• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

4- (من وُلْد الحسين) جعلوها (من وُلْد الحسن) !

وقد وثَّقنا في المجلد الثالث من جواهر التاريخ استغلال الأمويين ورواتهم صلح الإمام الحسن عليه السلام لمعاوية، ومحاولتهم أن يصوروه مخالفاً لأبيه وأخيه عليهم السلام وأنه كان معارضاً لحرب الجمل وصفين ، وأنه أوصى الحسين أن لايخرج على بني أمية ! ورووا أحاديث ظاهرها المدح له وغرضها التعريض بأبيه وأخيه عليهم السلام !
ومن أعمالهم هنا أنهم انتقموا من الحسين عليه السلام فصادروا منه أن المهدي عليه السلام من ولده وأعطوه للإمام الحسن عليه السلام ! ولكي يؤكدوا كذبهم رووه عن علي عليه السلام !
قال ابن حماد:1/374، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمى النبي صلى الله عليه وآله الحسن سيداً ، وسيخرج الله من صلبه رجلاً اسمه اسم نبيكم ، يملأ الأرض عدلاً كماً ملئت جوراً). ورواه أبو داود في سننه:4/108، ونصه: (عن أبي إسحاق ، قال: قال علي ونظر إلى ابنه الحسن ، فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وآله وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق . ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلاً). وجامع الأصول:11/49 ومختصر أبي داود:6/162 , وعنهما عقد الدرر/23 ، ومشكاة المصابيح:3/26 وفتن ابن كثير:1/38 ، والحاوي:2/59 ، وعون المعبود:11/381 ، وعقيدة أهل السنة /16.. الخ.
وقد تمسك أتباع الخلافة بهذا(الحديث)وطبَّل به أتباع بني أمية وشتموا به الشيعة! وأغمضوا عيونهم عما يعارضه ، بل عن روايتهم للحديث نفسه بلفظ: (قال علي ونظر الى ابنه الحسين) ، واحتمال التصحيف وارد بين إسم الحسن والحسين عليهما السلام !
قال المناوي في فيض القدير:6/362: (قال السمهودي: ويتحصل مما ثبت في الأخبار عنه أنه من ولد فاطمة ، وفي أبي داود أنه من ولد الحسن ، والسر فيه ترك الحسن الخلافة لله شفقة على الأمة ، فجعل القائم بالخلافة بالحق عند شدة الحاجة وامتلاء الأرض ظلماً من ولده ، وهذه سنة الله في عباده إنه يعطى لمن ترك شيئاً من أجله أفضل مما ترك أو ذريته ، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة ونهى أخاه عنها ، وتذكر ذلك ليلة مقتله فترحم على أخيه ! وما روى من كونه من ولد الحسين فواه جداً ). انتهى.
وقال ابن تيمية في منهاجه:4/95: (فالمهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله اسمه محمد بن عبد الله ، لا محمد بن الحسن ، وقد روى عن علي رضي الله عنه أنه قال هو من ولد الحسن بن علي ، لا من ولد الحسين بن علي). ونحوه:8/258.
وزاد تلميذه ابن قيم في المنار المنيف/151، فقال: ( القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، وأكثر الأحاديث على هذا تدل . وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه . وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها) ! راجع أيضاً فرحتهم بهذا الحديث وتطبيلهم به في: صواعق ابن حجر:2/480 و680، والحاوي:2/85 ، والفتاوى الحديثية/30 ، وعون المعبود:11/256 ، وفائق الزمخشري:1/230، والسيرة الحلبية:1/314 ، وغريب الحديث لابن قتيبة:1/359).
وأفضل ما وجدته في الرد عليهم ما كتبه السيد الميلاني في مجلة تراثنا/عدد43/59 قال: (لايخفى أن هذا الحديث يؤيد النتيجة المتفق عليها بين أهل الإسلام ، وهي كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان هو من ولد فاطمة عليها السلام كما تقدم في أول البحث ، وهو مقيد لما في تلك النتيجة من إطلاق ...وليس فيه اختلاف أو تعارض معها ، بل التعارض الظاهر فيه إنما هو لأحاديث كون المهدي من ولد السبط الشهيد الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ...وأول ما يلحظ عليه:
1- إنه لم يخرجه أحد من المحدثين غير أبي داود ، لا قبله ولا بعده ، وكل من أورده من المتأخرين عن عصر أبي داود فهو نقله عنه .
2 - اختلاف النقل عن أبي داود في هذا الحديث ، فقد قال الجزري الشافعي (ت833 ه‍) في كتابه أسمى المناقب بعد أن ذكر ما يخص كون المهدي من ذرية الإمام الحسن عليه السلام ما هذا نصه: والأصح أنه من ذرية الحسين بن علي لنص أمير المؤمنين علي على ذلك في ما أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو الحسن البخاري ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي ، أنبأنا أبو البدر الكرخي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ، أنبأنا أبو داود الحافظ قال: حدثت عن هارون بن المغيرةقال: حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ،عن أبي إسحاق قال علي ونظر إلى ابنه الحسين....هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه .
3- الحديث منقطع ولاحجة في المنقطع لأن من رواه عن علي عليه السلام هو أبو إسحاق والمراد منه السبيعي ، وهو ممن لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن أمير المؤمنين علي عليه السلام لأنه رأى علياً رؤية كما نص عليه المنذري في شرح حديث أبي داود: وكان عمر السبيعي عند شهادة أمير المؤمنين عليه السلام سنة40 ه‍ سبع سنين ، لأنه ولد كما في قول ابن حجر لسنتين بقيتا من خلافة عثمان).
4- الحديث بالإضافة إلى انقطاعه فقد رواه أبو داود عن مجهول لم يسمه حيث قال كما مر: (حُدِّثت عن هارون) ثم ساق الحديث ، وهذا وحده يكفي لإبطاله ! على أن السيد صدر الدين الصدر قد ناقش هذا الحديث ورده بستة وجوه ، فقال ما نصه: (أقول: بحسب القواعد المقررة في أصول الفقه لا يصح الاستناد إلى رواية أبي داود المذكورة لأمور: الأول: اختلاف النقل عن أبي داود ففي عقد الدرر نقلها عن أبي داود في سننه وفيها: أن علياً نظر إلى ابنه الحسين . الثاني: إن جماعة من الحفاظ نقلوا هذه القصة بعينها وفيها: أن علياً نظر إلى ابنه الحسين ، كالترمذي ، والنسائي ، والبيهقي كما في عقد الدرر . الثالث: احتمال التصحيف فيها فإن لفظ الحسين والحسن في الكتابة وقوع الإشتباه فيه قريب جداً سيما في الخط الكوفي. الرابع: إنها مخالفة لما عليه المشهور من علمائهم كما نص عليه بعضهم . الخامس: إنها معارضة بأخبار كثيرة أصح سنداً وأظهر دلالة . السادس: إن احتمال الوضع وكونها صنيعة الدرهم والدينار قريب جداً ، تقرباً إلى محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية) . انتهى.
وذكر في هامشه مصادر أحاديث أنه من ولد الحسين عليه السلام قال: أنظر: المنار المنيف:148 رقم 329 ، فصل50 عن المعجم الأوسط للطبراني ، عقد الدرر/24 باب 1، عن كتاب الأربعين لأبي نعيم الأصبهاني . ذخائر العقبى:136 ، وقد جعل حديث المهدي من ولد الإمام الحسين عليهما السلام مقيداً لما أطلق قبله ، فرائد السمطين:2/325 رقم 575 باب 61 ، القول المختصر:7/37 باب 1 ، فرائد فوائد الفكر:2 باب 1 ، السيرة الحلبية:1/193 ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي:1/196 ، ينابيع المودة:224 باب 56 و492 ، كشف الغمة: 3/259 ، كشف اليقين:117 ، إثبات الهداة:3/617 رقم 174 باب 32 ، حلية الأبرار:2/701 رقم 54 باب 41 ، غاية المرام:694 رقم 17 باب 141 ، منتخب الأثر/154 رقم40 باب 1 ، وفيه أحاديث كثيرة جداً من طرق أهل السنة تثبت كون الإمام المهدي من ولد الحسين ، وأن أباه هو الحسن العسكري عليهم السلام ). انتهى.
أقول: ويظهر لك شك علمائهم في مقولتهم بأنه من ولد الحسن عليه السلام ، حيث حاولوا الصلح بين النصين فقالوا إنه حسني وأمه حسينية أو بالعكس ! ففي فوائد الفكر/101: (فقال سلمان: من أي ولدك هو؟ قال: من ولد ابني هذا وضرب على الحسين... ولعل الجمع بينهما أن أباه من ذرية أحدهما ، وأمه من ذرية الآخر . فتأمل).
أما مصادرنا ، فهي صريحة متواترة بأن النبي صلى الله عليه وآله نص على أن الأئمة التسعة المعصومين هم من ذرية الحسين لا من ذرية الحسن عليهم السلام .
ففي العياشي:2/291، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله زعم ولد الحسن عليه السلام أن القائم منهم وأنهم أصحاب الأمر ، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك فقال: نحن والله أصحاب الأمر ، وفينا القائم ، ومنا السفاح والمنصور ، وقد قال الله: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً ، نحن أولياء الحسين بن علي عليهما السلام وعلى دينه). وعنه إثبات الهداة:3/552 ، والبحار:8/146.
وفي كمال الدين:2/358 ، عن المفضل بن عمر ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ؟ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه ، وهو أنه قال: أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلا تبت عليَّ ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم . فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله فأتمهن؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماماً ، تسعة من ولد الحسين عليه السلام . قال المفضل فقلت: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ؟ قال: يعني بذلك الإمامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهما السلام وهما جميعاً ولدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وأخوين ، فجعل الله عز وجل النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك؟ وإن الإمامة خلافة الله عز وجل في أرضه وليس لأحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام لأن الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله:لايُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) . ومثله معاني الأخبار/126، والخصال/304 ، ومناقب ابن شهرآشوب:1/283 ، ومجمع البيان:1/200، وإرشاد القلوب/421 ، وتأويل الآيات:1/77 ، وإثبات الهداة:1/645، والبحار:11/177.
ولا ينافي الإختيار الإلهي ما رواه في تفسير العياشي:2/72، عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه ؟ قال: لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم ، يقول الله: وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ، فكان ولده أقرب رحماً إليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالإمامة وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها ، فصارت الإمامة إلى الحسين ، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة). لأنه يدل على أن الله تعالى أجرى اختياره للإمامة على حكمه بأولوية الرحم في الإرث .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page