من مبادئ الرسول الأعظم صلى اللَّه عليه و آله و سلم الحثّ على الزواج و دفع الشباب المسلم إلى بناء البنية الإجتماعية المسلمة على مكارم الأخلاق والعفّة والكرامة و تكوين اُسرة صالحة تستطيع أن تكون لبنه أساسية لمجتمع صالح ذوقيم أخلاقية فاضله، لتحمل مسؤولياتها الى الاجيال الصاعدة، كما أمر اللَّه سبحانه و تعالى به في محكم كتابه المجيد:
(و أنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله واللَّه واسع عليم) (النور: 32).
كما وردت احاديث و روايات كثيرة في الحث على الزواج و تكوين الاُسره النظيفه منها:
قال رسولاللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم «من تزوج فقد أحرز نصف
دينه، فليتق اللَّه في النصف الآخر« (1).
و لم يكتف صلى اللَّه عليه و آله و سلم بالحثّ على الزواج نظرياً و إنما عمد إلى تطبيق ذلك عملياً و ببساطه بعيده عن التعقيد والتكليف.
و كانت عليهاالسلام تمتاز من صغر سنّها بالنضج الفكري، والرشد العقلي، و قد وهب اللَّه تعالى لها عقلا كاملا و ذهنا و قادا، و ذكاء حادا و حسنا و جمالا في إشراقة محياها النورانية؛ فما أكثر مواهبها و ما أعظم فضائلها، و هي تكبر يوماً بعد يوم تحت ظلال النبي صلى اللَّه عليه و آله و سلم.
فما أن أدركت عليهاالسلام مدرك النساء حتى خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقه في الإسلام والشرف والمال، و كان كلّما ذكرها رجل من قريش لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم أعرض عنه الرسول صلى اللَّه عليه و آله و سلم بوجهه، حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه انّ رسولاللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم ساخط عليه (2).
و رسولاللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم كان قد حبسها على علي، و يرغب في أن يخطبها منه (3)، لانّه مأمور أن يزوّج النور من النور (4).
_________
(1). وسائل الشيعة ج 14/ أبواب مقدمات النكاح.
(2). كشف الغمة ج 1 ص 353.
(3). كشف الغمه ج 1 ص 354.
(4). دلائل الإمامة ص 19.
زواج الزهراء
- الزيارات: 652