ضوء الشمعة
ونقل هو أيضاً فقال: والدتي كانت مشغوفة بتلاوة القرآن المجيد، وغالباً ماكانت تقرأ في اليوم والليلة سبعة أجزاء منه، وكانت لا تنام الليل في ليالي شهر رمضان المبارك، بل تقضيها بتلاوة القرآن والدعاء والصلاة.
وفي إحدىٰ الليالي لم يبق في الشمعدان سوىٰ مقدار اصبع من الشمع، وكان يمكننا شراء الشمع من خارج البيت لولا منع التجول الذي كان مفروضاً من قبل الحكومة، حيث كانت تعتقل وتسجن وتغرّم كل من تراه في الأزقة والسوق.
فشرعت والدتي بهذا المقدار من الشمع بتلاوة القرآن المجيد، أقسم بالله أنها رغم استمرارها طوال الليل بقراءة القرآن والدعاء إلا أن الشمع لم ينته، وعندما فرغت من صلاتها وشرعنا بتناول السحور لم ينته أيضاً، إلى أن ارتفع صوت أذان الصبح بدأ ضوء الشمع بالخفتان وانطفأ.
وباختصار فإن شمعة بمقدار إصبع استمر نورها لتسع ساعات ببركة والدتي.