• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تأمّلات في حديث الإمام الصادق (ع) لعنوان البصري(العلم والمعرفة)

المقصود بـ (العلم) في هذا الحديث (المعرفة) والعلم غير المعرفة.
العلم: طائفة من المعلومات تشغل الذاكرة، وليس لها علاقة بالسلوك .
أما المعرفة: فلها علاقة مباشرة بسلوك الانسان وأخلاقه.
وإذا أردنا أن نترجم المعرفة الى مفرداتنا اللغوية الحديثة يمكننا أن نترجم هذه الكلمة بـ (الثقافة)، وبين (العلم) و(الثقافة) اليوم مثل ما بين (العلم) و (المعرفة) في تاريخنا الفكري.
وفي الآية الكريمة التالية نجد العلاقة بين المعرفة والسلوك والأخلاق بشكل واضح يقول تعالى: (إنّما يخشى الله من عباده العلماء)(1)، والمقصود بالعلماء في هذه الآية أصحاب المعرفة والآية الكريمة تشير الى العلاقة الطردية بين المعرفة وخشية الله تعالى.. وأن حظّ الإنسان من خشية الله تعالى هو حظّه من المعرفة، وكلما كان حظّه من المعرفة أكثر كان حظّه من خشية الله تعالى أعظم.
العلاقة بين المعرفة والخشية
في كتاب الله نلتقي حصرين في العلاقة بين (المعرفة) و (الخشية):
تحصر الاُولى خشية الله تعالى في أصحاب المعرفة وتحصر الثانية خشية أصحاب المعرفة في الله تعالى والحصر الثاني غير الحصر الأول.
أما الاُولى فهي قوله تعالى: (إنّما يخشى الله من عباده العلماء)(2)وهي تحصر الخشية في عباد الله العارفين، وليس يخشى الله إلاّ العارفون بالله، ولا يخشى الله من لا معرفة له، وكل انسان يخشى الله بقدر معرفته وهذا هو الحصر الأول.
والآية الثانية هي قوله تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)(3) وهي تحصر خشية العارفين في الله تعالى: والذين يبلغون رسالات الله هم أصحاب المعرفة، وهؤلاء يخشون الله، ولا يخشون أحداً إلاّ الله، والسلب والايجاب من أدوات الحصر، اثبات الخشية من الله، ونفي الخشية عند غير الله.
وقد يتحول العلم الى معرفة في الأوعية الواعية فالنجوم علم والنبات علم والحيوان علم والطب علم، إلاّ أن هذه العلوم قد تتحول في النفوس الواعية الى معرفة بالله تعالى وإيمان ويقين وخشية وخشوع وطاعة.
ولسنا نريد أن ننتقص من قيمة العلم، وإنّما نريد أن نفرّق بين العلم والمعرفة، فانّ الرياضيات والهندسة والصيدلة علوم
نافعة ومفيدة، يجب أن نقتنيها ولكنها ليست بمعارف، أما الأخلاق والعقائد والعرفان فهي من المعارف.
والقرآن بصائر ومعارف وفقه، جاء اعرابي الى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فأمر رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بعض أصحابه أن يعلّمه القرآن. فأقرأه الصحابي سورة الزلزال حتى إذا بلغ قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)(4) قال الاعرابي: يكفيني ما قرأت، وذهب لشأنه، فأخبر الصحابي رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بما حدث فقال له رسول الله(صلّى الله عليه وآله):  كما في الرواية ـ جاء اعرابياً ورجع فقيهاً.
وشتان بين من رجع فقيهاً بآية من القرآن تلقاها و وعاها وبين اولئك الذين يحملون علماً جماً من اسفار الأنبياء السابقين، ثم لا يهتدون الى الحق ويصدون عن سبيل الله، ويصفهم القرآن بهذا الوصف الغريب:
(كمثل الحمار يحمل أسفاراً)(5).
----------------------------------------------------------------
1-  فاطر: 28 .
2-  فاطر: 28.
3-  الاحزاب: 39.
4-  الزلزلة: 7 ـ 8 .
5-  الجمعة: 5 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page