• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سياسات(على أعتاب الشهادة)

سياسات
على أعتاب الشهادة [41]

نهض عمر بن سعد إلى الحسين (عليه السلام) عشية الخميس لتسع مضين من المحرّم ثم نادى: يا خيل الله اركبي، وبالجنّة أبشري، فركب الناس حتى زحف نحوهم بعد العصر والحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتبياً بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه، فسمعت اخته الضجّة فدنت من أخيها وقالت: يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال:
اني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الساعة في المنام، وهو يقول لي: انّك تروح إلينا، فلطمت اخته وجهها، ونادت بالويل.
فقال لها الحسين (عليه السلام): ليس لك الويل يا اخيّة، اسكتي رحمك الله.
ثم قال له العباس بن علي: يا أخي أتاك القوم فنهض ثم قال: يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عمّا جاء بهم؟
فأتاهم العبّاس في نحو من عشرين فارساً فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العبّاس: ما بدا لكم وما تريدون؟
قالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننا جزكم.
فقال: فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم.
فوقفوا وقالوا: القه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك.
فانصرف العبّاس راجعاً يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفّونهم عن قتال الحسين (عليه السلام).
فجاء العبّاس إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما قال القوم.
فقال (عليه السلام): ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نصلّ لربّنا اللّيلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي قد كنت احبّ الصلاة له، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والإستغفار.
فمضى العبا إلى القوم، ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول: إنّا قد أجّلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله ابن زياد، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم، وانصرف، فجمع الحسين (عليه السلام) أصحابه عند قرب المساء.
قال عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وأنا اذ ذاك مريض، فسمعت أبى يقول لأصحابه: اُثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السرّاء والضّراء اللّهمّ إنّي أحمدك على أن كرّمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد: فإنّي ? أعلم أصحاباً أو فى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً، ألا وإنّي أظنّ يوماً لنا من هؤلاء، ألا وانّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم منّ ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ ? أرانا الله ذلك أبداًُ، بدأهم بهذا القول العباس بن علي (عليه السلام) وأتبعه الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين (عليه السلام): يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم.
قالوا: سبحان الله فما يقول الناس؟ يقولون إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، ? والله ما نفعل (ذلك) ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال: أنحن نخلّي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله ? نخلّيك حتى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك.
أما والله لو قد علمت أنّي اقتل ثم احييى ثم احرق ثم احييى ثم اذري يفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتى ألقي حمامي دونك، فكيف ? أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي ? انقضاء لها أبداً.
وقام زهير بن القين رحمه الله فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله عزّ وجلّ يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجه واحد فجزّاهم الحسين (عليه السلام) خيراً.
وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال: قد اسر ابنك بثغر الري.
فقال: عند الله احتسبه ونفسي ما كنت احبّ أن يؤسر وأنا أبقى بعده.
فسمع الحسين (عليه السلام) قوله، فقال: رحمك الله أنت في حلّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك.
فقال: أكلتني السباع حيّاً إن فارقتك.
قال: فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.
قال الرواي: وبات الحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك اللّيلة ولهم دويّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد، فعبر إليهم _ أي التحق بهم ـ في تلك اللّيلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلاً.
 
________________________________________________
[41] إرشاد المفيد 230 ـ 231، واللّهوف 40 ـ 41:...


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page