و عشرين من رجب‏
وجدناها في مواطن الاجتهاد في الظفربسعادة المعاد، مرويّا عن النبي صلّى اللهعليه وآله قال: من صلّى في الليلة السابعةو العشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ» عشر مرات، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النّبيّ صلّى اللهعليه وآله مائة مرة، و استغفر اللّه تعالىمائة مرة، كتب اللّه سبحانه و تعالى لهثواب عبادة الملائكة.
أقول: و قد تقدّمت روايتنا في ليلة النصفمن رجب عن حريز بن عبد اللّه عن‏
الصادق عليه السلام باثنتي عشرة ركعة علىالوصف الّذي ذكرناه.
ذكر محمد بن علي الطرازي انّها تصلّى ليلةسبع و عشرين من رجب أيضا، و قال:
فإذا فرغت قرأت و أنت جالس الحمد اربعمرات، و سورة الفلق أربعا و الإخلاصأربعا، ثم قل: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لااشْرِكُ بِهِ شَيْئاً اربع مرات، ثم ادعبما تريده.

تعظيم اليوم السابع و العشرين من رجب بالمعقول‏
اعلم انّ الرحمة التي نشرت على العباد وبشّرت بسعادة الدنيا و المعاد بالاذن لسيدالمرسلين صلّى الله عليه وآله و على ذريتهالطاهرين، في انّ يظهر رسالته عن ربالعالمين إلى الخلائق أجمعين، كانتالسعادة بإشراق شموسها و تعظيمها وتقديمها على قدر ما أحيى اللّه جلّ جلالهبنبوّته من موات الألباب و أظهر بقدسرسالته من الآداب و فتح بهدايته منالأبواب إلى الصواب.
و ذلك مقام يعجز عن بيانه منطق اللسان والقلم و الكتاب، و لا تحصيه الخواطر و لاتطّلع على معانيه البصائر، و لا تعرف لهعددا، «قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداًلِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُقَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً.» و أنتإذا أنصفت علمت انّ الأمم كانت تائهة فيالضّلال و قد أحاط بهم استحقاق الاستئصال،و قد كانت اليهود في قيود ضلالها لمخالفةموسى عليه السلام، و النصارى هالكة بسوءمقالها في عيسى عليه السلام، و العرب و منتابعها سالكة سبيل الدواب و الانعام وفاقدة لفوائد الأحلام بعبادة الأصنام، وبحر الغضب من اللّه جلّ جلاله قد أشرف علىأرواح أهل العدوان، و أمواج العطب قدأحاطت بنفوس ذوي الطّغيان، و نيران العذابقد تعلّقت بالرقاب و سعت إلى الفتكبالأجساد، و رسل الانتقام قد أشمتت بأهلالإلحاد و العناد و قلوب الأعداء والحسّاد و أهل الضلال ذوو
عيون غير ناظرة و عقول غير حاضرة و قلوبغير باصرة و جوارح غير ناضرة، و قد خذل بعضبعضاً بلسان الحال من شدّة تلك الأهوال.
فبعث محمّداً صلّى الله عليه وآله من مجلسالغضب و المقت و العذاب و انكاله إلى الأممالمتعرّضة بتعجيل العقاب و استيصاله، و هوواحد في العيان منفرد عن الاخوان والأعوان، يريد مقاتلة جميع من في الوجودمن أهل الجحود، برأي قد احتوى على مسالكالآراء و استوى على ممالك الأقوياء، وجنان قد خضع له إمكان الابطال، و بيان قدخشع له لسان أهل المقال و الفعال، و نور قدرجعت جيوش الظلمات به مكسورة و رءوسالجهالات بلهبه مقهورة، و قدم قد مشى علىالرءوس و النفوس و هم قد حكمت بإزالة الضررو النحوس.
فسرى نسيم ارج ذلك التمكين و التلقين، وروّج حياة ذلك السبق للأولين و الآخرين،في اليوم السابع و العشرين من رجب بالعجب وشرف المنقلب، فاستنشقه عقول كانت هامدة أوبائدة، و استيقظت به قلوب كانت راقدة، وجرى شراب العافية بكأس آرائه العالية فيأماكن أسقام الأنام فطردها و أحاط بجيوشالنّحوس فشرّدها، و تهدّد نفوس العقولالمتهجّمة على العقول فأبعدها، حتّىالّفها بعد الافتراق في الآفاق و عطفهاعلى الوفاق و الاتّفاق و أجلسها على بساطالوداد و الاتّحاد و حماها عن مهاويالهلكة و الفساد.
فما ظنّك بمن هذا بعض أوصافه، و من ذا يقدرعلى شرح ما شرّفه اللّه جلّ جلاله به منألطافه، و بأيّ بيان أو لسان أو جنان يقدرعلى وصف مواهبه و اسعافه، و لقد دعوناالعقل إلى الكشف فذهل، فدعونا القلب إلىالوصف فوجل، فدعونا اللسان إلى البيانفاستقال، فدعونا القلم إلى الإمكان فذلّ وتزلزل و زال، فدعونا الجوارح جارحة بعدجارحة فشردت عنّا هاربة و نازحة.
فاستسلمنا لما يدلّ عليه لسان الحال منكمال ذلك الإقبال و استعنّا بصاحب القوّةالمعظمة لذاته ان يعرّفنا قدر ذلك اليومالسّعيد و جسيم هباته و صلاته، و انيعلّمنا كيفيّة الشكر على ما عجزنا عنوصفه، و يلهمنا كشف ما أقررنا بالقصور عنكشفه، و يقبل بنا على ما يريد من القبول وتعظيم المرسل و الرسول.
تعظيم اليوم السابع و العشرين من رجب بالمنقول‏
روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بنبابويه بإسناده في أماليه إلى الصادق عليهالسلام قال: و من صام يوم سبعة و عشرين منرجب كتب اللّه له أجر صيام سبعين سنة.
و روى ذلك أيضا جعفر بن محمد الدوريستيبإسناده في كتاب الحسني إلى علي بنالنعمان، عن عبد اللّه بن طلحة، عن جعفر بنمحمد عليهما السلام قال: صيام يوم سبعة وعشرين من رجب يعدل عند اللّه صيام سبعينسنة.
و ممّا رويناه في تعظيم صوم هذا اليومبإسنادنا إلى شيخنا المفيد رحمه اللّهفيما ذكره في التواريخ الشرعيّة من نسخةقد كتبت في حياته عند ذكر رجب فقال ما هذالفظه:
و في اليوم السابع و العشرين منه كان مبعثالنبي صلّى الله عليه وآله، و من صامه كتباللّه له صيام ستّين سنة.
أقول: و ينبّه على تعظيم هذا اليوم مارويناه في ليلة أنّها خير للنّاس مما طلعتعليه الشمس، فإذا كانت اللّيلة الّتيجاورته بلغت إلى هذا التعظيم فكيف يكوناليوم الذي هو سبب في تعظيمها عند أهلالصراط المستقيم.
و روينا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسيرضي اللّه عنه فيما رواه عن الحسن بن راشدقال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: غيرهذه الأعياد شي‏ء؟ قال: نعم أشرفها وأكملها، اليوم الذي بعث فيه رسول اللّهصلّى الله عليه وآله، قال: قلت: فأيّ يومهو؟
قال: ان الأيام تدور و هو يوم السّبت لسبعو عشرين من رجب، قال: قلت: فما نفعل فيه؟قال: تصوم و تكثر الصلاة على محمد و آلهعليهم السلام.
و ذكر الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه فيكتاب ثواب الأعمال و في أماليه عن النبيصلّى الله عليه وآله فقال: و من صام من رجبسبعة و عشرين يوماً أوسع اللّه عليه القبرمسيرة أربعمائة عام، و ملأ جميع ذلك مسكاًو عنبراً.
تأويل من روى ان صوميوم مبعث النبي صلّى الله عليه وآله بعدلثوابه ستّين شهراً
اعلم انّ تعظيم يوم مبعث النبي صلّى اللهعليه وآله أعظم من ان يحيط به الإنسانبمقالة ثواب الصائمين لهذا اليوم العظيم،فامّا من ذكر انّ صومه بستّين شهراًفيحتمل ان يكون معناه ان صومه يعدل ثواب مايعمل الإنسان في الستّين شهراً من جميعطاعاته، و ذلك عظيم لا يعلم تفصيله الّااللّه العالم لذاته و لم يقل في الحديثانّه يعدل صوم ستين شهرا.
و يحتمل أيضا إذا حملناه ان يعدل ثواب صومستّين شهراً، ان يكون مقدار ثواب الصائمينلهذا اليوم العظيم قدراً على ما يبلغه كلّصائم له من الطريق التي يعرف بها فضله، فانالمطيعين لربّ العالمين و لسيد المرسلينيتضاعف أعمالهم بحسب تفاضلهم في اليقين وإخلاص المتّقين و المراقبين، فيكونالثواب الضعيف في التّعريف ستّين شهراًلقصوره عن معرفة قدر هذا الثواب الشريف.
و ينبّه على ذلك ما ذكره جعفر بن محمد الدوريستي في كتابالحسني بإسناده قال:
قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام:لا تدع صوم سبعة و عشرين من رجب فإنه اليومالذي أنزلت فيه النبوة على محمد صلّى اللهعليه وآله و ثوابه مثل ستّين شهرا
لكم.
أقول: و في قوله عليه السلام: مثل ستّينشهراً لكم، إشارة و احتمال لما ذكرناه منتأويل هذا المقال.
و ذكر أبو جعفر محمد بن بابويه في كتابالمرشد، و هو كتاب حسن، ما هذا لفظه:
و في سبعة و عشرين نزلت النبوة على النبيصلّى الله عليه وآله و ثوابه كفارة ستّينشهراً، هذا لفظه: نزلت النبوّة.
غسل و صلاة و عمل فياليوم السابع و العشرين من رجب‏
اعلم انّ الغسل في هذا اليوم الشريف منشريف التكليف.
و من عمل هذا اليوم زيارة مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، و قد روينا في أوّلليلة من رجب زيارة عامّة في الشهر كلّه،فيزار مولانا علي عليه السلام بها أوبغيرها ممّا ذكرناه في كتاب مصباح الزائر،فقد ذكرنا فيه زيارة تختصّ بهذا اليوم وعظيم فضله.
و امّا الصلوات فيه:
فذكر شيخنا المفيد في الرسالة العزيّةصلاة يوم المبعث و قال: انها تصلّي صدرالنهار، و قال الشيخ سلمان بن الحسن فيكتاب البداية عند ذكر صلاة يوم المبعثانّها تصلّى قبل الزوال.
فأحببت أن يكون عند العامل بذلك معرفةبهذه الحال، و سيأتي في رواية ابن يعقوبالكليني انّه يصلّيها أيّ وقت شاء، يعنيمن يوم المبعث.
و نحن نذكر منها عدة روايات و ان اتّفقت فيعدد الركعات فإنّها تختلف في بعضالمرادات.
فمن ذلك ما رواه محمد بن علي الطرازي رحمهاللّه في كتابه فقال: صلاة يوم سبعة وعشرين من رجب، و هو اليوم الذي بعث فيهسيّدنا رسول اللّه صلّى الله عليه وآله،أبو
العباس أحمد بن علي بن نوح رضي اللّه عنه‏ قال: حدثني أبو أحمد المحسن بن عبد الحكمالسنجري، و كتبته من أصل كتابه، قال فينسخته: نسخت من كتاب أبي نصر جعفر بن محمدبن الحسن بن الهيثم، و ذكر انه خرج من جهةأبي القاسم الحسين بن روح قدس اللّه روحه،ان الصلاة يوم سبعة و عشرين من رجب اثنتاعشرة ركعة، يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتابو ما تيسّر من السّور و يسلّم و يجلس و يقولبين كل ركعتين:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْلَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُتَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي، يا وَلِيِّي فِينِعْمَتِي، يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي، يامُجِيبِي فِي حاجَتِي، يا حافِظِي فِيغَيْبَتِي، يا كالِئِي فِي وَحْدَتِي، ياانْسِي فِي وَحْشَتِي.
أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِي، فَلَكَالْحَمْدُ، وَ انْتَ الْمُقِيلُعَثْرَتِي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَ انْتَالْمُنَفِّسُ صَرْعَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي، وَاقِلْنِي عَثْرَتِي، وَ اصْفَحْ عَنْجُرْمِي وَ تَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِيأَصْحابِ الْجَنَّةِ، وَعْدَ الصِّدْقِالَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ.
فإذا فرغت من الصلاة و الدعاء قرأت الحمدو «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و المعوذتين و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِالْقَدْرِ» و آية الكرسي سبعا سبعاً، ثمتقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُبِهِ شَيْئاً، سبع مرات، ثم ادع بما أحببت.
و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى الشيخمحمد بن يعقوب الكليني رضي اللّه عنهبإسناده في كتاب الصلاة إلى الصادق عليهالسلام فقال ما هذا لفظه: قال: و قال أبوعبد اللّه عليه السلام: يوم سبعة و عشرينمن رجب نبّئ فيه رسول اللّه صلّى الله عليهوآله، من صلّى فيه أيّ وقت شاء اثني عشرركعة، يقرء في كلّ ركعة بأمّ الكتاب و يس،فإذا فرغ جلس مكانه ثم قرأ أمّ القرآن اربعمرات، فإذا فرغ و هو في مكانه قال: لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سُبْحانَ اللَّهِوَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّابِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- اربعمرات، ثم يقول: اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُبِهِ شَيْئاً، اربع مرات، ثم تدعو، فإنكلا تدعو
بشي‏ء الّا استجيب لك في كلّ حاجة، الّاان تدعو في جائحة قوم أو قطيعة رحم.
أقول: و ينبغي ان تزور سيّدنا رسول اللّه ومولانا علي بن أبي طالب عليهما السلام فييوم المبعث بالزيارتين اللّتين ذكرناهمالهما عليهما السلام في عمل اليوم السابععشر من ربيع الأول من هذا الجزء.
أقول: و من الصلاة في اليوم السابع والعشرين من رجب الموافقة لبعض الروايات فيشي‏ء من المرادات و المفارقة لها في بعضالصفات، ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رضي اللّه عنه بإسناده إلى الريانبن الصلت قال: صام أبو جعفر الثاني عليهالسلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع و عشرين منه، و صام جميع حشمه وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرةركعة، يقرء في كلّ ركعة بالحمد و سورة،فإذا فرغت قرأت الحمد أربعا و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» و المعوّذتين أربعا وقلت:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِوَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّابِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ-أربعاً، اللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِشَيْئاً- أربعاً، لا اشْرِكُ بِرَبِّيأَحَداً- أربعاً.
و من ذلك ما رويناه أيضا بإسنادنا إلى جدّيأبي جعفر الطوسي رضي اللّه عنه بإسنادهإلى أبي القاسم بن روح رحمة اللّه عليهقال: تصلّي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعةتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و ما تيسّرمن
السور و تتشهّد و تسلّم و تجلس و تقولبين كل ركعتين:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْيَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُشَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْلَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذلِّ وَ كَبِّرْهُتَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي،وَ يا صاحِبِي فِي شِدَّتِي،
وَ يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي، وَ ياغِياثِي فِي رَغْبَتِي، يا نَجاتِي فِيحاجَتِي، يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي، ياكالِئِي فِي وَحْدَتِي، يا انْسِي فِيوَحْشَتِي.
أَنْتَ السَّائِرُ عَوْرَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، وَ أَنْتَ الْمُقِيلُعَثْرَتِي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَ أَنْتَالْمُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَالْحَمْدُ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ آمِنْرَوْعَتِي، وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي، وَ تَجاوَزْ عَنْسَيِّئاتِي، فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِوَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوايُوعَدُونَ.
فإذا فرغت من الصلاة و الدعاء قرأت الحمدو الإخلاص و المعوّذتين و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» و «إِنَّاأَنْزَلْناهُ» و آية الكرسي سبع مرات ثمتقول: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ وَ لاحَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ-سبع مرات، ثم تقول سبع مرات: اللَّهُاللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً،و تدعو بما أحببت.
أقول: و هذه الرّواية مناسبة لما سلف وانّما بعض التعقيب مؤتلف و مختلف:
و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رحمهاللّه من كتاب المقنعة فقال: باب صلاة يومالمبعث، و هو اليوم السابع و العشرون منرجب، بعث اللّه عزّ و جلّ فيه نبيّه محمداصلّى الله عليه وآله فعظّمه و شرّفه و قسّمفيه جزيل الثواب و آمن فيه من عظيم العقاب،فورد عن آل الرسول صلّى الله عليه وآله وعليهم انّه من صلّى فيه اثنتي عشرة ركعة،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و سورة يس،فإذا فرغ منها جلس في مكانه، ثم قرأ أمّالكتاب اربع مرّات و سورة الإخلاص والمعوّذتين، كلّ واحدة منهنّ اربع مرّات،ثم قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لا إِلهَإِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ- اربع مرات، ثمقال: سُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُلِلَّهِ وَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ اللَّهُرَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً- اربعمرات، ثم يدعو، فلا يدعو بشي‏ء الّااستجيب له الّا ان يدعو في جائحة قوم أوقطيعة رحم.
و ذكر شيخنا المفيد في كتاب التواريخالشرعية مثل هذه الصّلاة على السّواء،الّا انّه قال في آخرها: فإذا فرغ من هذهالصلاة قرء في عقيبها فاتحة الكتاب ثلاثمرات و المعوّذات الثلاث اربع مرات، و قال:سُبْحانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِوَ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُأَكْبَرُ- اربع مرات، و قال: اللَّهُاللَّهُ رَبِّي لا اشْرِكُ بِهِ شَيْئاً-اربع مرّات، ثم دعا، استجيب له في كلّ مايدعو به الّا ان يدعو بجائحة قوم أو قطيعةرحم، و هو يوم شريف عظيم البركة، و يستحبّفيه الصدقة و التطوّع بالخيرات و إدخالالسرور على أهل الإيمان، و يستحبّ ان يدعوفي هذا اليوم، و هو يوم مبعث النبي صلّىالله عليه وآله بهذا الدعاء.
و رواه محمد بن علي الطرازي بإسناده إلىأبي علي بن إسماعيل بن يسار قال:
لمّا حمل موسى عليه السلام إلى بغداد، وكان ذلك في رجب سنة تسع و سبعين و مائة دعابهذا الدّعاء، و هو من مذخور أدعية رجب، وكان ذلك يوم السابع و العشرين منه يومالمبعث صلّى اللّه على المبعوث فيه و آله وسلم، و هو هذا:
يا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَ ضَمِنَ نَفْسَهُالْعَفْوَ وَ التَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفى‏وَ تَجاوَزَ، اعْفُ عَنِّي وَ تَجاوَزْ ياكَرِيمُ، اللَّهُمَّ وَ قَدْ أَكْدَىالطَّلَبُ وَ اعْيَتِ الْحِيلَةُ وَالْمَذْهَبُ وَ دَرَسَتِ الآمالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلَّا مِنْكَوَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَالْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةٌ، وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَمُتْرَعَةٌ، وَ أَبْوابَ الدُّعاءِلِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةٌ، وَالاسْتِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَمُباحَةٌ.
وَ اعْلَمُ انَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِإِجابَةٍ وَ لِلصّارِخِ الَيْكَبِمَرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَ انَّ فِي‏
اللَّهْفِ الى‏ جُودِكَ وَ الضَّمانِبِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِالْباخِلِينَ، وَ مَنْدُوحَةً عَمّا فِيايْدِي الْمُسْتَأْثِرِينَ، وَ أَنَّكَلا تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلَّا انْتَحْجُبَهُمُ الْأَعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ انَّ افْضَلَ زادِالرَّاحِلِ الَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍيَخْتارُكَ بِها، وَ قَدْ ناجاكَبِعَزْمِ الإِرادَةِ قَلْبِي.
وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَبِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ، أَوْصارِخٌ الَيْكَ اغَثْتَ صَرْخَتَهُ، اوْمَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَكَرْبَهُ، اوْ مُذْنِبٌ خاطِئُ غَفَرْتَلَهُ، اوْ مُعافٍ اتْمَمْتَ نِعْمَتَكَعَلَيْهِ، اوْ فَقِيرٌ اهْدَيْتَ غِناكَإِلَيْهِ، وَ لِتِلْكَ الدَّعْوَةِعَلَيْكَ حَقٌّ وَ عِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ،الَّا صَلَّيْتَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ قَضَيْتَ حَوائِجِيحَوائِجَ الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ.
وَ هذا رَجَبُ الْمُرَجَّبُالْمُكَرَّمُ الَّذِي أَكْرَمْتَنابِهِ، أَوَّلُ اشْهُرِ الْحُرُمِ،أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ،يا ذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ،فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَ بِاسْمِكَالاعْظَمِ الاعْظَمِ الاعْظَمِالْأَجَلِّ الاكْرَمِ الَّذِيخَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَفَلا يَخْرُجُ مِنْكَ الى‏ غَيْرِكَ، انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ اهْلِبَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَ تَجْعَلَنامِنَ الْعامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالامِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ وَ اهْدِنا الى‏ سَواءِالسَّبِيلِ وَ اجْعَلْ مَقِيلَناعِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّظَلِيلٍ، فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَ نِعْمَالْوَكِيلُ، وَ السَّلامُ عَلى‏عِبادِهِ الْمُصْطَفَيْنَ وَ صَلاتُهُعَلَيْهِمْ اجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِيفَضَّلْتَهُ وَ بِكَرامَتِكَجَلَّلْتَهُ وَ بِالْمَنْزِلِالْعَظِيمِ الأَعْلَى انْزَلْتَهُ،صَلِّ عَلى‏ مَنْ فِيهِ الى‏ عِبادِكَارْسَلْتَهُ وَ بِالْمَحَلِّ الْكَرِيمِاحْلَلْتَهُ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةًدائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَ لَناذُخْراً، وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ‏
أَمْرِنا يُسْراً، وَ اخْتِمْ لَنابِالسَّعادَةِ الى‏ مُنْتَهى‏ آجالِنا،وَ قَدْ قَبِلْتَ الْيَسِيرَ مِنْأَعْمالِنا وَ بَلِّغْنا بِرَحْمَتِكَافْضَلَ آمالِنا انَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ صَلَّى اللَّهُعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
و من الدعوات التي نذكرها في اليوم السابعو العشرين من رجب:
اللَّهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَبِالنَّجْلِ الاعْظَمِ فِي هذَاالْيَوْمِ مِنَ الشَّهْرِ الْمُعَظَّمِوَ الْمُرْسَلِ الْمُكَرَّمِ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَغْفِرَ لَنا ما انْتَبِهِ مِنّا اعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا يَعْلَمُ، اللَّهُمَّ وَ بارِكْ لَنافِي يَوْمِنا هذا الَّذِي بِشَرَفِالرِّسالَةِ فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ اجْلَلْتَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الشَّرِيفِ احْلَلْتَهُ.
اللَّهُمَّ فَانَّا نَسْأَلُكَبِالْمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَ السَّيِّدِاللَّطِيفِ وَ الْعُنْصُرِ الْعَفِيفِانْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ،وَ انْ تَجْعَلَ أَعْمالَنا فِي هذَاالْيَوْمِ وَ فِي سائِرِ الْأَيَّامِمَقْبُولَةً وَ ذُنُوبَنا مَغْفُورَةً،وَ قُلُوبَنا بِحُسْنِ الْقَبُولِمَسْرُورَةً، وَ أَرْزاقَنا بِالْيُسْرِمَدْرُورَةً.
اللَّهُمَّ انَّكَ تَرى‏ وَ لا تُرى‏ وَانْتَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى وَ أَنَّالَيْكَ الرُّجْعى‏ وَ الْمُنْتَهى‏، وَلَكَ الْمَماتُ وَ الْمَحْيا، وَ انَّلَكَ الاخِرَةُ وَ الأُولى، اللَّهُمَّإِنَّا نَعُوذُ بِكَ انْ نَذِلَّ وَنَخْزى‏ وَ انْ نَأْتِيَ ما عَنْهُتَنْهى‏.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَالْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ نَسْتَعِيذُبِكَ مِنَ النَّارِ، فَأَعِذْنا مِنْهابِقُدْرَتِكَ، وَ نَسْأَلُكَ مِنَالْحُورِ الْعِينِ، فَارْزُقْنابِعِزَّتِكَ، وَ اجْعَلْ اوْسَعَأَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا، وَاحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِآجالِنا، وَ اطِلْ فِي طاعَتِكَ وَ مايُقَرِّبُ الَيْكَ وَ يُحْظِي عِنْدَكَ،وَ يُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا، وَاحْسِنْ فِي جَمِيعِ أَحْوالِنا
وَ أُمُورِنا مَعْرِفَتَنا، وَ لاتَكِلْنا الى‏ احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِحَوائِجِنا لِلدُّنْيا وَ الاخِرَةِ وَابْدَأْ بِآبائِنا وَ أُمَّهاتِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا الْمُؤْمِنِينَ فِيجَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لَانْفُسِنا ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ انّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالْعَظِيمِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِيمِ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَغْفِرَ لَناالذَّنْبَ الْعَظِيمَ، انَّهُ لايَغْفِرُ الْعَظِيمَ الَّا الْعَظِيمُ.
اللَّهُمَّ وَ هذا رَجَبُ الْمُكَرَّمُالَّذِي أَكْرَمْتَنا بِهِ أَوَّلُاشْهُرِ الْحُرُمِ، أَكْرَمْتَنا بِهِمِنْ بَيْنِ الأُممِ فَلَكَ الْحَمْدُ ياذَا الْجُودِ وَ الْكَرَمِ، اللَّهُمَّفَانَّا نَسْأَلُكَ بِهِ وَ بِاسْمِكَالْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الأَجَلِّالاكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُفَاسْتَقَرَّ فِي مُلْكِكَ فَلا يَخْرُجُمِنْكَ الى‏ غَيْرِكَ، فَأَسْأَلُكَ انْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ اهْلِبَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَ انْتَجْعَلَنا فِيهِ مِنَ الْعامِلِينَبِطاعَتِكَ وَ الامِنِينَ فِيهِبِرِعايَتِكَ.
اللَّهُمَّ اهْدِنا الى‏ سِواءِالسَّبِيلِ وَ اجْعَلْ مَقِيلَناعِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظلٍّظَلِيلٍ وَ مُلْكٍ جَزِيلٍ، فَإِنَّكَحَسْبُنا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ،اللَّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَمُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْناوَ لا ضالِّينَ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَالرَّاحِمِينَ.
ثم اسجد و قل:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانِيلِمَعْرِفَتِهِ، وَ خَصَّنِيبِوِلايَتِهِ، وَ وَفَّقَنِيلِطاعَتِهِ، شُكْراً شُكْراً- مائة مرة.
و اسأل حاجتك و ادع بما تشاء.
ينبغي ان يكون المسلمون عليهفي مبعث النبي صلّى الله عليه وآله إليهم ومعرفة مقدار المنة عليهم‏
اعلم انّنا قد أشرنا فيما قدّمنا إشارةلطيفة انّنا لا نقدر على وصف المنّة علينابهذه‏
الرّسالة الشريفة، و لكنّا مكلّفون بمانقدر عليه من تعظيم قدرها و الاعترافبإحسانها و برّها، فنضرب لذلك بعضالأمثال، ففيه تنبيه على تعظيم هذه الحال،فنقول:
لو كان المسلمون قد أصيب كلّ منهم بنحوخطر الكفر الّذي كانوا عليه، فمنهم فريققد ألقى في النار و هي توقد عليه، و فريق قدافتضح بالعار و نودي عليه، و فريق فيمطمورة غضب اللّه جلّ جلاله و انتقامه، وفريق في حبس مقت اللّه جلّ جلاله واصطلامه، و فريق قد استحقّ عليه أخذ كلّمافي يديه.
و فريق قد حكمت عليه الذنوب الّتي اشتملتعليه بالتفريق بينه و بين أولاده العزيزينعليه أو أحبّته القريبين لديه، و فريق قدسقم عقله و قد ادنفه جهله، و فريق قد مرضقلبه و أحاط به ذنبه.
و فريق قد ماتت أعضاؤه بإضاعة البضاعةالتي كانت تحصل لها لو أطاعت، و فريق قدصارت أعضاؤه أعداء له بما إضاعته و بماتجنيه من المعاصي بحسب ما استطاعت، و فريققد أظلمت عليه ظلم الجهالة حتّى ما بقييبصر ما بين يديه من الضلالة، و فريق أعمىو لا يدري مقدار عماه، و فريق أخرس و لايدري انه أخرس و قد صار لسانه مقيّدا بسخطمولاه، و فريق أصمّ و هو لا يدري انّه أصمّو هو لا يسمع دعاء من دعاء إلى اللّه جلّجلاله و ناداه.
و البلاد قد أحاط بالعباد و ضعف عن دفعهقوة أهل الاجتهاد، فبعث اللّه جلّ جلالهرسولا إلى هؤلاء الموصوفين بهذه الصفاتليسلمهم من النكبات و الآفات و العاهات وليخلّصهم من اخطارها و يطفي عنهم لهبنارها و يغسل عن وجوههم دنس عارها و يبلغبهم من غايات السعادات، ما كانوا قاصرينعنها و بعيدين منها فيما مضى من الأوقات.
فينبغي ان يكون الاعتراف للمرسل و الرسولصلوات اللّه عليه بقدر هذا الانعام الذيلا يبلغ وصفي إليه و ان يكونوا في هذااليوم مباشرين و شاكرين و ذاكرينلمناقبه‏
و ناشرين و باعثين إلى بين يديه منالهدايا التي كان هو أصلها و فرعها إلى كلّمن وصلت إليه بحسب ما يقدرون عليه.
فقوم يظهرون نبوّته و دولته ممّا يشينهامن المآثم و القبائح، و قوم يعظّمونرسالته بزيادة العمل الصالح، و قومينزّهون سمعه الشريف ان يبلغه عنهم مايبعّده منهم، و قوم يكرمون نظره المقدس انيطّلع على ما يكره صدوره عنهم، و قوميصلّون المندوبات و يهدونها إليه، و قوميبالغون في الصلاة و الثناء عليه.
و قوم يذكرون اللّه جلّ جلاله بما يوقعهمله من الأذكار و يهدونها إلى باب رسولهمصلوات اللّه عليه الساكن بها في دارالقرار، و قوم يتعبّدون بحسب ما يقدرون ويهدون ذلك و يرون انهم مقصّرون.
و يكون هذا اليوم عند الجميع بحسب ماخلّصهم به من كلّ أمر فظيع و بحسب ما اصطنعمعهم من جليل الصّنيع، و يختمونه بالتأسّفعلى فواته و التلهّف، كيف لم يكن مستمرّالهم في سعاداته و طاعاته و يسألون العفو عنالتقصير، و لو عملوا مهما عملوا ما قاموا وما عرفوا مقدار هذا اليوم العظيم الكبير.

عمل الليلة الثامنةو العشرين من رجب‏
وجدناه في مفاوز السلامة و كرامة يومالقيامة، مرويّا عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى في اللّيلة الثامنة والعشرين من رجب اثنتي عشر ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» عشر مرات، و«إِنَّا أَنْزَلْناهُ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله مائة مرة و استغفر اللّه تعالىمائة مرة كتب اللّه سبحانه له ثواب عبادةالملائكة.

عمل الليلة التاسعة و العشرين من رجب‏
وجدناه في تحف الشرف لمن علم و عمل،مرويّاً عن النبي صلّى الله عليه وآله،قال: و من صلّى في اللّيلة التاسعة والعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة، يقرء فيكلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «سَبِّحِاسْمَ» عشر مرات، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عشر مرات، فإذافرغ من صلاته صلّى على النبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم مائة مرة و استغفر اللّهتعالى مائة مرة، كتب اللّه سبحانه له ثوابعبادة الملائكة، و قد تقدم هذا الثواب.

عمل ليلة الثلاثينمن رجب‏
وجدناه في خزائن خلع الأمان و تيجانالرضوان، مرويّاً عن النبي صلّى الله عليهوآله قال: و من صلّى ليلة الثلاثين من رجبعشر ركعات بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، أعطاه اللَّهفي جنة الفردوس سبع مدن و يخرج من قبره ووجهه كالبدر، و يمرّ على الصراط كالبرقالخاطف و ينجو من النار، و الحمد للَّه.

صلاة أواخر شهررجب‏
رويناها عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضواناللّه عليه، و قد تقدم إسنادها فيما أشرناإليه، و هي:
و صلّ في آخر الشهر عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْ ياأَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات، فإذاسلّمت فارفع يديك إلى السماء و قل:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِالطَّاهِرِينَ، وَ لا حَوْلَ وَ لاقُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّالْعَظِيمِ.
ثم امسح بها وجهك و سل حاجتك فإنه يستجابلك دعاؤك و يجعل اللّه بينك و بين جهنمسبعة خنادق، كل خندق كما بين السماء والأرض، و يكتب لك بكلّ ركعة ألف ألف ركعة،و يكتب لك براءة من النار و جواز علىالصراط.
قال سلمان رضي اللّه عنه: فلمّا فرغ النبيصلّى الله عليه وآله من الحديث خرّرتساجداً أبكي شكراً للّه تعالى لما سمعت منهذا الحديث.
و زاد في هذا الحديث مصنف كتاب دستورالمذكرين فقال: و من صام ذلك اليوم- و لميذكر انّ دخول سلمان على النبي عليهالسلام كان آخر يوم من جمادى الآخر، فلذلكو غيره جعلنا ابتداء هذه الصلاة أول يوم منرجب.

يختم به شهر رجب‏
اعلم انّنا كنّا قد ذكرنا في أوّل ليلة منرجب و أوّل يوم منه طرفا من حرمة هذا الشهرو الحمى الّذي جعله اللّه جلّ جلاله، ممّالا يسهل على العارف به الخروج عنه، و أنتان كنت مسلماً تجد فرقاً بين الدخول في حرمالملوك و حماهم لرعاياهم، و بين الخروج عنالحمى و الحرم الذي شرفهم به و حفظهم بسببهو وقاهم.
و قد عرفت ان مذ تخرج عن هذا شهر رجب الذيهو آخر أشهر الحرم و العظيم‏
الشّأن، فتكون قد خرجت من حرم الحمى والأمان، فكن خائفا ان تخرج منه إخراج مناعرض صاحب الحمى عنه أو إخراج المنفيالمطرود أو المهجور المصدود، و اطلب منرحمة مالك الوجود و صاحب الجود ان يجعل لكمن ذخائر مراحمه و مكارمه حمى و حرما تسكنبعد شهر رجب في خفارة معالمه و مواسمه ومراسمه إلى ان تظفر بشهر موصوف بصفاتمثله، فتأوي إلى حمى ظلّه و فضله.
و اجمع ما عملت بلسان الحال و أعرضه على يدمن تكون ضيفه من أهل الإقبال و توجّه إليهباللّه جلّ جلاله العظيم لديه و بكلّ عزيزعليه، ان يتمّ نقصان أعمالك و إمساكك، وتعرضها بيد توسّله و توصّله في دوامإقبالك و إجابة سؤالك.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...