• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كراماته وفضائله

كراماته وفضائله

1- في القرآن الكريم

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): نزل القرآن أرباعاً: فربع فينا، وربع في عدونا، وربع سير وأمثال، وربع فرائض وأحكام، ولنا كرائم القرآن[1]  وسلمان رضوان الله عليه لما كان منهم صلوات الله عليهم، فخليق أن ينزل فيه آي من القرآن الكريم تخلده على مر الدهور والأعوام.

نذكر بعض ذلك:

1ـ قال ناس من الصحابة: نزل قوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا..)[2] في سلمان[3].

2ـ قال قتادة في قوله تعالى: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)[4] قال: منهم سلمان، وعبد الله بن سلام[5].

3ـ (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[6] فهذه نزلت في سلمان الفارسي فكان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على النبي (صلّى الله عليه وآله) وسلمان عنده، فتأذى عيينة بريح كساء سلمان وقد كان عرق فيه، وكان يوم شديد الحر، فعرق في الكساء، فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت، فأنزل الله (وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري[7].

4ـ قال أنس في قوله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً)[8] هم قوم يفرّون إلى الله فيعطون ويحبون ويكرمون ويشفعون، منهم سلمان الفارسي[9].

5ـ عن أبي هريرة: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تلا هذه الآية: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[10] قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من فارس[11].


 

وسام الشرف

قال عمر بن عبد العزيز وقد قام من عنده علي بن الحسين (عليه السلام): من أشرف الناس؟ فقالوا: أنتم، فقال: كلا، فإن أشرف الناس هذا القائم من عندي آنفاً، من أحبّ الناس أن يكونوا منه، ولم يحب أن يكون من أحد[12].

فشرف محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين لا يدانيه شرف، وفضلهم لا يوازيه فضل، وسؤددهم لا يشابه سؤدد.

وهذا الشرف الباذخ، والفضل العظيم، شمل سلمان الفارسي رضوان الله عليه، فكل من ترجم له ذكر الحديث النبوي الشريف (سلمان منا أهل البيت)[13].

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):

لعـــــمرك مــــا الإنـــــــسان إلا بــدينه          فلا تـــــترك التقـــوى اتكالاً على النسب

لقد رفــــــع الإســـــــلام سلمان فارس          وقد هجّن الشرك الشريف أبا لهب[14]

ويقول الشيخ محيي الدين بن العربي: ولما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عبداً محضاً، قد طهره الله وأهل بيته تطهيراً، وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم، فإن الرجس هو القذر عند العرب، هكذا حكى الفراء، قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[15] فلا يضاف إليهم إلا مطهّر، ولابد فإن المضاف إليهم هو الذي يشبههم فما يضيفون لأنفسهم إلا من له حكم الطهارة والتقديس، فهذه شهادة من النبي (صلّى الله عليه وآله) لسلمان الفارسي بالطهارة، والحفظ الإلهي، والعصمة، حيث قال فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سلمان منا أهل البيت، وشهد الله لهم بالتطهير، وذهاب الرجس عنهم، وإذا كان لا ينضاف إليهم إلا مطهر مقدس، وحصلت له العناية الإلهية بمجرد الإضافة، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم، فهم المطهرون، بل هم عين الطهارة[16].

2- في الحديث الشريف

كان الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) يكرّم أصحابه، ويشيد بمواقفهم الكريمة، ويثمّن جهود المخلصين منهم، وهو الذي شكر لنسيبة بنت كعب الأنصارية رضوان الله عليها موقفها المشرّف يوم أحد، وقتالها المشركين، فقال: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً[17].

فلا غرو منه صلوات الله عليه إطراء سلمان رضوان الله عليه، وذكر فضائله ومناقبه تثميناً لإيمانه، ودعوة للآخرين في اللحوق به.

نذكر بعض هذه الأحاديث:

1ـ روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من وجوه أنه قال: لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان[18].

2ـ عن النبي (صلّى الله عليه وآله): أمرني ربي بحبّ أربعة، وأخبرني أنه سبحانه يحبهم: علي وأبو ذر والمقداد وسلمان، رضي الله عنهم[19].

3ـ إن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال، في نفر، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟‍ وأتى النبي (صلّى الله عليه وآله) فأخبره، فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضب ربك جلّ وعلا. فأتاهم أبو بكر فقال: يا أخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك[20].

4ـ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سلمان يبعث أمة لقد أشبع من العلم[21].

5ـ وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): السبّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة[22].

6ـ وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سلمان سابق فارس[23].

7ـ وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: علي وعمّار وسلمان[24].

3- في حديث أهل البيت

سئل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن سلمان، قال:

(امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً لا ينزف!)[25].

عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (ضاقت الأرض بسبعة، بهم ترزقون، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، منهم: سلمان الفارسي والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة. وكان علي (عليه السلام) يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة (عليها السلام)).

أخرج الشيخ الطوسي في أماليه، عن منصور بن بزرج، قال:

قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ما أكثر ما أسمع منك ـ سيدي ـ ذكر سلمان الفارسي؟

قال (عليه السلام): لا تقل سلمان الفارسي، ولكن قل سلمان المحمدي، أتدري ما أكثر ذكري له؟ قلت: لا.

قال: لثلاث خصال: إيثاره هوى أمير المؤمنين (عليه السلام) على نفسه، والثانية: حبه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة: حبه للعلم والعلماء.

وأخرج الكشي عن محمد بن حكيم، قال:

ذكر عند أبي جعفر (عليه السلام) سلمان المحمدي، فقال: إن سلمان منا أهل البيت، إنه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتاباً دقيقاً حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة الخردل، فضاق عليكم ذلك، وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم[26].

وبسنده عن الحسين بن صهيب عن أبي جعفر، قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر (عليه السلام):

لا تقولوا سلمان الفارسي، ولكن قولوا: سلمان المحمدي، ذاك رجل منا أهل البيت[27].

الصدوق، بسنده عن ابن نباتة قال:

سألت أمير المؤمنين (عليه السلام) عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه وقلت: ما تقول فيه

فقال: ما أقول في رجل خلق من طينتنا، وروحه مقرونة بروحنا، خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها وعلانيتها. ولقد حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسلمان بين يديه. فدخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه. فغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى در العرق بين عينيه واحمرتا عيناه ثم قال: يا أعرابي. أتنحي رجلاً يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الأرض! يا أعرابي، أتنحي رجلاً ما حضرني جبرئيل إلا أمرني عن ربي عزّ وجلّ أن أقرئه السلام! يا أعرابي، إن سلمان مني، من جفاه فقد جفاني ومن آذاه فقد آذاني، ومن باعده فقد باعدني، ومن قربه فقد قربني، يا أعرابي لا تغلطن في سلمان، فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا[28] ، والأنساب وفصل الخطاب.

قال: فقال الأعرابي: يا رسول الله، ما ظننت أن يبلغ من فضل سلمان ما ذكرت، أليس كان مجوسياً ثم أسلم؟

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) يا أعرابي أخاطبك عن ربي، وتقاولني؟! إن سلمان ما كان مجوسياً، ولكنه كان مظهراً للشرك، مبطناً للإيمان.

يا أعرابي، أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً). أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين، ولا تجحد فتكون من المعذبين، وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين[29].

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ينابيع المودة، ص126.

[2] سورة البقرة، الآية 62.

[3] تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص304.

[4] سورة الرعد، الآية 43.

[5] تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص204.

[6] سورة الكهف، الآية 28.

[7] تفسير القمي، ج2، ص34.

[8] سورة مريم، الآية 85.

[9] تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص204.

[10] سورة محمد، الآية 38.

[11] تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص203.

[12] أعيان الشيعة، ج1، ص631، ط2.

[13] السيرة النبوية لابن هشام، ج2، ص224.

[14] تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج1، ص205.

[15] سورة الأحزاب، الآية 33.

[16] الفتوحات المكية، ج1، ص196.

[17] شرح نهج البلاغة، ج14، ص266.

[18] الاستيعاب، ج2، ص59.

[19] الاستيعاب، ج2، ص59.

[20] الاستيعاب، ج2، ص60.

[21] أنساب الأشراف، ج1، ص488.

[22] صفة الصفوة، ج1، ص534.

[23] الطبقات الكبرى، ج7، ص318.

[24] المستدرك على الصحيحين، ج3، ص137.

[25] الأعلام للزركلي، م3، ص169.

[26] الدرجات الرفيعة، ص209-210.

[27] البحار، ج22، ص349.

[28] علم المنايا والبلايا: ربما يقصد به اطلاعه على ما يجري على بعض الناس. ومنه إخبار علي (عليه السلام) لميثم التمار بأنه سيقتل ويصلب وإخباره لرشيد الهجري كذلك، وأمثال هذا ممّا هو معروف مشهور.

[29] البحار، ج22، ص347.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

telegram ersali arinsta ar

١ ذي الحجة

تبليغ سورة براءة «التوبة»

المزید...

٥ ذي الحجة

1) غزوة سويق. 2) شهادة الامام الجواد(ع).

المزید...

٦ ذي الحجة

1) زواج علي و فاطمة (عليهما السلام). 2) هلاك المنصور الدوانيقي

المزید...

٧ ذي الحجة

1) شهادت الامام الباقر(ع). 2) الامام الكاظم(ع)‌في سجن البصرة.

المزید...

٨ ذي الحجة

1) خروج الحسين(ع) من مكّة إلى العراق. 2) خروج مسلم بن عقيل نحو العراق. ...

المزید...

٩ ذي الحجة

1) يوم عرفة. 2) في مقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة. 3) سدّ الابواب. ...

المزید...

١٠ ذي الحجة

1) عيد الاضحى المبارك. 2) استشهاد عبدالله المحض بن الحسن المثنى مع ثلّة من أبناء الحسن المجتبى. ...

المزید...

١١ ذي الحجة

افشاء سرّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل عائشة وحفصة

المزید...

١٣ ذي الحجة

1) معجزة انشقاق القمر. 2) بيعة العقبة الثانية.

المزید...

١٤ ذي الحجة

في اليوم (14) من ذي الحجّة وقعت « قصة فدك » فدك بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) ...

المزید...

١٥ ذي الحجة

ولادة الامام عليّ بن محمد الهادي

المزید...

١٨ ذي الحجة

1) غدير خم. 2) يوم الدار وقتل عثمان. 3) بيعة المسلمين للامام على(عليه السلام). ...

المزید...

٢٠ ذي الحجة

قتال ابراهيم بن مالك الاشتر وعبيد الله بن زياد

المزید...

٢٢ ذي الحجة

شهادة الصحابي الجليل لأميرالمؤمنين ميثم التمّار

المزید...

٢٤ ذي الحجة

1ـ مباهلة نصارى نجران. 2ـ تصدّق أميرالمؤمنين(عليه السلام) بخاتمه وهو في الصلاة. 3ـ موت الواثق بالله العباسي....

المزید...

٢٥ ذي الحجة

1ـ نزول سورة (هل أتى) ـ‌ (الانسان) ـ (الدهر) بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) 2ـ بيعة اميرال...

المزید...

٢٦ ذي الحجة

مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب

المزید...

٢٧ ذي الحجة

1) مقتل مروان الحمار وانقراض الحكم الاموي. 2) وفاة السيد الجليل عليّ بن جعفر(عليهما السلام). ...

المزید...

٢٨ ذي الحجة

واقعة الحرَّة  

المزید...
012345678910111213141516171819
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page