سياسات
على أرض كربلاء [39]
ثم رجل الحسين (عليه السلام) من موضعه حتى نزل في يوم الأربعاء أو يوم الخميس بكربلاء وذلك في الثاني من المحرم سنة إحدى وستّين ثم اقبل على أصحابه، فقال:
الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون.
ثم قال: أهذه كربلاء؟
فقالوا: نعم يابن رسول الله.
فقال: هذا موضع كرب وبلاء، ههنا مناخ ركابنا ومحطّ رحالنا ومقتل رجالنا ومسفك دمائنا.
قال: فنزل القوم وأقبل الحرّ حتى نزل حذاء الحسين (عليه السلام) في ألف فارس ثم كتب إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين (عليه السلام) بكربلاء.
وكتب ابن زياد لعنه الله إلى الحسين صلوات الله عليه: أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد أن ? أتوسّد الوثير، ولا أشبع من الخمير أو اُلحقك، باللّطيف الخبير، أوترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية والسلام.
فلما ورد كتابه على الحسين (عليه السلام) وقرأه رماه من يده، ثم قال: ? أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق.
فقال له الرسول: جواب الكتاب أبا عبد الله؟
فقال: ماله عندي جواب لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب.
____________________________________
[39] بحار الأنوار 44/383، عن مناقب ابن شهر آشوب:...