وفي قصة كربلاء وقضية عاشوراء التاريخية قدمت أم البنين (عليها السلام) إلى الله عزَّ وجل أولادها الأربع، حيث استشهدوا بين يدي أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
أما هي بنفسها (سلام الله عليها) فلماذا لم تأت إلى كربلاء؟
لم يذكر التاريخ السبب في ذلك - حسب التتبع الناقص -، فلعلها كانت مريضة - كما حكي عن فاطمة الصغرى(1) - أو مشتغلة برعاية أولاد بنيها، أو غير ذلك مما علمه عند الله سبحانه.
رزقت أم البنين من الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أربعة أولاد كلهم قتلوا في معركة الطف الخالدة بكربلاء، وقد أظهرت هذه المعركة بشكل واضح جلي إخلاص آل البيت الكريم وتضحيتهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام والحق، وتمسكهم في الدفاع عن المثل العليا والكرامة ضد الجبروت والطغيان. فضربوا بذلك مثلاً يقتدى به في التضحية ونكران الذات، وكان أبرز شجعان هذه المعركة أولادها الأربعة وهم: العباس وعبد الله وجعفر وعثمان، وأمهم أم البنين فاطمة بنت حزام، ومحمد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبد الله الشهيدان مع أخيهما الحسين (عليه السلام).
لقد كان هؤلاء الأبطال المثل الأعلى للناس آنذاك في النهوض والاستبسال والتحرر من ذل الخنوع والكسل والجهل. فمن يتبصر في سيرهم يقف إجلالاً لهم وإعظاماً لمقامهم الشامخ، ويصح فيهم قول الشاعر:
مــــن تــــلقَ فـــيهم تقل لاقيت سيدهم مثل النــــجوم التي يسري بها الساري
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 - هي بنت الإمام الحسين (ع) وكانت مريضة عند خروجه من المدينة المنورة فبقيت هناك.
دورها وأولادها في كربلاء
- الزيارات: 4139