مشاهير الثقات من رواته من الشيعة
حمران بن أعين :
حمران بن أعين الشيباني مولاهم أخو زرارة، روى عن الباقر والصادق عليهما السلام، منزلته عندهم لا يضارعه فيها من رجالهم إِلا نادر، وكيف ترى مقام من يقول له الباقر عليه السلام : «أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة» ويقول فيه : «حمران من المؤمنين حقاً لا يرجع أبداً» ويقول فيه الصادق عليه السلام : «مات واللّه مؤمناً» ويقول فيه : «حمران مؤمن من أهل الجنّة لا يرتاب أبداً، لا واللّه لا واللّه» ويقول فيه : «ما وجدت أحداً أخذ بقولي، وأطاع أمري، وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما اللّه، عبد اللّه بن أبي يعفور، وحمران بن أعين، أما إِنهما مؤمنان خالصان من شيعتنا» ويقول فيه : «حمران مؤمن لا يرتدّ أبداً» ويقول فيه : «نِعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة نأخذه بيده ولا نزايله(1) حتّى ندخل الجنّة جميعاً» الى نظائر هذه الكلمات الواردة فيه عنهما عليهما السلام، وهذه كما ترى تنبئ عن ارتفاع مقامه عندهم درجة لا يشاركه فيها إِلا قليل، على كثرة رجالهم، وكثرة أهل الورع والهُدى فيهم، كما قرأت وستقرأ، وكما دلّت هذه الكلم على ارتفاع منزلته لديهم دلّت على رسوخ إِيمانه، وثبات يقينه، الى حدّ يؤمن من تضعضعه، وإِن مرَّت عليه العواصف وساورته المحن ونهشته النوائب، على أن عصره من أهمّ العصور التي اختبرت المحن والفتن فيها سرائر الرجال، لا سيّما أهل العلم والفضيلة منهم لما لهم من المكانة بين الناس يوم ذاك.
وما كان حمران فقيهاً فحسب، بل كان من علماء الكلام، وحملة الكتاب، ويذكر اسمه في أهل القراءات، وكان أيضاً من علماء اللغة والنحو فهو جامع لجهات الفضل.
______________________________
(1) نفارقه.