اجتماعيات
من نعم الله عليكم [13]
يا أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى انه ﻻ يقوم بشكرها فالله له بمكافأته فإنه اجزل عطاءاً، وأعظم أجراً.
واعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوا النعم فتحور نقماً[14].
واعلموا ان المعروف مكسب حمداً، ومعقب اجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً[15] مشوّهاً تنفّر منه القلوب وتغضّ دونه الابصار.
ايها الناس من جاد ساد، ومن بخل رذل، وان اجود الناس من اعطى من ﻻ يرجوه، وان اعفى الناس من عفى عن قدرة، وان او صل الناس من وصل من قطعة، والاصول على مغارسها بفروعها تسمو، فمن تعجّل لأخيه خيراً وجده اذا قدم عليه غداً، ومن اراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة الى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو اكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن احسن احسن الله اليه، والله يحب المحسنين.
_________________________________
[13] كشف الغمة 2/ 204 ـ 205: خطب الحسين (عليه السلام) فقال:...
[14] حار يحور حوراً: رجع.
[15] السمج: القبيح.