دنت ساعة الرحيل، ودقت أجراس الخوف، وتسارعت نبضات القلوب، وهاجت المشاعر، فكان الذهول والوجل سمة من سمات الأحبّة، هل يبقى للعليلة النحيلة نفس بعد كلّ هذا؟! وهل سيستمر ذلك القلب الكبير في نبضات حياة الدنيا؟! وهل ستعاود اليد المرتعشة حنانها على فلذات كبدها؟! وهل ستعود في يوم ما إبتسامة البيت النبوي، وتدبّ فيه الحياة من جديد؟! وهل يمكن أن ينسى شيء من الفجائع الّتي جرت، والأهوال الّتي حدثت، والآلآم الّتي هدّت؟! هل ينسى فقد الأب النبي العظيم(صلى اللّه عليه وآله وسلم)؟! أم ينسى غصب الخلافة من البعل(عليه السلام)، وجرّه بحبائل سيفه حتّى كادوا يقتلونه؟! أم ينسى السقط القتيل المخضّب بالدماء المطبق تحت الثرى؟! أم ينسى فزع أفلاذ الأكباد وقد رُعّبوا بالهجوم على الدار؟!
يوم الرحيل
- الزيارات: 3020