وكتب التاريخ والأدب غنية بالأحداث والأخبار الدالة على أهمية أم البنين، ونحن لو نتصفح هذه الكتب نلمس بين ثناياها المشاعر والعواطف التي يسكبها الشاعر في شعره تجاه هذه السيدة الجليلة، يذيع فضائلها، ويشيد بشجاعة آبائها، ويدافع عن أحسابها وأنسابها وموقفها من أبنائها، حتى ماتت صابرة محتسبة مظلومة.
رعت عرســـهم فــي ذرى (حيدر) زغــــــاباً إلـــــى عـــودهم يــافعينا تــشم بـــــهم نـــــفحات الــــوصي أبيـــــهم وتـــــمتار منـــهم غصونا ومـــن مثـــلها فـــي رحاب الجلال وقد شـــــرفــــت بــــــعلي قـــــرينا مضــــت فـــاطم وهـي كلمى الفؤاد إلــــى الله تحـــــمل بـــــثاً دفـــــينا تخـــــمط مــــن إرثهـــا الأقــربون على حــــــجة لـــــم تثـــــبت يـقينا هـــــبوا لأمــــر قـد صح هلا رعوا ذمـــــام النـــــبوة فـــي الـــوارثينا ويـــــورث مــــوســـــى لهارونـــه فهل شـــــط عــن فاطم المورثونا؟ ومـــــا شــــــرعة الله قـــــد دُوِّلَتْ وما بليــــت ســــــنة الشـــــارعيـنا مضـــــت وجـــــراح عــــلي تنزف دماً راعـــــــفاً واحتـــــمالا ضنـينا ومـــــا كــــان أقـــــرب عهد اللقاء به وذا ديـــــدن الـــــــوامــــقــــينا أهـــــال التــــــراب عــــلى رمسها وقــــد هـــــدّ ثـــهلان مــنه المتونا وبـــــادر يســــــتاف تــــلك الرمال ويــــروي لحـــــباتهم الشـــــجـونا وقـــــد اســــــدل اللـيــــل ظــلماءه وهيـــــجت رؤى غــــضة مـا بلينا أفـــــاطم نـــــامت عـــيـون الأنـــام وأهــــداب زيـــــنب مــا كان كرينا أفيــــــئي عــــلى الحســـنين الرقاد واوبـــــي لمـــــطرحهم ســـاهرينا وضمــــي لصـــــدرك رأســــيــهما فغـــــــبك ليــــــس لهــــم رائـمونا وغبـــــــك ذاو ببــــــستـــــانـــــهم رياحـــــين مـــا كنــــت تستزرعينا وغبــــــك اســـــيان ليـــل الحبــيب إذا مــــــا رعــــى نجــمه الثاكلونا إذا هــــــجر الــــــروض اطــــياره وســــــام عــــقاب المـنون الوكونا فمـــــــن للــــــزغاليل فـي عشهم؟ طــــــويـــــات مــن طاعم محرمينا أفــــــاطم بعــــــــدك أم البــــنــــين ستقـــــبس مـــن جمرة المصطلينا ستــــــحــــمل عــنك حنان الأمومة قلـــــباً رؤومـــــاً وصــــدراً حنونا هـــــي الكـــفء تعقب خير النساء اربت عــــــلى شـــــيم الــــحازمينا سلـــيل الأكـــــارم مـــــن قــــومها وبنـــــت البـــــهاليل إذ يـــــنسبونا ومــــن انجـــــبت لافـتداء الحسين أخاً شـــــــد مــــــنه الحـزام المتينا تـــــكفل مـــــن محـــــمل الظاعنين بــــــبوغاء يـــــعيى بــها الكافلونا حمــــى حــــرم الــــذود فــــي ليلة توارى بحـــــندسها الــمذعـــرونـا تــــــناهى إليـــــه نـــــداء ابـن جو شــــــن ارسع إليـــــنا كثاراً عزينا لقـــــد غــــمزوا منـــه صدر القناة وحاشـــــا لصـــــلب الــقنا ان تلينا ولا كـــــالمبادئ تـــــبلو الـــــرجال فتــــــجلو صـــراحاً وتعرى هجينا ولا كـــأبي الفـــضل يــحمي الذمار إذا نكـــــث العـــهد مــــن نـــاكثينا لــــيس ابــن من فــي فراش النبي بـــــات أبـــــوه يـــصادي المـــنونا ومـــــن ذلك الـعــــيص فــــرع نما ومـــــدّ إلى كـــــربلاء الفـــــنـــونا فيــــــا حــــاملاً رايـــة الخــــالدين ويا حـــــامل الـــــــماء للظـــامئينا يــــا ملــــصقاً بــــالوكاء النــواجذ براً بـــــوعــــــدك مــــن ان يــمينا فـــإن أنــــت أعطيت منــك الشمال فشـــــرخ بعـــــهدك تبـــقي اليمينا ويــــا أم مـــن نصروا في الطفوف حسيــــنا ولم يرتضوا العيش هونا هـــــززت بهــــم راســــيات الجبال بما نلـــــت مـــــن ذكـــرهم ثائرينا
ابناؤك الغر في يوم الطفوف قضوا وضمخوا فـــي ثراها بالدم الزاكي لــــــما اتــــى بشر ينعاهم ويندبهم إليك لم تـــــنفجر بــــالدمع عيـناك وقلت قولــــتك العظمى التي خلدت إلى القيامة باق عــــطرها الـزاكي أفدي بروحــي وأبنائي الحسين إذا عاش الحسين قـــرير العين مولاك
وتحــــــمل الطــــفل على كتــــفيها تـــــستهدي فيــــه خـــبر القادمين ملهـــــوفة مـــــما بـــها مــن أسى تــــرى بــــذاك الجـــمع شيئاً دفين فقـــــال يــــا أم ارجعـــي للـــخـــبا وابكي بــــــنيك قـــــتّلوا أجمـــعين فـــــما انثـــــنت ومــــا بكــت أمّهم وخـــــاب منـــــه ظــــنه بــــاليقين كـــأنها الـــطود ومــا زلــــــزلــــت وحـــق ان تــــجري لهم دمع عين فـــــقال يـــــا أم البــــنـــين اعلمي بأن عبـــــاساً قـــــتيلاً طعــــــيــــن قـــــالت طعـــنت الــــقلب مني فقل النــــــفس والـــــدنيا وكـــل البنين نمـــــضي جمــــــيعاً كلــــنا للفـــنا نكـــون قــــرباناً فــــــدى للحسـين
تـــــنوح عليهم بــــــوادي البـــقيع فيـــــذري الطـــــريد لهــــا الادمعا ولــــم تـــــسل مـــن فـــقدت واحداً فـــــما حــــــال من فـــــقدت اربعا * * * في رحاب أم البنين
بنــــت حــــزام وزوج حـــــيــــدرة محــــــروسة بــــــالمهيمن الصـمد لـــــم أنــــــسَ أم البــــنـين حاسرة أمـــست بـــــلا نــــاصر ولا عـضد أذكــــى لظــــى قــــلبها البكاء وكم أدمت حشــــــاها نــــــوائب النـــكد فهي بيـــــوم الطــــفوف ما شهدت شبــــــل عــــــلي مــــوزع الجـسد كـــأن أولادهـــــــا الـــــذيــن هووا مـــــــطــــالــــع مـــــن أهــــلة بدد صـــــاب الأسـى جرعت فما وهنت وقــــــلبـــــها لا يـــــزال فـــي كمد تكــــــابد الفــــــادحات صـــــامــدة وبــــــات منـــــها الفــــؤاد في جلد لأهـــــل بــــيت الــرسول مــخلصة وغيــــــر آل الــــــرسول لـــم تجد ولاؤهــــا المـــــحض فــي مودتهم يـــــحكــــيه كــــل الورى بمـحتشد بـــــالدمع تـــطفي الجوى لمحنتهم أعـــــظم بـــــها مـــن قـرينة الأسد أم (أبـــــي الفـــضل) خيــــر معتمد وأم (عـــــثمان) بــــــيضة الــــبلد ثــــــالثهم (جعـــــفر) الأبـــي ومن مــــا لان فــــــي شــــدة ولـــم يحد وأُم (عــــــبد الله) الـــذي اجـتمعت فيه خـــــصال تهـــــدي إلى الرشد هـــــفا فـــؤادي فـــي حبـــها شغفاً فهي مـــــلاذي مــن جور مضطهد مـــــا أنـــــت إلا طــود الفخار سما ويا صــــــباحاً يــــرف فــي خلدي مـــــا أنـــــت إلا زلال ذي ظـــــمــأ وأنـــــت بـــــرء لـــــلأعين الـرمد يـا شمس افقت تجلى الخطوب بها شـــــــعت ســــــناً مــن غلائل جدد قـــــد حـــســــنت ســـيرة ومكرمة والفضل بــــــها كالروح في الجسد أبــواب جـــــود لـــها مفــــتــــــحة فرع أصـــــول الأحســـاب والصيد مــــــا بــــــرحت عــــزنا وسؤددنا تــــــاج فـــــخار مـــن سالف الأمد |
قصيدة و شاعر
- الزيارات: 7350