ما هي ليلة القدر؟
ولكن ترى ما هي ليلة القدر؟
نحن نعلم أنّ هذه الليلة مرتبطة بنـزول القرآن الكريم، ولأنّنا نؤمن بالقرآن، ونعرف أنّه ميلاد حضارتنا وأمّتنا وشخصيّتنا، وأنّه منقذنا وقوام حياتنا وسلوكنا وبصائرنا في هذه الحياة، فإنّ من الواجب أن نخصّص ليالٍ في العام نحتفل فيها بذكرى نـزول القرآن الكريم.
ولأنّ الدين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى وبعث به محمداً صلى الله عليه وآله لم يكن دين أشخاص ولا مادّيات، بل كان دين قيم وأخلاق، فإنه أولى لليلة القدر أهمّية تفوق أهمية سائر المناسبات الإسلامية الأخرى كيوم الجمعة، والعيدين الشريفين..
ومن جهة ثانية؛ لأن ليلة القدر هي عيد القرآن، وعيد القيـم والمقدّسات.. والإسلام هو دين المعنويات والروحيات، دين يربطنا بالسماء، وإذا ما ربطنا بالأرض فانّه يربطنا بحيث لا نخلد إليها، ولا نتعلّق بها. فهو يعلّمنا أن نقول: "اللهم ارزقني التجافي عن دار الغرور".([70]) فيجب أن تكون هناك مسافة بيننا وبين الأرض والتراب، وبالتالي بيننا وبين كلّ ما يبعدنا عن الإسلام وقيمه. ولذلك يقول القرآن الكريم عن ليلة القدر: «إِنَّآ انزَلْنَاهُ» ولأنّا أنزلنا القرآن الكريم في هذه الليلة، فلذلك أصبحت هذه الليلة ليلة شريفة هي خير من ألف شهر؛ وبعبارة أخرى خير من ثمانين سنة بما فيها من مناسبات دينية عظيمة.
____________________________________
([70]) بحار الأنوار، ج95، ص63.