مشاهير الثقات من رواته من الشيعة
المعلّى بن خنيس :
المعلّى بن خنيس مولى أبي عبد اللّه عليه السلام، إِن من تتبع أحاديثه عرف أنه من أهل الفقه والمعرفة بمنزلة الإمام، ومن أعيان الأصحاب، والذي يدلّ على علوّ مقامه عند الإمام حُزن الإمام على قتله، وخروجه من داره مغضباً يجرّ رداءه وإِسماعيل ابنه خلفه، وهو يقول «إِن المرء يصبر على الثكل ولا يصبر على الحرب» حتّى دخل على قاتله داود بن علي العبّاسي والي المنصور، وقال له : يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي، وما هدأ حاله حتّى اقتصّ ممّن قتله، وهو السيرافي صاحب شرطة داود، ولمّا قدّموه لأن يقتل اقتصاصاً جعل يصيح : يأمروني أن أقتل لهم الناس ثمّ يقتلونني.
وقال الصادق عليه السلام لمّا قُتل المعلّى : أما واللّه لقد دخل الجنّة، وقال : اُفٍّ للدنيا، سلّط اللّه فيها عدوّه على وليّه، الى ما سوى ذلك ممّا يشهد له بالمنزلة الرفيعة، وما قتله داود إِلا لأنه كان من قوام أبي عبد اللّه عليه السلام، وبعث عليه ليدلّه على شيعة الصادق وأصحابه، فأبى عليه المعلّى فهدّده بالقتل إِن لم يخبره فأصرَّ على الكتمان، وهذا شاهد على تحرّجه في الدين، وسخائه بنفسه دون تلك الصفوة المنتجبة، فرضوان اللّه عليه وعليهم، وقد سبق ذكره في «1 : 122 و259».