سياسات
الحياة عقيدة وجهاد [35]
سار الحسين (عليه السلام) وسار الحرّ في أصحابه يسايره، وهو يقول له: يا حسين انّي اذكّرك الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ، فقال له الحسين (عليه السلام):
أفبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني وسأقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخوّفه ابن عمّه وقال: أين تذهب فإنّك مقتول، فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلماً
وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبوراً وخالف مجرماً
فإن عشت لم أندم وإن مت لم الم *** كفى بك ذلاّ أن تعيش وترغما
ثم أقبل الحسين (عليه السلام) على أصحابه وقال: هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادّة؟
فقال الطرمّاح: نعم يابن رسول الله أنا أخبر الطريق.
فقال الحسين (عليه السلام): سر بين أيدينا فسار الطرمّاح واتّبعه الحسين (عليه السلام) وأصحابه وجعل الطرمّاح يرتجز ويقول:
يا ناقتي ? تذعري من رجري *** وامضي بنا قبل طلوع الفجر
بخير فتيان وخير سفر *** آل رسول الله آل الفخر
السادة البيض الوجوه الزهر *** الطاعنين بالرماح السمر
الضاربين بالسيوف البتر *** حتى تحلّى بكريم الفخر
الماجد الجدّ رحيب الصدر *** أثابه الله لخير أمر
عمّره الله بقاء الدهر
يا مالك النفع معاً والنصر *** أيّد حسيناً سيّدي بالنصر
على الطغاة من بقايا الكفر *** على اللّعينين سليلي صخر
يزيد ? زال حليف الخمر *** وابن زياد عهر بن العهر
________________________________________
[35] إرشاد المفيد 225:...