• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التقيّة

التقيّة

تمهيد:
مُني الامام الصادق عليه السّلام من بين الأئمة بمعاصرة الدولتين المروانيّة والعبّاسيّة، اللتين حاربتا الشريعة وصاحبها النبيّ الأمين بمطاوعة الشهوات والتفنّن باللذات.
ثمّ تنبغ من بين هاتيك المعازف والقيان وذلك الجور والفجور رجالات البدع والمذاهب، والآراء والأهواء، ناصبين فخاخهم لصيد السمعة والصيت حين لا محاسب ولا معاقب، ولا ناهي ولا آمر، بل كانت السلطة قد تروّج تلك الاختلافات، فيما يضعف من مذهب أهل البيت ويقلّل من أنصاره.
ولقد كان أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام يشاهد ذلك الصراع القائم بين الدين والحكومتين، وبين الحقّ وأرباب هاتيك البدع.
فماذا تراه سيتّخذ من موقف في وسط هذا المحيط المائج ؟ أيعلن الحرب على السلطة والبدع وهو يعرف الناس وتخاذلهم عن الحق.
وكم شاهد وسمع من غدرة بعلوي، ونكثة بهاشمي، ولا يهمّه ذلك لو كان يصل الى غرضه كما فعل الحسين عليه السّلام، فليست نفسه بأعزّ من الدين عليه، ولكنه يعلم يقيناً بأن ذلك سيقضي على نفيس حياته، دون أن يسدي الى الدين نفعاً، ويجرّ له مغنماً أو أنه يلتزم الصمت أمام ذلك الصراع وفيه مسؤوليّة كبرى أمام اللّه وأمام صاحب الشريعة فلا بدّ إِذن من مخرج لتخليص الدين من هذا الصراع، مع سلامة نفسه وصفوة رجاله من مخالب تلك الاُسود الضارية.
فكانت سياسته الرشيدة في سبيل ذلك نشر العلوم والمعارف وبثّ الأحكام والحِكم وافشاء الفضائل، وكبح الضلالات بالحجّة في ظلّ (التقيّة) التي اتّخذ منها جنّة ودريئة لتنفيذ سياسته الحكيمة، فكانت تعاليمه خدمة للشريعة، وعباداته إِرشاداً للناس، ومناظراته مناهضة للبدع، فاستقام مجاهداً على ذلك الى أن وافاه الأجل.
فوجب أن نتكلّم عن التقيّة لأجل ذلك في فصل مستقل.
دليل التقيّة:
إن التقيّة من الوقاية، فهي جنّة تدرأ بها المخاوف والأخطار وموردها الخوف على النفيس من نفس وغيرها.
ودليلها: الكتاب، والسنّة، والعقل، والاجماع عند الشيعة، أمّا الكتاب فيكفي منه قوله تعالى «لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إِلا أن تتّقوا منهم تقاة ويحذّركم اللّه نفسه»(1) فجوّز تعالى للمؤمنين أن يتظاهروا في ولاء الكافرين عند التقيّة والخوف من شرّهم، الى غيرها من الآيات التي سيرد عليك بعضها.
وأمّا السنّة فما جاء عن أهل البيت وغيرهم أكثر من أن يحصر، وسنذكر شطراً منه في طيّ هذا المبحث، وكفى من السنّة ما رواه الفريقان في قصّة عمّار، حتّى عذره اللّه سبحانه في كتابه العزيز فنزل في حقّه «إِلا من اُكره وقلبه مطمئن بالايمان»(2).
وأمّا إِجماع الشيعة على المشروعيّة بل الوجوب فلا نقاش فيه، لنذكر مصادره، لأن أمر التقيّة ولزومها عند أهل البيت وشيعتهم لا يختلف فيه اثنان.
وأمّا العقل فلأنه بالبداهة يحكم بوجوب المحافظة على النفس والنفيس ما استطاع المرء اليها سبيلاً، ويمنع من إلقاء النفس بالمهالك، وقد نهى عن ذلك الكتاب العزيز أيضاً فقال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة»(3) وقال سبحانه «ولا تقتلوا أنفسكم إِن اللّه كان بكم رحيماً»(4).
وسيرة أرباب العقول جارية على وفق هذا الحكم العقلي، بل ان غريزة البشر على التقيّة، فإنك لو حللت بدار قوم يخالفونك في المذهب أو المبدأ السياسي، وتخشى منهم لو علموا ما أنت عليه لكنت تسرّ ما عندك بطبعك وفطرتك ما استطعت، من دون أن تعرف حكم العقل أو الشرع في هذا الشأن.
ولو استعرضت تأريخ الاسلام من البدء لوجدت أن التقيّة كانت ضرورة يلتجأ اليها، فقد أخفى النبي صلّى اللّه عليه وآله بدء الدعوة أمره حتّى دعا بني هاشم وأمره اللّه سبحانه أن يصدع بأمره(5)، وتكتّم المسلمون في إِسلامهم قبل ظهوره وانتشاره، وتستّر أبو طالب في إِسلامه ليتسنّى له الدفاع عن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وليبعد عنه التهمة في دفاعه.
وكيف عاد الأمر عكساً يوم ارتفع منار الاسلام فصار أهل الكفر في مكّة والمدينة يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر.
إبتداء التقيّة ومبرّراتها:
ما كانت تقيّة الشيعة مبتدأة من عصر الصادق عليه السّلام بل كانت من عهد أمير المؤمنين عليه السّلام حتّى أنه كان قد استعمل التقيّة بنفسه في اكثر أيامه، إِنك لتعلم أنه من بدء الخلافة كان يرى أن الخلافة له، ويراها ثلّة من الناس فيه، ولكنّه لمّا لم يجد أنصاراً وادَعَ وصمَت هو وأصحابه، ولو وجد أربعين ذوي عزم منهم لناهض القوم - على حدّ تعبيره نفسه - وان النّاس حتّى من يخالفه لتعلم أن له رأيه في القوم ومن ثمّ أرادوه للبيعة في الشورى على اتباع سيرة السلف فأبى إِلا على كتاب اللّه وسنّة رسوله.
وكان يتكتّم كثيراً بما يرى التقيّة في إبدائه حتّى بعدما صار الأمر اليه لعلمه بأن في الناس من يخالفه ويناوئه، فلو باح بكلّ ما عنده لم يأمن خلاف الناس عليه، كيف وقد نكثت طائفة، وقسطت اُخرى، ومرق آخرون، فلو صارح بكلّ ما يعلم ويرى لانتقضت عليه أطراف البلاد.
ومع أن الكوفة يغلب عليها الولاء والتشيّع وهي عاصمة ملكه ما استطاع أن يغيّر فيها كلّ ما ورثوه من العهد السابق، كما لم يطق أن يبوح فيها بكلّ ما يعلم إِلا القليل، هذا وهو صاحب السلطتين: الروحيّة والزمنيّة، فكيف إِذن به يوم كان أعزل، وكيف بأولاده والسطوة والقوّة عليهم.
لم يتّخذوا التقيّة جنّة إِلا لما يعلمون بما يجنيه عليهم وعلى أوليائهم ذلك الإعلان، وقد أمر بها أمير المؤمنين قبل بنيه، فإنه قال في بعض احتجاجاته كما يرويه الطبرسي(6) في الاحتجاج: وآمرك أن تستعمل التقيّة في دينك - إِلى أن يقول -: وتصون بذلك من عرف من أوليائنا واخواننا فإن ذلك أفضل من أن تتعرّض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين وصلاح إِخوانك المؤمنين، وإِيّاك ثم إِيّاك أن تترك التقيّة التي أمرتك بها فإنك شاحط بدمك ودماء إِخوانك، متعرّض لنفسك ولنفسهم للزوال، مذلّ لهم في أيدي أعداء الدين وقد أمرك اللّه بإعزازهم، فإنك إِن خالفت وصيّتي كان ضررك على إِخوانك ونفسك أشدّ من ضرر الناصب لنا الكافر بنا.
فانظر كيف يأمر أمير المؤمنين وليّه بالتقيّة، ويكشف له عن فوائدها والضرر في خلافها.
ظهر التشيّع والشيعة أيام أمير المؤمنين، لأن السلطان بيده مرجعه ومآله حتّى عرفتهم أعداؤهم في كلّ مصر وقطر، فماذا ترى سيحلّ بهم بعد تقويض سلطانه ؟
لقد حاربهم معاوية بكلّ ما اوتي من حول وقوّة وحيلة وخديعة، فكان من تلك الوسائل سبابه لأبي الحسن وأمره به ليربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير كما يقول هو، وفي ذلك أيّ حرب لهم وإذلال، ثمّ قتل المعروفين من رجالهم، والمشهورين من أبدالهم وكان أكثر بالكوفة فاستعمل عليهم زياداً وضمّ اليه البصرة وهو بهم عارف، يقول المدائني: فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشرّدهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم(7).
وأمّا الذين لم يتمكّنوا من الهرب لمعروفيّتهم في البلاد أو هربوا وأدركهم الطلب فكان نصيبهم الموت الأحمر، أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وعمرو بن الحمق وأضرابه.
ويقول العبري في تاريخ ص 87: وكان معاوية قد أذكى العيون على شيعة علي فقتلهم أين أصابهم.
ويقول الباقر عليه السّلام عند ذكرى النوازل بهم وبأوليائهم: وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السّلام فقتلت شيعتنا بكلّ بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع الينا سجن ونهب ماله وهدمت داره(8).
كان معاوية يخشى الحسن عليه السّلام، لأن الناس منتظرة لنهضته، وما صالح معاوية إِلا على شروط، منها أن تعود الخلافة اليه بعده ومن ثمّ عاجله بالسمّ، فالناس طامحة الأنظار لأبي محمّد، مادام أبو محمّد في قيد الحياة ومع تلك الرهبة من أبي محمّد وخشيته جانبه كان تلك فعاله، فكيف حاله مع الشيعة بعد موت الحسن عليه السّلام.
ولمّا عاد الأمر ليزيد وابن زياد كانا أقوى في الفتك وأجرأ في السفك من معاوية وزياد، فقد قتل ابن زياد مسلماً وهانياً ورشيداً الهجري وميثماً التمّار وفتية شيعيّة، وملأ من الشيعة ووجوهها السجون، حتّى بلغت في حبسه اثني عشر ألفاً، ثمّ لحق ذلك حادثة الطف.
وما نسيت هذه المشانق والمرازئ حتّى جاء دور الحجّاج وفتكه، ولنترك إِمامنا الباقر عليه السّلام يحدّثنا عن هذا الدور الذي شاهده بنفسه، فيقول: ثمّ جاء الحجّاج فقتلهم - يعني الشيعة - كلّ قتلة وأخذهم بكلّ ظنّة وتهمة، حتّى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحبّ اليه من أن يقال له شيعة علي عليه السّلام(9).
فكان هذا دأب الاُمويّين مع العلويّين وشيعتهم، وقد عرفت شطر تلك السيرة ممّا سبق.
ولو استطردت أنباء العصر العبّاسي لعلمت أن الدولة العبّاسيّة اقتدت بالاُمّة الاُمويّة في سيرتها القاسية مع العلويّة وأوليائهم، وأمامك ما سلف ممّا حدّثناك به عن الاُمويّة والعبّاسيّة وما جنتاه على أهل البيت من قسوة واعتداء.
أفيستطيع بعد تلك النوائب والمصائب أن يجهر أهل البيت أو شيعتهم بما يرونه من الدين ومعارضة السلطة في المبدأ والمعتقد والسيرة والعمل ؟
بوجدانك أيها البصير ما كنت صانعاً لو تمرّ عليك وعلى أتباعك أمثال تلك الوقائع وأنت رائد ومسؤول، أفتغريهم بإعلان ما يجعلهم مجزرة للأعداء وهدفاً للناقمين، أم تحتّم عليهم الكتمان والتستّر هرباً من تلك المجازر، وفراراً من مرارة العذاب والتنكيل ؟
واذا كانت العترة أحد الثقلين اللذين بهما حفظ الدين ونواميسه تستأصلهم الحراب والحروب فهل يبقى للدين منار مرفوع أو ظلّ ممدود.
إِذن لا محيص من التقيّة إِذا أرادت العترة ملازمة القرآن وتعليم ما فيه حتّى يردا الحوض معاً على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وإِذا أرادوا كشف ما عليه اولئك المسيطرون على الناس من الظلم وبيان ما عليه اولئك المبتدعون في الدين من الضلالة والجهالة.
ولذلك يقول الصادق عليه السّلام: التقيّة ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقيّة له، وإِنَّ المذيع لأمرنا كالجاحد به، وقال عليه السّلام لجماعة من أصحابه كانوا عنده يحدّثهم: لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إِلا أهله فإنَّ المذيع علينا سرّنا أشد مؤونة من عدوّنا، انصرفوا رحمكم اللّه ولا تذيعوا سرّنا(10).
ويقول عليه السّلام: نفَس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل اللّه(11).
ويقول عليه السّلام لمدرك بن الهزهز(12): يا مدرك إِن أمرنا ليس بقبوله فقط ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، أقرى أصحابنا السلام ورحمة اللّه وبركاته وقل لهم رحم اللّه امرأً اجتر مودّة الناس الينا فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون(13).
وكانوا دائبين على تلك الوصايا لأصحابهم حتّى أن جابراً الجعفي الثقة الثبت الراوية عن الباقر والصادق يقول: رويت خمسين ألف حديث ما سمعها أحد مني، بل قيل كانت سبعين وقيل تسعين ألفاً عن الباقر فحسب ولم يحدّث بها أحداً من الناس(14).
ولذلك يقول الصادق عليه السّلام للمعلّى بن خنيس: لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا، إِن شاءوا أمنوا عليكم، وإن شاءوا قتلوكم. وكان يقول عليه السّلام: ما قتل المعلّى إِلا من جهة إِفشائه لحديثنا الصعب(15).
وما اكثر ما جاء عنه من الردع عن إذاعة سرّهم والإفشاء لحديثهم وأن المذيع له قاتلهم عمداً لا خطأً(16)، فهذه الأحاديث وغيرها تكشف لك سرّ أمرهم بالتقيّة، فكأَنَّهم يعلمون بأن الناس سوف تستهدف الشيعة على التقيّة فأبانوا الوجه في إلزامهم بها واستمرارهم عليها.
أثر التقيّة في خدمة الدين:
وأمّا أثر التقيّة في خدمة الدين والمجتمع الشيعي فلا يكاد يجهل، فإن الكوفة أيام زياد ضعف فيها التشيّع حتّى لم يبق بها من الشيعة معروف وبلغ الحال بها أيام الحجّاج إِلى أن ينسب الرجل إِلى الكفر والزندقة أحبّ اليه من أن ينسب إِلى التشيّع، ولكن لم تمض برهة على تشديدهم على الشيعة في اعتزال الناس والسياسة واختفائهم وراء حجب التقيّة حتّى بلغ رواة الصادق عليه السلام أربعة آلاف أو يزيدون كما أحصاهم ابن عقدة، والشيخ الطوسي طاب ثراه في كتاب الرجال، والطبرسي في أعلام الورى، والمحقّق الحلّي في المعتبر، وكان اكثرهم من أهل الكوفة، وكان الحسن بن علي الوشا(17) يقول: لو علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فإني أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كلّ يقول: حدّثني جعفر بن محمّد عليهما السّلام، على أن الوشا لم يدرك من تلك الطبقة إِلا قليلاً.
فهناك تعرف السرّ لماذا كثرت الرواية عنه عليه السّلام ؟ ولماذا صار منهل العلوم والمعارف ومصدر الأحكام والحكم ؟ ولماذا صار مذهباً لأهل التشيّع ؟
ولماذا روى عنه حتّى أئمة القوم وأعلامهم، أمثال مالك وأبي حنيفة والسفيانين وأيوب السختياني وشعبة وابن جريح وغيرهم ؟، كلّ ذلك لما كان عليه من البُعد عن مجتمع الناس الذي يجلب التهمة اليه بطلب الرياسة والخلافة، ولتستّره في نشر العلم والأخلاق، ولولا ذلك لما ظهرت علومه وفضائله، ولولا ذلك لما عرف الناس شأن أهل البيت وحقيقة القرآن وعلوم الدين، ولولا ذلك لما وضح ما كان عليه أرباب السلطتين، ولولا ذلك لما بادت كثير من الفِرق الباطلة، وقامت الحجّة عليها من ذوي الفقه والكلام، ولولا ذلك لما بلغت الشيعة سبعين مليوناً، وحلّت في كلّ صقع واحتلّت كثيراً من البلاد(18).
فمن ههنا تعرف أثر التقيّة في خدمة الدين والشريعة، وردّ عوادي الظلم والضلالة، وتعريف الناس حقائق الايمان، وبطلان الشبهات والمبتدعات.
فلا أخالك بعد هذا البيان تصغي إِلى شيء من الغمز في التقيّة ونسبة الشيعة إِلى الباطنيّة من جرّاء ذلك التكتّم في الاعتقاد، والتستّر في المذاهب.
وما كان هذا الإسهاب إِلا لرفع النقاب عن محيا الحقيقة لمن يزعم أن التقيّة مجهولة المحاسن، لأنها حجاب كثيف وعسى أن يكون ما وراء الحجاب ألف عيب وألف نقص، ومن يتّقي في عقيدته كيف يعرف الناس ما لديه ويرون جمال ما يضمره، أترى يصحّ هذا الغمز والنبز بعدما ألمسناك فوائدها، وأريناك منافعها ؟
على أن اليوم بفضل المطابع قد انتشرت علوم الشيعة وعقائدهم، فأين الكتمان وأين الإتّقاء ؟ وما كان الإتّقاء إِلا في ذلك العهد يوم كانت الشيعة قليلي العدد والاُهبة، ولو مسحهم السيف لم يبق للبيت وأهله ذكر وعلم وحجّة ورواية، وأمّا اليوم فهم في جنّة واقية من نشر هاتيك الكتب التي ملأت الخافقين، ولم تدع عذراً لكاتب وقارئ يزعمان أن مذهب الاماميّة باطنيّاً يتستّر بالتقيّة، لا نعرف مبادية وعقائده، ولا اُصوله وفروعه، فإن كتبهم بالأيدي، في كلّ علم وفن، ومصادرهم مقروّة ومداركهم مبثوثة.
______________________________
(1) آل عمران: 28.
(2) النحل: 106.
(3) البقرة: 195.
(4) النساء: 29.
(5) الحجر: 94.
(6) أحمد بن علي بن أبي طالب من علماء الطائفة وشيوخهم، وكتابه الاحتجاج كثير الفوائد جليل النفع.
(7) شرح النهج: 3/15.
(8) شرح النهج: 3/15.
(9) نفس المصدر.
(10) بحار الأنوار: 2/74/42.
(11) بحار الأنوار: 2/64/1.
(12) أو ابن أبي الهزهاز النخعي الكوفي روى عن الصادق عليه السلام وروى عنه الثقات.
(13) بحار الأنوار: 2/77/62.
(14) بحار الأنوار: 2/69/ 21 - 22.
(15) بحار الأنوار: 21/71/34.
(16) بحار الأنوار: 2/74/45.
(17) البجلي الكوفي من وجوه الطائفة ومن أصحاب الرضا عليه السلام وثقات رواته، وله كتب، وله مسائل الرضا عليه السلام، ترجم له الرجاليّون كلّهم.
(18) استوفينا البيان عن الشيعة وعددهم وبلدانهم في كتابنا «تاريخ الشيعة» وقد أخرجته المطابع فاقرأه ففيه عن ذلك بلغة ومتعة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page