لقد تعرّفنا على مجموعة من النصوص المنثورة والمنظومة التي اُثرت عن الإمام (عليه السلام) في نهج البلاغة أو غيره من الكتب التي اهتمّت بتراث الإمام (عليه السلام) ولاحظنا القمّة الشاهقة التألّق التي بلغها الإمام سواء في ميدان الخطابة أو الكتب والرسائل أو الكلمات الحكمية والمواعظ أو ميدان الشعر ولا نبالغ إذا قلنا كما قال متخصّصو الأدب إنّ أجود نتاج أدبي عرفه التأريخ فنّاً وعمقاً وفكراً هو نتاج الإمام عليّ (عليه السلام)[10].
ونختار نماذج منظومة من أدبه (عليه السلام) في مختلف المجالات علماً بأنّ هناك ديوان شعر منسوباً إليه وقد اعتمده بعض المؤرّخين واستشهدوا بنماذج أدبيّة من نصوصه[11]
قال (عليه السلام) في رثاء أبيه أبي طالب رضوان الله تعالى عليه :
لقد هدّ فقدُكَ أهل الحفاظ فصلّى عليك وليّ النِعَم[12]
وجاء عن الجاحظ والبلاذري : أن عليّاً أشعر الصحابة وأفصحهم وأخطبهم وأكتبهم، وممّا قاله يوم بدر:
ضربنا غواة الناس عنه تكرّما ولمّا يروا قصد السبيل ولا الهدى
للناس حرص على الدنيا بتدبير وصفوها لك ممزوج بتكدير
لو كان عن قوّة أو عن مغالبة طار البزاة بأرزاق العصافير
وعنه (عليه السلام) :
وتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
فسلام عليك يا أبا الحسن والحسين يا سيّد البلغاء والشعراء يوم ولدت ويوم آمنت وجاهدت ويوم صبرت وآثرت ويوم أقمت حدود الله واستشهدت صابراً محتسباً ويوم تبعث حياً تقود أحبّاءك على الحوض إلى جنّات النعيم.
والحمد لله ربّ العالمين
**************
[10] تأريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي للدكتور محمود البستاني: أدب الإمام علي (عليه السلام).
[11] راجع: في رحاب أئـمّة أهل البيت (عليهم السلام) للسيد محسن الأمين : 2 / 301 ـ 313 .
[12] راجع: الغدير : 3 / 106 و 7 / 378 و 379 .