١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.
٢ـ غزوة أو معركة اُحد.
٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطّلب.
٤ـ وفاة شاه عبد العظيم الحسني(عليه السلام).
1) الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع:
وقع هذا الصدام في (15) شوّال في السنة الثانيةمن الهجرة.
لم تتوقف مساعي اليهود التحريضية ونشر الأباطيل والدعايات الكاذبةوالتشهير بالمسلمين ناقضين بذلك عهد الموادعة والتعايش السلمي وأراد نبي الرحمة(ص) أن يخلص وإياهم إلى الاستقرار فخرج رسول الله(ص) إلى يهود بني قينقاع يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن وينذرهم من مغبّة سياساتهم وتصرّفاتهم اللامحمودة فقال لهم بعد أن جمعهم في سوقهم: «يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، واسلموا فإنكم قد عرفتم أني رسول الله تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم».
ولم يزدهم ذلك إلا علوّا واستكباراً فقالوا: يا محمد لا يغرّنك مَن لقيت، انّك قهرت اقواماً أغماراً وإنّا والله اصحاب الحرب ولئن قاتلتنا لتعلمنّ انّك لم تقاتل مثلنا .
وتجلّت خسّة اليهود حين أساؤوا إلى امرأة من المسلمين ونالوا من كرامتها وانتهى الأمر إلى قتل يهودي ومسلم فعندها سار النبي(ص) بالمسلمين فحاصر يهود بني قينقاع في دورهم خمسة عشر يوماً متتابعة لا يخرج منهم أحد ولا يدخل عليهم أحد، فلم يبق لهم إلا الاستسلام والنزول على حكم النبي(ص) بجلائهم عن المدينة تاركين عدّتهم وأدواتهم، فخلت المدينة من أهم عناصر الشر وساد الهدوء السياسي فيها إذ تضاءل تواجد ودور غير المسلمين في المدينة، بعد أن لمسواقوة المسلمين وتطوّر التنظيم الإداري وازدياد قوّة القيادة والدولة الإسلامية التي كانت تعمل وفق مخطط حكيم.
2) غزوة أو معركة اُحد:
حصلت هذه المعركة في (15) شوّال السنة الثالثة للهجرة.
بعد أن لحقت الهزيمة بكفار قريش في معركة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة قام رؤوس الكفى باعداد ما يمكنهم من رد اعتبارهم و بذلك جهزوا جيشاً و خرجوا من مكة باتجاء المدينة وربطوا في موقع اُحد.
اصطف المشركون للقتال الذي سرعان ما نشب ولم يمض زمن طويل حتى ولّت قوى الشرك الأدبار، وكادت نساؤهم أن تقع بأيدي المسلمين سبايا، وبدا انتصار المسلمين واضحاً في ساحة المعركة حتى وسوس الشيطان في نفوس بعض الرماة الذين وضعهم رسول الله(ص) فوق الجبل وأمرهم بعدم ترك مكانهم مهما كانت نتيجة المعركة حتّى يتلقّوا أمراً جديداً منه فَعَصَوْا أمر رسول الله(ص) وتركوا مواقعهم سعياً وراء الغنائم فكرّت قوى الشرك ثانية بقيادة خالد بن الوليد من موقع الثغرة التي نهى رسول الله(ص) عن تركها.
واستشهد حمزة بن عبد المطلب عمّ النبي(ص) وتعرض رسول الله(ص) للإصابة فكسرت رباعيته السفلى وشقت شفته وسال الدم على وجهه فجعل يمسحه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله وقاتل(ص) حتى صارت قوسه شظايا. وطعن اُبي بن خلف حين هجم عليه يريد قتله(ص) ومات اُبي على أثرها واستبسل علي ابن أبي طالب بصورة لا نظير لها وهو يفرق كل من يتقدم نحو رسول الله ويهده بسيفه فنزل جبرئيل على رسول الله(ص) فقال: «يا رسول الله هذا المواساة، فقال(ص): «إنه مني وأنا منه». فقال جبرئيل: وأنا منكما، فسمعوا صوتاً يقول: «لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتي إلا علي» .
ورجع المشركون إلى مكة وقام النبي(ص) والمسلمون بدفن الشهداء فهالهم المنظر الفظيع الذي تركته قريش فقد مثّلت بجثث الشهداء. ولما أبصر النبي(ص) حمزة بن عبدالمطلب ببطن الوادي وقد اُخرج كبده ومُثّل به بوحشية وحقد؛ حزن حزناً شديداً وقال: ما وقفت موقفاً قط أغيظ إليّ من هذا.
ولم تكن التضحيات الجسام والخسارة الكبيرة في ساحة المعركة لتثني أهل العقيدة والرسول القائد(ص) عن الاستمرار في الدفاع عن حياض الإسلام وكيان الدولة الفتية، ففي اليوم التالي من رجوعهم إلى المدينة أمر النبي(ص) باستنفار المسلمين لطلب العدو ومطاردته على أن لا يخرج إلا من حضر الغزوة فخرج المسلمون على ما بهم من جُراح إلى منطقة (حمراء الأسد) وبهذا اتّبع الرسول القائد(ص) اسلوباً جديداً لإرعاب العدو، ممّا جعل الخوف يسيطر عليهم فأسرعوا في مسيرهم نحو مكّة ورجع النبي(ص) والمسلمون إلى المدينة وقد استردوا كثيراً من معنوياتهم.
3) شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطّلب:
في (15) شوّال سنة (3 هجرية) استشهد حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم، عمّ النبي(ص) واخوه في الرضاعة وكانت ولادته (54 هـ . ق). كان حمزة أحد صناديد قريش وسادتهم في الجاهلية والإسلام. ولد ونشأ بمكة. وكان أعز قريش وأشدها شكيمة. ولما ظهر الإسلام تردد في اعتناقه، ثم علم أن أبا جهل تعرَّض للنبي(ص) ونال منه، فقصده حمزة وضربه وأظهر إسلامه، فقالت العرب: اليوم عزَّ محمد وإن حمزة سيمنعه. كفوا عن بعض ما كانوا يسيئون به إلى المسلمين. وهاجر حمزة مع النبي(ص) إلى المدينة، وحضر وقعة بدر وغيرها. قال المدائني: أوّل لواء عقده رسول الله(ص) كان لحمزة. وكان شعار حمزة في الحرب ريشة نعامة يضعها على صدره. ولما كان يوم بدر قاتل بسيفين، وفعل الأفاعيل.
كان حمزة بن عبدالمطّلب يحمل على القوم، فإذا رأوه انهزموا ولم يثبت له أحد، وكانت هند بنت عتبة عليها اللعنة قد أعطت وحشيّا عهداً:لئن قتلت محمّداً أو عليّاً أو حمزةً لأعطيتك رضاك، وكان وحشي عبداً لجبير بن مطعم حبشيا ً، فقال وحشي : أما محمد فلا أقدر عليه ، وأما علي فرأيته رجلاً حذراً كثير الالتفات فلم أطمع فيه ، فكمنت لحمزة فرأيته يهد الناس هدّاً ، فمر بي فوطئ على جرف نهر فسقط فأخذت حربتي فهززتها ورميته فوقعت في خاصرته وخرجت من مثانته فسقط ، فأتيته فشققت بطنه فأخذت كبده وجئت بها إلى هند فقلت لها : هذه كبد حمزة ، فأخذتها في فمها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الداغصة فلفظتها ورمت بها فبعث الله ملكا فحمله ورده إلى موضعه . فقال أبو عبد الله عليه السلام : أبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار . فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره ، وقطعت اُذنيه، وجعلتهما خرصين ، وشدّتهما في عنقها، وقطعت يديه ورجليه.
4) وفاة شاه عبد العظيم الحسني(ع):
مرّت ولادته(4) شهر ربيع الثاني سنة (172 هـ ) اما وفاته ففي (15) شوّال سنة (255هـ )وقبره بالري مشهوراً يزار هو عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) العالم الربّاني السيد أبو القاسم العلوي الحسني.
اختصَّ بالامام أبي جعفر الجواد (ع) واخذ عنه الفقه والحديث، كما صحب الامام أبا الحسن الهادي(ع) وروى عنه يسيراً.
وكان محدثاً، فقيهاً، صوّاماً قوّاماً، زاهداً، جليل القدر، ذا منزلة رفيعة عند الإمامين(ع).
روى له الكليني في «الكافي» والصدوق في «من لا يحضره الفقيه» والطوسي في «تهذيب الأحكام» جملة من الروايات بلغت خمسة وثلاثين مورداً .وقد عرض عبدالعظيم الحسني اُصول عقيدته وما يدين به على الإمام الهادي(ع)، فبارك له الإمام(ع) عقيدته، قائلاً:
«يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».
ولمّا جهدت الحكومة العباسية في ظلم العلويين ومطاردتهم، هرب عبد العظيم إلى الري، وسكن في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي، منصرفاً إلى العبادة والتهجد.
وكان يخرج مستتراً فيزور قبراً كان قريباً منه، ويقول: هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر(ع)، فلما توفّي المترجَم دُفن في موضع مقابل لذلك القبر.
رُوي أنّ أبا حماد الرازي قصد الإمام الهادي(ع) إلي سامراء مستفتياً، فلما أجابه(ع)، أشار عليه بالرجوع إلي عبدالعظيم الحسني إن أشكل عليه شيء وهوبالري.
صنّف المترجم كتاب خطب أميرالمؤمنين(ع).
وله عدّة روايات في «أمالي» الصدوق، و«عيون أخبار الرضا» و«أمالي» الطوسي.
روى عبدالعظيم الحسني عن أبي جعفر الجواد عن أبيه عن الرضا عن أبيه موسى الكاظم(ع) أنّه دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبدالله(ع)، فسأله أن يعرفه بالكبائر من كتاب الله عزّ وجلّ، فقال(ع): «نعم يا عمرو، أكبر الكبائر الشرك بالله، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} وبعده اليأس من روْح الله لأنّ الله عزّ وجلّ يقول: {اِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} ، ثم الأمن من مكر الله... » الحديث .
قال: فخرج عمرو بن عبيد، وله صراخ من بكائه، وهو يقول: هلك من قال برأيه، ونازعكم في الفضل والعلم.
ومِنْ حِكَم أميرالمؤمنين(ع) التي رواها المترجَم عن الجواد(ع):
بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
قيمة كلِّ امريءِ ما يحسنه.
مَن أيقن بالخَلف جاد بالعطية.
مَن دخله العُجبُ هلك.