ينبغي الالتفات أولاً ، الى أن سبب كثرة طرق الحديث ورواته عندهم ، أن عمر بن الخطاب ومعاوية دخلا في رواته ، وطبقه معاوية عليه وعلى أهل الشام !
وثانياً ، إلى أن محاولة معاوية استغلال الحديث تضعف صيغه التي رووها وحرفوها ولا تضعف أصله ، الذي رويناه عن أهل البيت عليهم السلام . وهذه المحاولة تشبه محاولة العباسيين تطبيق أحاديث الرايات السود على حركتهم ، ومحاولة تطبيق صفات المهدي عليه السلام على المهدي التيمي والحسني والعباسي والفاطمي المزعومين ، فإن بطلان محاولاتهم لا يؤثر في قيمة أحاديث المهدي عليه السلام .
ولا يمكن الأخذ بتطبيقات معاوية للحديث على أهل الشام ، ولا تطبيق العباسيين له على أهل خراسان ، ولا تطبيق المتوكل له على حزب أهل الحديث الذي أسسه وعرف باسم مجسمة الحنابلة ، ولا على ورثته الحزب الوهابي الذي أسسه محمد بن عبد الوهاب ، أو حركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ، أوحركة مقاومة إسرائيل وجهاد اليهود التي يشترك فيها المسلمون الفلطسينيون وغيرهم.. وسبب ذلك أن الحديث نص على أنهم جماعة من أمة النبي صلى الله عليه وآله على الحق وأنهم سيتواصلون في كل جيل حتى عصر ظهور المهدي ونزول المسيح عليهما السلام ، ونص على أنهم أقلية ، ولهم معارضون ومكذبون وأعداء .
إن الأحاديث المفسرة للحديث النبوي لاتدع مجالاً للشك بأن مقصوده صلى الله عليه وآله الأئمة من عترته وأتباعهم ، الذين سيكون خاتمهم الإمام المهدي عليه السلام ، وقد اتضح ذلك من سرد ما تقدم من أحاديث ، ولبحثه مجال آخر.
من هم الغرباء والطائفة المنصورة ؟
- الزيارات: 753